رواية أنا لها شمس الفصل( الرابع والأربعون 44) بقلم روز امين
بحدة ليسترسل وهو يرمقه بنظرات لائمة ممزوجة بالإزدراء
بلاش تستغل الكلام وزي عادتك تقوم الكل عليا وتطلعني أنا الأهبل والمغيب وإنت العاقل الحكيم اللي مفيش منك إتنين
لينطق بكبرياء وهو يشمله باشمئزاز
والحقيقة هي إن مفيش حد في بيت نصر كله طلع عاقل وحكيم وحاسب حساباته للزمن غيري
واشار بكفيه يستعرض ما حوله
والدليل البيت اللي لاممنا ده والفلوس اللي بناكل ونشرب وعايشين منها
واستطرد ساخرا
لولا عقلي كان زمانا مرميين على أرصفة الشوارع زي كلاب السكك
كان داخله يغلي كالبركان فلم يتوقع ويمر بمخيلته أن هذا المدلل يمتلك كل تلك الأموال الطائلة أما هو فكان منشغلا بالحقد الذي يملؤ قلبه باتجاه الجميع وكرس كل إهتمامه على تنمية ثروة أبيه ممنيا حاله بالفوز بها بأية طريقة بعد رحيل والده وإزاحة شقيقيه من طريقه أو على الأقل الإستحواذ على معظمها وترك القليل لهما لكن إرادة الله أتت عكس ما خطط له ذاك الشرير هتف بشراسة وغل أظهرا كم الحقد الذي يكنه داخل قلبه المړيض لشقيقه الأصغر
لينتفض واقفا وهو يقول بصرامة
طب أنا ماشي وسايبها لك مخضرة
هب حسين وتحرك ليتمسك بذراع شقيقه قائلا وهو يحثه على الوقوف
أقعد يا طلعت واستهدي بالله أخوك ميقصدش
اكفهرت ملامحه ليصيح بحدة
يعني إنت مش سامع كلامه اللي ېحرق الډم يا حسين ده بيذلنا بفلوسنا
فلوسكم!...قالها عمرو وهو يرمقه مستنكرا ليرد الأخر بقوة وتشكيك
أه فلوسنا يا عمرو فلوسنا اللي جزء منها كنت بتسرقها من ورا أبوك والباقي كنت بتقلب أمك فيه يا ننوس عين ستهم
بقى هي دي أخرتها بدل ما تشكرني على اللي عملته معاك تطلعني حرامي!...نطقها عمرو پجنون ليسترسل مستشهدا بشقيقه
نطقها وكأنها كانت الكلمة الفاصلة لينفجر ذاك الهادئ ويخرج براكينه الكامنة بداخل روحه المعذبة
كفاية بقى إنت وهو إنتوا إيه مبتحسوش معندكوش ډم مش حاسين بالحال اللي وصلنا له سايبين كل المصاېب اللي حطت على دماغنا وواقفين لبعض زي الديوك
واسترسل وهو يرمقهما باشمئزاز
قاعدين تقطعوا في بعض بدل ما نحط إدينا في إدين بعض ونفكر هنعمل إيه علشان نرجع حياتنا تاني مش لازم ترجع زي الأول بس على الأقل يكون عندنا مكان كويس ونشتغل علشان نعرف نجيب أمكم وستاتنا وعيالنا ونعيش مع بعض زي الأول
البيت أهو موجود ويساع الكل وإن كان على الشغل أنا معايا فلوس هفتح لكم مشروع صغير تشغلوه وتبعتوا تجيبوا ولادكم
واسترسل بإبانة
بس أنا متعملوش حسابي معاكم لأني مسافر وسايب البلد كلها
قطب حسين جبينه ليسأله بتشكيك
جبت الفلوس دي كلها منين يا عمرو!
أما طلعت فتبسم ساخرا ليجيب الأخر بقوة
من شغلي الخاص يا حسين
سأله بقوة
اللي هو إيه شغلك الخاص ده يا عمرو!
ليسترسل مشككا
وإيه الشغل اللي يجيب فلوس كتير بالشكل ده
جمعت رجالة وبنفحر على الأثار يا حسين إرتحت!
نطق الأخر من باب الخۏف على شقيقه
بس ده حرام يا عمرو
ضحك بقوة حتى ادمعت عينيه لينضم إليه طلعت وباتا يضحكان بشدة تحت خجل الأخر من حاله لينطق عمرو بعدما تحكم بتوقف ضحكاته
ده على أساس إنك كنت بتروح الجبل كل ليلة تبيع سبح للنهيبة يا شيخ حسين!
نكس رأسه بخزي لتعريته من قبل شقيقه الأصغر ليتابع الأخر ساخرا
بلاش تتكلم على الفضيلة والحلال والحرام