رواية بكل الحب "داليا وسليم" (كاملة جميع الفصول) بقلم ناهد خالد
حتي وإن كانت مؤقته
تمتم بخفوت وعيناه مازالت مغمضه
محدش حضڼي كده من يوم ماما ما ماټت
ردت بمرح لتحاول التخفيف عنه
وأنت عاوز مين يحضنك إن شاء الله !
أكمل حديثه وكأنها لم يسمعها
أوقات كتير كنت بتعب من الدنيا زي دلوقتي وكنت بتمني لو أمي عايشه أرمي نفسي في حضنها وأنسي كل حاجه ولو لدقايق
ربنا يرحمها حضنها كان حلو كده
سألته بالأخير وعيناها تمتلئ بالدموع لشعور لم تعشه يوما
وعلي غفله منه قال
اوي أنت مش متخيله الراحه الي كنت بحسها رغم أنها مېته من 5 سنين بس حاسس وكأنها مېته من 50 سنه
تمتمت بخفوت
مش متخيله فعلا
لو أن أحد نظر لعيناها الآن لشعر أنها علي وشك الإڼفجار حمراء بشده ودموعها التي أبت أن تحررها تحتبس بها كمجري مائي أعيق طريقه بلعت ريقها بصعوبه وهي تقول
أخذ نفس عميق قبل أن يبدأ بسرد كل ما حدث كانت تستمع له بحزن علي شعوره وتواسيه ببعض الكلمات
حتي مرت ساعات وهما هكذا بل أنه غفي بين أحضانها أما عنها فكيف تغفو بعد أن فتح بها چرحا ماضيا دون قصده ابعدت رأسها للجهه الأخري وعيناها تسقط الدموع كتساقط الأمطار في ليله شتويه قاسيه قاسيه كقسۏة ذكرياتها تماما
ماشي هطلقك وتغوري بس بنتي مش هتطلع من بيتي
ردت الأخيره بسخريه
ومين قالك أني عايزاها أنا مش هوقف حياتي عشانها أنا لسه صغيره وعاوزه أشوف حالي خليهالك أنت تربيها ما أنت علي قلبك قد كده بس تديني المؤخر
العيب مش عليك العيب عليا أني اتجوزت واحده كانت في يوم من الأيام جليسه لأمي العيب عليا أني مسمعتش كلامها الله يرحمها لما قالتلي دي عينها فارغه وبتلف عليك عشان فلوسك دلوقتي بعد مانضفتك وخليتك هانم وبعد ست سنين جواز جايه تبعيني وتبيعي بنتي
وضعت يدها في خصرها بطريقه سوقيه وقالت
دلوقتي كارهه العيشه الي حفيت عشانها بنتي! هي فعلا بنتي وأنا هنسيها أشكالك
رمي بورقه في وجهها وقال
خدي مؤخرك اهو يكش بس يملي عينك الفارغه أنت طالق وبكره هطلقك عند المأذون ومشوفش وشك تاني ولا تقربي من بنتي أنت من دلوقتي مېته بالنسبه لينا
لم يعلم كم مر عليه من وقت ولكن أخيرا فتحت عيناه لتعلن عن استيقاظه شعر بأنه مازال بين أحضانها وقد كان حين شعرت به أغمضت عيناها مدعيه النوم كي تهرب منه ومن أي سؤال قد يطرحه حينما يري شكل وجهها رفع رأسه ليجدها مغمضة العينين ولكن إحمرار وجهها وأرنبة أنفها خاصة بشكل مبالغ به ورغم إطباق جفنيها ظهر ورم طفيف أسفل عيناها المغلقتان من كثرة البكاء ابتعد عنها بقلق وهو يهتف
داليا
لم تجيبه فأدرك أنها تدعي النوم فهتف بقلق حقيقي
داليا افتحي عينك أنا عارف أنك صاحيه
وبالفعل فتحت عيناها ولكن لم تنظر له بل قالت
أنا محتاجه أنام الوقت اتأخر تصبح على خير
أمسك يدها قبل أن تقوم وبالأخري أمسك وجهها يرفعه له يحاول تفحص ملامحها أكثر وهو يقول
مالك يا داليا
نفت برأسها قبل أن تقول بخفوت
أنا كويسه
رد باستنكار
كويسه أنت مش شايفه نفسك عامله ازاي! كنت بتعيطى لى أيه اللي حصل عشان تعيطى للدرجادى!
ذمت شفتيها تمنع الإنخراط في بكاء أعنف فما أصعب أن تتحكم بنفسك حين يسألك أحدهم عما بك وأنت تحمل الكثير
مفيش افتكرت حاجه ضايقتنى
تسائل بفضول
حاجة أيه
تنفست بعمق وهي تقول
مفيش أنا عاوزه أنام تصبح على خير
ولم تعطي له فرصه للحديث بل سحبت نفسها عنوه وابتعدت متجهه لغرفتها
ناهد خالد
مرت دقائق قبل أن يتجه لغرفتها لم يستطع أن ينام دون أن يطمئن عليها أثارت ريبته بمظهرها يعلم أن هناك شئ تخبأه ولكن يخشي أن يكون هو السبب بحالتها دون قصد منه
ما أن اقترب من باب غرفتها حتي استمع لصوت شهاقتها المكتومه شعر بشئ سئ يوخز قلبه وشعور أسوء يجتاحه مابها! ما كل هذا الحزن الذي ظهر عليها فجأه ودون سابق إنزار عزم علي ضرورة معرفة ما بها
استمعت لصوت مقبض الباب يدار فأغلقت عيناها وأخفت شهاقتها لتدعي النوم
شعرت باقترابه منها ومن ثم جلوسه بجوارها وفجأه وجدت يده تحط علي كتفها
داليا ممكن تقومى أنا عاوز أتكلم معاك
لم يصدر منها سوي همهمه بسيطه جعلته يهتف بضجر
بطلي استهبال أنا عارف أنك مش نايمه سمعتك وأنت بتعيطى
اعتدلت في نومتها ونظرت أمامها تقول
نعم يا سليم
لف حتي جلس أمامها وهو ينظر لعيناها المضجره بالحمره وقال بلوعه صادقه
مالك بس أيه الي حصل عشان الي أنت عملاه في نفسك ده
لم تجيبه والتزمت الصمت فأكمل
طب أنا زعلتك قولت حاجه تزعلك من غير ما أقصد
نفت بهدوء وهي تقول
أنا بس افتكرت بابا
زفر بنفاذ صبر وقال پحده
داليا!
ضغطت علي شفتيها حين استشعرت عدم تصديقه لها قالت بهمس يكاد يسمع
افتكرت ماما لما اتكلمت عن مامتك
وهنا استشعر صدقها اضطربت أنفاسه وهو يدرك أنه ودون قصد منه عبث بذكريات حزنها قال بتوتر
أنا آسف مخدتش بالي أ
قاطعته وهي تقول بحسره
لا متعتذرش أنا بس لما اتكلمت عن افتقادك لحضن مامتك حسيت أني مش عارفه أفهم شعورك يمكن لأني مش فاكره حضنها ويمكن ملحقتش تحضني
شردت بذكريتها بعيدا وهي تكمل بحزن دفين
في حاجات كتير أوي
افتقدتها حاجات كتير كانت المفروض تبقي جنبي فيها ومكانتش بابا كان معايا دايما بيحاول يعوضني بس للأسف مش كل حاجه كان ينفع يحل محلها فيها احتاجتها كتير اوي بس ولا مره قلت عشان بابا ميحسش أنه فشل يعوضني عنها
كانت دموعها تتهاوي دون شعور منها شعرت بكفيه يمسحان دموعها برفق فخرجت من شرودها ونظرت له وجدته يكوب وجهها بين كفيه وهو يقول بابتسامه
طب تسمحيلى أجرب الي عمي الله يرحمه فشل فيه !
قطبت حاجبيها بعدم فهم فأكمل
محتاج فرصه أجرب فيها ولو فشلت
صمت قليلا ثم قال بمرح
نجرب تاني احنا ورانا حاجه!
ردت بسخريه
لي محسسني أننا هنفضل مع بعض كتير!
تنهد بهدوء وهو يتفهم حديثها وقال بحماس
أيه رأيك ندي لبعض فرصه يعني أنا شايف إن الشهر ونص الي قضيناهم سوا كانوا لطاف أوي شايف أننا متفاهمين ولو كملنا يمكن تكون حياتنا ناجحه ونقدر نبني أسره سعيده
نظرت له بتمعن قبل أن تقول
عشان طلقت ريهام
نفي برأسه سريعا وقال
لأ أنت مش بديل يا داليا أعتقد إننا قضينا أسبوعين من قبل حتي ما أعرف حقيقة ريهام معتقدش أن طريقتي كانت مختلفه معاك متغيرتش عن طريقتي لما عرفت حقيقتها وقررت أني مش هكمل معاها أنا بجد عاوز ناخد فرصه عشانا مش عشان اي حاجه تانيه وطبعا القرار ليك
تسائلت بلهفه وقلبها يرقص من حديثه ومن تلك الفرصه التي يتحدث عنها والتي تمثل لها حياه
أيه الي خلاك تغير رأيك يعني أيه الي جد عشان تقرر تكمل وناخد فرصه
أمسك كفيها وهو يقول بابتسامه سحرتها
أتعودت أتعودت عليك مبقتش شايف البيت من غيرك لما بدخل الجناح أول حاجه بدور عليها أنت ولما بكون في الشغل ببقي عاوز أخلصه وأرجع حبيت البيت بوجودك فيه يا داليا شوفته بعين تانيه عين أحلي وأجمل برتاح في الكلام معاك وبحس فيك عوض عن أمي يمكن ده حسيته من راحتي في الكلام معاك ويمكن من راحتي بقربك وفي حضنك ويمكن لأن من يوم ما توفت وأنا بطلت أعمل حاجات كتير رجعت أعملها معاك زي أني بقيت بتغدي في البيت وبفطر قبل ما أنزل وأرجع بدري ونسهر قدام ال TV ونتكلم وفي ايد تانيه بتعمل الي اتعودت أعمله من يوم ۏفاتها في حد بيهتم بيا وبهتم بيه حاجات كتير أكتر من أني أقعد أعدهالك دلوقتي بس أنا عاوزك في حياتي وبتمني لو ننجح أننا نكمل مع بعض وأنا واثق أننا إن شاء الله هننجح
أغمضت عيناها تخرج نفسها من حالة الهيام التي أنتابتها أثر حديثه يكفيها ما قاله ويفيض لم تحلم يوما أن يقول ربع حديثه هذا بل وبهذه السرعه!
لي واثق أننا هنكمل الحياه الزوجيه غير الحياه الي فاتت الفتره الي فاتت مكنش حد مننا بيدخل في حياة التاني ومكناش بالقرب الي هنكونه لما نقرر نكون زوجين بجد في أمور تانيه كتير هتدخل حياتنا والأكيد هيدخل معاها بعض المشاكل
هتف بإصرار
كل ده طبيعي مفيش حياه ورديه بس أوعدك أنك لو وافقت هعافر لآخر نفس عندي في علاقتنا الجديده
وهل لها أن ترفض! مسكين لا يعلم أنها منذ الكلمه الأولي كادت تخر خاضعه لحديثه وتعطيه ألف فرصه وليست فرصه واحده
موافقه
ناهد خالد
وكانت نقطة البدأ
البدأ لشهر آخر مر في سعاده وراحه لم تشعر بها من قبل ولم يشعر بها هو أيضا أصبحوا أقرب وأقرب أصبحت هناك مشاعر خفيه تطوف بأرجاء المنزل لتعطيهم الكثير من السعاده وضحكات تزلزل أركانه يغمض كلا منهما عيناه براحه ونشوه لم يعرفوها من قبل والأكثر أنهم يغمضون أعينهم وهم يتمنون أن يمر الليل بسرعة البرق ليستيقظوا فيروا بعضهما مره أخري يشتاقون لفراقهم ليلا! ولهذا قرر سليم منذ أسبوعان دمج شركاته مع شركتها وأصبحوا تحت سطوة إداره واحده مكتب واحد يضم كلايهما رغم تذمرها ورغبتها في مكتب منفرد لكنه لم يلتفت لها ولعله علم في الثلاثين يوما الماضيين أنه أحبها استوطنت قلبه واحتلت حياته كغزو مفاجئ دون حسبان ولكنه مرحب !
ناهد خالد
سليم!
همهم وهو ينظر للأوراق أمامه بدقه وتركيز ذمت شفتيها بضيق وقالت
أنا جعانه
رفع نظره لها وقال بابتسامه حانيه
عنيا تاكلي أيه
قطبت حاجبيها بتذمر تقول
أنت برضو هتطلب دليفري
تنهد قبل أن يسألها بحذر
اومال عاوزه اي يا داليا
ابتسمت بحماس تقول
تعالي ننزل ال rest area الاستراحه وناكل تحت
ابتسم باقتضاب
ياحبيبتي مانا هطلب الأكل من ال rest area!
ايوه بس هنا!
قال بنبره حازمه
مش هننزل نقعد في وسط موظفين الشركه كلهم وناكل يا داليا وأنت عارفه أني مش هوافق
ردت پحده
لي مالهم الموظفين!
مالهمش بس احنا هنا بنبقي علي راحتنا مش هرتاح معاهم
تمتمت بخفوت
قطب حاجبيه يتصنع عدم السماع وكبت ضحكته بصعوبه
بتقولي حاجه يادودي
ابتسمت بغيظ وقالت
لأ
وكالعاده يفوز هو وينفذ