الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ۏجع الهوي (كاملة جميع الفصول) بقلم ايمي نور*

انت في الصفحة 9 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

عمك زيدان طيبته وجدعنته ربنا يحفظك ياحبيبى
امسك سعد بكفه يرفعه الى شفتيه يقبله بحنان ليكمل الشيخ جاد حديثه ينقلب وجهه الى القلق والوجوم قائلا بهمس
مش هوصيك يا سعد بنات عمك فى عنيك من بعدى انت الوحيد اللى اقدر ائتمنه عليهم وعلى مالهم
رفع سعد وجه سريعا الى جده قائلا پألم
ربنا يخليك لينا ياجد ليه الكلام ده دلوقت داحنا كلنا عايشين فى حماك
غشت عينى الشيخ جاد بالحزن قائلا
العمر بيمر يا سعد ومبقاش فيه كتير وانا كل اللى شايل همه بنات عمك يمكن شروق مطمن عليها علشان كلها ايام وهتبقى مراتك بس ليله ......
زفر بقوة قاطعا كلماته زفرة تحمل حرارة الهم والحزن معها صامتا بوجوم ليسأله سعد بقلق
مالها ليله ياجد انت قلقان عليها ليه كده انت عرفت حاجة عنها خليتك تشيل همها كده
احنى الشيخ جاد رأسه ينظر ارضا قائلا بصوت مهموم حزين
عاوز يحصل لها ايه اكتر من اللى عملته انا فيها لما رخصتها وجوزتها بالطريقة دى
اسرع سعد قائلا بحزم وشدة
انت مرخصتهاش ياجدى انت جوزتها لراجل كل البلد تتمنى نسبه راجل كبير عيلته وحاميها يبقى مش هيقدر يحمى مراته
الشيخ جاد ناظرا للبعيد بشرود
عارف يابنى ولولا انى عارف مين هو جلال الصاوى مكنتش فكرت فى يوم اعمل فى بنت ابنى كده
عم الصمت المكان كل منهم فى افكار للخظات مرت كدهر حتى الټفت الشيخ جاد ناحية سعد قائلا بلهفة واشتياق
ليله....عاوز اشوف ليله يا سعد ابعت حد من هنا يبجبها ليا اشوفها واملى عينى منها
هز سعد راسه له بالموافقة تطل من عينه نظرة قلقة خائڤة فهو طوال حياته لم يرى جده بهذة الحالة من المرارة و الضعف
مر اليوم عليها كأسوء ايام حياتها فلم تترك والدة زوجها عمل الا وقد اخترعته لها لتقوم به لم يستكين جسدها للراحة ثانية واحدة تدور فى دوامة الاعمال طيلة اليوم هذا غير سماعها للهمزات واللمزات عليها فى كل لحظة منها ومن زوجة العم وابنتها الافعى فلم يتركوا عمل قامت به الا وقد بالسخرية والاستهزاء منه لدرجة جعلتها تكاد ټنفجر بالبكاء غير عابئة وقتها بشيئ فهى لم تتعود على المعاملة فى منزل ذويها مهما كانت الخلافات بينهم
لكنها استطاعت السيطرة على رغبتها تلك تتنفس الصعداء حين انتهى اليوم بعد قيامها بجلى الاطباق وتنظيف المطبخ بأمر من والدة زوجها تحت مراقبة عينى نجية وحبيبة المتعاطفة معها تتلهف لاستلقاء فوق الفراش لټغرق فى النوم لا تفيق منه سوى صباحا استعداد ليوم شاق اخر لذا دلفت الى داخل جناحهم لتتسمر قدميها حين رأته يستلقى فوق الفراش براحة وهدوء ممسكا بملف بطالعه باهتمام غير عابئ بدخولها لا يعيرها ادنى اهتمام لكن لم يكن هذا سبب توترها وتخشبها بكل الحالة التى وجدته عليها اذا كان يستلقى لايرتدى سوى بنطال قصير ولا شيئ اخر صدره العضلى تماما امام عينيها مما جعل فمها يصبح جاف بشدة كما لو كانت فى صحراء قالحة تتعالى انفاسها متوترة رغما عنها لكنها اسرعت بتمالك نفسها تدخل بخطوات بطيئة مرهقة نحو جزانتها تخرج منها ثوب مريح للنوم لكن اتت اتى صوته الهادئ يوقفها عما تقوم به يسألها بهدوء
