رواية بنت النيل (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم سلمي سمير
لشعورها بالراحه وبعض الاسترخاء الذي تنشده كي تفكر فيما فعلت وما سوف تفعل حتي تعود الي اهلها
خرجت من الغرفة واخذت تبحث عن المطبخ شاعرة بالجوع والارهاق وبعض اللم
كانت الشقة انيقه وفخمه مزينه بمجموعه من التحف بشكل ارعبها خوفا من ان تمسهم ويحدث ما لا بحمد عقباه وتتحطم اخذت تتجنب تلك الاشياء في بحثها حتي عثرت علي المطبخ
فتحت الثلاجة لطنها كانت خاليه وكذلك اغلب ضرف الحزانات امسكت معدتها شاعرة بلم الجوع فهي لم تاكل من وقت فطارها بالامس وكثرة الاحداث التي مرت بها جعلتها تعزف عن الزاد
عادت الي الغرفة وتمددت علي الفراش كي تنام لعلها تنسي جوعها وتهدا المها فاليوم كان طويل من اول دخول فريد بها الي سفرها
مين اللي بره وعايز مين
رد عليها الطارق بلكنه عربية متعثرة
انا جو مستر فريد بعتني ليكي بطلبات البيت الطلبات انا هحطها قدام الباب استلميها بليز
بعدها سمعت خطواته تبتعد فتحت الباب فرات عدد كبير من الشنط اخذتها بسرعه ودلفت الي الشقة ووضعتها علي الطاولة وفتحت الشنط كي تعرف ما بهم تهللت اساريرها فقد كان طعام وفاكهه لكن اكثرهم معلبات لم تستطيع قراءة اسماءهم لعدم اجادتها الانجليزية الا من بعض الكلفات القليلة!
حين ياست مع معرفة اسماء الأطعمه اخذت حبات من التفاح والموز واكلتهم تسد بهم جوعها وعادت الي الغرفة وتمددت لكي تريح چسدها المنهك
كان عويس يصرح ويولول علي ابنته التي فقدها
اه يا بنتي يا ضي نور عيني اللي ضاع يافرحتي اللي اتكسړت يا عمري اللي ضاع معاكي بضياعك مني
كان الطبيب يحاول مواساته دون جدوى فطلب منه الهدوء حتي لا يزعج المړض اخذا بيده كي يساعده علي النهوض فتشبث به عويس بقوة وفجاة انهار وارتخي جسده ووقع منها ممددا علي الارض
حاول الطبيب اسعافه لكنه لم يستجيب الي كل محاولات افاقته
فطلب من طاقم التمريض سرعة نقله الي غرفة الرعاية ووضعه علي اجهزة الانعاش
تسارع الطبيب والطاقم الطبي الذي كان معه بعمل صدفات للانعاش القلب في محاولة اخيرة لأنقاذه
خرج الطبيب وطلب منهم مراقبته عن كثب ورفع تقرير عن حالتها كل ساعه لسوء حالة قلبه
بعد ربع بغرفة الطبيب الذي كان يجري مكالمة اثناءه
طرق عليه احدهم سمح له الطبيب بالدخول قطعا محادثته الهاتفية وساله بحيرة
في ايه يا جابر وابه الاوراق دي
رد عليه جابر وهو موظف بالحسابات
اسف يا دكتور بس الحالة اللي دخلت الانعاش الوضع معاها هيكون ايه لان مطلوب تسدد مبلغ تحت الحساب ودي اوراق حجزه بالمستشفي وكشف حسابه
تنهد الطبيب بهدوء واشار اليه بالجلوس ثم عاد واكمال مكالمته الي ان انتهي منها ورد عليه بحزم
لاخلاء مسؤوليتك
اعطاه الموظف الاوراق وقع عليها ثم عاد واعطاه له نهض من خلف مكتبه وخرج معه لكي يطمئن علي حالة عويس
دلف غرفة الانعاش وراي المؤاشرات لا تبشر بخير فقال للممرضة المسؤوله عن رعايته
لو النبض انخفض عن كده ابعتيلي الراجل ده محتاج عملية زرع قلب علي وجة السرعه لكن للاسف الوقت مش في صالحنا لعدم توفر تبرع
زفر بضيق وخرج لم تمضي دقائق واطلقت احد الاجهزة انذار بتوقف عضلة القلب تمام
عاد الطبيب مشرعا اليه وراي الطاقم الطبي يقوم بعمل صدفات كهربائية لكنه لا تستجيبحينها طلب منهم التوقف عن انعاشه ناظرا الي جسده المسجي باستسلام وقال بضيق
كفاية كده اتركوه يرحل في سلام افصلو الاجهزة
اعطي امره لفصل الاجهزة وخرج ليكتب بنفسه شهادة وفاھ عويس الفلاح البسيط الذي م١ت كدما وقهرا علي ضياع ابنته الوحيدة قرة عينه
في شقة فريد بانجلترا
انتفضت فرحه من غفوتها القصيرة تصرح بجزع
ابويا حبيبي اه يا بويا يا حبيبي يا ۏجع قلبي عليك
نهضت من الفراش وذهبت الي المړحاض غسلت وجهه واخذت تستغفر ربها وهي تبكي بحرقه جلست ارضا وتقوقعت علي نفسها بخۏف وهرع ولم تتجرعه روحها علي حالها وحال ابيها من بعدها وقالت
ياتري فيك ايه يا با قلبي وجعني عليك اووي ياتري عرفت اللي حصلي وموجوع عليا ولا كارهني وغضپان مني لاني عصيتك وفضحتك قدام ابن عمي وحطيت راسك في الطين
ظلت تبكي وتبكي بلوعه ولم فلم تلاحظ الظل الذي اشرف عليها من علياءه لذلك حين رفعت راسها وراته انتفضت وهبت واقفه بحنان كي يحتوي حزنها وهرعها وسالها باهتمام
كنت سايبك كويسه ايه خلاكي تبكي تاني يا فرحه
صمتت برهه كي تسترد انفاسها المتسارعه وتنعم بلامان والهدوء في حصنها لبضع الوقت
رفع فريد راسها ونظر الي عيناها الساحرة
وابتسم في وجهه سائلا
ممكن اعرف العيون الحلوة دي پتبكي ليه
اانزلت راسها بخجل من عطفه عليها وقالت بخفوت
مفيش شفت حلم وحش وصحيت علي قبضة قلبي حسا ان ابويا مش بخير وفيه حاجة وحياة الهانم عندك يا بيه اتصل بيهم يطمنوني عليه
اكيد وصل مصد وعرف اللي حصل واتقهر علبا ومني
صمها فريد بقوةكي يحتوي قلقها وخۏفها علي ابيها المكلوم فيها وقال بهدوء
والدك ممكن يغضب عليكي ويزعل منك وده حقه لكن انت معملتيش حاجه حړام انت اتجوزتي بشرع الله هياخد وقته وبعدها هيتطبل اللي حصل
المهم فطرتي ولا لاء لاني بصداحه مفطرتش ۏجعان ما صدقت قدمت اوراق الرسالة وجيت افطر معاكي انا بعت ليكي كل الطلبات مع جو وصلتك
رفعت راسها عن قدره واخدت نفس عميق وقالت
ايوه الطلبات وصلت بس معرفتش فيهم حاجه غير الفاكهه واكلت حبتين ونمت تحب اجهزلك الفطار
اشار بيده علي بالموافقه ثم وربت علي شعرها بحنان وتركها وذهب الي غرفتها اخذت نفس عميق شاعرة ببعض الراحة ذهبت الي
المطبخ الذي ووقفت فيه حائرة بين المعلبات لا تعلم ماذا تفعل
خرجت من المطبخ وذهبت الي غرفتها فراته يخرج اشياءه من الخزنه ابتسم لها وقال بتعجب
معقول لحقتي جهزتي الفطار انت كده خارقه
هزت راسها بخجل وردت عليه
لاء معملتش حاجه المعلبات مش عرفاها بتاعت ايه
ضحك فريد بمرح واخذ بعض متعلقاته وخرج معه وضعهم في الغرفة المقابلة واخذ يدها ودلف بها الي المطبخ وقال
دي كلها اكلات محفوظه وسريعه التجهيز دي مثلا بسلة وده فول وده انشوجة وشوربة خضار وده لحم مقدد و..و...و..و ...و. ..و.... و الخ
اخذ يعد لها اسماء المعلبات وطرق الاستخدام وحين لاحظ ارتباكها من كثرة الاشياء وعدم فهمها
اخذ ورقع وقلم ودون علي كل علبة ما تحتويةوقال اظن كده احسن وكل ما علبه تخلص اكتبي انت علي العلبة الجديد محتواها لحد ما تعرفيهم لوحدك
بس سؤال يا فرحه هو انت مش متعلمه ولا جاهله فقط باللغة
اندفعت فرحه مدافعا عن نفسها وقالت
لاء يا بيه انا متعلمه وخلصت امتحانات الدبلوم من اسبوع لكن لسه النتيجة مظهرتش لكن دبلوم الزراعه مكناش بندرس فيها الانجليزي يدوب بعرف اكتب اسمي واقراء الحروف من ايام الاعدادية
هز راسه متفهما وقال وهو يكتب رقم علر ورقة
فهمت طيب هنشوف حل للمشكلة دي بعدين اسمعي الرقم ده تتصلي بيه لو عايزه اي حاجة تخص البيت دي رقم السوبر ماركت اللي بتعامل معاه باستمرار
كل المطلوب منك اللي هيرد عليكي تقوليلي
I want to talk to joo فاهمه
يعني اي ونت تو تاك تو چوو
جوو ده شاب مصدي بس عايش هنا من سنين وهو اللي جاب ليكي الطلبات اتفقنا .
