رواية بين غياهب الاقدار (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان العشري
التي كانت تتابع ما يحدث بقلب مړتعب و لأول مرة بحياتها تشعر بالضعف للحد الذي جعلها تريد الهروب من المكان بأكمله فنظرات هذان الۏحشان مرعبة بحق و كل منهما ينتظر أن تنحاز له و هي تخشي النتائج فكانت تتضرع داخليا الي ربها أن ينقذها و لكن زاد الطين بله حين قال سالم بلهجه يشوبها السخرية
تقدر تسألها لو مش مصدق!
ولكنها تسمرت بمكانها حين هدر ياسين پعنف
حتي لو أكدت علي كلامك فالموضوع دا غير مقبول الي عايز واحده يروح يطلبها من أهلها و ناسها و اديك عرفتهم دلوقتي و الأصول متزعلش ولا ايه يا حاجه
كان الوضع متأزما للغاية فقد تعاظم الڠضب بداخله وخاصة حين وجدها صامتة هذا يعني أنها توافق علي حديث ذلك الرجل الذي يود لو ېحطم رأسه في تلك اللحظه و تكورت قبضته حتي ابيضت عروق يده و كأنه يتأهب لأول مرة في استعمال العڼف حتي ينتصر في أحدي معاركه و لكنه تفاجئ بوالدته التي تدخلت قائله بوقار
تبدلت معالمه للقلق من حديثها وقال باهتمام
مالها جنة حصل ايه
و أنت مالك بجنة
لم يكد يتلقي اجابه حتي باغته سؤال خشن مصدره سليم المتجهم الوجه مفطور القلب و الروح و الذي تفاجئ بوجود ياسين و سؤاله عن معذبة قلبه فكان أول من تحدث مروان الذي تمتم ساخرا
تحدثت امينه بنبرة يشوبها التعب
دكتور ياسين يبقي ابن عم جنة و فرح ..
تبدلت معالمه الي صډمه و استهجان فصاح مروان قائلا بتهكم
لا مفيش وقت للاندهاش مش هنعيد الليله دي كلها من تاني.
تحدثت فرح بنفاذ صبر فقد بلغ منها التعب ذروته
ياسين يالا ندخل لجنة نطمن عليها
اتفضلي .
حانت منها نظرة خاطفة لسالم الذي كانت عروقه النافرة و ملامحه الواجمه خير دليل علي غضبه الكبير و الذي كان يخيفها علي الرغم من أنها لم تخطئ بشئ أو لنقل أنها حاولت إقناع نفسها بذلك ولكنها كانت تعلم في قرارة نفسها انها علي وشك خوض معارك داميه أمامه فكل شئ تغير كليا..
تخبطت السحب بعينيها فأمطرت الما حفر وديان الۏجع فوق خديها تزامنا من دخول فرح يليها ياسين الذي ما أن رآى مظهرها حتي اختلج قلبه بشعور قوي تجاه تلك الطفلة البرييئه ذات الأعين السوداء التي كان يحملها و يداعبها و كانت ضحكاتها تملئ بيتهم الكبير الذي اتشح بالسواد منذ رحيلهم و الآن تبدلت الي شابة أهلكها الۏجع و أطفئ وجه ابتسامتها فصارت باهته لا حياة بها و لا روح.
تألم بشدة و لعڼ بداخله كل تلك العاهات و التقاليد التي فرقتهم عن بعضهم البعض لتطالهم يد القدر بتلك القسۏة
جنة..
كان هذا صوت فرح الحاني الذي لامس قلب جنة التي فتحت عينيها المشوشه بعبرات الۏجع فاقتربت فرح منها تحتضن وجهها بكفيها و تكفكف عبراتها قائلة بحنان
فتحي عنيك و احمدي ربنا علي كل إلي يجيبه. ربنا دايما له حكمه في كل حاجه بتحصلنا.
الحمد لله على كل حاجه
كانت منخرطه في بئر اوجاعها فلم تلحظ ذلك الذي كان يتابع ما يحدث بقلب مفتور و ملامح متجهمه و لم يستطيع تحمل المزيد فتحمحم بخفوت قبل أن يقول بنبرة قوية
حمد لله علي سلامتك يا جنة..
تنبهت لوجوده فالتنفتت تناظره پصدمه و تفرقت عينيها بينه و بين شقيقتها التي قالت بلهجه هادئه
في موضوع مهم لازم تعرفيه. بس اوعديني انك تفضلي هادئه و اوعي تخافي من أي حاجه في الدنيا و احنا جمبك..
خربشت كلماتها فضولها للحد الذي جعلها تقول بلهفه
احنا.. تقصدي أنت و مين
تشجعت و ألقت قنبلتها قائله
انا و ياسين. ياسين