السبت 23 نوفمبر 2024

رواية احفاد الچارحي مكتملة الاجزاء

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

الباب الفاصل بين الغرفتين بينما تتصنت عليه وأسرعت لفراش ابنتها فركت أصابعها وهي تخبرها بإرتباك 
_حبيبتي بابا بيناديك مش بتردي ليه 
رفعت الصغيرة عينيها عن دفترها الصغير لتجيبها بضيق رغم الابتسامة التي ترسمها وكأنها مجبورة على رسم الود 
_يا مامي كل مرة حضرتك بتقوليلي كده ولما بروحله مش بلاقيه عايزني أنا. 
ثم تساءلت ببراءة 
_أنتي خاېفة تروحي 
اخفت خۏفها خلف نظراتها الحانقة
_هخاف ليه يعني!! 
ثم تركتها واتجهت بكل ثقة زائفة تجاه الباب الفاصل بين الغرفتين وفجأة على الصوت بعصبية سيئة 
_رحمة! 
تلاشت كل ذرة شجاعة تحلت بها فهرعت الى فراش ابنها الذي يوزع نظراته بينها وبين حاسوبه بهدوء ممېت بينما تراقب هي باب الغرفة پخوف وترقب فحانت منها التفاتة جانبية إليه وحينما وجدته يتجاهل ما يحدث معها فقالت بانفعال 
_ولا على بالك اللي بيحصل... أنا مش عارفة انا عملت ذنب أيه في حياتي عشان ربنا يبعتلي نسخة من باباك وأنا من الأساس بعاني معاه عشان أقدر أفهمه!! 
ترك ياسين الصغير حاسوبه وكتبه جانبا ثم دنا ليجلس على حافة الفراش وهو يعاتبها باستنكار 
_محدش بيقول اني شبهه غيرك يا أمي.. مع أني مش شايف فينا شيء مشترك هو مش قادر يشوف نفسه غير الۏحش قولا ولقبا.. حقيقي أنا مش عارف حضرتك بتتعاملي معاه ازاي.. لا وبتشبهيني بيه في وجود عظمة البيت ده.. أكيد اني هفرح لو قولتيلي شبه جدك مثلا لكن بابا معتقدش ده شيء يفرحني! 
جحظت عينيها في دهشة لحواره المرتب الذي اعتادت منه عليه ولكنه كل مرة يثير اعجابها فقالت بتوتر 
_طب ما تروح أنت تشوفه عايز أيه وتيجي! 
بثبات مخالف لابتسامة مكره 
_مبنتفقش مع بعض أنا وهو.. الأفضل أن حضرتك تروحي وتشوفيه محتاجك ليه.. خصوصا اني بتبع تعليمات ياسين باشا وبحاول أكون مسالم معاه. 
پصدمة تساءلت 
_مسالم معاه! ... أنت هتقتل أبوك يا ياسين!!!! 
ضحك بصوته كله وهو يجيبها 
_قتل أيه بس.. زوجك المحترم اللي داخل حرب كبيرة مع الباشا واللي يدخل معاه حرب كأنه بيتعرضلي انا. 
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة 
_أنت عندك كام سنة يا حبيبي.. أنا ساعات بخاف منك والله. 
عاد لمقعده مجددا ثم جذب جاسوبه وهو يتابع دراسته مشيرا لها 
_روحي بس شوفيه عايز أيه.. لأن التأخير مش في مصلحتك هيتعصب عليكي أكتر.. ومټخافيش أنا هنا لو سمعتك بتستغيثي هجيلك فورا وكلها أربع أيام والباشا هيرجع هو وتيتا من رحلة اليخت والدنيا هترجع زي الأول.
لم تستغرب لحديثه الذي يعد متشابها لرجلا ناضجا عكس تؤامه وابنتها رحمة تعيش طفولتها بكل ما تحمله معنى الكلمة تركته ولم تعلق حتى على جملته الأخيرة فهي تعلم بأنه على تواصل مستمر بياسين الچارحي الشيء الذي لا يصدق أنه أقرب إليه من زوجها ذاته! 
قاومت رعشة يدها عدة مرات قبل أن تحرر مقبض الباب وبالنهاية أصبحت بداخل غرفتها تبحث عنه بعينين ترتجف كحال جسدها فانحنت تبحث عنه بالغرفة الهادئة من ثورته الغاضبة استقامت بوقفتها وبدأت تلتقط أنفاسها براحة حينما لم تجده ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها وهي تهمس 
_الحمد لله نزل. 
واستدارت لتغادر غرفتها هي الأخرى فارتطمت بشيء صلب جعل أذنيها تلتمس خفقات قلبه من أسفل رأسها ابتعدترحمة للخلف بفزع فوجدته يقف قبالتها بمنشفة تحيط به ومنشفة أخرى تتدلى حول رقبته على صدره العاړي ناهيك عن نظرات عينيه التي كادت بافتراسها حية ابتلعت ريقها بړعب وهي تحاول الحديث 
_آآآ... آ.. 
اختصر ما يتدفق بداخله من مشاعر متضاربة وهو يسألها بجموح 
_أنا ناديتك كام مرة 
لعقت شفتيها بتوتر 
_هو أنت نادتني! 
صاح بعنفوان 
_رحمة. 
أغلقت عينيها وهي تعترف بما اخفته ببلاهة 
_أربع
مرات.. بس صوتك نفسه رعبني وخوفني اني اجيلك. 
ارتخت تعابيره برضا عن اعترفاتها الكاملة أبعد المنشفة عن رقبته ثم اقترب منها فتراجعت للخلف قليلا وهي تتساءل في خوف 
_في أيه يا عدي! 
رفع يده ثم جذب قبعة البيجامة التي ترتديها ودفعها بقوة لداخل غرفة خزانته الخاصة فجحظت عينيها في صدمة حينما رأتها في حالة من الفوضي وربما لأنها تذكرت ما حدث منذ ساعتين بالتحديد وكونها تعلم عاقبة ما ستنال ازداد خۏفها أضعافا فهمست بصوتها الخاڤت 
_مش أنا لأ... أنا بطلت ألبس الجواكت بتاعتك من زمان.. صدقني مقربتش من حاجتك. 
ضيق عينيه وهو ينهرها بحدة 
_حذرتك أكتر من مرة أن محدش يقرب لشيء يخصني لا أنتي ولا حد من الأولاد حصل ولا محصلش 
هزت رأسها بتأكيد 
_حصل وأنا شاهدة. 
أشار بيده بتعصب 
_لا مهو واضح! 
ثم واجهها ببنية عينيه الحالكة 
_ودلوقتي هتقوليلي الحقيقة ولا أعرفها بطريقتي. 
التقطت نفسا مطولا قبل أن تجيبه بصوت منخفض للغاية 
_أنت عارف اننا هنخرج كلنا بليل فكنت بحاول أنقيلك حاجة شيك تخرج بيها بليل وفي نفس الوقت تليق على الفستان اللي هلبسه. 
تقوس حاجبيه بحدة جعلتها تزدرد حلقها الجاف بصعوبة فما أن جذبها من تلباب ملابسها حتى أسرعت لتنجو من براثينه
_عندك قميص اسود تحفه طالع من عيني.. كنت هلبسه النهاردة وفوقيه الجاكت الجملي بتاعي اللي لسه شرياه النهاردة بس للاسف بقالي ساعتين بدور عليه وملقتوش. 
احتضن فكيه بين يده بقوة كادت بكسره فاقترب منها وكعادتها تراجعت حتى التصقت بالخزانة وأصبحت مقيدة من الاتجاهات الأربعة انحنى برأسه تجاهها وردد من بين اصطكاك أسنانه 
_قوليلي أعمل فيك أيه عشان تخافي مني وتبطلي تقربي لحاجتي الشخصية!! 
قالت وعينيها مازالت أرضا تخشى لقائه فتزيدها ربكة 
_خلاص خلاص مش هأخد منك حاجة تاني.. أساسا ذوقك مش بيعجبني. 
رفع وجهها مقابله وأصابعه ملفوفة حول رقبتها تعمقت بالتطلع بعينيه الغاضبة فوجدت ذاتها تغفو عما يصيبها من قلق وخوف حيال خناقتهما التافهة كل صباح رفعت أصابعه لتحيط بيده التي تفرض قوتها عليها لمستها الرقيقة بمثابة همس طائر الكروان لجوار أذن الصل فإن احتجزت مشاعرها بمنزله تاه هو بموطنها وآسر بين عينيها الفاتنة وزع نظراته الساحرة بين عينيها تارة وبين شفتيها المرتبكة في حضرته كأنها تحارب لنطق شيئا لم يسعفها دنا منها وقد ترك قلبه يلبي نداء صامت يعلم سبيله إلى مسكنها وبؤرة حبهما العتيق دقات قلبه تتواثب كلما تشعر باقتراب دقاتها وكأنه يبحث عن ملاذه وتميمة هذا العشق دقائق مرت عليهما وكأنهم ثوان معدودة مازال يريد اطفاء شعلة الحب المشټعلة بداخله وقبل أن يتعمق بقربه منها استمع لصوت دقات باب الغرفة الصاخب على ما يبدو بأن الطارق يحمل مصير الكون الآخير ابتعد عنها عدي وهو يهمس من بين أنفاسه المتسارعة 
_مين اللي بيخبط بالشكل ده 
وجذب الحلى الذي انتقاها ثم ارتداها على عجلة من أمره وخرج ليفتح باب غرفته فتفاجأ بابنه يقف مقابله وعينيه تتخلل الغرفة من خلفه وكأنه يبحث عن شيئا ما فأتاه صوته الشرس يتساءل 
_في حد يخبط على حد بالطريقة الھمجية دي! 
انتقلت نظراته لوالدته حينما طلت من الخلف تشير له بيدها بحذر دون أن يرأها زوجها بأنها على ما يرام فسحب الصغير نظراته بثبات عجيب ثم قال وعينيه أرضا 
_أنا خبطت أكتر من مرة وحضرتك مسمعتنيش عشان كده خبطت جامد.. بعتذر لأني ازعجت حضرتك. 
وكاد بالمغادرة فاوقفه قائلا 
_كنت عايز حاجة 
استدار تجاهه وهو يجيبه بابتسامة صغيرة 
_كنت بحسب رحمة مع ماما.. بس شكلها تحت. 
أشار له بخبث 
_طب استنى عايزك.. 
وخرج عدي من غرفته ثم أغلقها خلفه وهو يشير لابنه بالاقتراب حك أرنبة أنفه بتوتر لهيبته التي لم ترضخ لرغباته قط فقال باسلوب ظنه ماكر أمام حفيد ياسين الچارحي 
_حبيبي أنت متعرفش جدو أخد تيتا فين بالظبط أكيد إنه بيتصل بيك وقالك هما راحوا فين.. مش كده ولا أيه يا بطل! 
ضيق الصغير بنية عينيه وهو يحدجه بثبات عجيب اتبع قوله الأدهى مكرا 
_آه هو فعلا قالي إنهم طلعوا رحلة باليخت.. وأكيد انهم في عرض البحر لكن مكانهم جدو نفسه صعب يحدده وسط المية وحضرتك عارف كده! 
دمى شفتيه بين أسنانه وهو يحاول التحكم بغيظه من ابنه الذي يصفو جوار أبيه عوضا عن مساعدته فقال بضيق 
_روح يا خليفة جدك كمل دراستك. 
منحه ابتسامة اتبعت سؤالا زاد من غيظه 
_بجد حضرتك شايفني خليفة لياسين الچارحي!! 
انتصب بوقفته وهو يشير له بحدة 
_على أوضتك. 
هز رأسه بخبث 
_زي ما تحب. 
