رواية أنا لها شمس (الفصل 1 الى الفصل الحادي والاربعون 41) حصرية وكاملة بقلم روز آمين
في قدرة دكتور سليم الطبية لكنه أراد أن يمنحها بعض الأمل الزائف كي يرتاح قلبها قبل التأكيد لينطق في محاولة منه لبث التفاؤل لدى تلك الذي نزل عليها الخبر كالصاعقة
أتمنى من كل قلبي إن تشخيص دكتور سليم يطلع غلط أنا حبيت بس أبلغكم علشان تكونوا مستعدين للي جاي لانه للأسف صعب عليه وعليكم قبل منه
تخبطتشتتعدم اتزان بالمشاعرفقدان التركيز وشعورا بالضياع كل هذه المشاعر هاجمتها هي وشقيقها الصامتتحاملت على حالها لتستند بساعديها بجانبي المقعد كي تستطيع الوقوف لتنطق بحروف خرجت مهزوزة بعدما تطلعت إلى أحمد
أجاب باحترام لشخصها
ماتقوليش كده يا إيثارإحنا اخوات والباشمهندس موصيني عليك بنفسه وتأكدي إن والدك في إيد أمينة وأي حاجة هنلاقيه محتاج لها على الفور هتتعمل له
بنبرة تملؤها عزة النفس أجابته
متشكرة جدا لحضرتك وياريت تدي خبر للحسابات إني هعدي عليهم بكرة بالكتير
أجابها بنبرة زائفة كي لا ېجرحها ويشعرها بالتقليل
نظرت له بامتنان وخرجت بمجاورة شقيقها لتنطق قبل أن يتجها صوب غرفته التي خصصها له أحمد
وجديالكلام اللي إتقال لنا من دكتور أحمد هيفضل بينا ومش هيخرج حتى لعزيز
واسترسلت بإيضاح
مش عايزين بابا ياخد بالهعلى الأقل لحد ما نتيجة الإشاعات تطلع ونطمن على بابا وإن معندوش حاجة إن شاء الله
المستشفى شكلها غالي قويهتسدي حسابها إزاي ومنين
أجابته بهدوء
أنا معايا فلوس ركناها في البنك تحسبا لأي طوارئ وأظن مفيش ظروف أسوء من كده علشان استخدمها وكمان دكتور أحمد أكيد هيعمل لي تخفيض كبير
دلفا لوالدهما وحاولا التخفيف عنه ليسألها بتوجس
ضمت كفه الضعيف بين راحتيها ومالت بقامتها لتضع حنون عليه ثم طالعته بعينين مملؤتين بالحنان وهي تجيبه بكلمات زائفة تبث من
خلالها السکينة والإطمئنان بروحه
قال إن صحتك زي الفلبس مرهق شوية ومحتاج شوية مقويات مش أكتر
بجد يا إيثار قالها بعينين متأملتين النجاة لتومي له بابتسامة زائفة بينما قلبها ېنزف لرؤية غاليها بذاك الوهنمسدت بكفها فوق وجنته بحنان لتجيبه بأمل تعلم من داخلها مدى زيفه
نطقت كلماتها الأخيرة بابتسامة ليهز رأسه نافيا بابتسامة مماثلة لخاصتها كل هذا تحت نظرات منيرة الماكثة بالمقعد المقابل لوقوف ابنتها الجهة الاخرى وهي تزفر بضيق وعدم رضا لما يحدث من حولهالاحظ غانم سخطها فتملك القهر من قلبه وحزن على رفيقة دربه التي سرعان ما تذمرت من مرضه وهذا ما رأه بعينيه منذ الوهلة الأولى التي خارت قواه واستسلم خانعا للمرضلاحظت أيضا إيثار حزن والدها فتألم داخلها
ممكن تستنوا برة لو سمحتمالدكتور جاي بعد شوية هيكشف على الحاج ومحتاجة أجهزه
خرجت هي وشقيقها ووالدتها ليجدوا عزيز وأيهم يجلسان بالمقاعد الموضوعة داخل الممر جاورت منيرة عزيز لتزفر بقوة وهي تقول بتذمر
أنا مش عارفة إحنا إزاي سمعنا كلامها وجينا هناكان مالها مستشفى المركز ما كانت حلوة ومقضية الغرض
لتتابع بسخط ظهر بين على ملامحها وهي تشيح بكفيها بطريقة غاضبة
مالنا إحنا ومال مستشفيات مصرنسيب بلدنا ونيجي نتبهدل هنا ليه!
