الأربعاء 11 ديسمبر 2024

رواية غرام اهل الصعيد (كاملة جميع الفصول) لكاتبتها هدير سمير

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

شويه بس اهه الكوتش طلع مش بيجي في اليوم دا وانا كنت ناسيه خالص 
انتي مالك كدا حساكي متغيره فيكي حاجه
ظلت ساكته بعض الوقت ثم قالت بحزن
مخنوقه اوي يا ريم سلمى اللي كنت بروحلها لما اتخنق اتجوزت وطلعت هتقعد في الصيعد ولسه عارفه الكلام دا الصبح بعد ما مشيت منوعندها وكمان وشمس اختي طلعت هى كمان اللي فيها مكفيها 
ايه دا سولي هتقعد في الصعيد
اه
طيب ايه رأيك تنزلي شغل تسلي وقتك فيه بدل ماانتي زهقانه كدا
لا انا مش بتاعت شغل واصحي كل يوم في نفس الميعاد ونفس المكان اللي هروح كل يوم بنفس الاشخاص وكل حاجه روتين بقى كدا لا ياستي شغل لا
نطقت بذهول من حديثها
يخربيت كميه الطاقه السلبيه اللي عندك انا هروح استقيل من شغلي حالاانا اساسا ايه حابني النادي النهارده انا طول عمري بخلص شغل وبطلع على بيتي وعيالي
سوري ياريموو مش قصدي بس دي الحقيقه على فكره انا مش بهز اا
توقفت عن الحديث قائله وهى تنظر الي ريم المنصدمه من كثره حديثها فقالت وهى تهم بالنهوض حتى تذهب الي بيتها
هو انا رغايه صحسوري بقى ياريمو جت فيكي انتي انا كنت عاوزه اتكلم وانتي جيتي في وشي اول مادخلت الناديطب انا همشي بقى عشان ماما متقلقش من تأخيري وهبقى اكلمك لنا انزل النادي تاني باي ريموو
خرجت رغد من النادي ثم اتجهت نحو سيارتها فأوقها صوته الذي تعرفه عن ظهر قلب
مين انسه رغد هنا في النادي منورانا
الټفت له قائله بخفوت
اذيك ياا رأفت اا اقصد استاذ رأفت اذي حضرتك عامل ايه
قال بنظرات متفحصه فهى دوما تهابه دون سبب يذكر
استاذ! شيفاني واقف بقلم وعصايه على سبوره انا كويس 
لم تنظر له واتجهت تتابع سيرها حتى تذهب من امامه بسرعه فقال لها پحده اوقفتها
هو انتي بتكلمي هوا عشان تمشي وانا بكلمك ياانسه !
الټفت له ناظره برهبه ودموع تلمع بعينها
لاا مش قصدي بس كنت عاوزه امشي عشان ماما ماقلقش علياا
نظر لها بأستغراب فما سبب دموعها تلك فهو لم يفعل لها شئ حتى توصل لتلك الحاله 
طب وانتي هتعيطي ليه انا كلمتك ياانسه!
هزت رأسها نافيه وهى على وشك البكاء قائله
اناا ..ممكن امشي صح!
امشي انا مش ماسكك اتفضلي
ذهبت سريعا من امامهربينما ظل هو ينظر في ظلها الذي اختفي بأستغراب فهيا تهابه دائما ..وعندما سأل اخته عن السبب قالت لهزانها تهايه منذ ان راته يضرب احد عندها بالكليه هز رأسه مكملا سيره حيث النادي حتى يكمل تدريبه
ياشريف يا ولدي
اؤمرني يا بابا
الامر لله واحده روح على الصعيد تاني وامسك الشغل مع ابن عمك انت عارف انو لساته متچوز چديد وهو مصر انو يندل الشغل ف روح وشيل عنه شويه
هز رأسه متفهما قائلا
حاضر ياحج هروح الصبح بدري ان شاء الله تؤمرني بحاجه تاني
لا ياولدي هعوز ايه تاني غير راحتك وراحت بالك
ربنا يسهل ياحج ادعيلي انت بس انت والحجه
واحنا بأيدنازايه ياولدي غير الدعا ربنا يهدي النفوس
نطقت شمس بأستغراب من عوده رغد 
رجعتي ليه بدري كدا دا انا كنت لسه جيالك اقعد معاكي هناك شويه
الكوتش مجاش انهارده فرجعت اقعد اعمل ايه اومال بابي ومامي فين
بابي راح المكتب ومامي بتاخد شاور ونازله
اوكي
مالك
حكت لها رغد عن مقابلها ل رأفت
طب وانتي پتخافي منو ليه رأفت كويس على فكره رغم خناقتنا مع بعض بس هو كويس ومش پيخوف ولا حاجه
