رواية احتيال وغرام (كاملة جميع الفصول) بقلم رحمه سيد
على أصابع الدهشة التي امتدت لتعبث بملامحه التي كانت مزدردة قاسېة لتصبح مدهوشة متصنمة !
فأكمل الضابط مؤكدا ما سمعه حامد منذ ثوان
يلا يا حامد تعالى امضي عشان تخرج
تحت امرك يا باشا
وما إن انتهى وخرجوا امام المركز وقفت ليال امام والدها بهدوء وجمود تام تخبره
أتمنى إنك تخرج من حياتي نهائيا وتنسى إنك خلفت بنت في يوم من الأيام
اصلا مش عايزك يا بنت زينب وفعلا معنديش بنات!
ثم ألقى نظرة متهكمة تجاه يونس قبل أن يتابع
بس
لما المحروس يندمك مترجعيش ټعيطي
وبعد ساعات طويلة
وصل كلا من بدر وأيسل البلد من جديد ولكن شتان ما بين حالهم وهم ذاهبون وحالهم وهم عائدون !
ألقى بدر نظرة تجاه أيسل المېتة وهي على قيد الحياة رباااه وكأنها ذهبت بروحها لتتركها هناك ثم
لم يفكر بالعودة للقصر حيث فاطمة لأن أيسل وبحالتها تلك تحتاج أن تفرغ شظايا الألم التي غرزت بين ثنايا قلبها واحدة واحدة وهو متأكد أنها لن تفعل مع فاطمة لن تشعر فاطمة أنها لم تنجح في سد خانة الأم في حياتها لن تشعرها أنها فشلت في تعويضها
هي نجحت وجدا ولولاها لكانت حياة أيسل اصبحت اسوء واسوء ولكن الأم تلك الفطرة التي خلقنا عليها لا ترضى سوى بالأم الحقيقية سدا لجوعها !
يلا يا حبيبتي وصلنا
نزلت معه أيسل دون أن تنطق بحرف ودلفوا للمنزل ليجدوا الجميع جالسين على السفرة يتناولون عشائهم وبالطبع تعجب عيونهم من حالة أيسل الباهتة المدمرة
لتنهض ليال بسرعة تتوجه نحو أيسل وهي تسألها بقلق حقيقي
في إيه مالك يا أيسل
للاسف والدتها الحقيقية اټوفت النهارده وقدامنا
شهقت ليال تضع يدها على فاهها لتكتم شهقتها وقد أدركت الفجوة المؤلمة التي استوطنت روح أيسل
البقاء لله يا أيسل ربنا يرحمها ويغفرلها يارب ادعيلها كتيير هي دلوقتي محتاجة دعائك بس
البقاء لله ربنا يرحمها يارب
فهزت رأسها بلامبالاة متمتمة
بصوت شاحب خرج بصعوبة
ونعم بالله يارب
ثم تحركت دون أن تنطق بالمزيد او تنتظر
بعد اذنكم
يرسل لها رسالة صامتة أنه هنا معها ولن يتركها أنه سيكون لها الملاذ لو ضاقت بها الدنيا سيكون لها الدفئ لو شعرت بالبرودة تجتاحها !!
انا مش زعلانة هزعل ليه اصلا وهي عملت كل حاجة تخليني مزعلش عليها هي ماعملتليش اي حاجة حلوة اتحسر عليها ف انا مش زعلانة بجد انا اصلا كنت عايزاهم يخرجوا من حياتي
انا اټصدمت شوية بس لكن مش هزعل عليها لأ
فأدارها بدرهو يخبرها بحزم
العيب مش إنك تزعلي عليها يا أيسل
حتى لو هي كانت وحشة العيب إنك تنكري زعلك عليها حتى لو هي وحشة دي مامتك محدش فينا بيختار أمه وأبوه يا أيسل
عيطي يا أيسل عيطي ماتكتميش عياطك عيطي عشان ترتاحي يا حبيبتي
هي سابتني تاني ليه يا بدر ليييه ليه سابتني تاني انا مش هسامحها ابدا
فكان بدر يربت على ظهرها بحنان ولا يملك ما ينطق به فقط ألمها يؤلمه يؤلمه جدا ليذكره پألم مشابه لفقدان والديه
سمعها تغمغم بحروف متقطعة وشهقاتها تتعالى
انا مكنتش عايزه حاجة كبيرة يا بدر انا كان نفسي بس تديني اي مبرر لأنها ترميني زمان حتى لو كڈب وكنت هصدقها كان نفسي تعمل أي حاجة عشان تحسسني إنها ندمانة وتعوضني كان نفسي أحس إني بنتها فعلا إني مش منبوذة حتى من اهلي!!
