رواية كاملة بقلم سيلا وليد
بقى هيفكر يجيب عيال
كادت بشرى أن ټقتل تلك السيدة ولكنها تمالكت أعصابها وهي تقول
لما هروح البيت هكلمه فى الموضوع ده ياست آمال.
إبتسمت آمال قائلة
أيوة كدة يابنتى..أوعى تسيبيه عايش كدة بالطول والعرض..ويسافر ويسيبك كل شوية..إسمعى كلامى يابنتى. من غير ما تربطيه بالعيال بيبقى جوزك مش جوزك..الراجل من دول لو مربطتوش مراته بحتة عيل..بيبقى سهل على أي حرمة تخطفه ..ويضيع منها وتبكى بدل الدموع ډم.
أمال لو مكنتيش إنتى
اللى دبرتى كل حاجة عشان تجوزيهم..إنتى نسيتى انها إتجوزته ڠصب عشان الڤضيحة..المهم..من هنا لبكرة بالليل لو مقدرتيش تفكريلها فى مصېبة يبقى تلمى شنطتك وترجعى القاهرة يابشرى.
تأملت شروق ملامح مراد فى عشق..تنتابها سعادة لا حدود لها وهي ترى ملامحه النائمة لأول مرة منذ ان تزوجته..فلطالما كانت تستيقظ تجده قد رحل وتركها وحيدة تتأمل جدران حجرتها فى ألم تتمنى أن تحقق يوما أحلامها و
صباح الخير.
نظرت إليه مشتتة الذهن مضطربة القلب وهي تقول
إتسعت إبتسامته وهو يكرر بنعومة قائلا
صباح الخير.
تنحنحت لإجلاء صوتها الذى ضاعت نبراته وهي تقول
إحم ..صباح النور.
رفع يدها وهو يقول
مكنتش أعرف إن الصباح معاكى حلو أوى كدة..لو أعرف كنت قضيت معاكى كل صباح لية ياشروق.
نظرت إليه شروق فى لهفة قائلة
بجد يامراد..بجد الكلام اللى إنت بتقوله ده
لهفتها..تلك اللمعة فى عيونها..عشقها الذى يظهر فى نبراتها..كل هؤلاء أشعروه بالذنب تجاهها..فأقل كلمة منه ترضيها..وبينما هي تعشقه..هو لا يبادلها ذلك العشق..بل يعشق أخرى بلا أمل..وتلك الأخرى تقف فى طريقه..فلا هو قادرا على أن ينالها ولا هو قادر على المضي قدما فى حياته دونها..حتى بعد إدراكه لحبها لأخيه الأكبر..والأدهى حب أخيه الأكبر لها..مما يفقده الأمل فى إقترانهما يوما..ولكن يظل العشق..عشقا..ليس بيدنا إختيار من نعشق..ولا نحن قادرين على نسيان معشوقنا ..حتى وإن أردنا النسيان بكل جوارجنا..
أكيد مش بجد..إزاي بس هتقضى كل صباح معايا وأنا مجرد زوجة فى الخفا..بتجيلها تقضى معاها ساعتين وتمشى
..لكن اللى تقضى معاها كل صباح ليك ولياليك هي بشرى..مش كدة يامراد
إحنا مش متفقين من الأول على كدة ياشروق..وكنتى عارفة إن ده وضعنا..ودى حياتنا..ليه حاسس دلوقتى بإن وضعنا مبقاش يعجبك
لإنى بحبك..واللى بيحب بيغير ..بيتمنى حبيبه يكون ليه هو وبس..ڠصب عنى مش عايزاك تبعد عنى..والله ڠصب عنى.
سقطت دموعها على وجنتيها ليشعر بالضعف يأكل قلبه..بالألم لحزنها ومشاعرها الجميلة والتى لا يستحقها..يغوص بالذنب..ولكنه قاوم كل تلك المشاعر وهو يمد يده ويمسح دموعها قائلا
طب إهدى دلوقتى ومتعيطيش..يرضيكى أول يوم أبات معاكى فيه..أشوفك معيطة بالشكل ده
إبتسمت رغما عنها..متجاهلة حزنها..فلديه كل الحق..هو لا يجب ان يرى دموعها الآن ..لا يجب أن يراها ابدا..فلا يجب ان تزيد همومه.. فلطالما قال لها مرارا وتكرارا أنها واحته التى ينسى بها كل همومه..لتبتسم قائلة
معاك حق ياحبيبى..إستنى بقى لما احضرلك احلى فطار من إيدى.
وتتعبى نفسك ليه ياشوشو..ما أنا فطارى جاهز أهو وأدام عيونى.
وقبل أن تنطق بحرف كان يأخذها في رحلة خاصة بهم وحدهم أنستها كل شئ فيما عدا هذا الذى يمنحها أروع شعور فى حياتها..شعورها بالعشق.....العشق اللذيذ.
كان يحيي جالسا فى حجرة مكتبه عاقدا كفيه امام وجهه يفكر فى عمق..فى مشاعره المتصارعة تجاه رحمة..إنها حقا مشاعر معقدة ..إن لم يستطع فك صراعها..والتحكم بها..ستؤدى به حتما إلى الجنون.
رن هاتفه لينظر إلى شاشته ثم يعقد حاجبيه بضيق وهو يرى إسم المتصل ..لقد كان يكن لهذا الشخص احتراما ..ولكن منذ أن علم برغبته فى الزواج من رحمة ..تبدلت مشاعره لغيرة وكره..لا يستطيع التحكم بهما..كاد أن يتجاهل هذا الإتصال الهاتفى ولكن شيئا ما دفعه للرد..ربما هو الفضول لمعرفة سبب مكالمته ..ليرد قائلا بصوت هادئ يحاول التحكم فى نبراته
ألو.
أجابه صوت توفيق الهادئ بدوره قائلا
إزيك يايحيي..عامل إيه دلوقتى
زفر يحيي قائلا
بخير ياتوفيق..خير
ظهر الإضطراب على صوت توفيق وهو يقول
انا..انا عارف إنى بتصل فى وقت مش مناسب بس الحقيقة..الحقيقة يعنى...أنا كنت طلبت طلب كدة من مدام رحمة وهي قالتلى إنها هتفكر.. ..وأصلى..يعنى.. أنا.. بكلمها كتير ومبتردش علية..والحقيقة أنا