تطلعت تتمعن بملامح مذهولة لتلك المرأة التي تفتقد لأدنى معاني الإنسانية والحسما أبشعها بكم الأنانية التي تسيطر على كيانهاحتى زوجها لا تطيق تحمل المشقة لأجل مرضهتألمت لموقف والدتها المخذل فتحدثت بنبرة ظاهرها يبدوا هادئا أما باطنها فېحترق
مفيش پهدلة إن شاء اللهالشقة عندي واسعة وتساع الكل
رمقتها باشمئزاز قبل ان تلقي بكلماتها السامة بوجهها
وأنا إيه اللي يدورني في بيوت الناس
طالعتها بنظرات قوية لتهتف بنبرة حادة وكلمات لازعة بعدما فاض بها الكيل من تلك التي لا تشعر بفاجعتهم
يبقى ترجعي بيتك علشان تاخدي راحتك فيهوأبويا أنا وإخواتي هنخدمه ونشيله في مرضه
هتفت منيرة باتهام
وإنت من إمتى حاطة أبوك في دماغك ولا بتعملي له حساب
اشټعل داخلها من حديثها لتقول بنبرة صارمة
طول عمري وأنا صورة أبويا قدام عيونيوأول حاجة بفكر فيها قبل ما أخطي أي خطوة هو بابا والحمدلله عمري ما عملت حاجة وطيت بيها راسه
هتفت بحدة وهي ترمقها بازدراء
وإنت لما سبتي البلد وجيتي تعيشي هنا لوحدك وخليتي اللي يسوى واللي ميسواش
يتكلم عليه كنتي عاملة حسابه!
ردت بقوة
محدش يقدر يجيب سيرتي لأن عمري ما عملت حاجة غلط وبتقي ربنا في كل أمور حياتي
فتحت منيرة فاهها لتنطق ليقاطعها صوت وجدي الذي هتف باستياء
بذمتكم ده وقت كلامكم ده إنتوا مش حاسين بالمصېبة اللي إحنا فيها
الكلام ده تقوله للست منيرة اللي سايبة مرض جوزها وتعبه وبتفكر في بهدلتها برة البيت كلمات لازعة نطقت بها إيثار وهي ترمقهم بحدة لتبتعد وتجلس
وحيدة بعيدا عن تجمعهم وضعت كفاها تحتوي بهما وجهها مستندة بساعديها على ساقيها ليقف أيهم بعد أن قرر الإنضمام إليهاجاورها الجلوس ونظر لها يسألها بعينين متوجستين يوجد بداخلهما أسألة كثيرة وتوهة أكثر
أبوك ماله يا إيثار
فاقت من شرودها على صوته لترفع وجهها تناظره بعينين مملؤتين بالألم والحزن لتطلق تنهيدة طويلة قبل أن تقول بصوت يحمل الكثير من الهموم
إدعي له يا أيهمإدعي كتير واتوسل لربنا إن نتيجة الأشعة والتحاليل تطلع كويسة
للدرجة دي حالته خطېرة
سألها متوجسا لتجيبه بخفوت
بابا تحت عفو ربناإدعي له
إعتدلت بجلستها ونصبت ظهرها لتقابل شقيقها الأصغر وتمد يدها تسحبه لداخل لتربت فوق ظهره بحنان بعدما رأت ضياعه بعينيه ليتنهد الفتى بعد شعوره بدفئ شقيقته الذي حرم
منه منذ أن استمع لوسوسة شياطين الإنس وقرر تركها بأحلك أوقاتها وشدة إحتياجها له بعدما أغراه نصر بالوظيفة والمال
على الجهة الأخرىمال عزيز بجانب أذن والدته ليهمس كي لا يستمع عليه أحد
إهدي شوية على إيثار يا أم عزيز إحنا عاوزين ناخدها في صفنا ونطبطب عليها مش نكرهها فينا أكتر
زفرت بضيق لتهمس بصوت غاضب
البت مش معبراني يا عزيزشافتني ولا كأني أمها
أجابها ببرود على غير عادته لشخصيته المتهورة
معلش يا أم عزيزخليكي معايا للأخر وصدقيني هتنبسطي بالنتيجة
كانت تنظر أسفل قدميها بملامح وجه حزينة أخرجها صوت يلقي التحية فانتفضت واقفة بعدما رأت أيمن الأباصيري وزوجته الجميلة تتأبط ذراعه ويقفا مقابلين جلوسها لتهب واقفة لاستقبالهما لتقول بصوت واهن
أهلا وسهلا
تحدث أيمن متأثرا بالموقف
ألف سلامة على بابا يا إيثار
الله يسلم حضرتك
اقبلت عليها نيللي واحتضنتها برعاية لتقول وهي تربت على ظهرها تحت نظرات منيرة وأنجالها الثلاث
سلامة بابا يا حبيبتيربنا يطمنك عليه
ابتعدت قليلا لتجيبها بأعين ممتنة
الله يسلمك يا مدام نيلليتعبتوا نفسكم ليه وجيتوا دكتور أحمد عامل الواجب معانا وزيادة
ردت نيللي بنبرة صادقة
إنت بنتنا يا إيثارمش عوزانا نقف معاك في محنتك
ليكمل أيمن على حديث زوجته الجميلة
وبعدين اللي أحمد عمله ده أقل واجب وأقل من اللي تستحقه شخصية محترمة زيك
حول بصره على عزيز ومنيرة الواقفان يتابعان الأمر بعيونا مذبهلة لتلك السيدة الأنيقة وذاك الأنيق المحنكحول بصره عليهم وهو يقول
دول أهلك
اومأت بهدوء لتتحرك بجوارهم وهي تقدمهم قائلة
ماما وعزيز أخويا الكبير وده وجدي وده أيهم
رحبت السيدة والسيد بهم بحفاوة برغم علميهما بمدى بشاعتهم وكل ما اقترفوه بحق تلك المسكينةليقول عزيز بمكر
إحنا متشكرين يا باشا على افضالك الكتير ووقوفك مع أختي إيثار
رد أيمن بمصداقية
إيثار أنا بعتبرها زي بنتي لارا بالظبطوأظن مفيش شكر لأب بيراعي بنته
واسترسل
بحديث ذات مغزى بعدما حول نظره إلى منيرة
تسلم تربيتك يا افندم ونعم التربية
هزت رأسها لتقول على عجالة
تسلم وتعيش يا بيه
خرج الطبيب لتلج إيثار إلى ابيها ودعت أيمن وزوجته للدخول لتقول منيرة وهي تلكز وجدي بذراعه
هو ده الراجل اللي اختك شغالة معاه يا وجدي
أومى لها لتتابع بانبهار
دي مراته عاملة زي اللي بنشوفهم في التلفزيون
ابتعد عزيز ليخرج هاتفه الجوال طالبا رقم هاتف عمرو ليخبره بما حدث ويطلب منه الحضور للوقوف معهم ومحاولة استقطاب إيثار والظهور أمامها كفارس على الفور هرول الأخر ملبيا النداء بعد مرور حوالي الساعتين كانت تجلس بالمقعد المجاور لوالدها يجاورها وجدي وأيهمعلى الجهة الأخرى تجلس منيرة وبجوارها عزيز استمعت لبعض الطرقات الخفيفة على الباب ليفتح بعدما صاح عزيز بصوته للسماح بالدخولظهر عمرو ممسكا بعلبة من الشيكولاتة الفاخرة ويرسم على وجهه علامات الزعر حيت اتجه سريعا إلى غانم وهو يقول
سلامتك يا عم غانم إيه اللي حصل
مال على رأس غانم واضعا احترام ليرفع عينيه يتطلع بوله لتلك التي قلبت عينيها بضجر لاعنة سخافته
وقفت منيرة وعزيز مهللين بترحاب
أهلا يا عمرو
قالتها منيرة لتتابع متسائلة
مين اللي قال لك إن إحنا هنا
نظر لعزيز المرتبك ليتحدث بذكاء
كان فيه واحد صاحبي في مستشفى المركز لما عربية الاسعاف وصلت وأخدت عمي غانم اتصل بيا وبلغنيوأنا كلمت مدير المستشفى وعرفت منه انكم هنا
ازيك يا إيثار نطقها بنبرة عاشق لتتجاهله وهي تقول لأبيها
مرتاح يا حبيبي ولا انده لك الممرضة
رد عليها بصوت واهن تحت ڠضب منيرة وعزيز من تصرفها
الحمدلله يا بنتيأنا أحسن كتير
جلس وبدأ بتناول أطراف الحديث بينه وبين والدتها وأشقائها وعينيه تتمركزان عليها لتنسحب للخارج وأبلغت الممرضة بالدخول وصرف جميع من بالغرفة وإبلاغهم بانتهاء موعد الزيارة وبالفعل بعد قليل كانت
تستقل سيارتها وبجوارها عزيز أما بالأريكة الخلفية يجلس أيهم ومنيرة التي اضطرت للمبيت بمنزلها بينما ظل وجدي مرافقا لأبيهظل الجميع في صمت تام إلى أن وصلوا لمسكنهاضغطت جرس المنزل لتفتح
لها عزةولجت ثم تنحت جانبا وهي تشير لهم
اتفضلوا
خطت منيرة بساقيها بمسكن نجلتها التي تدخله للمرة الأولى بحياتها لترمق عزة بنظرات حادة وكأن بينهما ثأراتعجبت عزة ورفعت حاجبها باستغراب لكنها تغاضت عن نظراتها وعزيز لتقول بترحاب حار لأجل ابنتها التي لم تلدها
يا مرحب يا جماعة نورتونا
لتسترسل متسائلة باهتمام
الحاج غانم أخباره إيه
أجابتها إيثار بتنهيدة
الحمدلله يا عزة فين يوسف
أجابتها برتابة
نايم من بدريعمل الهوم ورك وعشيته بعدها
ونيمته بعد ما طلع عيني
دخل الجميع للردهة لتقول منيرة بوجها العبوس
فين المكان اللي هنام فيه علشان أريح فيه جتتي
تألمت لكلمات والدتها القاسېة وقالت بنبرة هادئة كي ترفع عنها أية حرج تشعر به
خلينا نتعشى الأول وبعدين إدخلي خدي شاور ونامي
أنا لا باكل ولا بستحمى عند حد قالت كلماتها الرافضة بطريقة فظة لتهتف عزة بحديث متهكم فهي تكره تلك المرأة حيث دار بينهما العديد من المكالمات الهاتفية التي تنتهي دائما بالشجار والتوبيخ من كلتاهما للأخرى
وبالنسبة للنوم عادي ولا فيه مشكلة هو كمان!
عاتبتها إيثار بإشارة من عينيها لتزفر بضيق وهي تتحرك منسحبة باتجاة المطبخ لتبرطم بصوت عالي استمع له الجميع
أنا هغرف الأكل واحطه على السفرة واللي عاوز ياكل يتفضل واللي مش عاوز براحته
إنت بتقولي
إيه يا ولية إنت نطقتها منيرة وهي ترمقها بنظرات ڼارية لترد الأخرى بنبرة قوية
هو أنا جيت جنبك يا حاجة ولا هي تلاكيك
جحظت عيناي الاخرى لتهتف باعتراض
حاجة! ليه شيفاني قد أمك علشان تقولي لي يا حاجةده اللي يدور عليك يلاقيكي أكبر مني
خلاص يا