السبت 23 نوفمبر 2024

رواية احتيال وغرام (كاملة جميع الفصول) بقلم رحمه سيد

انت في الصفحة 10 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

أيسل دون مرح وهي تتشدق بازدراد
بينما فاطمة تردد مدهوشة لا تستوعب شيء
تقطع اكل عيش إيه وشيطانة مين خليك دوغري وقول انت عايز ٱيه يا راجل أنت! 
فاقترب طه
من أيسل وتابع بنفس الانفعال المغتاظ
مش انا اللي عايز أنا جاي النهارده أعرف هي اللي عايزه إيه وحړقت مكان أكل عيشنا ليه
فشهقت فاطمة وهي تستوعب التهمة التي يلقيها على أيسل فراحت تردد دون لحظة تردد واحدة
فأشار طه نحو أيسل ساخرا بمرارة
اهي قدامك اهي اسأليها انا جاي عشان اسألها نفس السؤال
فتوجهت عينا فاطمة تلقائيا نحو أيسل لتسألها بهدوء متأهبة لأجابة
إيه اللي بيقوله ده يا أيسل 
فنزلت أيسل درجات السلم ببرود وهي تومئ برأسها مؤكدة في تهكم واضح
ايوه عملت كده في اكل عيشكم ولو الزمن رجع بيا ورا هعمل كده تاني وتالت ورابع
فصړخت فيها زوبه هذه المرة قاطعة ذلك الصمت من طرفها
ليه عملتي كده ليه ده احنا صدقناكي !! 
وانتوا ليه ليه عملتوا فيا كده زمان ولسه بتأذوني ليه رميتوني ليه پتكرهوني وانا حتى لسه ماستوعبش يعني إيه كره 
وبالطبع بقي سؤالها معلقا في الهواء لتهز رأسها بابتسامة باردة
لو لقيتي اجابة لسؤالي هتعرفي اجابة سؤالكم
إنتقلت بنظراتها لطه الذي زمجر پجنون والجشع يتزاحم في ساحة عيناه
بس انا مش هسكت هاخد حقي منك وهسجنك
حينها تدخل بدر مغمغما بصوت أجش لم يخلو منه البرود
متقدرش! أعلى ما في خيلك إركبه
بينما أيسل تمتمت ببرود وهي تهز كتفاها بلامبالاة
لو تقدر تثبت إني عملت كده إثبت واسجني! 
تعالت أنفاس طه والڠضب يفور بين أعماقه اكثر فأكثر فسحب زوبه من ذراعها نحو الخارج وهو يقول بټهديد صريح
هثبت وهاخد حقي وهوريكي بس مترجعيش ټعيطي
وتقولي انتوا امي وابويا ليه عملتوا كده!
كانت مريم تراقب ما يحدث بعينان كالمرصاد يتماوج الحقد بين عيناها ولكنها تخفيه بشمس البراءة والهدوء الكاذبة ! 
وما إن خرجوا وتوجهت أيسل نحو فاطمة حتى تنحنحت هي بحرج مصطنع وخرجت بسرعة علها
تلحق ب زوبه وطه 
وبالفعل وجدتهم يسيران خارج القصر فركضت نحوهم بسرعة تنادي
استنوا 
فتوقفا بالفعل يرمقانها بنظرة مستفسرة فلم تهذي هي بمقدمات كثيرة بل قالت مباشرة والمكر ينضح من حروفها
إنتوا عايزين تاخدوا حقكم من أيسل وتردولها اللي عملته فيكم صح 
فأومأ طه مؤكدا على مضض لتسأله هي بنبرة أشد خبثا ومكرا ناعمة كجلد ثعبان سام
واللي يجبلكم حقكم ويبرد ناركم منها 
نديله عنينا لو طلب! 