انا عارفه بس بخاف منو بوضو
سألتها بتردد
طب وواا ..شريف
مالو 
مشوفتيهوش
لاا 
ثم اكملت بحزن على حال شقيقتها
هو مكلمكيش من ساعتها
هزت رأسها بنفي ثم قالت حتى تغير مجري الحديث
هقوم اعمل فشار عشان نتفرج على فيلم سوى قومي غيري هدومك بقى عقبال ما مامي تنزل وبابي يرجع من المكتب ياقلبي
انتهي البارت الرابع
رايكو يهمني
نزلت البارت اهه مع ان مفيش ريتشالبارت الخامس
من غرام اهل الصعيد
بقلميهدى سمير
ذهب رأفت الي الشركه فوجد اخيه جالسا شاردا كعادته منذ ان انفصل عن زوجته
فجلس بجانبه قائلا بهدوء
يعني لما انت بتحبها ولسه بتفكر فيها ليه سبتها وطلقتهامش فاهم انا بتعمل كدا في نفسك وفي اللي بيحبوك كدا ليه شخص غريب
فاق شريف من شروده على صوت اخيه فقال بجمود
ومين قال اني بفكر في شمسانا بفكر في الشغل مش اكتر
ثم اكمل مستفسرا بأستغراب
بس ايه دا انت نازل الشركه كدا عاديمش العادي بتاعك يعني مالك
زفر مجيبا بملل
الحج بقى ربنا يباركلنا فيه مش هيسيبني غيرر لما انزل الشركه انت عارف كله الا الشغل
اومأ له مستفهما
اهمهو عشان هيبعتني انا الصعيد لازم يكون فيه حد بيدير الشغل هنا عشان ميقفش
نظر له بعدم فهم قائلا
صعيد ايه انت رايح الصعيد تاني تعمل ايه ما احنا كنا هناك امبارح هتروح تاني هى شغلانه
زفر مجيبا بملل
معرفش هو قالي روح عشان جابر هناك وكدا هيشيل الشغل كله لواحده وهو عريس فقولت ماشي اروح اهو اغير جو شويه بدل الروتين اللي انا فيه دا
عشان كدا نزلني طب بقولك ما تقعد انت واروح انا
ليه يعني اشمعنا !
عادي ..اروح انا وخليك انت هناا 
ثم اكمل قائلا
هى اللي اسمها رغد دي پتخاف مني اوي كدا ليه هما مفهمينها اني بعض ولا ايه
رفع راسه من الورق الذي كان يعمل به وهو يسمعه قائلا بأستغراب
رغد! وانت شوفتها فين
اجابه بملل
وانا رايح النادي لاقيتها خارجه منو ناديت عليها عادي عشان اسلم عليها لاقيتها اكنها اتكهربت اول ما شافتني وعينها دمعت سبتها تمشي وبعدها اتقفلت خالص من النادي ولاقيت بابا بيكلمني بيقولي انزل الشركه ف جيت وبس كدا
هى مش بتاخد على الناس بسرعه وهاديه زي شمس بالظبط
سكت قليلا ثم رفع رأسه سألا بتردد 
هى شمس كانت معاها ااا اقصد يعني شوفتها
لا معرفش انا مدخلتش النادي اصلا بس هى ركبت العربيه ومشيت لواحدها 
ثم اكمل بنبره ذات مغري
وبعدين انت بتسأل ومهتم بيها اوي كدا ليه مش فاهم
وانا ههتم ليه ..عادي مجرد سؤال قوم روح مكتبك يا رأفت ابوك لو جه فجأه ولاقانا بنتساهرر كدا هنتنفخ حضرتك
هم من مجلسه قائلا
لا وعلى ايه اروح مكتبي احسن 
ثم رجع له قائلا بغمزه
طب ما تجرب تكلمها كدا ونرجع الميه لمجاريها بدل ماانت عامل نفسك مش مهتم ومتابع كل اخبارهايااخي دا انت عارف حاجات عنها هى نفسها لسه معرفتهاش 
ثم اكمل بجديه ذائفه وهرول يخرج سريعا
بس انت مش مهتم انا عارف وكلنا عارفين كداا
رچلك كيفها دلوجت 
كويسه
طب جومي افطري معاي يلاا جبل مااروح الشغل 
ردت ببرود وهى تلعب بأظافرها
لا افطرر انت انا مش جعانه دلوقتي
هز راسه بنفي ثم قال پحده حتى تسمع كلامه
مش بمزاجك عااد يلاا جومي افطريي
خاڤت من حدته معاها فأصرت الصمت وقامت من مجلسها ذاهبه بأتجاه الطعام وجلست تتناول الطعام في الصمت وجابر يراقب حركتها بحب ليت تحبه مثل حبه لها سيصبح من اسعد رجال العالم بل اسعدهم بمراحل ستكون حتما فرحته ليس لها مثيل فماذا يريد بعد حبها له!
