الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ۏجع الهوي (كاملة جميع الفصول) بقلم ايمي نور*

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

جيدا مصدر معلوماته هذه يحز فى قلبها تصديقه هذا الحديث عنها كامر مسلم به دون ان يجهد نفسه بسؤالها لذا لم تحاول تغير افكاره عنها تجيبه بجمود
لا متتعبش نفسك انا هبقى كويسة ومن بكرة هكون
موجودة تحت مع الكل
اخذت تراقب اقترابه منها مرة اخرى بتوتر وخشية حتى يوقف امامها يكاد يلامسها هامسا يسألها بخفوت
طيب ودلوقت لسه تعبانة برضه 
لم تشعر سوى وهى تهز راسها له بالايجاب فتتغير ملامحه للاحباط زافر بقوة قائلا
تمام .. طيب ارتاحى انتى ونامى وانا هاخد حمام ولما تصحى عاوز اتكلم معاك فى موضوع .
قالت ليله سريعا توقفه عن التحرك ناحية الحمام بلهفة وفضول
ممكن نتكلم دلوقت وابقى ارتاح بعدين
ضيق جلال ما بين حاجبيه بدهشة جعلتها تحمر خجلا فتكمل بسرعة وتلعثم
انا ..مم..كن ا..ستناك لما تخل..ص. .حمامك ونتكلم لو تحب
هز جلال كتفيه بعدم اكتراث قائلا
زاى ما تحبى.. دقايق وهرجعلك
ثم تحرك ناحية الحمام يغيب داخله لعدة دقائق جلست ليله خلالهم فوق الفراش تهز قدميها بتوتر وعصبية فى انتظار خروجه اليها بعد ان قامت بارتداء ملابس بيتية مريحة ولكن محتشمة الى حد ما فهى لاتستطيع ان تتعامل معه بأريحية كما يفعل هو فقد كادت ټموت خجلا عند رؤيته لها بحالته هذه منذ قليل
خرج جلال بعد حين من الحمام يلف خصره بمنشفة ولا شيئ اخر مما دفع موجات الخجل لتتلاطم سريعا فوق وجهها تزيد من اشتعاله وتزيد من توترها فتخفض انظارها ارضا بعيدا عنه وهى تعتصر اصابعها خجلا واضطرابا تشعر به يتحرك ناحية خزانته ليخرج منها ملابس له تسمع حفيف الملابس هو يقوم بارتدائها مع صوته وهو يحدثها بسخرية قائلا
نسيت اخد معايا حاجة البسها ... تقدرى ترفعى وشك لو تحبى خلاص
رفعت وجهها ببطء تنظر اليه لكنها اسرعت بخفضه مرة اخرى حين رأته لا يرتدى سوى شورت قصير يقف امامها وجذعه القوى يزداد اضطراب انفاسها وهى تشعر باقتراب خطواته منها تنتفض فى مكانها حين جلس بجوارها فوق الفراش يمد يده تحت ذقنها رافعا عينيها اليه برقة هامسا
مش المفروض اننا بنحاول نتعود على بعض
توترت عينيها امام عينيه ونظراته لها تهز راسها بالايجاب ببطء وخجل ليكمل حديثه بصوت رقيق حنون كما لو كان يحدث طفلة صغيرة خائڤة امامه
طيب يبقى ليه كل ما اجى جنبك جسمك يتنفض بړعب كده انا قلتلك عمرى ما هغصبك على حاجة ابدا
ليله وهى تمرر طرف لسانها فوق شفتيها فى محاولة منها لترطيب جفافها قبل ان تجيبه ولكنها توقفت بغتة ترتجف پعنف حين وجدته يزفر بحدة تتعالى انفاسه وهو يراقب حركة لسانها فوق شفتيها فاخذت تحاول الحديث عدة مرات كان هو يتابعها بأجفان منخفضة تخفى ورائها اشتعال عينيه حتى نحجت اخيرا تهمس بصوت مرتعش رقيق تحاول تغير دفة الحديث بينهم
كنت...بتقول انك عاوز تتكلم معايا فى موضوع
اخذ جلال ينظر اليها متفحصا يمرر نظراته فوق ملامحها باهتمام لعدة لحظات جعلتها تتملل فى جلستها قبل ان يقول هامسا برقة
انا بقول نأجل كلامنا لبعدين وتعالى نرتاح شوية لانى جاى من السفر تعبان جدا وعاوز انام
وقف يمد يده اليها فرفعت وجهها اليها پخوف ظهر جاليا بعينيها فبتسم لها ابتسامة مهدئة قائلا
متخفيش صدقينى هنام بس.. واظن كفاية كده نوم بعيد عنى ونحاول من هنا ورايح اننا نتعود على وجودنا مع بعض
ادركت بخجل اشارته الى نومها ومنذ ليلة زفافهم فوق الاريكة والتى اصرت على النوم فوقها دون اى محاولة منه حينها لتغير رائها تاركا اياها تفعل ما يريحها
مدت يدها اليه تنهض من جلستها ببطء تقف مقابلة له فبتسم لها جلال بلطف يمد انامله يعبث بخصلاتها المشعثة للحظات قبل ان يحدثها بصوت هادىءلكن لا يخلو من الجدية قائلا
تعرفى ان شعرك جميل اوى ومبسوط انك بتسبيه على طبيعته.. بس ليه طلب عندك..
