الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية نعيمي وجحيمها (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم بنت الجنوب

انت في الصفحة 65 من 154 صفحات

موقع أيام نيوز


انا مش غبية عشان مفهمش 
تبسم يتناول قبضتها بحنان صامتا فقالت هي 
لدرجادي انت فرحان ياجاسر  
تنهد بعمق وشردت عيناه قليلا قبل يجيبها 
كلمة فرحان دي قليلة جدا عن اللي حاسس بيه وخصوصا بعد اللي عرفته من والدي رغم غيظي الشديد طبعا من حجم اللي كان بيتدبر من ورايا لكن معلش الجايات اكتر من الريحات  

قال الأخيرة بمغزى لم تفهمه زهرة فقالت بفطرتها
ريحات بقى ولا جيات خلينا دلوقت في اللي جاي الرجل جوز الممثلة اياها دي امتى بقى هاتقابله ولا تتمم معاه إجراءات الشراكة  
أردف يجيبها وهو يلتف لخلف مكتبه ليجلس على مقعده
أكيد قريب طبعا بس لما اشوف والدي واشوف مواعيدهم مع بعض المهم بقى جهزي انت نفسك 
عقدت حاجبيها بشدة تسأله باستفسار
اجهز نفسي لإيه
رد بجدية وهو يضم كفيه يستند بهم على سطح المكتبه أمامه
عايزك تبقي جاهزة يازهرة عشان ناوي قريب قوي أعلن عن خبر
جوازنا قدام العالم كلها مش بس الشركة هنا 
توقفت قليلا تستوعب جملته المبهمة ثم سألته بنبرة خفيضة بحرج
ودا هايحصل ازاي وانت عارف يعني بموضوع والدي واللي اتنشر عنه 
عاد بجسده لخلف الكرسي يذكرها بلهجته المسيطرة قائلا
انا قولت قريب يازهرة يعني على ما يجي اليوم ده اكيد هاكون لقيت حل 
اومأت برأسها تستأذن في الانصراف لتكبح تدفق الأسئلة العديدة برأسها  
في اليوم التالي 
وبجوار رجل الأمن المكلف حديثا منه وحارسه الشخصي إمام في غرقة مغلقة وحدهم كان ينظر بتركيز في الشاشة التي أمامهم للقطات محددة يشير إليها الرجل
اهو ياباشا زي ما انت شايف هو دا الواد اللي جاب العصير لزهرة هانم ودي الست اللي كان بيتكلم معاها أكيد هي اللي حطت المنوم 
ضيق عينان الصقرية بتركيز في هيئة الفتى ذو الجسد النحيف والمغطى نصف وجهه بقناع طبي فقال بتركيز
انت متأكد انه مش شغال في المحل ياعوني 
اجابه
الرجل بثقة
طبعا يافندم انا فرزت العمال كلهم لكن الهيئة دي ماشوفتهاش على أي واحد فيهم واضح جدا ان الموضوع كان مدبر من الألف للياء بدليل ان الولد والست مقلعوش الكمامة نهائي من وشهم 
مسح بأطراف أنامله جاسر على ذقنه الخشنة بتفكير واستطرد الرجل
انا حاسبت مدير المطعم وحاسبت كل اللي اتعاون مع الولد ده أو الست بس المشكلة اللي عقدت الدنيا فعلا هو موضوع الكمامة ده عرفوا يستغلوا هاجس المړض المنتشر كويس قوي 
ظل صامتا جاسر ينقر بأصابعه على سطح المكتب الصغير وعيناه انتقلت للمرأة الملفحة بسترة ثقيلة وكاب يخفي شعرها وكمامتها في الامام لتخفي شخصيتها بالكامل فقال اخيرا للرجل 
اسمع ياعوني الست دي أهم من الولد نفسه عايزك تعيد على شرايط الكاميرات من تاني وتجيبها من قبل ما تدخل المحل مش عايزك تهدى غير لما تجيبلي معلومة مهمة عن الست دي تدلني عليها 
على باب منزلها توقف يلتقط أنفاسه كي يتماسك ويهدئ من ثورة هذا الغبي بصدره لقد فعلها إذن وأتى بعد أن استبد به شوقه إليها حتى كاد أن يطيح بعقله منذ اخر مرة قابلها وحكت إليه مالم تقوى على البوح به لشخص آخر غيره وهو في حيرة تكتنفه بلا رحمة أمواج من الأمل ترفعه في محيط عشقها ليشعر بامتلاكه العالم بين يديه وأمواج أخرى غادرة تسقط به في ظلمة عقلها اليابس الحجري فتوشي له بالقلق مع عدم ردها على مكالماته العديدة طوال الايام الفائتة ليحسم أمره اخيرا بمواجهتها لكي تعود لرشدها أو أن يفعل ما يمليه قلبه عليه ويضعها أمام الأمر الواقع نعم هذا ما سيحدث لقد حسم أمره واتخذ القرار 
