السبت 23 نوفمبر 2024

رواية احتيال وغرام (كاملة جميع الفصول) بقلم رحمه سيد

انت في الصفحة 15 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

من بين مخالب الشراسة المتأهبة داخلها بصعوبة
ليخرج صوتها متهدجا من الألم وهي تخبره لتثبت صدق ما تقول
خف لوحده بس طبعا بعد ما روحي طلعت من الڼار اللي حسيت بيها 
مع كل كلمة كانت تنطقها ليال كان قلب يونس ينتفض متلويا وكأنما تلك الحروف تسقط على قلبه كالسوط فتلسعه ليحس بما تحسه صغيرته ! 
ثم رفع رأسه ليهمس بصوت حاني 
انا اسف حقك عليا يا ست البنات انا عصبي ويمكن ده عيبي يا ليال مفيش حد كامل
ربنا يقدرني وأكونلك الأب والأخ والحبيب على طول هيفضل مفتوحلك حتى لو بينا مشاكل الدنيا يا بطتي! 
خلاص صافي يا لبن 
لأ على فكره احنا مش متفاهمين ولازم نسيب بعض! 
فسألها يونس بتلك النبرة الشقية العابثة التي باتت تعشقها منه
طب هو هيوافق 
فعقدت ما بين حاجبيها تسأله بعدم فهم
هو مين 
فتلاعب بحاجباه ليجيبها مشاكسا
بعض! 
لتضحك ليال رغما عنها وقد نجح في سړقة تلك الابتسامة من مضجع آلامها الغائرة ليعدل مزاجها بلحظات ودون مجهود يذكر منه ! 
شغل!! يعني إيه شغل 
تيكير بقا يا بيبي عشان حمايا قاسم باشا حبيب قلبي وحشني! 
فكز يونس على أسنانه بغيظ وبتذمر راح يصيح
يااااه على غدر البشر ياااه وقد حسبت أني لا أهون ولكني قد هنت يا لياااااال
في غرفة بدر وأيسل 
دخل بدر الغرفة
حاملا بيده صينية افطار لأيسل التي أعربت عن عدم قدرتها على النزول
أحلى صينية فطار لأحلى جنية في الدنيا
كنت متأكد إنك هتقولي كده أنا بس مستني الدنيا تهدى ولما البوليس هيحقق ساعتها تقوليلهم بقا اللي حصل وإن شاء الله هيتجازى ربنا مابيحبش الظلم
دي مامي! 
كاد بدر ينطق ولكن قاطعهم صوت الباب يطرق بقوة
والعاملة
تهتف من خلفه بفزع واضح
يا استاذ بيه إلحق في بوليس تحت وعايزين حضراتكم أنت والمدام أيسل! 
تجمد كلاهما للحظات والخدر قد إنتشر بكافة خلاياهما ولكن اول من استطاع سحب عقله من سطو خدر الصدمة كان بدر الذي نهض مسرعا ليركض نحو الأسفل مع العاملة تتبعه أيسل التي كانت لا تفقه شيء 
اجتمع كل من بالبيت فور حضور الشرطة وعلى رأسهم قاسم الذي سأل الضابط في احترام
خير يا حضرت الظابط في إيه 
فرد الضابط بصوت أجش
بدر وزوجته أيسل 
والدتها! 
بعد فترة 
إنتهت أيسل من قص كل ما حدث على مسامع الضابط بنبرة طبعا يتخللها البكاء الهيستيري الذي عاودها بمجرد تذكر ما حدث بالاضافة لكم الضغط النفسي الذي تعرضت له وهي متهمة رسميا بمقټل والدتها !!! 
زفر الضابط مفكرا وهو يخبرهم بجدية
أحنا هنستنى برضو تقرير الطب الشرعي يمكن يثبت برائتكم لكن لو محصلش ف انتوا للاسف كل حاجة ضدكم وبشهادة الشهود! 
فشهقت أيسل وهي تخبره بوهن
وما إن أنهت حديثها صدح صوت الهاتف معلنا وصول اتصال فأجاب الضابط بنبرة دبلوماسية
الوووو
ثم ضاقت عيناه وهو يعير المتصل كافة تركيزه ليقول بهدوء
تمام تمام
ثم أغلق الهاتف لينظر لكلا من أيسل وبدر بابتسامة هادئة مهنئا
ربنا بيحبكم! 
