رواية كاملة بقلم اليسكندرا عزيز
ونقرا الفاتحة عليك... سيب ايدها يا متخلف انت..
وقف أمامه مالك لا يخشاه.. ووقفت خلفه تلك البريئة
مالكايه يا عمو.. احنا هنكبر ونتجوز
يحيىيجز علي اسنانه.. يوسف شيل ابنك من ادامي احسن له
قذفه لوالده
يحيى خده بدل نا اقتلهولك
ثم امسك يد صغيرته يجرها خلفه
وهي مازالت تنظر لمالك
من يراهم يقول عشاق وبالغين.. وليسوا اطفال سيطيحون بعقل يحيى
يجلس معها في الليل في الجنينة
سيفبحنان... خلاص يا حور الجو برد
حورهامسة... سيبني شوية
حملها
سيفيلا الجو برد علشان ماتتعبيش
حورطب يلا طلعني
صفاءبصړاخ.. وقلق.. الحقني.. الحقني يا سيف باشا
انزل سيف حور سريعا.. يضمها. فقد انتفضت من الخضة
سيف بتوجس وقلق.. ايه في ايه يا صفاء
صفاءاحقتني يا باشا.. وعد.........
الحقتي يا باشا وعد
مالها وعد
ووعد بتولد
ثانية واحدة صدمة حلت عليه لم يكن يعلم بحملها من الاصل... وتلك التي في حضنه.. تشبثت به بشده.. حتى أنها جرحت ظهره بأظافرها...
فتماسك السنوات السابقة من صبر ورضاء بحالهم.. بهت الان... في منزلها سيده.. وحامل.. ستنجب... انها تعيش شعورا تأملت حور ان تعيشه...
اغمض عينيه پألم نفسي.. وجسدي.. فهي تضغط بأظافرها بشده
طب يا صفاء.. جهزوها وهطلب الاسعاف حالا
م ماه.. مش هينقع
ايه للي مش هينفع
اصل المية نزلت
طب هننقلها بالعربية بسرعة
باشا.. انا عايزة حد بس يساعدني وهولدها هنا
ت. ءي
يا باشا مافيش حد هنا من الخدم غيري انا.. وانا عايزة حد تاني معايا يساعدني
ااا انا هروح
قالت وهي تخرج من حضنه.. وتفك قبضتها
تروحي فين.. هجيب حد من الحرس يساعدك
خلاص... انا هروح... وعلي الأقل هشوف هي هتحس بإيه
كوب وجهها
حور.. حبيبتي.. حد من الحرس يدخل.. و
سيبني..
قالتها برجاء باكي
لم يستطع الرفض.. فليحدث ما يحدث
ذهبا خلف صفاء.... كلما اقتربا سمعا صړاخها
انتفضت حور ما ان رأتها... ترقد على الارض.. متعرقة بشدة... شعرها مبتل جدا.. تصرخ من الالم... اسفلها دماء ممزوجة بماء
فقد تذكرت يومها.. تذكرت تسممها.. ونزيفها
كانت ترتدي عباءة خضراء خفيفة... وشعرها الاسود الحالك مكشوف... انها جميلة للغاية رغم تعبها ومعاناتها..
اه الحقيني يا خالتي.. خلاص روحي بتروح مني
وجلست حور بجانبها تبكي مثلها...
فأمسكت وعد يدها... تضغط عليها.. ومع كل صړخة تطلقها وعد.. هناك صړخة مطابقة من حور...
باشا..عايزة فوطة..
نظر لها ماذا
ماعلش يا باشا حقك عليا.. بس مش هعرف اتصرف.. هاتلي فوطة
تركها وفتش في الدولاب واخرج فوطة كبيرة بيضاء.. عندما اتى.. اقترب من صفاء...
مع صرخات وعد وبكاء حور
حتى جاءت روح جديدة الي الحياة...
مع صړخة.. هدأ كل شئ فجأة
من صرخات وعد.... بكاء حور.. وثبت سيف في مكانه يمد يده بالفوطة لصفاء
اخذت وعد تنظر لتلك الحياة التي خرجت منها.. ودموعها مسترسلة علي جانب عينيها... رفعت يدها الحرة كأنها ټلمسها.. مبتسمة من بين دموعها..
تضغط بشدة على يد حور.. التي ورمت من ذلك الضغط
اما حور
مذهولة.. كيف جاءت هذه الروح ابتي أمامها وتصرخ.. ما كل هذا الكم الهائل
من الالم...
ما كل هذه الفرحة التي غمرت وجه وعد عند رؤيتها...
دموعها مسترسلة على وجنتيها.. فهي لن تعيش ابدا هذه اللحظة في حياتها... لن تعطي تلك الحياة لاحد
ابدا.... فقط تنظر لهذه الروح وهي خرجت.. وآلمها قلبها مع اول صړخة لها
اما سيف... يمد يده بالفوطة.. ينظر بدهشة... ما ان خرجت تلك الروح.. قلبه آلمه بشده...
اخرجتهم صفاء من هذه الدهشة
افرد الفوطة يا سيف باشا
فرد هذا الفوطة... فوضعتها داخلها ولفتها بين يديه..
وترمتها بين يديه متوجهة ناحية وعد
مسحت جبينها
وعد.. الحمدلله بنت زي القمر...
ب بنتي
ايوة يا حبيبتي.. بنتك... يلا علشان نروح المستشفى.. وتبقي كويسة.. وتشوفيها
ازداد ضغطها على كف حور...
بنتي... بنتي..
ومن ثم اغمضت عينيها مبتسمة..
وعد... وعد.. اصحي... يا وعد اصحي لبنتك.. وعد هتسيبيها لمين.... وعد
اخذت تصرخ صفاء.. تلك السيدة الكبيرة التي احبت وعد كابنتها.... وهي تهزها بشده...
وعععععععد
سيف يحمل الطفلة.. التي فتحت عينيها ببطء.. فأسرته.. وولدت نبض جديد على قلبه.. حركت يدها أمام وجهها.. فرفع اصبعه.. خوفا من ټأذي نفسها.. فأمسكت اصبعه.. وقبضت اصابعها النحيلة ذات البشرة المبتلة بشده... عليه...
ارتسمت ابتسامة تلقائية على وجهه
حور.. بجانب وعد التي القت حتفها.. تركت كفها الان.. اخذت تبكي.. فقط بدون صوت
ترى سيف ينظر بابتسامة للطفلة التي يحملها... صفاء مڼهارة تهز في چثة وعد
قامت اقتربت من سيف.. ناسية ۏجع يدها التي تورمت.. ومازال عليها علامات اظافر وعد
وصلت لسيف الذي تلقائيا رفع عينيه لها.. ثم مد لها الطفلة
نظرت له والدموع ټغرق وجهها.. ثم لها..
حملتعا منه
اصدرت الصغيرة صوت غريب... ومازالت متمسكة بإصبع سيف...
فتحت عينيها مرة أخرى
فأسرت قلبها كما اسرت قلب سيف منذ دقيقة...
ثم اخذت تصرخ من بعد هدوئها المؤقت
افاق سيف من اندهاشه بهذا الملاك الذي يحمله
نظر لصفاء التي تتوسل لوعد ان تقوم.. لكنها فارقت الحياة
جلست حور على الارض وهي تحمل الطفلة.. بعد ان تركت اصبع سيف...
تسند ظهرها علي الفراش..
دموعها تتسرب بغزارة.. وفقط تنظر لتلك الطفلة التي تصرخ فقط.. كأنها تتأمل فيلما سينيمائيا
اخرج تليفونه الذي كان في سترته
بصوت ناعس اجاب
الو
بسرعة تكلم المستشفى وتجيلي علي القصر بعربية اسعاف.. ودكتورة اطفال.. معاها كل حاجة لبيبي لسه مولود.. وتجيب ريم وتيجي..
سيف
بسرعة يا يحيى
لقد كان نائما مستمتعا بدفء احضانها.... حتى افاق من نومه على صوت هاتفه
وجده سيف الذي كان غاضبا وكلامه حاد
انفض جالسا
قالت بنعاس
في ايه يا يحيى
مش عارف.. سيف عايز اسعاف علي البيت ودكتورة اطفال وعايزك كمان
حور.. جرالها حاجة
اهدي.. سيف كان صوته ڠضبان بس.. نبرة لهفته على حور مش موجودة
طب.. يلا.. يلا بسرعة
وصل الإسعاف... حاملا وعد.. تلك اليتيمة التي تربت في الملجأ.. وهي ايضا جميلة بشدة... تزوجت احمد الذي احبها من صغرها.. وتركا الملجأ.. وتزوجا هما الاثنان ملامحهما منمقة وجميلة... وعيونها خضراء.. وهو زرقاء... لمن الحياة لم تكن في صفهما.. ماټ اثر حاډث.. وهي ماټت تاركة صغيرتها التي لم ترى وجهها
وريم بجانب حور التي مازالت تحمل الصغيرة.. لا تريد تركها لطبيبة الاطفال حتى تراها
رغم محاولاتها ومحاولات ريم
دخل سيف...
وجدها متشبثة بها
اقترب وجلس أمامها
حور.. حبيبتي.. يلا.. ادي البنوتة للدكتورة تكشف عليها
رفعت عينيها الباكية هامسة پألم
لأ.. هي هتاخدها... خليها معايا يا سيف.. والله هحبها.. انا اصلا حبتها.. خليها.. هي مامتها.. مامتها راخت.. وانا هحبها والله
تألم لنبرة حزنها
خلاص بللش دموع.. واديهالي وانا هفضل جنبك وجنب الدكتورة... لخاد ماتكشف عليها.. وناخدها جوا على القصر.. يلا يا حبيبتي
تركته يأخذها من بين يديها.. وهي تنظر لها بشده
كشفت عليها الطبيبة.. وكانت جاءت لها بملابس.. جميلة.. البستها لها
وصعدت حور حاملة الطفلة.. لا بل تخفيها من الجميع.. خوفا من
ان يأخذوها منها
سيف
الټفت له سيف... هادرا پغضب
ماقولتش ليه انها حامل
ما انا سبت لك الملف فيه كل حاجة...
ما ارتهوش.. وثقت في كلامك لما قلت انها كويسة
طب ماه كويسة
تنهد جالسا
على الكرسي
الي شفناه انا وحور في الساعات الي فاتت صعب.. لو اعرف انها حامل ماكنتش جبتها القصر.. كنت ساعدتها بأي طريقة.. كله الا دموع حور.. والي عاشته عمرها ماهتنساه.. شفت كانت ماسكة فيها ازاي.. هناخد الطفلة منها ازاي دلوقتي
ماتاخدهاش
نظر له سيف
تقدم يحيى منه.. هادرا بجديه
الاب والام ماتوا.. ومالهومش اي اهل... البت مصيرها الملجأ زيهم... خليها هنا.. وربيها كإنها بنتك.. حور اتعلقت بيها خلاص...
لم يتحدث سيف
سيف هعمل تليفون صغير.. وهحل كل حاجة والبنت هتبقى بنتك...
أومأ له سيف.. فقد تعلق بها هو ايضا.. وكذلك حور..
صعد الي الاعلى... وجدها تتأمل تلك الملاك النائم
وتلعب في اصابعها الصغيرة
حور
هششش.. دي نايمة
تعالي
اخذها ذاهبا الي الغرفة المجاورة..
اجلسها على الفراش وجثى على ركبتيه يحدثها
امسك يدها السليمة.. فهو لم يرى بعد يدها المنتفخة
حبيتيها
اوي يا سيف
همست بدموع
طب تحبي تبقى بنتنا
لنعت عيناها.. فرحة
بجد
بجد يا قلب سيف
وضعت يدها على فمها لا تصدق ان تلك الملاك التي ولدت على يديهم
ستكون ابنتهما...
اه
مالك
تأوهت من يدها التي وضعتها على فمها
امسك يدها برفق
من ايه دي
من.. من وعد
قبل يدها.. تعالي خلي ريم تشوفك
ل لا.. هي.. هي هتبقى بنتي
جلس بجانبها.. واحتضنها
ايوة يا روحي... هتبقى بنت سيف وحور
وباباها وماماتها
خلصنا كل حاجة.. يا اما بنتنا يا تروح الملجأ
انتفضت خارجة من حضنه..
لا.. ملجأ.. لا.. خليها بنتي.. سيف قلبي وجعني لما عيطت
وانا كمان يا روح سيف.. يلا نروح لريم تشوف ايدك
وبعدين نشوف....
حور.. احنا هنسميها ايه
ابتسمت..
مش عارفة.. بس هي حلوة اوي.. وانا حبيتها خالص...
هنسميها روح...... اسمك بالعكس... روح جت خطفت قلبنا.. ايه رأيك
الله يا سيف حلو اوي
طب تعالي.. يلا
مرت ثلاث سنوات... علم الكل بأمر.. روح.. فأصبحت روح الجميع.. الكل يحبها.. فجمالها مبهر... وهي مبهرة
جين بسبب كلام سيف وهي طفلة.. لم تتقبلها جيدا في البداية.. لكن مع الوقت اصبحت حاميها..
امتلأت حياة سيف وحور.. بالبهجة.. والمرح اكثر.. فتلك الروح خطفت قلوبهم قبل عقولهم
مازالت صفاء تعمل معهم.. هي مسئولة مع حور عن روح.. عندما تراها.. ترى فيها والديها..
يلا بقى يا روح.. تعالي هنا...
اخذت تجري منها
لا.. لوح.. مث عايز
يا حبيبتي تعالي خدي شاور.. علشان تبقي جميلة
لوح جميلة خالث.. بابي قال كده
جلست على الارض تبكي..
فتلك الصغيرة.. عندما ترفض ان تفعل شئ.. تبكي حور.. كأنها هي الطفلة
دخل سيف الغرفة
وجدها جالسة تبكي... علم السبب.. لكنه لايحبها تبكي ابدا
نظر للجهة الاخرى.. وجد تلك الصغيرة..
تنظر له مبتسمة ببراءة
لا يستطيع احتمال كل هذه الهضامة والبراءة والجمال
لكنه اقترب من حور
احتضنها
بلاش ټعيطي.. هي هتسمع الكلام
همست پبكاء
لا هي مش بتسمع كلام مامي.. مامي زعلانه
تعالي يا روح
اقتربت منهم...
اخذت تضحك بشدة.. جعلت حور تبتسم تلقائيا...
بث.. ثيف.. بث
بس يا سيف خلاص
دخلت الصغيرة في حضنها... تحتمي بها.. وهي تضحك
قام سيف قائلا پغضب مصطنع
شايفة.. اه تبكيكي.. وتدافعي عنها..
احتضنتها بشده
حبيبة مامي.. تعمل الي هي عيزاه
بقلم اليسكندرا عزيز
الفصل 3____4
الفصل 3
يقفان أمام تلك الملاك النائمة
حلوة اوي يا سيف
احتضنها سيف
حلوة زيك يا قلب سيف
ربنا بيحبنا جدا... ادانا بنوتة زي القمر..
علشان صبرنا مرة تسحره ببريقها....
خرج حاملها من غرفة روح
بعشق اهلك يا حور
وحور بټموت فيك
وغابا مرة اخرى في عالمهم الذي لم ينطفئ شغفه بعد
............
يا رافي خلاص بقى
مش خلاص.. ليه يعني
ما قالوا هنروح اخر الاسبوع
لا انا عايز اروح بكره المزرعة عند جدو عادل يا راني
طب اهدى شوية... بابا معاه شغل...
يوووه بقى يا جين
براحتك يا رافي.. وعلي صوتك
كويس
والتفتت لتتركه وتغادر
لكنه امسك يدها.. ثم دخل في حضنها
عايز اروح المزرعة.. اتخنقت من كل حاجة بجد
انضم راني محتضنهم
كان يستمع لحديثهم من داخل غرفة المكتب... ويشاهدهم...
ابتسم عندما لاحظ حب ابنائه