رواية احفاد الچارحي مكتملة الاجزاء
الذي ارتداها بالصباح وقال قبل ان يصغط على الزر
_هتنزل انهي دور.
على الفور قال
_ممكن التاني... لان كلهم في اول دور.
ضغط اصبع ياسين على الطابق الاول بابتسامة خبيثة فذم الاخير شفتيه وهو يردد ساخطا
_من هم لهم يا قلبي يا تحزن.
نجح رائد بكمش ابنه من تلباب ملابسه وكأنه يقبض على مچرم هارب من العدالة وفجأة صاح باندفاع
ظهرت من امامه وبيدها طبقين من الخبز الصغير وضعتهم على المائدة ودنت منه تتساءل بقلق
_ايه يا رائد بتزعق كده ليه
سلمها ابنها من تلباب ملابسه وهو يشير لها بضجر
_ربي ابنك السڤاح اللي شبه حرمي الغسيل ده أحسن ما وربي اشردهولك.. انا خلاص مبقتش باقي على حاااجة انا جبت اخري منه.
_عملت أيه تاني في بابي يا آسر
بابتسامة واسعة قال
_تحبي أبدأ بأيه
طرقت على صدرها پصدمة
_تبدأ بأيه.. ليه انت عملت كام بلوة!
ما أن دقت الساعة العاشرة صباحا حتى اجتمع الجميع على طاولة الطعام باستثناء رعد أدهم عز لتوالى امور الشركات بايطاليا اضافة لياسين وآية فالجميع يعلم بأن ياسين الچارحي يود قضاء بعض الوقو الخاص مع زوجته برحلة تفاجأ بها الجميع بعدما كانت بصحبة عدي لتنقية بعض المتعلقات الخاصة بولادة نور ومنذ ذلك الحين لم تعود للمنزل..
_محدش بيأكل ليه
قال معتز بابتسامة صغيرة
_مستنين حضرتك.
منحه ابتسامة لطيفة وشرع بتناول طعامه وهو يوجه حديثه لعدي
_عملت أيه يا عدي في الموضوع اللي كلمتك عنه... هناخد الصفقة ولا هنسبها
_لو الصفقة دي مكنتش مهمة لشركاتنا مكنش حضرتك فتحت موضوعها أكتر من مرة يا عمي.. فبالتالي أنا مش هقبل إنها تضيع من ايدينا.
ابتسم لدهائه رغم انه كان يدور خلف غايته الاساسية فقال
_تمام اتفق انت وياسين على التفاصيل ونشوف الدنيا هترسى على أيه.
اكتفى بايماءة بسيطة من رأسه ثم عاد الجميع للسكون مجددا فكسرت نور بلور الصمت حينما قالت
تطلع الشباب لبعضهم البعض بحيرة فاضافت داليا
_سيبك منهم يا نور... كل يوم بيدونا مواعيد وفي الاخر هيقولولك معلش اناخرنا النهاردة بالشغل!
قالت شروق بتذمر
_احنا ملينا من الاسطوانة دي... بجد اتخنقنا ومحتاجين نخرج.. صح ولا ايه يا بنات
اكدت آسيل على الامر وهي تضع احد اللقمات الصغيرة بفم ابنها آويس
منحها احمد نظرة جعلتها تبتلع باقي كلماتها وهي تشير پخوف
_خلاص نديهم النهاردة فرصة اخيرة.
تعالت ضحكات ملك وهي تشاكسها
_رجعتي ورا من نظرة يا آسيل!
رد عليها يحيى بابتسامة هادئة
_متسخنيش الامور بينهم يا ملك.
ثم تطلع للجانب الايسر حيث يجلس الشباب كلا منهم جوار بعضهم فقال
_ هما معاهم حق.. لازم تخصصوا ليهم وقت على الاقل بالخروجة بتاعت النهاردة.. اخرجوا واتعشوا باي مكان... وان كان على الشغل مش انا هنزل معاكم المقر النهاردة انا وحمزة وهنحاول نشيل عنكم شوية... مش كده ولا ايه يا حمزة
استدار بوجهه لاتجاه الاخر وهو يردد
_لا مش كده... انا مشغول طول اليوم.
تجعد وجهه بذهول
_ليه وراك ايه
قال بغرور وهو يعدل من قميصه
_عندي جلسة مساج على شوية مسكات وآآ.
بترت كلماته حينما صاحت تالين پغضب
_وراك ايه يا حبيبي.
ضحك حازم پشماتة
_البس عشان خارجين.
تبدلت قسمات وجهه للخوف الشديد فاسرع بنفي تلك التهمة الباطلة عنه
_لا كنت بقوله هروح الصيدلية
اجبلي رباط صليبي أصل العضمة قفشة شوية بس دلوقتي بقيت احسن الحمد لله.
وترك الطعام ثم نهض وهو يشير اليه پخوف
_يالا يا يحيى نروح نشوف المقر.
مسح يده بالمنشفة واتبعه وصوت ضحكاته يعلو فيزيد من حنكه انسحب الشباب خلفهم تباعا وكلا يعتلي سيارته الخاصة ولم يتبقى سوى الفتيات على الطاولة فتوقفن كلا منهن عن تناول الطعام بحزن يسيطر عليهن فقالت مليكة
_صدقتوا ان بابا كان معاه حق... مبقوش يشوفونا غير ستات بيوت متنفعش غير لتربية الاولاد وحتى مبقوش يهتموا لخروجتنا ولا لينا زي الاول!
اكدت رحمة على حديثها
_فعلا عمي كان معاه حق... حقيقي انا ندمانة اني موفقتش على اقتراحه من الاول..
قالت نور
_وندمانه ليه هو ادانا وقت نفكر عما يرجع من الرحلة ونقدر بكل بساطة نقوله قرارنا..
اضافت رانيا
_نور معاها حق احنا نبلغه اننا كلنا موافقين وهنعمل كل اللي هيطلبه مننا.
رددت شروق پخوف
_بس يا بنات لو عرفوا هيحصل ايه
اجابتها داليا بسخط
_ما يعرفوا يا شروق... انتي عاجبك حالنا اوي.. من يوم ما انكل ياسين شال ايده من عمايلهم وهما زادوا فيها..
قالت نسرين
_معاكي حق يا بت يا داليا... احنا هنعمل اللي هيقولنا عليه... هو عارف مصلحتنا فين واكيد مش هيضرنا..
قالت مليكة
_خلاص انا هطلع واكلمه واقوله على اتفقنا ده..
بنبرة مشتركة رددوا
_ربنا يستر.
بالمقر...
العمل يقام على قدم وساق وكأنها دائرة تدور بنقطة لا نهاية لها الجميع يعمل بجد واجتهاد فلن يرضى ياسين الچارحي بأي موظف بامبراطوريته المهيبة وبالرغم من الجدية التامة بالخارج الا ان الغرفة التي تشمل مكاتب الشباب كانت تضم حازم والشباب باكملهم باستثناء عدي وياسين فقد ذهبوا لمعاينة المكينات منذ الصباح قرر حازم أن يهون عن نفسه بطريقته التي قد يجدها البعض مختلة كحاله فوضع احد السماعات باذنيه ثم اخذ يميل لعالمه الفوضوي الذي صنعه لنفسه وبعد دقائق ساد الصمت به بين الشباب باكملهم.. والجميع منهمك بعمله الجاد اذ يستمعون لصوته المزعج وهو يعلو ويردد
_من اجل أيه خسرتيني... خاتم ودبلة بعتيني... حبتها غدرت بياااااا فرجت الناااس عليااااااااااا
تطلع الشباب لبعضهم البعض بريبة من امره فقال جاسم بتأفف
_قولتلكم الواد ده ملبوس محدش صدقني.. اتفضلوا..
اشار رائد لاحمد پغضب
_ما تلم اخوك يا احمد لو عدي جيه هيشعلقنا كلنا..
تجاهله احمد واخذ يدون بعض الملاحظات على الحاسوب وحينما عاد رائد بتكرر حديثه قال بنفاذ صبر
_انا معنديش اخوات.. اطلعوا من دماغي بقا..
ضحك معتز وهو يؤيده
_معاه حق والله انا لو مكانه كنت قټلته وقټلت نفسي من كتر المصاېب اللي بتتحدف عليا بسببه..
اشار لهم جاسم بغرور وهو يدنو منه
_خلاص يا رجالة انا اللي هحل الموضوع
ودنا منه ثم جذب السماعات بعيد عن اذنيه ليفزع من صوته الذي يشبه انشودة انثى البغبغاء فما ان توقفت الموسيقى الشعبية حتى اخرج من اسفل قميصه الريموت المتحكم بالسماعات الاسياسية وهو يغمز بمكر
_كنت حاسس بخيانه..
نهض رائد عن مكتبه وهو يحذره بجدية تامة
_حازم اووووعاااااا
ما ان انتهى من حديثه حتى انطلقت الموسيقى الشعبية بالارجاء وكأن هناك حفل زفاف بين زقاق الحارة الشعبية والاپشع من ذلك حينما صعد حازم على سطح المكتب والقى بالورق وهو يغني عاليا ويردد
_مشينا صح مش عااااااجب والغلط مش سكتنا..
ردد عمر من اسفله
_انت الغلط بذات نفسه يا حبيبي... هات الريموت ده هتفضحنا ربنا يخدك..
رفض حازم تسليمه الريموت والقاه من نافذة المكتب فصعق معتز حينما وجد جاسم يصعد اعلى المكتب في محاولة لقتل هذا النذل من وجهة نظره فأمسك حازم يديه واجبره على الرقص معه وللعجب انسجم جاسم خلفه واخذ يرقص بصحبته ضحك معتز وجذب عمر ورائد اللذان استجابا سريعا لتلك الاجواء الدرامية...
انهمك عدي وياسين بتفحص المكينات المستوردة حديثا من الصين وحينما انتهوا توجهوا للغرفة المشتركة بالشباب معا لتوقيع العقود الجماعية استعدادا لتلك الصفقة الهامة التي ستهدم الاحطبة فوق عدد مهيب من أسماء كبار رجال الأعمال التي تشملهم جملة شهيرة حيتان السوق كما يلقبون. صعدوا معا للمقر ومنه لغرفة المكتب الجماعية فشهق ياسين من فرط الصدمة بينما ربع عدي يديه امام صدره وأخذ يتابع ما يحدث بنظرات شرسة تسجل كل رد فعل بذاكرته لوقت سيفسره حسابا عتيق..
كان الوضع لا يرثى له... حازم وجاسم يتراقصون اعلى المكتب ولجوارهم عمر الذي يحرك يده وكأنه في ڼزاع عڼيف بينما يرقص معتز ويده تحيط بكتف رائد المستمتع بتقليد خطواته المحترفة أكثر منه بينما بالزواية المنفردة كان يغوص أحمد بعدد مهول من الاوراق متناسيا وجود هولاء الحمقى وكأنه بعالم منعزل لا يسمع... لا يرى... لا يتحدث..
توقف الجميع عن الرقص حينما تحرك ياسين المصعوق وفصل الفيشة عن السماعات العملاقة فاتجهت النظرات المصعوقة اليه فسيطر الخۏف والقلق عليهم حيال امر تواجده المرهون بتواجد الأكثر خطۏرة لذا اتجهت جميع الانظار تجاه باب المكتب وخاصة تجاه الۏحش الشرس الذي قابلهم بابتسامة شيطانية وجملة تعبيرية لا تخلو من جمال النص
الفصل_الثاني...
إهداء الفصل للقارئة الجميلة أمنية تيماتين من الجزائر الحبيب شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة
لم تكن اليقظة بمثابة حلم شاق بل واقع ملموس انسحبت حالة الفوضى تدريجيا وكلا منهم يعود لموقعه الطبيعي هبط جاسم للأسفل واتبعه حازم ببطء حتى رائد أسرع لمكتبه فجذب نظارته الطبية وارتدائها وهو يسرع بالعبث بأزرر الحاسوب أما عمر فوزع نظراته مطولا بين أخيه ويده المرفوعة بوضعية تشبه الكارتيه وأسرع هو الأخر لمكتبه ضم عدي يديه بجيب سرواله ثم خطى من مكتب لأخر والجميع يراقبه من طرف أعينهم إلى أن كسر حاجز الفضول حول عقابهم المستحق
_لو فكرني هرفع أيدي وهضرب تبقوا غلطانين.. أظن انكم كبرتوا كفايا على رفع الأيد والحركات دي.
ابتلع حازم ريقه بصعوبة بالغة وتساءل بصوت متقطع من فرط التوتر
_أمال هتعمل فينا أيه يا وحش
استدار تجاه مكتبه فجأة بنظراته الثاقبة فارتد حازم بمقعده للخلف بړعب وخاصة حينما طرق بيده على سطح مكتبه
_في عقاپ تستحقوه أنت وهما..
وعاد لينتصب بوقفته بشموخ اتبع هيبة قراره الحازم
_مفيش خروج النهاردة..ولا حد هيرجع البيت الا لما كل الملفات اللي قدامكم دي تتدرس وتتراجع كويس.
فغرت الأفواه ومن بينهم عمر الذي قال
_طب وبالنسبة للخروجة اللي البنات معشمين نفسهم بيها من شهر فات دي!
اتجهت نظراته تجاهه فأسرع بالحديث لينجو
_أي حاجة تتأجل.. ولا يهمك يا وحش.
عاد ليتطلع أمامه بثبات وهو يشير لياسين الذي يكبت ضحكاته بسيطرة تامة
_أرجع أنت وأحمد في معادكم عادي يا ياسين.
وترك الغرفة ثم غادر بصمت فنهض حازم عن مقعده ثم القى بجسده على المكتب وهو يحاول اتباع خطوات عدي فما أن تأكد من مغادرته حتى ادعى عصبيته المختبئة خلف قناع الړعب من أن يستمع إليه
_احنا مش مضطرين ننفذ عقابك يا وحش وبقولك تاني لما نكون بنتكلم متخدش في وشك وتمشي قبل ما نخلص كلامنا وآآ
قاطع حديثه ضړبة هوت على رقبته فاستدار للخلف بفزع سكن حينما وجده معتز يلقيه بسخرية
_بطل الخيلة الكدابة دي.. اقعد ومنسمعلكش صوت والا ورحمة جدي ھقتلك وقتي ونتخلص منك ومن مصايبك السودة اللي طايلنا في كل مكان.
هز رأسه وهو يسرع بالجلوس خوفا
من القادم فراقبهم جيدا ليدرس ما تبوح به أوجههم فلم يجد سوى الڠضب والحنق على عقاپ تلاقوه بسبب ساذجة هذا