السبت 23 نوفمبر 2024

رواية عازف بنيران قلبي (كاملة جميع الفصول)" بقلم سيلا وليد*

انت في الصفحة 15 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

ليه.. ومعرفش مابيحبنيش ليه 
مسد على خصلاتها بكفيه ونظر لعيناها 
صدقيني معرفش.. ولو اعرف كنت قولتلك.. أنا بحاول أبعد نظره عن علاقتنا علشان ماينفش دماغه ويعمل حاجة فيا زي ماعملها في راكان 
رفع ذقنها وهو يوزع نظراته بينها وبين الطريق 
سيلو عايزك تتأكدي أنك الوحيدة اللي هزت قلبي.. وابعدي عن سارة خالص 
تحولت ملامحها الهادئة إلى أخرى ثائرة فدفعت كفيه بعيدا 
إنسى يابن عمي.. خليها تقرب مني وشوف هعمل فيها إيه.. ثارت زعابيب ڠضبها.. فأمسك كفيها 
سيلي اهدي حبيبي.. انا بحاول الاقي مخرج مش أكتر 
بلعت غصة بجوفها منعتها من التنفس فأردفت بنبرة مبطنة بالبكاء 
يونس أنا بحاول أضغط على نفسي قدامها وهي كل شوية تقولي يونس بيكلمني وبيجبلي و.. وو 
وضعت كفيها على وجهها وانخرطت بالبكاء 
صعب أتحمل واحدة عمال تتغزل في حبيبي.. كتير اوي على
قلبي بجد حرام اللي بيحصلي دا 
توقف بالسيارة على جانب الطريق.. عندما وجد إنهيارها.. دمى قلبه لحالتها.. جذبها بقوة كأنها ستتركه وترحل وبدا ينطق بصوتا ممزوج بمشاعره
سيلي حبيبي.. عارف إنك في موقف صعب.. لكن صدقيني الفترة دي مش هطول... أخرجها من وجهها بين كفيه
أنا مقدرش أبعد عنك.. إنت عارفة إنت إيه بالنسبالي.. أنا بحبك پجنون 
امسك كفيها ووضعها موضع نبض قلبه 
دا ملكك إنت وبس.. مستحيل ينبض لحد غير سيلين.... ابتسم لها ومسح عبراتها التي كوت قلبه وأردف
حب عشر سنين.. تخيلي كدا ممكن أن أتخلى عن حب مكنون في قلبي من عشر سنين.. إنت كنتي بذرة ودلوقتي شجرة اتفرعتي جوايا 
حاوطها بنظراته المحبة لقلبها.. عايز اشوف ابتسامة حبيبي 
ابتمست حتى لمعت عيناها... وضع جبينه فوق جبينها وهمس 
بمۏت فيك ياطفلة يونس قلبه 
في مزرعة يحيى الكومي 
تجلس بين الزروع وتأخذ بعض الشتلات النباتية لفحصها.. كان يتماطى جواده.. رآها وهو عائدا من جولة صباحية.. اتجه لحظيرة الخيول.. واضعا جواده بمكانه ثم إتجه إليها... وصل إليها ولكنه دون إنتباها 
ظل يتطلع عليها بنظراته الحزينة على حب طفولته وصباه ولكن كان للقدر رأي آخر 
أمسكت زهرة من بعض الزهور التي تحاوطها ثم استنشقت عبيرها وهي تغلق عيناها بإستمتاع لرائحتها العبقة 
ياريتني مكانها.. هزة اصابت واتجهت بنظرها مدهوشة من وجوده بل لما سمعته ملجمة اللسان تستطيع النطق او النظر إليه.. ولكنها ابعدت بنظرها عن مجرى نظراته. 
خطى بخطوات متمهلة عكس دقات قلبها التي ارتفعت .. حتى وصل ولم يفصل بينهما سوى خطوة واحدة 
مبترديش عليا ليه! قالها نوح وهو يطالعها بإشتياق 
استدارت تواليه ظهرها وعبرة غائرة على وجنتيها مسحتها سريعا ثم أردفت متسائلة
مش فاهمة قصدك يادكتور.. خطى حتى وصل بمقابلتها ونظر لمقلتيها 
عايز اعرف ايه اللي حصل يوم الحفلة يا اسما من يوميها وإنت متغيرة 
قالها متصلب أنظاره عليها.. اما هي فكأن كلماتها هوت فوق رأسها كالماء الساخن وشعرت وكأن الأرض تموج من تحت قدميها ورغم ماشعرت به 
فركت كفيها وهي تتهرب بنظراتها بجميع الاتجاهات ثم اردفت بصوتا مهزوز بعض الشئ 
معرفش تقصد ايه... 
ضحك ضحكة مستهزئة واتجه إليها يرمقها 
بجد!! متعرفيش قصدي... أسبلت جفنيها تحاول الثبات امامه.. ساد صمتها مما جعله يأخذ نفسا عميقا حتى استمعت إليه 
تمام ياباشمهندسة.. مترجعيش ټعيطي بعد كدا.. قالها ثم تحرك للخارج 
في مكتب راكان 
دلف للمكتب وهو يكور قبضته بقوة.. ثم بقوة بجدار الغرفة حتى يخرج غضبه الذي اشعلته تلك المرأة.. أحړقته بكبريائها وشموخها.. بدا وقلبه يضخ نيران وليس دما.. ثار وثار إلى أن فقد توازنه 
اتجه لمكتبه وكلما تذكر حديثه.. تزداد نيران إشتعالا بثورانها.. طاحت يمينه بكل ماقابله على المكتب.. وهو يمسح على وجهه پغضب 
قام بفتح زر قميصه الأبيض بعدما خلع جاكيت بدلته.. وبدأ يزرع المكان ذهابا وإيابا كالأسد الجائع. يود لو يصفعها بقوة على فمها حتى يخرصها.. 
لحظات بل دقائق وهو يحاول ضبط أعصابه كي لا يخرج إليها مرة أخرج.. جلس مطبقا على جفنيه بقوة.. لحظة اثنين وكلماتها نخرت قلبه بشدة.. بل كانت كزجاج تشحذ طبقات 
ليه ياليلى.. بعد دا كله وجاية تدبحيني بكلماتك.. أغمض عيناه محاولا سحب نفسا لرئتيه عندما شعر بإختناقه 
عملت دا كله وفي الآخر اتمنيت إنك مش تشوفيني.. قاطعه طرقات على باب المكتب 
دلفت السكرتيرة 
الأستاذ حمزة برة.. أومأ برأسه دون حديث.. دلف حمزة غامز بعينيه ولم يلاحظ حالته فتحدث 
مصدقتش لما عرفت العصفور وقع في القفص.. مسح على وجهه پغضب وهز رأسه ثم أخرج تبغه وقام بإشعال بطريقة حاړقة مثل قلبه الذي ېحترق كسېجاره 
جلس حمزة وطالعه بتقييم 
راكان مالك فيه حاجة!..دا انا قولت أباركلك على خطتك ياعم لما عرفت إن ليلى اشتغلت عندكم 
زفر دخانه بقوة حتى اختفى وجهه خلف غباره واردف
حمزة بلاش نتكلم في الموضوع دا دلوقتي.. لو سمحت.. وزي مااتفقنا نوح مايعرفش حاجة.. مش هأكد عليك 
توقف حمزة متجها إليه ثم جلس امامه على المكتب 
تمام نوح مش هيعرف ولا حتى يونس.. بس احكيلي مالك ومن زمان مشفتش حالتك كدا 
هز رأسه ومازال ېدخن پشراسه.. حتى انقطع تنفسه من كثرة استنشاقه.. دقائق وحمزة يتابعه ولم يتحدث لأنه يعلم حالته وقت غضبه 
اتجه للنافذة حتى يستنشق بعض الهواء النقي هروبا من غبار تبغه الذي ملأ الغرفة 
عقد حمزة ذراعيه امام ومازالت نظراته عليه.. عاد راكان يقف بمقابلته 
مربتا على كتفه 
أنا كويس.. شوية مشاكل بس وهتتحل إن شاءالله 
ليلى السبب قالها حمزة بتحفز 
شعور مقيت يجعل دقاته تتقاذف بين ضلوعه في نيران ټحرق قلبه من مجرد ذكرها
أخذ نفسا طويلا من تبغه مرة أخرى وقال بعدم إهتمام 
إنسى الموضوع دا كله.. ولا كننا اتكلمنا فيه 
رفع حاجبه متسائلا
أي اللي حصل يابني.. مش دي اللي فضلت تخطط وتخلي الشركات كلها ترفضها.. لحد ماخليت نوح يكلمها عن شركتكم.. ودا كله ليه.. إنت مش عايز تعقل ياراكان.. 
تحرك وبدا ينظر إليه پغضب 
كان عندي امل فيها وقولت يمكن دي اللي تفوقك ياصاحبي لكن طلعت غلطان 
نفث دخان تبغه ومازال جالسا بمكانه فتحدث بهدوء 
پتكرهني قد كرهك لداليا ياحمزة..جحظت اعين حمزة وهو يهز رأسه پصدمة فأردف
مستحيل..اللي بتقوله مستحيل..قاطعهم سليم عندما دلف بإبتسامته 
انتوا قاعدين هنا وأنا قاعد باكل في الورق لوحدي..قهقه حمزة وهو يرمق راكان الذي خيم الحزن بعينيه 
كنت هعدي اسلم عليكوأخد شوية ورق أتسلى فيهم في العربية لما اجوع 
ضحك سليم بصخب وهو ينظر لراكان 
شوفت صاحبك..شكل يونس عداه..تركهم راكان وتحرك للخارج ولكنه توقف 
سليم شوف نورسين عملت ايه..وجهز نفسك

لمؤتمر الغردقة علشان انا مش هسافر..عندي قضية في مرسى مطروح..ومينفعش حد غيري..شوف حد من المهندسين المطبقين للمشروع واجهزوا قالها ثم تحرك للخارج 
بعد أكتر من ساعتين في العمل 
اعطى السكرتيرة بعض الأوراق 
ابعتي دول لسليم.. وابعتيلي المهندسة ليلى وآسر 
اخذته السكرتيرة وأجابته بطاعة
تمام يافندم.. ثم تحركت دون حديث.. رجعت المهندسة وتحدثت
الباشمهندسة ليلى مشغولة بمشروع الغردقة حاليا.. هب فزعا واتجه إليها پغضب من طريقتها التي هيجت اعصابه لدرجة جعلته يفكر بصفعها.. احتقن وجهه من الڠضب مايكفي 
بمكتب ليلى 
وقفت تحتسي مشروبا دافئ ليقيها برد الشتاء القارص... دلف إليها وألقى مابيديه 
خدي التصميم دا راجعي عليه كله أخطاء... ياريت تركزي في شغلك بدل ماإنت عمال تضحكي مع دا ودا...
لم تحيد ببصرها عنه كانت تستمع إليه بملامح جامدة.. صاح پغضب عندما وجد برود نظراتها 
رفع سبابته إليها وأردف غاضبا 
أنا بحذرك التكاسل بشغلك... وشغلك تحت إشرافي بعد كدا... ماهو مش بدفع الرواتب دي كلها علشان تيجوا تهزروا مع بعض... وخرج كمطارد من عدوه 
وقفت مصډومة من حديثه... محاولة إستيعاب ثلجية كلامته التي ألقاها عليها وبريق عيناه التي تحدقها شرزا... جلست على مقعدها... هي تعلم إنها أخطأت بحقه ولكنه رد أهانتها اضعاف 
حاولت أن تتنفس بهدوء علها تملأ رئتيها بالأكسجين الذي شعرت أنه انسحب بالكامل من حولها 
ليه بتأذيني بطريقتك دي... إنت مفكر نفسك مين... ملعۏن ابو الوظيفة اللي هتهين كرامتي دي... وقفت محاولة استجماع
شتات نفسها وتحركت متجه لغرفة سليم بعد مااخذت ورقة وقلم وكتبت إستقالتها للمرة الثانية 
اتجهت للسكرتيرة الخاصة بسليم 
البشمهندس سليم موجود... اومأت برأسها ب.. تحركت متجهة الى سليم 
دلفت للداخل ثم وضعت استقالتها امامه 
آسفة مستحيل أكمل الشغل في الظروف دي... وقف سليم واتجه إليه جالسا أمامها وطلب منها الجلوس 
ممكن تحكيلي إيه اللي حصل 
زفرت پاختناق ونيران مشټعلة من ذلك المتجبر 
حضرتك سؤال واحد بس... مين المسؤل عن المجمع دا غير المهندسين... إيه علاقة الاستاذ راكان بشغل المهندسين 
جحظت عيناه من حديثها 
راكان قالها متفاجأ.. 
ماله راكان هو ايه اللي حصل بينكم تاني 
وقفت وتحدثت 
أنا مش جاية لحضرتك علشان أقولك قال إيه أنا خلاص عايزة استقيل... 
تمام يابشمهندسة استقالتك مقبولة... قالها راكان وهو يقف مستندا على باب غرفة المكتب ثم أكمل حديثه 
عندك شرط جزائي ادفعيه ومع الف مليون سلامة 
راكان... صاح بها سليم 
نظر لاخيه پغضب 
فيه إيه ممكن أعرف احنا فاتحين الشركة ليه إيه... علشان نشتغل ولا نقعد نهزر مع الموظفين ناسين شغلنا... ونعمل شغل كله أخطاء... احنا مش هنيجي على اخر الزمن سمعتنا بسبب مهندسة غير مسؤلة 
تحركت متجهة له وعيناها تطلق لهيب لو أخرجته لحرقته بالكامل 
مسمحلكش كفاية إهانة لحد كدا... أنا مقصرتش في شغلى... وإن كان حضرتك بتتكلم على وقفتي مع الباشمهندس أسر فكان بيعزمني على خطوبة اخته اللي هي اصلا بنت عمي مش واقفة اضحك مع حد. غريب.. لا أخلاقي ولا قيمي تسمحلي أخرج عن المألوف مع أي شخص.. وحضرتك عارف دا كويس 
نفس غضبه بدخان سېجاره وتحدث بغروره 
مش مسمحولك وقت شغلك تتكلمي مع حد في إطار غير الشغل... لو على الاخلاق ياما فيه بنات ماشية تدعي الأخلاق بستار خلف اعمالهم 
اخرص قالتها بصوت مرتعش 
لقد طعنها بخنجر سام بقلبها... فانسكبت دمعة من طرف عيناها.. 
آسفة قالتها ثم خرجت مسرعة ودموعها تتساقط بقوة لأول مرة تشعر بالعجز 
زفر سليم پغضب مخټنقا ليتحدث إليه پغضب خيم دخان نبرته 
ليه كدا ياراكان من إمتى وأنت ظالم... البنت نشيطة وبتعمل شغلها المطلوب بدقة عالية... قالها ثم تحرك خارجا إليها 
جلس راكان وهو يمسح على وجهه پغضب من نفسه يعلم أنه أغضبها وجرحها بحديثه المهين تذكر صباحا عندما دلف الى مكتبه وجدها تقف مع أحد المهندسين وهي تضحك ببراءة كانت كطفلة بريئة بملامح جذابة لكل من ينظر إليها... شعر بدقات عڼيفة اتجاهها... خطى عدة خطوات إليها ولكنه تراجع عندما استمع لاحد الموظفين 
المهندسة ليلى دي جميلة أوي عليها صاروخ ولا ضحكتها يخربيت جمالها فعلا... عقب أخر 
تعرف نفسي اتكلم معها بس... لا والباشمهندس سليم عمل حصار عليها ياعم ومكتب خاص لوحدها وجنبه وتحت إشرافه بعد ماكنت تحت اشراف المهندس اسر.... ضحك الاخر 
ماله حق آسر عينه هتطلع عليها... إنت مش واخد بالك من الكيميا اللي بينهم...لا وبنت عمه هو أولى بيها.. عاد الى مكتبه ونيران تكاد ټحرق قلبه 
أفاق من شروده عندما دلفت نورسين 
حبيبي فينك روحت مكتبك بس مكنتش موجود... وقف متجها للخارج 
اكيد مش هكون موجود وزي ماحضرتك شوفتي أنا هنا أهو... وصل لمكتبها 
سليم أنا
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 22 صفحات