خجلت سلمى من نظرته المسلطه عليها فقالت 
جابرر
رد بهيام دون وعي منه
جلبه
ايه في ايه ..بتبصلي كدا ليهالاكل في الصنيه على فكره مش على وشيي وانا معرفش
فاق من تأملها قائلا بخشونه وهو ينهض بأتجاه المرحاض
اني شبعت الحمدللهكلي زين انتي واني هروح الشغل
اومأت له بصمت بينما هو دلف الي المرحاض حتى يتحمم ويذهب الي شغله ظلت سلمى بالخارج تفكر فيه وكيف يعاملها بلطف بعد زواجهما وقبله فهو دائما يحميها ويساعدها بينما تقابل هى اهتمامه وحبه بجفاء فلما! لما يتحمل معاملتها تلك بكل صدر رحب انه انسان رائع حقا خرجت من شرودها على هزته لها من كتفيها فقالت بتوتر من قربه
نعمم اا..في ايه
قال بقلق
بكلم مش بتردي انتي زينه! رچلك لسه بتوچعك يازينه البنات اطلب الحكيمه!
رأت القلق بعينيه ..ماذا بها ..ما اصابها لما احتل تفكيرها بتلك السرعه ..حتى تصبح تفكر هكذا فيه فهو من ارغمها على الزواح به ..هو من ارغمها على العيش بعيدا عن اهلها ..فقالت بجمود حتى يرحل من امامها وتستطيع ان تفكر وترتب افكارها بعيدا عنه فقربه منها يشتت عقلها وتفكيرها وهى لا تحتاج ذلك القرب او تعتقد ذلك
لاا كتر خيرك بجد..اناا تمام ومش محتاجه حاجه منك ولا من غير و تقدر تنزل على شغلك 
بعد عنها قائلا بهدوء وهو يغادر
خلي في علمك لو كلمتيني اكده تاني هتشوفي وشي مش عيعچبك خالص يازينه البنات وخلي بالك من نفسك وكلي زين وخدي الدواء في معاده وبلاش تسندي على رچلك خالص واللي تعوزي عتلاجي چارك على الكومودينو الميه والدواء واني هاچي على الغدا عشان ناكل سوى 
ثم خرج تاركها في دوامه تفكيرها به
بينما ظلت شمس في غرفتها بين ذكرياتها مع حبيبها والصور التي كانت تجمعهم سويا فكيف لحب مثل هذا ان ينتهي ..فهما كانو يعيشون حياه جميله مليئه بالحب حتى قاطعها والده عندما طلب منه الانفصال عنها تحت مسمى انها مش منهم ومتعرفش عاداتهم وتقاليدهم فلم يوافق على طلب والده واخبره بأنه قد تزوج من والدته وانها كانت ليست منهم ولا تعرف عاداتهم فلم يرد عليه واصر على موقفه فلم تتحمل هى مقاطعه عيلته له فأخذت هى خطوه البعاد عنه ..وكانت اصعب قرار قد اخذته في حياتها فمنذ ذلك الوقت وهى جسد بلا روح فكيف ان تكون بروح و روحها قد فارقتها وبعدت عنها منذ تلك اليوم التي تبغضه لو رجع بها الزمن لكانت اصرت على البقاء حتى يقتنع بها اهله فهما لم يحيوا سويا لوقت طويل لكنها تحمل اوقات وذكريات معه تكفي لباقي عمرها لا تعلم ما اصابها منذ ان رأتهزبعد انفصالهما بتسعه اشهر رجعت لها كل ذكرى مرت عليهم سويا تذكرتها ترى كيف حاله الان! فهي ادري الناس به فهو حقا پتألم اكثر منها ماذا فعلت لوالده حتى يكون عقابها مثل هذاا ظلت تفكرر فيه ولا تدرك كيف ومتى امتلئ وجهها بالبكاء ودلوف والدها ونظره الحزن التي ملئت عيناه من حالها فمنذ طلاقها وهى اصبحت معتمه لاتتكلم مع احد الا في اضيق الحدود ولا تخرج مع احد تعاقب نفسها على ذنب لم ترتكبه
وبعدين في حالك دا يا شمس
فاقت على يد والدها التي تمسح دموعها بحزن
لملمت صور ذكرياتها معه سريعا قائله بأرتباك
بابي اتفضل معلش مختش بالي
يابنتي حالك مش عاجبني خلاص اطلقتي هتوقفي حياتك عليه يعني
لم ترد عليه واستمرت في البكاء بصمت
يا شمس
نعم يا بابي نعم ايوه الحياه هتقف عليههتمشي ازاي وهو مش فيها اصلا محدش حاسي باللي انا فيه وكله عمال يقولي مش هتقف عليه ماهو الكلام ببلاش .. بس في الواقع لا هتقف عليه طول ما هو مش فيها ومش معاياا ومحدش هيعوضي عنه ف لو سمحت

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات