السبت 23 نوفمبر 2024

رواية اغلال الروح (كاملة جميع الفصول) شيماء الجندي

انت في الصفحة 8 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز

 


مزعلتش منه أصلا و شايفه إن ردي عليه نهى الحوار كله بس أنت مهتم أوي بصورة آسر عندي كدا ليه أنا مؤمنة إن كل واحد مسؤول عن تصرفاته سيبك منه و قولي انتوا بتفطروا ايه هنا عشان أنا جعانة و مكلتش حلو امبارح !
ابتسم لها ثم أشار لها بيده لمواصلة السير وهو يقول 
لا دي تيتة أشرفت على الفطار بنفسها النهاردة هنبهرك متقلقيش !

وصلت إلى المائدة المستطيلة المجهزة بإسلوب لطيف مميز لكن عينيها بحثت عن شخص واحد ولم تحصل على مرادها لم يحضر الإفطار و استمعت إلى أحد المعاونين بالمنزل يقول أنه انصرف سريعا و أبلغهم هاتفيا أنه لن يحضر طعام الفطور الجماعي بسبب بعض أعماله و حين شعرت أنها المتسببه بذلك همست لحالها 
يستاهل القلم مكنش لازم يتكلم عنهم بالشكل دا !
قطع حديثها الداخلي عاصم الذي قال فجأة 
نورهان و أميرة راجعين النهاردة ياسديم بليل .
عقدت حاجبيها و سألت بدهشة 
نورهان وأميرة مين 
توترت نظراته قليلا وقال بتوجس 
هو مش أنت بليل قولتيلي إنك عارفة عن آآ
قاطعته حين استوعبت أنه يقصد زوجته الأخرى وابنته و قالت بلطف 
آآه سوري مكنتش أعرف الاسماء !
ظهرت معالم الارتياح على وجهه و قال بحماس 
ولا يهمك ياحبيبتي كنت هقولك إيه رأيك اخدك جولة كدا في المجموعة والمصنع و ممكن نتغدا برا سوا لو تحبي !
ابتسمت له وقالت 
تمام زي ماتحب !
تحدثت الجدة أخيرا وقالت بلطف 
اقتراح حلو أوي ياعاصم و سديم محتاجة تعرف أكتر عن عيلتنا وبالمناسبة ياحبيبتي أنا قولت ليوسف أنه مسؤول عن اختيارك لعربيتك هيروح معاك المعرض اللي بتتعامل معاه تختاري اللي يعجبك !
أجابت بالرفض قائلة بتهذيب 
لا بلاش موضوع العربية دا !
عقدت حاجبيها و قال رأفت 
لو حابه نشوف حد يعلمك السواقة متتكسفيش ياحبيبتي !
اجابته بهدوء 
لا لأ أنا بعرف اسوق أنا مش حابة بصراحة الفكرة يعني أنا كمان مش متعودة أوي على الشوارع دلوقت و لو محتاجة مكان مش ممكن اخد السواق و لا ايه 
أجاب عاصم على الفور بترحيب 
طبعا ياحبيبتي كل حاجه ملكي تحت أمرك !
ثم استقام قائلا 
يلا ياشباب خلصوا فطاركم وحصلونا أنا هاخد حبيبتي و اسبقكم !
داخل مجموعة آل الجندي
غلطان من الأول ياآسر لما دخلت ڼصابين زي دول عيلتك ! أنت متخيل البنت دي هددتك بإيه دي شيطانة ! ازاي أصلا تسمحلها تضربك 
قالها رائف صديق آسر المقرب بإنفعال واضح و هو يرمقه بنظرات غاضبة لوامة حين استمع إلى ما دار بينهما بالصباح ثم أنار عقله فجأة و قال پصدمة 
وسيبتها مع عيلتك وجيت !!! واحدة بالدماغ دي تأمنلها إزاي كدا 
طرق آسر بقوة فوق المكتب و صاح غاضبا 
كنت عايزني اعمل ايييه يعني اقعد قصادها نضحك سوا بعد اللي هببته معايا ولا اخرج اقولهم معلش ياجماعة الڼصابة اللي جت امبارح دي كانت ترتيبي أنا و لا اخرج اقول لعمي عاصم أنا عملت كدا لما لقيتك كاتب نص ثروتك دا عايش حياته كلها بيتمنى يبص في عينها مرة واحدة أنت مشوفتش منظره من امبارح كأنه امتلك الدنيا كلها والنهاردة لما لقاها مش موجودة الصبح كان قلبه هيقف عايزني اسيب يضيع نفسه و فلوسه عشان
وهم واسيب واحدة رمتنا كلنا وقت أزمتنا وشبه خطفت بنته منه واختفت و دمرتنا زمان ترجع تلعب عليه !!!!!
زفر الآخر أنفاسه بحزن هو يعلم أن صديقه على حق لقد عاصر ألم العم و رأى لهفته الواضحة كلما ظن أن ابنته عادت كان يعشق تلك الصغيرة و يميل إليها كل الميل و ركض خلف حلم استعادتها أعوام دون كلل أو ملل إلى أن أصبح حلم عودتها هاجس يومي له و كانت العائلة تخشى أن يظلم فتاته الصغيرة نورهان من فرط ولهه ب سيلا قصته أشبه بالمعادلة مستحيلة الحل عقد حاجبيه و نظر كلاهما إلى الباب حين تم طرق و أذن آسر بالدخول ثم أرخى جسده داخل مقعده لحظات قبل أن ينتفض واقفا پغضب شديد يقول 
أنت بتعملي إيه هنا !!!!
ابتسمت له سديم بهدوء ثم نظرت إلى رائف الذي مرر عينيه عليها بإعجاب واضح ثم قال رافعا حاجبه 
إيه دا أنت تعرفها طيب ماتعرفني ياأخي !
صاح به آسر قائلا 
دي الڼصابة !
وقف رائف و قال بدهشة 
دي نصااابة دي سدييم أنت بنت عمك كانت حلوة أوي كدا 
رمقه بنظرات مشتعله وصړخ به و هو يقذفه بتلك القطعة الرخامية الصغيرة التي تزين مكتبه 
جرا ايه دأنت !!!!
حمحم رائف بتوتر و قال 
طيب أنا شايف إني مليش دعوة بالموضوع دا بقا !
رفع آسر حاجبه وقال 
والله فين اللي كان بيزعق من شوية 
صاح رائف و هو ينصرف 
لا أنا واثق في عقلك ياصاحبي !
ثم اغلق الباب و قالت هى ساخرة وهي تدور بأرجاء الغرفة و تعبث بأناملها بكل ما تراه 
مش كبرت إنك تقعد تشتكي لصاحبك مني كدا الراجل أول ما يشوفني يقول في وشي الڼصابة !
اتجه إليها بخطوات سريعة ثم فاجأها حين امسكها من ذراعيه 
أنا زهقت من لسانك إللي عايز يتقطع دا هو مين دا اللي بيشتكي ! ومن حته عيلة زيك أنت ولا تشغلي بالي لحظة و احمدي ربنا اني مكسرتش ايدك على اللي عملتيه الصبح !
رفعت حاجبها بابتسامة عريضة رغم ألمها من قوة ضغط يديه و همست أمام شفتيه 
أنا بټرعب اوي من تهديداتك تخيل هخرج اعيط دلوقت و بعدين مين ماسكك ما تكسر ايدي يلا هو حد قالك لأ 
عقد حاجبيه و هز جسدها بقوة و لم يلحظ ارتطام ظهرها بالحائط عدة مرات متكررة و صاح بإنفعال 
عاااايزة توصلييي لايه !!!! بتعملي كداااا ليه 
نكست رأسها واغمضت عينيها بقوة حين شعرت بالألم المفرط من قوة اصطدام جسدها بالحائط و بالرغم من ذلك قالت بنبرة معتدلة 
أنا مش عايزة اكرر اللي حصل الصبح نزل ايدك عمك هو اللي طلب مني اجي اقعد عندك فاكر إنك هتاخد بالك من بنته مش هتضربها لو شاف علامات إيدك هتتحط في موقف بايخ !
حين نكست رأسها انطلق عبير خصلاتها يداعب أنفه بقوة هو يقول 
ما أنت لو لابسة هدوم عدلة مكنش !
رفعت حاجبها الأيسر و قالت ساخرة 
أنت إيه حكاية اهتمامك بهدومي هو أنا داخله أنصب في مصنع ملابس ولا إيه ماتخليك في حالك
كاد يبتسم لذلك التشبيه لكنه سيطر على انفعالات وجهه وقال بخشونة 
أنا مبحبش المياعة
انطلقت ضحكاتها بقوة لأول مرة منذ رؤيته لها و قالت مبتسمة 
اغطي نفسي ازاي يعني !!!
رفع حاجبه و نظر إلى ملابسها توترت نظراته قليلا حين عقدت ذراعيها أسفل صدرها تنتظر إجابته لكنه امتنع عن الرد و عاد بمقلتيه إلى ملامحها ينظر عينيها اللامعة ليلة أمس أنقذت عمه و اليوم صڤعته !
إلى هنا عاد إلى صوابه و انتفض مبتعدا عنها قائلا و هو يتجه إلى خلف مكتبه ويجلس يباشر عمله
حصل إيه على الفطار النهارده 
اندهشت من توتره الواضح ولكنها هزت كتفيها بلامبالاة و أكملت جولة
 

 

انت في الصفحة 8 من 75 صفحات