نظرت له بتوتر وتسأول ليكمل وهو مازال يتلاعب بخصلات شعرها ينظر الى اصابعه والتى كانت تجرى بينها عينيه تتابع لمعه الضوء فوقهم كالمسحور يهمس بتقدير لكنه لا تخلو صوته من الاصرار والتحذير
انك طول ما احنا مع بعض لوحدنا عوزك تسيبى شعرك زاى ماهو كده
بره الاوضه دى لااا ولا حتى ادام ستات البيت فاهمة ياليله
عقدت ليله حاجبيها بشدة تضغط كلماته فوق عقدتها القديمة والمتمثلة فى شعرها تحيى داخلها مرة اخرى عدم ثقتها بنفسها ظنا منها انه خجل ان يعلم حد بطبيعة شعرها لتسرع فى الحديث بأقتضاب حاد ووجوم
متقلقش انا مش متعودة ابدا انى اظهر من غير طرحتى ادام اى حد
هز جلال راسه استحسانا ثم تحرك باتجاه الفراش يقف امام الجهة المخصصة له فى انتظارها لتتحرك بجسد متخشب وعصبية الى الجهة الاخرى منه تستلقى فوقها سريعا وهى تعطى له ظهرها ثم تشعر بالفراش وهو يتقبل ثقله وزنه عليه كاتمة لانفاسها ترتجف بقوة حين احست به يتحرك من مكانه مقتربا منها حتى شعرت اخيرا ببطء انفاسه وعمقها فتدرك استغراقه فى النوم تسمح لجسدها اخيرا بالاسترخاء بأبتسامة سعيدة فوق شفتيها تغلق عينيها بهدوء سامحة للنوم بالتسلل اليها متجاهلة كل ما مر عليها او علمت به اليوم غير راغبة فى لحظة واحدة من التفكير فيماهو قادم من ايامها المقبلة يكفيها ما تشعر به الان بين ذراعيه من دفء وراحة
الفصل الثالث
تنبهت حواسها لصوت يناديها فاخذت تتملل فى الفراش بكسل تهمم بخفوت لكن تجمدت حركاتها حين تعرفت على هوية من يناديها تهب فزعة من رقدتها تجلس فى الفراش
بتخبط تحاول ازاحة خصلات شعرها المتهدلة فوق عينيها تنظر بعينين نصف مغلقة لتجد جلال يقف امام طاولة الزينة يعدل من وضع ياقة قميصه قبل ان يلتفت اليها قائلا بهدوء
ليله حاولى تفوقى كده وتجهزى نفسك وتنزلى وانا هكون مستنيكى فى اوضة المكتب علشان عاوزك
ثم اولى الاهتمام بمظهره فى المرآة غافلا عن تلك الابتسامة المريرة التى ارتسمت فوق شفتيها قبل ان تسأله بخفوت سؤال تعرف اجابته جيدا
ممكن اعرف عن ايه الموضوع اللى عاوزنى فيه
نظر اليها جلال عبر المرأة تتقابل اعينهم للحظة رأت خلالها عينيه تتحول الى الجدية الشديدة قائلا
هو موضوع واحد اللى هنحتاج فيه نقعد فى المكتب واظن انك عرفاه
هزت ليله بالايجاب تخفض راسها هامسة بمرارة
عندك حق ..هو ده الحاجة الوحيدة اللى بينا
لم يصل همسها هذا الى جلال وقد استدار لها سريعا يكمل حديثه بحزم
انا اجلت الموضوع والكلام فيه اكتر من اللازم واظن جه الوقت علشان نننتهى منه
لم تجيبه بل ظلت تخفض راسها فى محاولة لاخفاء المها والشحوب الزاحف فوق بشرتها بعيدا عن انظاره لتأتى زفرة جلال نافذة الصبر قائلا بصوت حازم
عارف ان كلامى ممكن يضايقك بس انا فهمتك من اول يوم جواز الوضع كله ..مظبوط كلامى يا ليله ولا لا 
حاولت التماسك وابتلاع تلك الغصة فى حلقها قبل ان ترفع اليه وجها خالى من التعبير قائلة بجمود
لاا انا مش مضايقة ولا حاجة وزى ما قلت انا عارفة من الاول جوازنا كان ليه وعلشان ايه وانا معنديش اى مانع
نهضت من الفراش تراقبها عينيه باهتمام وهى تتحرك ناحية الحمام بخطوات سريعة قائلة بسرعة وحزم
ادينى دقايق اجهز نفسى هحصلك حالا
دخلت تغلق خلفها الباب بهدوء شديد ليزفر جلال بشدة يشعر بالقليل من عدم الارتياح لما انتهت اليه محادثتهم فهو لم يكن ينتوى ان يبلغها بالامر بتلك الطريقة لكن لم يكن هناك خيار اخر كما انها تعلم جيدا بما ستأول اليه الامور بينهم فعاجلا ام اجلا كان سيحدث الامر ولا فرق فى توقيت حدوثه فهو يريد تلك الارض بين يديه وبشدة ېحترق صبرا حتى تصبح له ولعائلته فبعودتها اليهم سيغلق بها كل ما قام به والده فى ماضى من ټدمير للعائلة بتهوره ورعونته ولن يسمح هو لاى احدا مهما كان ان يقف فى طريق تحقيقه لهذا الامر
راغب بستأذنك انه يحضر فرح اخوه بعد اذنك يابا
نطق علوان بتلك الكلمات يقف يجاوره ولده الاخر سعد باضطراب وقلق امام والده الشيخ جاد الجالس فى مقعده المعتاد فى القاعة الكبرى الخاصة بالأستقبال بمنزلهم ليرفع لهم الشيخ جاد انظاره پحده فيسرع علوان يكمل قائلا بلهفة
ده فرح اخوه الوحيد وبعدين اللى كانت السبب انك باعده عن هنا اهى اتجوزت وراحت دار جوزها
اسرع سعد مقاطعا حديث ابيه عند رؤيته ملامح جده ازدادت تجهما ورافضا قائلا برجاء
مش هيقعد كتير صدقنى ياجدى هما يومين الفرح وهيسافر تانى ....علشان خاطرى ياجدى ده امى ھتموت علشان مش هيحضر
لانت ملامح الشيخ جاد قليلا لكنه تحدث بجدية وحزم قائلا
ولو حصل وعمل مصېبة من مصايبه وفضاحنا وسط الخلق بعمايله يبقى الحل ايه منك ليه
اسرع علوان قائلا بلهفة وتأكيد وهو يجلس فى المقعد المجاور له
من الناحية دى متقلقش راغب اتغير خالص وعقل وكمان بعاده عنا وعن ....
قطع حديثه حين رفع الشيخ جاد عينه الحادة له ووجه مكفهر بشدة فأخذ علوان يتملل فى مقعده قائلا بتوتر وأرتباك يكمل حديثه
اقصد يعنى ان راغب بتاع زمان اتغير خالص وشغله فى مصر واخد كله وقته وبعد خالص عن المسخرة بتاعت زمان
عقد الشيخ جاد حاجبيه بتفكير لعدة لحظات اخذ علوان وسعد يتبادلان النظرات حينها بقلق وتوتر حتى تحدث الشيخ اخيرا قائلا بهدوء لا يخلو من التحذير
تمام يا علوان انا موافق انه يجى يحضر فرح اخوه وبنت عمه بس يمين عظيم بتلاتة لو عمل عملة من عمايله السودا تانى ساعتها مش هيبقى عندى ليه غير رصاصة متسواش تلاتة ابيض واخلص بقى من همه وعاره
شحب وجه علوان بشدة يعلم جيدا ان والده قد وصل الى اخر قدرة لديه على الصبر فاخذ يدعو الله ان يكون ولده عند حسن ظنه ولا يأتى بمصائبه التى لا تنهى ابدا كعادته دائما
جلس خلف مكتبه يمسك بين يديه بذلك العقد يمرر عينيه فوق سطوره ببطء قبل ان يلقى به زافر بقوة هو يتراجع الى ظهر مقعده يلقى نظرة الى ساعته متسائلا بنزق عن سبب تأخرها كل هذا الوقت فقد مر اكثر من النصف ساعة التى طلبتها حتى تقوم بالاستعداد
زفر مرة اخرى لكن تلك المرة محاولا الهدوء يحدث نفسه بأن يتحلى بالصبر والهدوء اذا اراد ان يتم له ما يريد فقد اصبح قاب قوسين او ادنى من تحقيقه
لتمر عدة لحظات اخرى قضاها متوترا قبل ان تصل اليه طرقات هادئة فوق باب الغرفة تعلن له عن وصولها ليعتدل فى جلسته فورا يدعوها للدخول لكنه نهض واقفا يهتف بحيرة وتعجب
سلمى! تعالى ادخلى خير فى حاجة 
تقدمت سلمى بخطوات بطيئة منه تخفض راسها بخجل هامسة بصوت ضعيف
كنت عاوزة اتكلم معاك شوية لوحدنا يا جلال
نهض جلال من خلف مكتبه يتحرك من مكانه

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات