رواية إمراة العُقاب(حصرية و كاملة حتى الفصل الاخير) بقلم ندى محمود
وساعدني في كل حاجة حتى البيت ده بيته .. كان خير صديق وأخ ليا
________________________________________
عارف يعني إيه تكون حاسس بالآمان مع حد غريب عنك .. أنا عمري ما حسيت بالآمان لا معاك ولا مع بابا وده كله ولسا بتشك فيا وبتقولي بخونك ياخي اتقي الله بقى وارحم نفسك وارحمني
انتبه لملابسها فتجاهل كلامها كله وهتف بغيرة ظاهرة في عيناه
اطالت النظر في وجهه بجمود تام وهي تجز على أسنانها بغيظ وقالت بصوت قوي
_ اطلع برا يا عدنان مش عايزة اشوفك .. مش طيقاك
________________________________________
حقيقي
_ عارفة لو شفتك لابسة البتاع ده قدام حد تاني .. قولي على نفسك يارحمان يارحيم ياجلنار
_ و اللي اسمه حاتم ده .. انسيه تماما ومش عايز اشوفك بتتكلمي معاه مجرد كلام فاهمة ولا لا وإلا قسما عظما اخليكي تشوفي النجوم في عز الضهر يابنت الرازي
ثم عاد ينزل بنظره مرة أخرى إلى ذلك الفستان الذي ترتديه ثم دفعها بعيدا عنه بنفور مزيف وهتف بقسۏة
شعرت بالراحة عندما حررها من بين براثينه وتمتمت بقرف وهي تفتح الخزانة وتجذب من ملابسها ما تجده أمامها وتتجه نحو الحمام متمتمة بقرف
_ هو فعلا مقرف زي اللي جايبه
ثم دخلت الحمام وأغلقت الباب واستمرت في التمتمة المرتفعة نسبيا والتي وصلت لمسامعه في الخارج فسمعته وهو يهتف بصوت غليظ
نزلت الدرج بهدوء حتى وصلت لآخر درجاته ووقفت تهتف محدثة أسمهان التي تجلس على مقعد وثير وبيدها كتاب تقرأ به
_ هو عدنان فين ياماما
أسمهان ببرود
_ ومسألتهوش ليه قبل ما يطلع !
_ اصل كنت تعبانة شوية ونمت ويدوب دلوقتي اللي صحيت
لوت أسمهان فمها باستنكار وقالت بعدم اكتراث وهي تعيد نظرها إلى الكتاب مرة أخرى
ضيقت فريدة عيناها باستغراب وظلت مكانها تفكر بتدقيق محاولة تخمين السبب الذي يجعله يخرج هكذا مهرولا وسرعان ما ظهرت علامات الدهشة على محياها وهي تقترب من أسمهان وتقول
_معقول يكون عرف مكان جلنار
ألقت أسمهان الكتاب من يدها پعنف وصاحت في انفعال
هتفت الأخرى بتمنى ونظرة مستنكرة أمنية أسمهان
_ ياريت بس هو اللي زي دي بيحصلهم حاجة .. دي بسبع أرواح
تأففت أسمهان بخنق وامسكت بكتابتها مرة أخرى تعيد القراءة من جديد محاولة عدم التركيز على الجملة التي نطقت بها تلك الجالسة بجوارها .. حول معرفة عدنان لمكان زوجته ! .
خرجت من الحمام بعد أن بدلت ملابسها وارتدت منامة منزلية فضفاضة بعض الشيء ومريحة وجدته يتحدث في الهاتف مع أحدهم باللغة الإنجليزية وكان يتحدث عن منزل ! .
وقفت بمكانها لدقيقة حتى انتهى من اتصاله والټفت بجسده ناحيتها فقالت هي في وجه محتدم
_ بيت إيه اللي بتتكلم عنه ده
تفحص ملابسها الجديدة بنظرة ذات معنى ثم أجاب على سؤالها بإجابة مختلفة تماما
_ جهزي نفسك ولمي هدومك يلا .. هنروح نقعد في بيت صغير لغاية ما نمشي
اندفعت نحوه بعصبية وهتفت بعناد
_ أولا أنا مش هرجع معاك .. ثانيا ماله البيت ده منقعدش
فيه ليه
انحنى برأسه عليها وهمس محاولا تمالك أعصابه حتى لا ينفجر بها كالبركان
_ هو مش ده برضوا بيت الحيوان اللي كان بيساعدك
جلنار بشجاعة ونظرات مشټعلة
_ متغلطش فيه !
تستفزه عمدا وهو أفضل شخص يمكنه معاقبتها على طريقتها الفظة في التعامل معه .. ابتسم بوجه غريب وهمس بصوت رجولي مريب
_ بلاش تختبري صبري عليكي عشان هتندمي ياروحي
جلنار بنبرة محتقنة ونظرات مستاءة
_ جيت ليه ياعدنان .. لو فاكر إنك هتقدر تاخد بنتي مني ي ....
توقفت عن الكلام عندما سمعته يلتقط بقية العبارة من فمها ويختمها هو بأسلوب متفنن وبنظرة ثاقبة وقوية كالعقاپ تماما
_ تؤتؤ أنا هاخد بنتي ومراتي مش بنتي بس
انغمست في نظرته وتاهت بها ولكن سرعان ما عادت لوعيها فقالت بحزم وإصرار
_ بس أنا عايزة أطلق
عدنان ببرود مستفز
_ اعتقد إنك معجبكيش إن لو أطلقنا هاخد بنتي فالأفضل إنك تنسي الموضوع ده .. وإنتي تفضلي مع بنتك وأنا كذلك وهي تعيش وسط أبوها وأمها
_ إنت بتلوي دراعي يعني !!
ابتسم بعدم مبالاة ثم مد يده إلى شعرها وارجع إحدى خصلاتها المتمردة التي تثير جنونه إلى خلف أذنها وهمس بخفوت
_