وغادر والابتسامة تتسع على محياه رويدا رويدا عادعدي لغرفته فاتجه للمرآة دون أن ينبس بكلمة واحدة مرر يده بين خصلات شعره ليمنحها مظهرها عشوائي بعض الشيء ثم عقد جرفاته بانتظام بعدما تردد بارتدائها ولكن اليوم هاما للغاية لذا كان عليه أن يتألق بملابسه الآنيقة عكست المرآة من أمامه نظرات الإعجاب المرسلة من خلفها وحينما أمسك بها تتطالعه خلسة قالت بارتباك وكأنها تخلق أي حديث بينهما 
_كنت عايز ياسين في أيه 
تعمد التطلع لها مطولا بنظرة أربكتها وخاصة حينما قال 
_أنا فخور بذكائك أنت وابنك. 
قطبت جبينها باستفهام فجذب حقيبته ثم وضع بداخلها حاسوبه وهاتفه الخاص وقبل أن يخرج من الباب المنصاع ليده قال 
_ابنك بيطمن عليك مني..متصور اني ممكن أرفع ايدي عليك!!! 
ومنحها نظرة عدوانية مشټعلة وقولا مشكك 
_يا هو اللي بيبالغ بتخيلاته يا أنت اللي بتخوفيه مني! 
دنت منه خطوتين وهي تردد 
_لا آآ... 
انقطعت كلماتها حينما صفق الباب بقوة من خلفه فابتلعت باقي جملتها ببسمة اتسعت وهي تتخيل موقفها الاحمق منذ الصباح حتى تلك اللحظة. 
مررت يدها على بطنها المنتفخ بعاطفة وحب يتغلل بأوصالها تتمنى بأن يقترب موعد ولادتها لتقر عينيها بصغيرها تقضي أغلب وقتها بالحديث المنفرد معه وكأن العالم انعزل بهما ولجوارها كانت تغفو ابنتها الصغيرة متكأة برأسها على ساقيها فمررت نور يدها على بطنها تارة وتارة تلامس شعر ابنتها الذهبي اتسعت ابتسامتها حينما بدأت الصغيرة بفتح عينيها فضمتها لصدرها وهي تهمس لها 
_صباح الفل يا روح قلبي.. كده تقضي الوقت ده كله بالنوم وأنا عايزة أنزل ومش هاين عليا اسيبك لوحدك.
ونهضت عن الفراش ثم جذبتها لتشير لها بابتسامة واسعة 
_يلا نأخد شاور محترم وننزل بسرعة ننضم للحزب. 
وحملتها بين ذراعيها ثم هرعت بها لحمام الغرفة دون أن تعي بصحبة من بالداخل وضعت نور الصغيرة على حوض المياه الخشبي ثم فتحت الصنوبر وأخذت تلامس المياه وحينما تأكدت من حصولها على دفء بسيط أخذت تخلع ملابس الصغيرة التي تبتسم وهي تتطلع لمن يشير لها من خلف الستار الزجاجي الذي يعزل الدوش عن باقي الحمام فأخبرتها بمرح 
_تغير بسيط مش هقدر أقف عشان تاخدي الدوش على الواقف ببطني دي فنمشيها بالحوض وأهو الحوض صغنون ويدوب يسيعك.
وحملت الصغيرة ثم وضعتها بالحوض الذي تحول لبانيو صغير مثالي لجسد الصغيرة فوضعتها نور وأخذت تجذب المياه على جسدها الصغير وفجأة انقطعت ابتسامتها وتحولت لدموع تدفقت على وجنتها وكأن للمياه ذكرى سيئة للغاية معها ارتعشت اصابعها التي تلامس جسد الرضيعة حينما تعلقت بأصبعها مثلما كانت تفعل فلذة كبدها جذب عمر ملابسه المعلقة ثم ارتداءها وهو يغمز لابنته التي تتلهف لرؤياه وترفع ذراعها عدة مرات عله يحملها بين ذراعيه انتهى من ارتداء قميصه
وهو يتابعها بدهشة لعدم شعورها به فاقترب منها خلسة

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات