السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ضراوة ذئب "كاملة حتى اخر فصل" بقلم سارة الحلفاوى

انت في الصفحة 2 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز


سمعت صوت صفير بيدل على إنتهاء المكالمة...لأول مرة تتذل بالشكل ده! حطت التليفون على الطاولة و حطت إيديها جنبه بتميل راسها لقدام و كإن أحمال الدنيا فوق كتفها الصغير .. اللي مش هيستحمل كل التقل ده!
راحت ل جدتها و قعدت تحت رجلها...سندت راسها على رجلها و قالت بصوت مافيهوش حياة...
كلهم إتخلوا عني! عمي محمد قالي إنه مش معاهم و أنا عارفه إنه بيكدب...و عمتي قالتلي إنها بتجوز بنتها و اللي جاي على أد اللي رايح...و عمي سيد قفل السكة في وشي! أعمل إيه يا تيتة أروح فين

مسحت جدتها على خصلاتها الناعمة و قالت بتعب...
روحي للي خلقك و أطلبي منه ينجدنا يا بنتي! إدعي ربنا يطلعنا من اللي إحنا فيه! 
قامت بتثاقل و رغم إنها أدت فرضها إلا إنها لبست إسدال الصلاة و فرشت سجادتها و صلت بخشوع و أول ما جبينها لمس الأرض بكت...بكت و ترجت و ناجته و هي بتقول...
خبطت على كل البيبان! كلهم رزعوا الباب في وشي...بابك الوحيد اللي مش هيتقفل في وشي أبدا...يارب! إنجدنا يارب ماليش غيرك يارب .. ماليش غيرك!
سلمت...و نامت على المصلية بتقرب رجليها ل وشها بتحاوطهم كالجنين...و دموعها بتتساقط على جنب وشها و تبلل سجادة الصلاة...و غفت ڠصب عنها...صحيت اليوم اللي بعده على صوت آذان الفجر...دلفت للمرحاض و إتوضت و خرجت صلت و هي بتدعي بدون ملل...قعدت تقرأ في المصحف الصغير حجما اللي بين إيديها...خلصت خمس أجزاء...و لما الساعة جات تسعة قامت و لبست نفس العباية و لكن لفت طرحة سودا ب سواد العباية القاتم...و المرة دي بصت لملامحها و هي حاسة بنفس الشرخ اللي على المراية موجود في قلبها...خرجت من الأوضة و دخلت أوضة جدتها و باست راسها...خرجت و ميلت على الأرض تاخد الورقة اللي مدون فيها عنوان شركته...خرجت و هي بتعد الفلوس اللي في إيديها و خرجت منها فلوس علاج جدتها و فلوس الأكل و الشرب...ف ملقتش غير شوية فكة يادوب يركبوها مواصلة عاملة لنص الطريق بس...و بالفعل ركبت أتوبيس عام وصلها لمكان مش قريب من شركته و مش بعيد...كملت باقي الطريق مشي و هي حاسه بكل العيون حواليها كإنها ماشية عريانة! بتعاني كل يوم من معاكسات سخيفة رغم إحتشام لبسها...إلا إن وشها الملائكي و الخالي تماما من أي مساحيق تجميل كان السبب في لفت إنتباه الشباب اللي متعودوش على الوش البريء اللي زي وشها...وقفت قدام مبنى عريق محاوط بالإزاز من كل ناحية...قدامة أشخاص لابسين زي أزرق مع رجلين لابسين بدل سودا شبه اللي إقتحموا شقتها إمبارح...قربت من واحد من الأمن  قالت بتماسك ...
عايزه أقابل زين باشا لو سمحت!
بصلها من فوق لتحت وقال ساخرا...
عايزة تقابلي زين بيه الحريري و إنت جاية عايزة إيه بقى يا ترى شحاتة يعني ولا حاجه تانية شمال!
إنكمشت من جرأة كلامه...و أطبقت على شنطتها و هي بتقول بصوت بيترعش...
لو سمحت .. بلغه إني صاحبة شقة فيصل .. و عايزة أقابله!
لاء مدام شقة فيصل تبقى حاجه شمال...ماشي هخلي حد يديله خبر!!
بعدت عنه بتحاول تسيطر على الدموع المقهورة اللي إتجمعت في مقلتيها...وقفت على جنب بعيد عن أنظاره اللي كانت بتاكلها...و لإن رجليها مكانتش قادرة تشيلها من المسافة الطويلة اللي خدتها مشي...و من التعب النفسي اللي بياكل فيها...ف قعدت على الرصيف و سندت إيديها على ركبتها و خبت راسها جوا ما بين دراعها...و بد دقايق سمعت صوت جهوري پيصرخ فيها إنتفضت على أثره...
قومي يا بت من هنا!!! حد قالك إنها جمعية خيرية!! 
رفعت عينيها له و لقته نفس اللي ضربها بالقلم إمبارح...قامت فعلا و بصتله بإحتقار و كانت هتمشي و تسيبه إلا إنه وقفها بصوته القوي...
إستني عندك! تعالي معايا! زين بيه عايزك في مكتبه! 
غمضت عينيها و لفت تاني ليه...و لقته بيمشي فا مشيت وراه بخطوات وئيدة مترددة...دحلت الشركة تحت أنظار الموظفين المستنكرة لوجود بنت بالهيئة دي في شركة زين الحريري...طلعت معاه في الأسانسير...كانت خاېفة منه و في نفس الوقت خاېفة من الأسانسير...وصلت الدور الحداشر...ف إتفتح الباب تلقائي ف خرج ماجد و خرجت هي وراه...لقته وقف في الطرقة فجأة و شاور
 

انت في الصفحة 2 من 32 صفحات