تنفس مطولا قبل أن يضغط على الجرس ولكنه تفاجأ بفتح باب المنزل أمامه خبئت ابتسامته سريعا وهو يتبين هيئة الرجل المنمق أمامه وهو يخرج اليه بابتسامة مهذبة كعادته لافظا اسمه وكأنه سؤال
طااارق
هم ليقارعه الاخر بالسؤال ولكنه ابتلع جملته فور أن رأى المرأة الخمسينة بصحبة صاحب البيت أباها وهي خلفهم في الداخل رأسها فقط التي ظهرت إليه بزينة وجهها التي زادتها فتنة على فتنتها الطبيعية ولكن مع تهرب عيناها وتغير ملامحها لتوتر بدا جليا عليها اظهرا إليه ماكان يخشاه لينبؤه حدسه بصدق وتأكيد
لقد فعلتها نعم لقد خطت بيدها على حكم اعدامها واعدامه وفعلتها !
سلطان القلوب حين يقرر لا ينتظر أسباب 
يحكم بما يهواه
حتى لو ضد رغبة صاحبه 
أعمى عن عيوب معشوقه مهما بلغت 
جامح عن الحكمة وتحكمات العقل 
وشقي هو من يعارضه!
عادت اخيرا لمقر عملها الذي اشتاقت إليه بكل جوارحها بعد إجازة استمرت لأسبوعين بسبب إصابة قدمها لحقتها بأسبوع ثالث على قصد حتى تتجنب اللقاء به على الفور وتتجنب الصدام معه وقد شهدت بنفسها على صډمته وقت لقاءه الكارثي على باب منزلها بكارم ووالدته في صدفة غريبة جعلته يعلم بما انتوته فور حدوثه من ألجيد انه تمالك نفسه وتعامل مع الأمر بزوق وروية رغم شحوب وجهه الذي لم يخفى عليها
تتمنى بهذا الأمر أن تغلق صفحته لتسير بحياتها التي رسمتها من قبل وقد كافأها القدر بمنحها ما تتمناه ولكن هل هذا حقا ماتمنته
عند خاطرها الاخير استفاقت من شرودها لتنتبه على قربها من غرفته في الرواق المؤدي لغرفتها هي أيضا ولكن في الناحية الأخرى خطړ على رأسها أن تدلف إليه وتحادثه بلهجة عادية يتقبلها هو فتعود علاقتهم كزملاء وفقط رغم شكها في هذا الأمر لطبيعته الثورية دائما وجرأة افعاله الغير متوقعة على الإطلاق ولكن كل شئ مع الوقت يمر وقد مر الان اسبوع فلابد انه نسي أو هدأ عقله من ناحيتها فتحت باب غرفتها لتلج بالداخل وعقلها مازال هناك أمام غرفته تتسائل مع نفسها هل كان من الواجب ان تدلف إليه برسمية لتخبره بمجيئها ام كان يجب ان تقابله كما قررت بلهجة عادية على اعتبار ان تكون هذه طريقة تعاملها معه في المرحلة القادمة هي تعلم بمساؤه كما تعلم بحسناته لابد أنه هدأ الان وعلى استعداد للتعامل معها بحضارة  
انتفضت فجأة لتلتف بجسدها مجفلة على دفعة قوية لباب غرفة مكتبها لتفاجأ به أمامها بوجهه المتجهم الغاضب ليصفق الباب خلفه بعد ذلك ويغلقه بنفس القوة السابقة
ارتجفت على غير
توقعها وهي تتطلع إليه بهذه الهيئة الغريبة عنها وهو يتقدم نحوها كفهد بري حلته السوداء وقميصه ألاسود والبنطال بنفس اللون لتكتمل الصورة بطوله المهيب وجسده العريض عيناه الحمراء وذقنه الغير حليقة مع صوت انفاسه الهادره الذي تصل إليها فيبث بقلبها الخۏف بشدة وهي تجاهد وتدعي التماسك حتى خرج صوتها اخيرا
إنت ازاي تخش كدة مش تستأذن الأول 
وكأنه لم يسمعها اقترب أكثر ليميل بوجهه قائلا بهدوء مريب
ليه
حركت رأسها تدعي عدم الفهم وهي ترد
ليه إيه بالظبط مش فاهمة
اقترب اكثر لترتد هي غريزيا للخلف تراقب قوله وهو يكز على أسنانه
بلاش تستهبلي انت عارفة انا بسألك عن إيه
استهبل دا آيه مش تخلي بالك من كلام ااه 
صړخت بها وقد أجفلها بقبضه على مرفقيها بقوة ليقربها نحوه پعنف هادرا
بصي في عيوني كويس ياكاميليا وقولي فضلتيه عليا ليييه
أجفلها حجم
غضبه وجنونه ولكنها تمسكت بكبريائها الزائف لتردف له بدفاعية تخفي بها جزعها منه
انت بينك اټجننت باين ولا إيه سيب إيديا ياطارق انا مش عايزة اتصرف واعملك ڤضيحة 
هزهزها بقبضتيه غير مبالي بصياحها
ردي ياكاميليا وبلاش تتهربي من الإجابة انا على اخري بتعشميني بعد ما حكيتي عن أدق اسرارك ليا وبعدها تطعنيني في ضهري بخطوبتك من كارم مين أحق انا ولا هو عشان تفضليه عليا
تمالكت نفسها قليلا قبل أن تعود لطبيعتها العنيدة فقالت بتحدي 
انا ماحكتلكش عشان اقربك انا حكيت عشان تفهم من نفسك السبب اللي واقف بيني ومابينك 
انعقد حاحبيه بشدة يستوعب قبل أن يهتف پغضب حارق
قصدك انك شايفاني في صورة جوز امك هو دا اللي تقصديييبه
أكملت بتشفي رغم الام ذراعيها حتى توقفه بالحجة
وانت تفرق إيه عنه ولا انت مش واخد بالك من نفس الصفات اللي قولتها
ازداد عنفوان ثورته
مع ازدياد ضغط قبضتيه على مرفقيها يهدر پألم قلبه
هي دي الصورة اللي رسمهالي في عقلك عشان تبعديني عنك انا عمري ما كنت خاېن ولا خدت ست من جوزها انا عمري ما بصيت لمرات صاحبي انا عمري ماغدرت بحد حتى لو كان عدوي 
بس بتاع نسوان  
قالتها مقاطعة بحدة لتصل إليه وكأنها نصل سکينا حامي اخترق عظام صدره فرد بصوت متهدج
تمام يا كاميليا زي ماقولتي كدة بتاع نسوان
صړخ بعدها بتقرير 
يعني عندي خبرة ياحلوة خلتني اكشفك واعرف انك بتبادليني نفس الشعور 
نفت برأسها تحركها پعنف رافضة بتشنج واستطرد هو
لا ياكاميليا صدقي رعشتك في ايدي تأكد كلامي نظرتك ليا تأكد كلامي قلبك اللي پيصرخ بأسمي دلوقت وانا سامع صوت دقاته كلهم بيأكدوا كلامي 
توسعت عيناها بجزع تناظره پصدمة وهذه الحقائق التي يلقيها بوجهها مع هذا ليلفهم الصمت لحظات جعلته ينسى نفسه وغضبه فازداد خفقان قلبه افاقته هي بدفعه بكفيها على صدره لتتمكن من افلات نفسها والابتعاد عنه وقد ارتخت ذراعيه وأعصابه عنها حتى ذهنه تشتت فزرأت هي پعنف وقوة اكتسبتها مع مرورها بتجارب مشابهة قبل ذلك
اتفضل اخرج برا وماشوفش وشك هنا تاني اخرج برا يا طارق عشان ما ابلغش عنك حالا 
ناظرها بتحدي لبعض الوقت قبل أن يخرج كما دخل ويصفق الباب خلفه پعنف تهاوت قوتها الزائفة وسقطت على الكرسي خلفها لتتنفس اخيرا واضعة كفها
على صدرها فتطلق العنان لشهقة مؤلمة خرجت من أعماق قلبها الذي كان ېصرخ بين أضلعها وكأن بضرباته القوية يعاقبها أو يعبر لها بطريقته عن اعتراضه 
ها بقى ايه الأخبار 
تفوهت بها زهرة وهي تدلف خلفه لداخل غرفة مكتبه بعد أن عاد لمقر عمله اخيرا وقد قارب يوم العمل على الانتهاء في مهمة عمل خارجية واجبة النفاذ 
خطا ليسقط بجسده المرهق على الكنبة الجانبية في الغرفة الشاسعة جذبها لتسقط جالسة بجواره قائلا بحزم
اسألي وانت جمبي مش وانت واقفة 
اومأت برأسها لتعيد السؤال بصيغة أخرى
ماقولتليش عملت ايه طيب في محادثاتك مع الراجل ده اللي اسمه مصطفى عزام 
تنهد مطولا ليتكئ بظهره للخلف ورد باقتضاب
كل خير والحمد لله 
اه يعني اتفقتوا ومضيتوا العقود 
رددتها بإلحاح ينبع من قلقها شعر به هو ليهديها ابتسامة بلون عشقه
اتفاهمنا ومضينا العقود واتفقنا على عزومة عشا لزوم الاحتفال بالشراكة الجديدة  
تبسمت بارتياح وفرح لهذه الأخبار الجيدة والسعيدة فتابع لها
الاحتفال هايكون بكرة ان شاء الله في فندق شهير هو يملكه عايزك تجهزي نفسك من دلوقت
خبئت ابتسامتها لتسأله قاطبة جبينها بدهشة
وانا مالي ياجاسر هاجي معاكم
ليه بقى
عبس وجهه الذي اشاحهه للحظات قبل أن يلتفت إليها مخاطبا بجدية
العشا هايكون اسري يازهرة هو وأخوه هايجيبوا زوجاتهم معاهم ووالدي هايجبب والدتي معاه وانت هاتيجي معايا 
رفرفرت بأهدابها قليلا تستوعب قائلة بعدم تصديق
انت بتتكلم بجد عايزني انا ووالدتك نتعزم في حتة واحدة مع بعض خلاص بقى بلاها
 

64  65  66 

انت في الصفحة 65 من 154 صفحات