ليسأله قاسم ويونس في صوت واحد بتوجس
خير ان شاء الله 
ليرد الضابط بهدوء يخبرهم
واخيرا 
الحمدلله يارب الحمدلله 
فيما ربت يونس على كتف بدر داعما إياه وقد ازيحت تلك الصخرة عن قلوبهم دون اي تضحية 
وعلى الطرف الآخر وبعد فترة 
تم القبض على طه وذلك الشاب وسط صړاخ طه الهلوع وهو يدرك أن كل خيوطه التي حاكها لتكون الشبكة التي تحبس أيسل تسربت لتحيط به من كل جانب
خانقة إياه وسط أنفاسه 
لا سيبوني انا مش هتحبس لا انا ماقتلتهاش بقولكم سيبوني
بينما ذلك الشاب وحينما أدرك إنهيار تلك الخطة السريعة التي وضعتها مريم غافلة عن إرادة القدر وتدخله لوضع نقطة النهاية لصفحات حياة مظلمة بسواد خطايا تلك الدنيا 
لم يفكر كثيرا بل لم يكن امامه حل سوى الاعتراف بما حدث لينجو فتشبث مخالب العقاپ أكثر ب طه ناهيك عن العقاپ في دار الآخرة 
في منزل فيروز 
وقفت فيروز أمام جمال بعصبية هوجاء تسأله ولا تقبل بالرفض جواب وكأن كبريائها اللعېن يرفض الخضوع لرغبة اخرى ربما تكون غبار عليه ! 
يعني إيه كأنه مسمعش حاجة! انت قولتله إيه يا جمال وهو قالك إيه 
فزفر جمال ومن ثم راح يخبرها بخشونة
قولتله
إن ليال اخدت من مامتك فلوس وإن مامتك عرضت عليها مبلغ كبير عشان توافق وفهمته من تحت لتحت إن ليال ممكن تتهور وتغلط
تاني طالما اول غلطة غلطتها بدافع الحب 
فظلت فيروز تتنفس بصوت مسموع وهي تتحرك ذهابا وإيابا في الغرفة پغضب اللعڼة لم تستطع هز حجر واحد حتى مما بنته تلك الساقطة ليال !! 
فسمعت بعدها صوت جمال الصلب يتشدق ب
أظن عملت المحاولة اللي
انتي عايزاها عشان ترتاحي وتتأكدي إن خلاص يونس مش هيبعد عنها 
فزمجرت فيه فيروز پجنون وكأن تلك الكلمات التعويذة التي تحضر شياطينها
ملكش دعوة يا جمال امشي يا جمال امشي خلاص انا مش محتاجة مساعدتك ارجع امريكا تاني 
على أساس إنك هتحاولي تدينا فرصة! ولا إنتي كنتي بتعملي كده عشان أعمل اللي انتي عاوزاه وبس وانا أصلا مش فارق معاكي 
بملامح جامدة باردة خالية من توهج صغير لأي شعور ردت
اعتبرها زي ما تعتبرها بعد اذنك اتفضل عشان انا تعبانة وعايزه أرتاح 
فتذكر مقابلته الحاسمة مع يونس 
كما توقع تماما بمجرد أن رآه يونس
حتى إنقض عليه يمسكه من تلابيبه وهو يهزه پعنف صارخا فيه بانفعال مفرط
أنت كمان ليك عين تيجي لحد هنا يا ژبالة يا يا بجاحتك يا شيخ
حاول جمال تخليص نفسه من قبضة يونس التي كانت بمثابة حديد أسهم هو في تسخينه بلهب الخېانة حتى أحمر وأصبح في أوج إشتعاله 
فقال بعدها مسرعا بنبرة متوترة
اسمعني يا يونس انا كلمتين وماشي ومش هتشوف وشي تاني انا عارف إنك مستحيل تسامحني 
فدفعه يونس بعيدا عنه بازدراء مؤكدا
كويس إنك عارف وحتى الكلمتين بتوعك مايشرفنيش إني اسمعهم
فتنهد جمال ما قال عمدا ثم تابع بجدية
هعرفك كل اللي حصل يمكن أقدر أكفر عن غلطي في حقك مع إني عارف إنه مستحيل مامة فيروز هي اللي خلتني انا وليال
نعمل اللي عملناه ادتني فلوس وسفرتني امريكا وادت ليال فلوس وساعدتها إنها تتجوزك
تجمد يونس مكانه يحاول إستيعاب ما يقول كيف لم يشك ب حماته المصون حماته التي كانت ثعبان تغير جلدها من الرفض والمقت للقبول الزائف الذي صدقه هو بكل بلاهه ! 
وليال ليال أخذت اموال في المقابل! اعتقد أنها فعلت ما فعلت لأجل عشقها فقط ولكن الان يشعر أن كلمات جمال كالمطرقة التي أطاحت باعتقاده هذا 
خاصة حينما اكمل جمال بكلمات قصدها مبرر لنفسه ولكنها تسربت داخل عقل يونس لتسربل بالشرور الانسانية التي يخشى أن تكون في ليال 
أنت عارف يا يونس إن الانسان لما يكون فعلا محتاج فلوس وتتعرض عليه الشيطان مش بيسيبه في حاله! 
صمت برهه ثم أكمل بسرعة
بس ليال بتحبك انا متأكد من ده ونشوى عرفت تستغل الحب ده عشان تقنعها تماما! 
فضغط يونس على قبضة يده بغل وهو يهمس متوعدا إياها
وديني وما اعبد ما هسيبها في حالها وزي ما لعبت بيا وبحياتي هدمرلها شغلها وأخليها تلف حوالين
نفسها ومتعرفش تلحق نفسها
ثم نظر لجمال تلك النظرة المشمئزة وهو يسأله بنبرة غليظة
خلصت الكلمتين بتوعك اتفضل من غير مطرود
فيروز لسه عايزه تبعد ليال عنك بأي طريقة عشان ټنتقم لكبريائها اللي من وجهة نظرها ليال داست عليه وانتصرت عليها وخدتك منها
فضيق يونس عيناه يسأله بشك
انت بتعمل كده وبتعرفني ليه 
فهز جمال كتفاه بلامبالاة مصطنعة
تقدر تعتبره تأنيب ضمير! 
ثم استدار ليغادر متمتما بتنهيدة عميقة حملت في طياتها الكثير والكثير
سلام يا يونس
عاد جمال من شروده لينظر لفيروز قائلا بنبرة صلبة أجشة
انا اسبوع وهسافر امريكا تاني يا فيروز فكري كويس اوي لو حابه تدي نفسك فرصة لبداية جديدة
ثم إتصلت بالطبيب الخاص بهم ليأتي بعد قليل وبعد الفحص تنهد وهو يخبرها بحروف فاح منها الاسف
انا حذرت والدتك ونصحتها تسافر امريكا للعلاج لكن هي ماسمعتش كلامي رغم إني قولتلها التأخير مش في مصلحتها خالص
فسألته فيروز مستنكرة بملامح مبهوتة
حالة إيه يا دكتور 
والدتك مصاپة بکانسر في المخ وافضل حل إنها تسافر
تقضي فترة العلاج هناك 
حينها شعرت فيروز
أن الدنيا تدور بها وأنها أصبحت امام خيران الاختيار بينهما لعڼة أصابتها ويبدو أنها لن تتخلص منها فهي وببساطة إما تكمل انتقامها لكبريائها او تسافر مع والدتها لأجل العلاج لفترة يعلمها الله !
عودة لمنزل قاسم البنداري 
كانت أيسل في غرفتها كالعادة شريدة حزينة والقهر يعتصر قلبها عصرا رغم محاولة الجميع لتلهيتها عن ذلك الألم 
إنتبهت لهاتفها الذي أعلن
وصول رسالة على الواتساب ففتحتها لتجد صورة ل بدر بين ومريم بين وفي منزلهم!!!!!! 
بدت أيسل كمن يبحث عن أي خلل او ثقب لتفرغ الڠضب الذي تماوج داخلها كأعتى الامواج ! 
فنهضت بسرعة ممسكة بالهاتف لتجد بدر يفتح الباب فوضعت الهاتف أمام عيناه تسأله وهي تكز على أسنانه پغضب مكبوت
إيه دي ده أنت 
فأغمض بدر عيناه لاعنا داخله مريم التي لا تكف عن تخريب كل شيء خاصة وهي تعلم جيدا بوضع أيسل الحساس بعد ۏفاة والدتها الذي لم يفوت عليه ثلاث ايام حتى !!! 
بينما أيسل راحت ټضرب على پجنون وهي تزمجر فيه
كداب وخاېن وهتفضل طول عمرك كده طلقني طلقني وروحلها انا تعبت منك!
الفصل الثامن عشر 
طب اهدي يا حبيبتي وهفهمك كل حاجة
لتصيح فيه أيسل بانفعال
متقوليش يا حبيبتي 
ومتقوليش أهدي برضو! مبحبش البرود
فزفر بدر وهو يرفع كتفاه معا مغمغما يهاودها وكأنها طفلة علها تهدأ
خلاص ماتهديش ومش هقول يا حبيبتي حلو كده 
والله طب طلقني يا بدر
فدلك بدر جبهته يستغفر بصوت منخفض مانعا ضحكته من إعلان وجودها على حواف ثغره بصعوبة ثم رفع رأسه ليهتف في جدية مصطنعة
اسمعي اللي
حصل وبطلي شغل الهرمونات ده! 
فنظرت أيسل للجهة المقابلة بترفع مصطنع عاقدة ذراعيها وكأنها لا تهتم بما سيقوله بينما داخلها يتلهف لمعرفة ما حدث مع تلك السحلية لتهدئ من سعير الغيرة التي يكوي احشائها 
بينما بدر تذكر ذلك اليوم السابق لليوم الذي
سافر به هو وأيسل 
دلف الغرفة التي كانت تقطن بها مريم في القصر ليجدها جالسة على الكرسي امام الشرفة تقضم أظافرها بغل ويبدو أنها تخطط لشيء جديد ! 
اقترب منها بدر ليتنحنح قائلا بابتسامة هادئة
إيه الاخبار يا مريم 
فلوت مريم ساخرة وقد استطاع بدر سماع فحيح الغيرة الذي توارى خلف تلك السخرية وهي تقول
هو أنت فاضيلي ساحب ست أيسل معاك في كل حتة ودلوقتي جاي تقولي إيه الاخبار! 
فتنحنح بدر محاولا إيجاد ثغرة يدخل من خلالها لها حتى لا تزداد الضغينة في قلبها تجاه أيسل
فاضيلك طبعا عيب عليكي أنا بس بتصدف إن أيسل تطلب مني حاجة فباخدها
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 17 صفحات