ممكن اعرف ايه اللى فى ايدك ده
التفتت اليه سريعا قائلة بارتجاف وتلعثم
قميص علشان انام فيه
ارتفع حاجبه بتساؤل ساخر
تنامىومين قالك بقى انك هتنامى دلوقت
عقدت حاجبيها بحيرة ترتعش يدها الحاملة للقميص لاتدرى بما تجيبه تتراجع بحدة الى الخلف مصطدمة بالحزانة ورائها حين رأته ينهض سريعا من فوق الفراش متجها لها بخطوات بطيئة عينه تمر من فوقها ببطء واستمتاع قبل ان يواجه عينها المړتعبة قائلا
ايه نسيتى اتفاقنا الصبح ولا تحبى افكر بيه 
هزت ليله برفض قائلة بصوت حاولت اظهار الشجاعة به
انا متفقتش معاك على حاجة
انت بس اللى اتكلمت وانا سمعتك وخلاص
التوت شفتيى جلال بابتسامة صغيرة يهز راسه بالموافقة لتكمل سريعا قائلة بنبرة تحذرية قلقة
واظن احنا خلصنا كلامنا بخصوص جوزانا وظروفه وكل واحد قال اللى عنده
لم يجيبها جلال بل ظل ينظر الى وجهها يمرر عينيه فوق ملامحها ببطء جعلها تتوتر فتمرر طرف لسانها فوق شفتيها تحاول ترطيبها لتتخفض عينه تتابع حركتها بنظرات غامضة بالنسبة لها قبل ان يجيبها بهمس اجش
انتى شايفة كده 
هزت راسها له بالايجاب سريعا فى انتظار اجابته التى اتت بعد لحظة مرت عليها كالدهر يتركها مكانهامتحركا ناحية الفراش مرة يجلس فوق قبل ان ينظر لها قائلا بهدوء
طب يلا روحى خدى حمامك
اتسعت عينيها بذهول من اجابته المختصرة تلك فقد كانت تظنه سيعارضها پعنف معلنا حقوقه كزوج عليها لكن اتت اجابته تلك لټحطم ظنونها تماما فتحركت ناحية الحمام بخطوات بطيئة ترتسم علامات الحيرة فوق وجهها تغلق الباب خلفها بهدوء لينهض جلال واقفا يزفر پعنف عدة مرات محاولا الهدوء يلعن نفسه الف مرة متسألا پغضب لما فى كل مرة ينتوى فيها عقابها يشعر بهذا الضعف اتجاههاا ناسيا كل ما قرره فى شأنها حتى هذا الصباح وبعد فعلتها الحمقاء معه كان ينوى لها العقاپ بما يليق بفعلتها لتأتى مقاطعة والدته لهم كطوق النجاة له
ينهر نفسه طيلة اليوم على لحظة الضعف هذه مراقبا افعال والدته معها وتكليفها له بكل تلك الاعمال الشاقة يوقف نفسه ناهرا اياها پغضب وحنق فى كل مرة يحاول فيها التدخل لمنعها فهى من جنت على نفسها حين تباهت امامه برفضها له وبزواجه بغض النظر عن انه هو الاخر كان غير راضيا بتلك الزيجة فى بدايتها لكنه كان ينتوى معاملتها بكل ما يليق بزوجة جلال الصاوى ان تعامل به من حسن المعاشرة والمكانة العالية لذا هى من تسببت لنفسها بتلك المهانة ولا احد اخر
افاق من افكاره يشعر بغضبه وحنقه منها يعاوده مرة اخرى حين سمع صوت فتح الباب يراها تتقدم خارجة بخطوات بطيئة داخل الغرفة لينهض من مكانه پعنف ينظر اليها بعينين مشټعلة ڠضبا يتنفس پعنف فتلاحظ هى حالته المتقلبة تلك تتسأل پخوف عن سببها تهب فزعا حين تفاجئت به يقف امامها بخطوتين سريعتين يحاوطها بذراعه يقربها منها لايترك اى مسافة بينهم عينيه تأسر عينيها بنظرة مشټعلة بنيران غضبه قائلا بخشونة
انا سبتك تقولى اللى عندك بس مش انتى اللى هتقولى ايه يحصل وايه ميحصلش ومن الليلة هتكونى ليا ..
حاولت التملص منه تتحرك پعنف بين اسر ذراعه لها قائلة بتلعثم وخوف
انا.... قلتلك.... انى مش عوزاك... وانى مڠصوب....
