رواية كاملة بقلم سيلا وليد
تقرير
يمكن كسبت الجولة دى يارحمة..بس إنتى كسبتى الحړب... ومن زمان.
كانت بشرى تنظر إلى هذا الفضاء الشاسع أمامها..تلك الحقول الخضراء النضرة..تشعر بالملل..نعم لقد ملت رسم الإبتسامة على وجهها لأقاربها والذين إستقبلوها بالترحاب..ولكنهم حقا مملون وبسطاء..لا تجد راحتها بينهم أبدا..ولكنها مضطرة للتعامل معهم ومداهنتهم فربما تحتاج إليهم فى مخططها ضد تلك الحمقاء رحمة..زفرت بقوة..فحتى الآن لا تجد أية فكرة لإبعادها بعيدا بلا رجعة..لتقول بسخرية
كنتى فاكرة لما هتيجى هنا الافكار هتنط فجأة فى دماغك..إصبرى وركزى..
لتجد صوتا بداخلها يسألها ..هل ستستطيعين تحمل سماجة عائلة الشناوي وتلميحاتهم عن عدم إنجابك..حتى تجدين الحل لإبعاد رحمة عن طريقكهل ستستطيعين تحمل سذاجتهم وفضولهم الريفي المثير للأعصاب
لترد وكأنها تحادث نفسها قائلة
لتلتمع عيناها بشړ وهي تبتسم إبتسامة مقيتة تليق بقلب مقيت... كقلبها تماما.
كانت شروق تنظر إلى المائدة التى أعدتها بعناية ..ترى ماذا ينقصها ..لتتأمل هذا الأرز الأصفر والبطاطس المحمرة..وشرائح البانيه وسلطة الكلو سلو..وكيك القرفة تماما كما يحب حبيبها مراد..الذى أخبرها بمجيئه اليوم لها على غير عادته..لتطير من السعادة..وتسرع بإعداد كل ما يحبه..أعلن جرس الفرن عن إنتهاء ذلك الطبق الأخير والذى يعشقه مراد..الشيش طاووق..لتسرع إلى الفرن تغلقه وتخرج تلك الصينية التى يوجد بها الشيش وتضعه على طاولة المطبخ..لتتهادى إليها رائحته الذكية..وتشعر فجأة بالغثيان.. وأنها على وشك التقيؤ..لتسرع إلى المرحاض وتفرغ كل ما فى جوفها ثم تنهض بضعف تستند إلى الحوض وهي تغسل فاهها تنظر إلى صورتها المنعكسة فى المرآة بقلق..تتساءل ماالذى أصابها اليوم..لقد ظنت حينما كانت تحمر شرائح البانيه وأحست بالغثيان و بأنها لا تطيق رائحة الدجاج لتسرع إلى المرحاض وتفرغ ما فى معدتها ..أنها ربما مصاپة بالبرد..رغم أنها لا يظهر عليها أي اعراض تدل على ذلك..ولكن الآن لديها حدس أن ما بها هو فقط غثيان يخص الدجاج بصفة خاصة رغم عشقها له..ليصيبها القلق..تتساءل هل هي......
على مشاعر زوجته بشرى والتى لا تستطيع الإنجاب..هي حقا لا تدرى..ورغم رغبتها الشديدة فى الإنجاب منه إلا أنها لا تستطيع أن تخالفه أو تجبره..لذا آثرت أن تدع تلك الأمور للأيام..فالزمن كفيل بتغيير مشاعره تجاهها ليرغب بدوره فى الإنجاب منها..لكن ماذا لووو.....
كانت رحمة تمرر يدها على تلك الفرسة الجميلة البيضاء والتى تذكرها بفرستها القديمة مرجانة..والتى لم تجد لها أي أثر فى الإسطبل..حتى مرجان فرس يحيي الأسود والذى إعتاد على ركوبه معها..إختفى بدوره ولم يعد لوجوده أي أثر..ولكن هناك فى هذا الركن البعيد يوجد حصان يشبهه ولكنها خشيت الإقتراب منه فعلى عكس مرجان عندما رآها هاج وماج وكاد أن يكسر الباب لتبتعد على الفور خشية منه..وتقترب من تلك الفرسة الجميلة الهادئة تقول بنعومة
إنتفضت على صوته الذى قال بصرامة
بعتها.
إلتفتت إليه تنظر إلى ملامحه الجامدة
لتقول بهدوء
بعتها ليه
كانت تعرف الإجابة ولكنها بدت وكأنها تهوى تعذيب قلبها..تهوى سماع كلماته الچارحة والتى لم يبخل عليها بها وهو يقول
لإنها بتفكرنى بيكى..بالأيام اللى عشت فيها معاكى وأنا مخدوع فيكى..فاكرك طيبة ورقيقة ..بس طلعتى فى الآخر خاېنة وغدارة..وأكيد هي كانت شبهك وعشان كدة بعت مرجان كمان ..مكنتش قادر أشوف حزنه عليها بعد ما راحت..أصلى فرقتهم عن بعض..فرقتهم قبل ما ټخونه وټحرق قلبه زي ما إنتى خونتينى و حرقتى قلبى يارحمة.
فى قلبها..حادة كالسکين..تقطع مشاعرها وتسبب لها ڼزيفا لا يحتمل ولكنها تمالكت نفسها قائلة فى برود
كل واحد فينا شايف القصة من وجهة نظره ولو انت شايف إنى خنتك وغدرت بيك..فصدقنى أنا شايفاك أكتر من كدة كمان..الخېانة من وجهة نظرى خېانة عهود ووعود قبل ما تكون خېانة جسد..إفتكر عهودك ووعودك هتعرف إنك خنتهم كلهم يا يحيي..ياريت مسمعش منك كلام زي ده تانى لو إنت ناوى تنفذ وصية أختى الله يرحمها..لإنى ساعتها همشى وأسيب البيت ده..هسيب مصر كلها ومش هيهمنى حاجة أبدا..
لتمشى من أمامه بإباء ويتابعها هو بعينيه ..تعجبه قوتها التى ظهرت كجانب آخر من رحمة لم يره من قبل..ورغم كلماتها الفارغة والتى لم يفهم منها شيئا بعد إلا أنها أخرسته تماما..ليدرك أنه سيتزوجها وسيخضعها له وسيستمتع بكل لحظة رغم الألم الذى يشعر به من ماض بعيد..لكنه سيتأكد من عدم تكراره وسيجعلها له وحده وسيمحى الغدر من قاموسها ولو دفع حياته ثمنا لذلك.
مد