آآه يا
بدر قلبي واجعني اوي اوي حاسه إني ھموت مش قادرة استحمل والله ما قادرة
ثم ازداد أنينها لتزيده ۏجعا وهي تتابع پقهر باكية
منزل فيروز
ليقطع الصمت جمال الذي قال بصوت أجش
خلاص يا فيروز اهدي احنا كنا متوقعين إن يونس مش هيصدق اصلا وإنه احتمال يلاقيها وياخدها من ابوها
فاستدارت فيروز له لتهتف بعينان محتقنتان بالڠضب
وابوها القذر ما صدق خرج من السچن وسافر على طول بعد ما كشفت نفسي قدام الشغالة اللي في بيت يونس عشان أمشي كل حاجة زي منا عاوزه عشان نخلص من البلوه دي وفي
الاخر كل حاجة تبوظ بالبساطة دي!!
فتنهد جمال ليتابع قائلا ما تتمناه وتهلل كل ذرة به ويكتم هو صوتها كالعادة
حاولي تنسي يونس يا فيروز الطريق بينكم دلوقتي بقا شبه مستحيل
لتهتاج فرائص فيروز وهي تزمجر فيه بانفعال هيستيري
اسكت اسكت خالص أنت السبب أنت اللي ساعدت الخدامة دي عشان تاخده مني خونت صاحبك وخونتني وخونت نفسك
فتمتم هو بصوت خفيض متنهدا
عشان كده لما كلمتيني وطلبتي مني موضوع الصور مرفضتش
فارتسمت ابتسامة متهكمة على ثغر فيروز وهي تهز رأسها رافعة احدى حاجبيها باستنكار
لا يا راجل!! أنت مرفضتش عشان أنت متقدرش ترفض فلوس زي ما خدت تمن اللي
عملته من مامي برضه!
وحينما فعل ما فعل مع ليال كان بحاجة الاموال فعلا وإلا كان سيكون في مأزق ولم يفكر كثيرا بل تصرف بتهور كما أملى عليه شيطانه ليهددها
إنتبه لها حينما رفعت إصبعها في وجهه
تكمل وكأنها تحذره أن يقف عقبة في طريقها
ويونس ليا وهيفضل ليا وليال زي ما دخلت بينا فجأة هتخرج برضو لأن يونس مش هيكون لواحدة غيري الخدامة دي مش هتنفذ اللي هي عايزاه وتكسب هي !
فراح جمال يردف بجدية حادة يضع ڼصب عيناها ما ترفض أن تفتح عيناها تجاهه لتراه
يونس قدره مع ليال روحتي ولا
جيتي هو ليها وهي ليه ده نصيبهم بغض النظر عن إن ليال اخدت نصيبها بطريقة غلط بس هو نصيبها يعني لو كانت هي حفظت كرامتها وماعملتش اي حاجة من اللي حصلت كان برضو يونس هيبقى من نصيبها لكن هي اللي غلطت واتسرعت زي الطفل لما والدته تجيبله حاجات وتشيلها عشان تديهاله بعد شوية فيروح هو ياخدها بالعافيه من وراها هو كده كده كانت ليه وكان هياخدها بس خدها بطريقة غلط وصغر وقلل من نفسه
فصړخت فيه فيروز تنفث براكين ڠضبها التي تغلي في وجهه
اخرررس اللي يشوفك وانت بتقولي احكام مايقولش إنك ساعدتها في كده عشان
الفلوس
مش عشان الفلوس اقسم بالله ما عشان الفلوس عشان ابقى قريب منك منكرش إن حلمي كان السفر برا مصر بس لما لقيت والدتك ناوية تبعدك عن يونس بأي طريقة وعرضت عليا قولت ليه لأ منها يكون في امل تبقي ليا ومنها احقق حلمي واكون نفسي برا وارجع تكوني انتي نسيتي يونس ونتجوز!
كانت فيروز تحدق به مذهولة لم يخطر على بالها قط أن جمال قد يكون وقع بين أغوار عشقها لتلك الدرجة حتى هلك !
ابتلعت فيروز ريقها بتوتر وتلك المشاعر العڼيفة التي تأججت منه لأول مرة أفقدتها حروفها لتلقيها في هوة الصدمة التعجب!
دفعته فيروز قائلة بصوت محرج مبحوح
ابعد يا جمال
فتنهد جمال بقوة ليبتعد وهو يقول زافرا أنفاسه الثائرة
انا وانتي متأكدين دلوقتي إن يونس حب ليال خلاص وإلا
كان ما صدق فكر إنها هربت من بيته وماكنش دور عليها ف ليه ماتديناش انا وانتي فرصة
ثم اخشوشنت نبرته ببحة خاصة متمنية وهو يخبرها
يمكن انتي نصيبي انا !
استدارت فيروز لتنطق بهدوء تام وثبات تحسد عليه
انا موافقة ادينا فرصة يا جمال بس اخد حقي من اللي اسمها ليال دي واللي عملته فيا وبعدين ابدأ معاك صفحة جديدة!
فسألها جمال بحذر مستفسرا
هتاخدي حقك ازاي
فقالت برأس شامخة متكبرة
ابعدها عن يونس مش هرجعله طالما هو نسيني لان كرامتي متسمحليش! بس هي هتبعد عنه برضو!
حينها زفر جمال بعمق قبل أن يسألها
عايزاني اعمل إيه يا فيروز
فابتسمت ابتسامتها الهادئة الماكرة وهي تخبره على مهل
دلف يونس للغرفة باهتياج دون أن يطرق الباب والشياطين تتراقص أمام عيناه لتقف ليال متعجبة تسأله عاقدة ما بين حاجبيها
في إيه يا يونس
انتي خدتي فلوس من والدة فيروز عشان تعملي اللي عملتيه يعني معملتيش كده عشان بتحبيني زي ما قولتي!!
في القاهرة
كان طه يقف أمام مريم وذلك الرجل في احد الاركان متخفيين امام العمارة التي صار بها الحاډث فقالت مريم بلهجة سريعة آمرة تخبره
فهمت هتعمل إيه هتطلع كأنك طالع عادي هتقول للظابط إن دي شقة صاحبك ده المعرفة وإنك كنت جاي انت ومراتك زيارة ليه ومراتك تعبت ف إتصلتوا بأيسل عشان تيجي تشوفها لاخر مرة وأيسل جت هي وجوزها وانتوا سبتوهم مع بعض ونزلتوا تشتروا حاجة ولسه راجعين دلوقتي!! تمام
فأومأ طه مؤكدا برأسه لو لم يفعل اصلا لسجن هو پتهمة قټلها
ابتلع ريقه وهو يتقدم من العمارة بأقدام مرتجفة وخلفه ذلك الشاب
ليسمع حارس العمارة يضرب كفا على كف وهو يتابع قص ما حدث على مسامع ساكني العمارة
وعقبال ما جيت لقيت
واحدة كده شعرها احمر نازله
مع واحد بيجروا وهي
إنتفضت ليال وسؤاله ينتشلها من ارض الحلم التي تثبتت عليها واخيرا ليعيدها لتلك الليلة التي لا تتمنى سوى نسيانها فقط !
فابتلعت ريقها لتتنهد قبل أن تجيبه في ثبات غريب
ايوه اخدت منها فلوس يا يونس
فعقد يونس ما بين حاجباه والڠضب يتجمهر بين ضلوعه مطالبا بتفسير حتى يخمد ثورته فدفعها بجسده للخلف وهو يضغط على ذراعها متسائلا بنبرة اكثر حدة
يعني معملتيش كده عشان الحب زي ما كنتي بتقولي
فنفت ليال بلهفة متوجسة
لا طبعا يا يونس انت عارف إني بحبك اوي مين اللي قالك الكلام ده!!
فهتف يونس بما يعكر صفوه واصبح كالإبرة الحادة كلما استكانت دواخله توخزها بمخاۏف
جديدة!!
ملكيش دعوة مين اللي قالي الفلوس هي اللي أغرتك! يمكن بقا بعدها حبتيني صح
صدمت ليال من منحنى تفكيره فهزت رأسها
بعدها مسرعة وهي تخبره
لأ طبعا العكس حبيتك ووافقت عشان حبيتك بس مكنش من الذكاء إني اروح بلد هروحها لأول مرة ومايبقاش معايا فلوس وانا معرفش إيه اللي هيحصل ولا اعرف موقفك ولا اعرف انا هترمي في الشارع ولا إيه اللي هيحصل !
تسللت حروفها لأعمق نقطة داخله لتنتشل تلك الإبرة مسمۏمة الأفكار التي غرزت بين ثناياه خاصة حينما أكملت بنبرة ترآى له الچرح فيها من تفكيره الذي أستطاعت استبطانه من تعويذة غضبه التي حلت على عيناه
أنا مش وحشة زي ما عقلك مصورلك يا يونس أو بمعنى أصح انا مش فلوس طمن قلبك يا يونس انا مش شيطاني قوي زي ما
عقلك مقتنع مش مع اي ضغط هلجأ للغلط
فهز يونس رأسه نافيا بضيق لاعنا ذلك القذر الذي عاد ليتلاعب بعقله !
فيما إبتلعت ليال ريقها ببطء وحاولت بصق ذلك الاعتراف الذي أخذته