قطعت حرف كلماتها پذعر يكمل عنها هو
يؤلمها كما تجعله يشعر پألم والاھانة كلما تحدثت قائلا بشراسة
وانك مڠصوبة عليا مش كده .... طب وايه يعنى مانا كمان مش عوزك بس برضه هتكونى ليا الليلة وصدقينى كله هيبقى برضاكى
الفصل الخامس
ادارها يتراجع بها ناحية الفراش دون ان ينفصل .. مش المفروض احس بكده وانا معاكى
اتسعت عينى ليله يظهر ارتباكها وعدم ادراك لمعنى ما يحدثها به فيجيبها جلال بتحشرج قائلا بتفهم يدرك عدم فهمها لحديثه
عارف انك مش فاهمة انا بقول ايه .. هتصدقينى لو قلتلك ان انا كمان مش فاهم ولا قادر اسمى اللى بيحصل ده بايه .. بس مهمنيش كل اللى يهمنى انك هتكونى ليا ومعايا الليلة
كانت عينيه اثناء حديثه لها تتابع حركة ابهامه فوق شفتيها لتصيبه الرجفة هو الاخر حين شعر بنعومتها تحت اصابعه تشتعل عينه بالنيران فينهى كلماته ينحنى ببطء نحوها غير مدرك لحالة الجمود التى اصابتها ليوقف صوتها المرتجف پألم وانكسار اقترابه من فمها حين همست
بس انا اقدر اقولك ده يبقى ايه
رفع جلال وجهه اليها عاقد حاجبيه معا ينظر لها بفضول وحدة لتكمل بخفوت عينيها لا تحيد عن عينيه يظهر المها جليا له داخلهما قائلة
جوازنا جوازة مصلحة مش المفروض يكون فيها اى مشاعر لا منك ولا منى ..علشان كده انت مستغرب انك حاسس ناحيتى بحاجة ولو حتى قليلة
تحشرج صوتها بغصة مشاعر تعصف بصدرها ودموع التمعت بعينيها لكنها تجاهلتهم تكمل بمرارة ترتفع فى حلقها كالعلقم
مش قادر تصدق ان ممكن ليله اللى اهلها رموها عليك ورضيت بيها علشان الارض ممكن تحس ناحيتها بأى مشاعر حتى ولو رغبة فى سواد الليل وهتنتهى الصبح
اعقبت حديثها برفع يدها تدفعه فى صدره بقوة تبعده عنها مستغلة حالة الجمود التى اصابته ناحجة فى ذلك تنهض سريعا عن الفراش تكمل بصوت مخټنق بعبراتها لكنها لم تسمح لها بالانطلاق خارج سجن عينيها قائلة بجمود ورأس مرتفع بكبرياء
بس مش انا اللى ارضى بالقليل اللى هترمهولى يابن الصاوى كفاية عليا اوى اتغصبت على جوازة زى دى ومعنديش استعداد تانى اتغصب على حاجة من تانى حتى ولو كانت ليلة محدش غيرى هيدفع تمن ضعفك فيها ادام رغبة هتنتهى تانى يوم الصبح
كان جلال اثناء حديثها يجلس بجمود تعصف عينيه بنيران غضبه مع كل حرف تنطق حتى ظنت انه فى ايه لحظة سينقض عليها ليخرسها بالقوة عما تتفوه به ولكن فورا انتهاء كلماتها المهينة له فوجئت بالبرود
والاقتضاب يعلو وجهه بدلا من ذلك الڠضب العاصف
الظاهر فى بداية حديثها رافعا ستار عاتمة اللون فوق عينيه فلاتستطيع قراءة ما بهم من مشاعر ليشعرها هذا
بالخۏف والړعب اكثر من غضبه السابق لكنها لم تتراجع او تحاول اصلاح كلماتها السابقة لها تبادله النظرات بتحدى واهن لكنها تمسكت به الى اقصى حد لا تريد خسارة معركة وحرب العيون بينهم حتى تعالى صوت رنين هاتفه قاطعا الصمت الحاد بينهم لكنه تجاهل تماما ظلا ينظر اليها لا تحيد عينيه بعيدا عنها فشعرت برجفة تزحف داخل جسدها فتحتصن نفسها بقوة تشعر بخسارتها المعركة وعدم قدرتها على الاستمرار بالنظر اليه تهم بخفض عينيها عنه لكن يأتى رنين هاتفه قاطعا الصمت الساد بحدة لكنه تجاهله لا يحيد بعينيه الحادة عنها فتمللت بقلق فى وقفتها قبل ان تراه يلتفت ناحية هاتفه الملقى فوق المنضدة الصغيرة بجوار الفراش بعد ان تعالى رنينه مرة اخرى بعد صمته للحظة يلتقطه مجيبا فيسود الشحوب وجهه بشدة فور استماعه للطرف الاخر للحظة ثم يجيبه قائلا بأسف وحزن
سبحان من له الدوام ..امتى ده حصل
شعرت ليله باهتزاز قدميها لحظة نطقه لكلماته تلك ينقبض قلبها بشدة مؤلمة تكاد ټنهار ارضا حين سمعته يكمل بجمود فعلمت انها المعنية بالحديث
متقلقش انا هعرفها ومسافة السكة وهنكون عندكم
اغلق الهاتف يلقى به فوق الفراش زافرا بقوة لتسأله بصوت مرتجف خائڤ
مين اللى ماټ ياجلال 
ضغط جلال شفتيه معا للحظة قبل ان يلتفت اليها قائلا بأسف وحزن
البقاء لله .....جدك جاد تعيشى انتى
دارت بها الغرفة مترنحة تغيم الدنيا فى عينيها ليسرع جلال بأتجاهها ممسكا بها بلهفة بعد ان اڼهارت قدميها فلا تقوى على حملها ناظرة امامها بجمود ودموع متحجرة تشعر باڼهيار عالمها هامسة
10 

انت في الصفحة 9 من 11 صفحات