ابتسم واكدت علي فهم ما قال فاصد فريد ان تردد وراءه الجمله حتي تعتاد عليها فكررتها فرحه مرار وتكررا الي ان اجادتها وحين اطمئن قال لها
يلا بقي نجهز الفطار لاني جعان جدا ومعنديش قدرة علي الصبر اكثر من كده
حدقت به فرحه بذهول وردت عليه
لاء يا بيه انت تخرج تقعد بره وانا هجهزلك الاكل واجبولك اتفضل خمسه بس ويكون الفطار جاهز
غامت عيناه بتساؤول غامض وقال
انت واثقه علشان لو منفذتيش وعدك مصمنش اعمل ايه بس مټخافيش عقابك هيكون من النوع الحلز
تركها وخرج للافكار تعصف بها خوفا من عقابها اللذيذ الذي ظنت انها سيكون ...
فاسرعت باعداد الافطار حتي تتجنب اي شي معه رغم وعده السابق بعدم المطالبة بحقوقه الشرعية
وضعت فرحه الافطار علي الطاولة ونادت عليه خرج فريد وجلس علي مقعده وقال
واو الاكل شكله يفتح التفس يلا اقعدي افطري معايا
ارتبكت فرحه وطالعته بوجل وقالت
لاء يا بية كل انت بالهنا والشفا وانا هاكل بعدين
جذبها فريد واجلسها امامه وصاح فيها بعصبية
عايز بعد كده لما اقولك علي حاجه تنفذيها بدون جدال فاهمه ولا لاء
مش فاهم انت ليه مصره تعصبيني عليكي
نكست فرحه راسها ارضا وردت بخفوت
حاضر يا بيه اللي تقول عليه هنفذه حاضر
هز راسها بقلة حيلة وابتسم قائلا
مفيش فايدة دماغك ناشفه وهتتعبيني معاكي
كلي يا فرحه يلا وخليكي مطيعه كده ڈم ..ا مش عايز اسمع منك غير كلمة حاضر اتفقنا
اؤفات براسها بالموافقة وشرعت في الاكل وعندها تذكرت الهانم ومرضها فقالت تذكره بوالدته لعله يتصل يطمئن عليها ويطمنها علي ابيهة فسالته
صحيح يا فريد بيه مين الست فاطيما ده اللي الهانم راحت عندها وليه محدش يقدر يكلمها او يتصل بيها وهي هناك اومال بتطمنو عليها ازاي
رفع فريد راسها عن طعامه واجابها بسلاسه
طنط فاطميا دي خالة ماما ست كبيرة عايشه لوحده قدام شالية علي البحر الجو هناك مدهش وشرطها اللي يزورها يكون جاي ليها بجد بدون ازعاج الاتصالات لانها پتكره الهواتف اللي بتضيع متعه اللقاء مع الاحباب
علشان كده اللي بيروح ليها لازم يقفل تليفونه وماما لما بتحب تبعد عن الكل بتروح ليها وتستجم عندها فهمتي ليه ماما قفلت الفون بطلي كلام كتير بقي وكملي اكلك ولا مش جعانه
ابتسمت في وجهها بارتباك بسبب شعورها بانه لن يسال عن والدته لانه مطمئن عليها مع خالته الاي يزن انها هناك كم قالت له فكتمت سر مرضها حتي لاتتسبب بازعاجه والغضپ عليها واكملت اكلها بصمت بعد انتهاءهم من الافطار عاد فريد الي غرفتها ليجمع باقي اشياءه وقال لها طبل ذهابه
بعد ما تخلصي اعمليلي فنجان اكسبرسو
وقفت فرحه تنظر اليه بعدم فهم وفي اخر الامر سالته بارتباك وقلة حيلة
يعني ايه يا بيه اللي انت عايزه ده
ضحك فريد بمرح ورد عليها
ده نوع من القهوة اقولك سيبك من الاكسبرسو وااعمليلي فنجان قهوة ثقيله سكر خفيف
ابتسمت فرحه وراحت تنفذ ما طلب منها دلف هو الي الغرفة وبعدما انتهي من جمع اشياءه نزع ثيابه كي يغيرها بأخري اثناء دخول فرحه التي وقفت مكانها وارتبكت بخجل من مظهره فنكست راسها
لاحظ فريد ارتباكها فترك ما بيده ودنا منها فترجعت للخلف فامسك بذراعها وثبتها مكانها واخذ ما بيده ووضعه ع الطاولة ثم رفع ووجهه اليه وقال
مالك يا فرحه موطيه وشك