حيث كده اسمعوني كويس اوي 
قالتها بنبرة منخفضة وهي تنظر يمينا ويسارا لتتأكد من عدم وجود اي شخص ثم بدأت تملي عليهم خطتها التي لا تقل دناءة عن دناءة روحها المشبعة بالحقد 
في القصر 
جلست فاطمة متقهقرة مذهولة من تفكير أيسل لتسألها في ذهول
ليه يا أيسل ليه تعملي كده من امتى وأنتي بتخلي كرهك وعصبيتك تتحكم فيكي! 
فنطقت أيسل بثبات وهدوء ولم تخترق ذرة ندم او تردد حروفها ابدا 
علشان كل اللي عملوه فيا زمان علشان يعرفوا إن المكان ده مجرد خردة ممكن في لحظة تتحرق زي ما اتحرقت وحياتهم هتستمر عادي جدا لكن انا بنتهم انا مينفعش حياتهم تستمر عادي من غيري انا اهم من المكان القذر ده اللي فضلوه عليا دايما 
لم تجد فاطمة ما تجابهها به وقد أعطوها كافة الاسباب والاسلحة لتحرقهم بها فيما أيسل تتابع
بصوت متهدج من الألم
مش ذنبي إنهم خلفوني بالغلط وندموا يا مامي مش ذنبي !! 
فاطمة مسرعة تؤكد برأسها بحنان فطري
مش ذنبك طبعا يا حبيبتي هما اللي ما يستاهلوش جوهرة زيك
في حياتهم عشان كده ربنا عاقبهم بس بنفسهم!
في اليوم التالي 
لم يخمد قلق بدر ابدا تجاه تفكير مريم الذي هو متأكد أنه يتسرب نحو سبيل لن يعجبه ابدا وربما يكون سبيل قاټل ومهلك لأيسل فيدمره هو الاخر بنفس الحجر ! 
لذا قرر ألا يبعد عيناه ابدا عن أيسل على الأقل لحين إنتهاء مدة إتفاقهم وحينها سيأخذ مريم رغم إرادتها لأقرب طبيب نفسي او يحبسها حتى في منزلها !!
وقف أمام غرفة أيسل يطرق الباب لتفتح له أيسل فسألها في هدوء وهو يراقب ملابسها المحتشمة الذي أكد عليها ارتدائها
خلصتي لبس 
اومأت أيسل برأسها وقالت مؤكدة على مضض
ايوه خلصت مع اني مش عارفه بطاوعك ليه
قال ايه عشان اختار معاك هدية للسحلية اللي تحت دي
كبت بدر ضحكته بصعوبة ثم قال بنبرة حاول جعلها جادة
منا قولتلك عايزك تختاري معايا حاجة ليا وكمان انتي نفسك كنتي عاوزه تشتري حاجة فهتيجي معايا الشغل اخلص ونطلع نشتري مع بعض وبعدين نروح 
كانت أيسل تتابعه بملامح غير راضية ولكنها
لن تتغاضى النظر عن السلم الذي يوضع لها لتتسلق نقطة البداية بينهما لن تتغاضى النظر عن فرصة ستجعل تلك السحلية تتلوى بها من الغيرة كما حصل بها دوما !!! 
طيب يلا اكسب فيك ثواب
بعد فترة 
في ورشة صغيرة يقوم بها بدر باعمال النجارة
الخاصة به دلفت أيسل فجأة بعد أن ملت الجلوس وحدها بالخارج وافكارها تتقازفها يمينا ويسارا ولكنها حسمت امرها ! 
أغلقت الباب خلفها وتتقدم منه لتخرجه من اندماجه المعروف في عمله 
كان يبدو عليه الإنهاك وهو يطالعها بنظرات باردة متسائلا
خير يا أيسل هانم حضرتك عايزه إيه من هنا وقفلتي الباب لية! 
تقدمت منه وهي تقول بثقة أذهلته
عايزه أتكلم معاك في حاجة يا بدر 
بدأ يدعي إنشغاله بما كان يفعل فأمسك بالخشب وهو يجيب دون أن ينظر لها
ما أظنش إن في حاجة تتكلم فيها الهانم مع النجار اللي بيشتغل عندهم واللي اضطرت تتجوزه ڠصب عنها عشان إتفاق! 
بدر أنا معجبة بيك أنا حاسه إني آآ 
وقبل أن تنطق كان هو يضحك بلا مرح مستطردا بسخرية قاسېة
معجبة!! معجبة إيه بس ده انا لو اتجوزت بدري كان زماني مخلف قدك انتي طفلة بالنسبالي انا عمري ضعف عمرك
ثم استدار يعطيها ضهره متظاهرا بلملمة اشياؤوه وهو يتابع بنبرة مشدودة متذكرا غرورها الدائم الذي يمقته فيها عله ينهي أي تبعثر سببته هي داخله
وبعدين من امتى الهانم بترخص مشاعرها كده وبتعرضها على النجار اللي شغال عندهم! 
كانت أيسل صامتة حتى أنفاسها كانت مكتومة وقبضتها
مغلقة مشدودة تضغط على كفها حتى كادت عروقها أن ټنفجر من فرط إنفعالها الذي تحاول كتمانه 
وما إن أنهى جملته حتى اومأت برأسها دون أن تنطق بحرف ثم استدارت لتغادر ولكنها توقفت للحظة لتستدير لتواجهه 
افتكر كلامك ده كويس اوي عشان الطفلة دي هتجننك يا بدر ومش أيسل اللي تخسر !
فنطقت هي بحروف ملجلجة
ابعد يا بدر ! 
مش انا اللي تجنني واحدة زيك مش انا اللي أنبهر ويجنني شعرك الأحمر اللي يشد كل اللي يشوفه او عنيكي اللي واخده نفس لون القهوة! 
ثم اقترب منها اكثر ليردد عند أذنها بصوت خشن
انتي بالنسبالي مجرد الهانم الصغيرة اللي فيه بينا إتفاق افهمي ده هيكون احسن لينا احنا الاتنين يا أيسل هانم!! الهانم مينفعش تختلط بالنجار اللي بيجي يشتغل عندهم ! 
ثم ابتعد لتفتح هي الباب وتخرج بسرعة ثم اغلقته خلفها لتضع يدها على قلبها الذي ثارت دقاته وپجنون 
مهما كانت قوية شرسة 
ما إن تقترب منه لتشعر بهالة رجولته وخشونته تصبح لينة هشة مبعثرة كحليب أبيض لم يخالطه سواد تلك الدنيا ! 
ستريه من هي تلك الطفلة ستجعله يتوسل حبها وحينها ستذكره بذلك الاتفاق اللعېن الذي يردده على مسامعها دوما 
كانت ليال عند حظيرة الخيل تتفحص ذلك الخيل الأبيض بشرود كم يشبهها جامح شرس ولكنه وفي ومحب مكبل بالأغلال ومقيدة حريته مثلها ! 
إستفاقت من شرودها على صوت هاتفها الذي صدح معلنا وصول رسالة فأمسكته لتفتح تلك الرسالة فاتسعت عيناها بړعب وهي تقرأها
انا حذرتك بس الظاهر إنك فكرتيني بهرج معاكي عموما الرسالة بكل التفاصيل وصلت موبايل يونس دلوقتي انتي وحظك بقا لحقتيه قبل ما يشوفها او لا ! 
إتسعت حدقتاها بهلع معرفة يونس كل ما حدث يعني دمار كل شيء يعني خروجها من حياته بلا رجعة قبل أن تنال قلبه يعني مقټل والدها وبسببها ايضا !!!!! 
فتحت الحظيرة للخيل وفكت قيده ثم ركضت باقصى سرعة نحو غرفة يونس حتى وصلت ففتحت الباب دون مقدمات لتتصنم نظراتها على يونس الذي كان ممسكا بهاتفه و 
الفصل العاشر 
ما إن تقابلت نظراتهم دأبت ليال على تمحيص نظراته لتقرأ ما بين سطورها من مشاعر فسحبت نفسا
عميقا حينما وجدت فقط تعجب ودهشة من اقتحامها المفاجئ للغرفة وقبل أن ينطق يونس بأي شيء كانت تشير له بيدها مسرعة وهي تردد
تعالى معايا بسرعة إلحق! 
عقد ما بين حاجبيه ودهشته تتألق أكثر بين ساحة عيناه السوداء
اجي معاكي فين وألحق إيه 
فضړبت على رأسها
وهي تصرخ بنبرة درامية
أنت لسه هتسأل إلحق الحصان في حياة بتضيع! وذنبها هيبقى في رقبتك 
ركضت ساحبة إياه نحو حظيرة الخيل ثم أشارت قبل أن يدخلوا وقالت بأنفاس لاهثة
إلحقه يلا بسرعة! 
فصړخ فيها يونس بارتباك لا يدري ما يحدث
ألحق إيه هو انا هولده!! ما
تنطقي يابت إنتي!
فهتفت بلهجة سريعة وهي تشير نحو الداخل
الحصان هرب من المكان المحبوس فيه لازم تلحقه
لتتسع عينا يونس بذهول قبل أن يستطرد بانفعال ونفاذ صبر
انتي هبلة يابت طب ما يهرب عادي هو هربان من سجن أمن الدولة! 
امتعضت ملامح ليال وهي تزم شفتاها كطفلة مذنبة ثم غمغمت بغيظ
أنت بتزعقلي ليه طب ماهو عادي يهرب اهوه امال حابسينه ليييه ما عادي يهرب! 
ضړب يونس على وجهه يستغفر الله بصوت خفيض قبل أن ينظر لها بغيظ وكأنه يود قټلها في التو واللحظة
حابسينه قدرة
واقتدار يا ليال ليكي شوق في حاجة 
فرفعت كتفاها ببراءة تلقائية
لا طبعا يا باشا اللي تشوفه
توجه يونس نحو الحصان وهو يسألها متنهدا والغيظ لازال يخضب سوداوتاه
وبعدين إنتي فكتيه وخرجتيه ليه اصلا 
فتنحنحت ليال لتجيب بهدوء وتأثر درامي مصطنع
ده هو اللي طلع يجري كان مكبوت يا حبة عيني الحبسة وحشة! 
فسألها يونس رافعا حاجبه الأيسر
يعني مش انتي اللي فكتيه وخلتيه يجري! 
لتهز رأسها نافية ببراءة تامة
تؤ تؤ هو اللي كان مكبوت وطلع يجري
منع يونس ضحكته من التسلل لأطراف ثغره والتي كادت تشقق عبوس وجهه 
حلق عليه معايا يا عم بخ! 
هذه المرة لم يستطع يونس كتم ضحكته الرجولية
التي صدحت عالية لتبتسم هي تلقائيا واخيرا أشرقت شمسها المسربلة به تشرق وقتما يشرق هو وتظلم
وقتما يتشبث هو بظلمته وسكونه ! 
فيما استدرك يونس نفسه ليقول وبقايا ضحكاته عالقة بفمه
طب اوعي من قدامه بس انتي 
وبالفعل ابتعدت منصاعة لكلامه ليتوجه يونس بالحصان ليعيده لمكانه فاتسعت حدقتاه وهو يرى الدجاج الموضوع أمامه ليسألها بصوت مصډوم
مين اللي جاب الفراخ دي هنا 
لترد هي بشجاعة وفخر
انا جبتهاله حسيته هفتان شوية! 
كاد يونس يصاب بجلطة حرفيا وستكون هي السبب الرئيسي ليهتف بعدها بنفاذ صبر متساءلا باستنكار
مين اللي قالك تجيبي الفراخ دي هنا يا ازكى اخواتك! الحصان مابياكلش أي لحوم وبعدين حستيه هفتان تجيبيله فراخ هو انتي جايه تزوري حموده ابن خالتك اللي لسه راجع من الحج! 
هو طلع مش المفروض ياكل
10  11 

انت في الصفحة 10 من 17 صفحات