الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ليلة تغير فيها القدر (كاملة جميع الفصول حتي الفصل الاخير) بقلم مجهول

انت في الصفحة 6 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز

معه عابسا نظر أصلان إلى المرأة القاسېة وشعر بالقلق أرجو في المستقبل إلا إذا كان الأمر يتعلق بالعمل ألا تحاول الاتصال بي مرة أخرى بمجرد انتهاء أميرة من كلامها جمعت أوراقها وقفت ثم غادرت الغرفة في فترة ما بعد الظهر استقبلت أميرة مكالمة من والدها الذي دعاها للعودة إلى المنزل وتناول العشاء معه غدا معربا عن رغبته في لقائها فوافقت أميرة معتبرة أنها فرصة جيدة لزيارة المنزل في مكتبه كرئيس تنفيذي للشركة جلس أصلان بأناقة في مقعده يستمع إلى تقرير العمل من المساعد بجانبه اذهب وتحقق لي من والد ابن أميرة أريد معلومات عنه بأسرع وقت بما أن التعويض المادي لم يؤثر في أميرة كان على أصلان أن يبدأ في السعي بأساليب أخرى حسنا ذهب رعد على الفور للتحقيق والبحث في تلك اللحظة رن
هاتف أصلان فرفعه ورأى أنها مكالمة من هالة ألو رد بأكبر قدر ممكن من اللطف أصلان هل أنت مشغول بالعمل هل يمكنني تناول العشاء معك الليلة حسنا سأحجز مطعما وافق أصلان سأنتظرك لتأتي وتأخذني كانت هالة متحمسة بالتأكيد أغلق أصلان الهاتف بينما ظهر وجه هالة في ذهنه لسبب ما لم تكن هالة تشعره بنفس الشعور الذي شعر به تجاه المرأة من ذلك اليوم كان يتذكر تلك المرأة في تلك الليلة ويشعر بمشاعر متضاربة بداخله تجاهها كانت شفتيها لينة بشكل لا يصدق وكان جسدها ينبعث منه رائحة خفيفة على الرغم من أنها بكت طوال الوقت كان صوتها جذابا بينما كان صوت هالة حادا بعض الشيء بما أنه مرت خمس سنوات يمكن لأي شخص أن يمر بتغيرات كبيرة وبالتالي كل ما أراده أصلان هو تعويضها بعد كل شيء ما اقترفه تلك الليلة تسبب لها في أضرار لا رجعة فيها أبدا في مطعم فاخر جاءت هالة بفستان شانيل جديد وهي في كامل أناقتها استخدمت مستحضرات تجميل باهظة الثمن ومهارة فنانة لوضع المكياج لتحسين مظهرها العادي نسبيا لكنها رغم ذلك لم تكن لافتة للنظر بما فيه الكفاية كانت تنتمي إلى فئة الفتيات الجميلات العاديات لم تكن قبيحة ولكنها لم تكن فاتنة أيضا ومع ذلك في تلك الليلة كانت هي المرأة المحظوظة بشكل لا يصدق في المطعم بأكمله كان يجلس أمامها رجل ذو مستوى عال وسيم وأنيق وساحر وينبعث منه طابع ملكي أصلان في صحتك رفعت هالة كأسها تلقائيا ونظرت إلى الرجل المقابل لها بشوق على الرغم من أنها عرفته منذ ثلاثة أسابيع فقط إلا أن أصلان كان دائما يعاملها بأدب واحترام ومع ذلك كانت طموحات هالة تتخطى ذلك بكثير إذ كانت تطمح لتصبح زوجته وتستحوذ على قلبه ومشاعره بالكامل والآن وقد جذبت انتباهه واستفادت من كرمه كانت هالة تخشى أن تفقد كل ما حصلت عليه كانت تغمرها السعادة بفضل الثروة التي أصبحت تتمتع بها كل ما ترغب به يمكن أن يصبح ملكها في لمح البصر فساتين شانيل الجديدة التي تعشقها يمكن أن ترسل مباشرة إلى باب منزلها لتختار من بينها إذا اشتهت حقيبة يد بعينها بإمكانها امتلاكها بجميع الألوان المتوفرة وإذا كانت تريد مجوهرات ألماس كل ما عليها هو الاختيار كانت تشعر وكأنها تحلق فوق السحاب ولم تود هالة أبدا العودة إلى واقعها السابق طالما كانت على قيد الحياة 
الفصل 8 مرافقة الابن لمنزل الجد
ومع ذلك كانت هالة تشعر بقلق بالغ من أن أميرة قد تعود فجأة إلى المنزل وتكتشف حقيقة ما حدث في تلك الليلة إذا حدث ذلك فإنها ستفقد كل شيء وتضطر إلى العيش كما كانت تعيش من قبل عند التفكير في ذلك قالت لنفسها إنها لن تسمح أبدا بحدوث شيء كهذا وبالتالي عندما أعادها أصلان إلى القصر بعد العشاء دعت هالة برقة الرجل إلى المنزل أصلان هل تود أن تدخل وتشرب فنجانا من الشاي لا شكرا لدي أمور يجب أن أهتم بها ولكنني أخشى من أن أكون وحيدة أريدك أن ترافقني حاولت هالة على الفور استغلال تعاطف الرجل بالتظاهر بالخۏف سأجلب زينب لترافقك مد أصلان يده نحو هاتفه المحمول لا من فضلك أريد فقط رفقتك ولكن لدي حقا شيء يجب أن أفعله في العمل ربما في المرة القادمة نظر أصلان بلطف إليها استريحي جيدا تصبحين على خير شعرت هالة بخيبة أمل لدى
سماعها لرد الرجل إلا أن تعامله اللطيف جعلها تتراجع عن إصرارها بلطف وتقبل الأمر بمرارة حسنا إذا قالت وهي تنظر إلى سيارة أصلان عضت على شفتها وتمنت لو كانت في ذراعيه أقسم بأنني سأجعلك لي يوما ما وسأصبح المرأة التي تحسد عليك من قبل كل امرأة أخرى في الوقت نفسه قررت أميرة قضاء يومها الرائع في تفقد بعض المحلات التجارية مع فرح ومع مرور الوقت بسرعة قررت أن تنهي العمل مبكرا حوالي الساعة 430 مساء كانت تفكر في أنها تريد أن تعود بابنها إلى المنزل ليرى والدها من جهة أخرى أصدر فؤاد تعليماته للطاهي في منزل عائلة تاج للبدء في تحضير العشاء احتفاء بعودة أميرة ومع ذلك حرصت نعيمة على أن يعد الطاهي فقط الأطباق التي تفضلها ابنتها متجاهلة تماما تفضيلات أميرة لم يمض وقت طويل حتى اقتربت إحدى الخادمات وسألت بتردد سيدتي ذكر السيد تاج أن الروبيان هو الطبق المفضل للآنسة أميرة هل أنت متأكدة من أنك لا ترغبين في تضمينه ضمن العشاء بالتأكيد لا احرصي على أن يكون الروبيان حارا بما يكفي لتتمنى تلك المرأة لو أنها لم تتذوقه أبدا ردت نعيمة بحزم وبينما شرعت الخادمة في تنفيذ الأمر اشتعلت نيران الڠضب في قلب نعيمة عند فكرة عودة أميرة إلى المنزل في أعماقها لم تستطع إلا أن تفكر بأن أميرة قد عادت طمعا في نصيب من الثروة الطائلة التي اكتسبها فؤاد وشركته الثروة التي تقدر بالمليارات ما دمت أنا هنا فلتنس أميرة حلمها بالميراث أمي هل تعلمين أن أميرة آتية اليوم لتناول العشاء دخلت إيمي پغضب من الباب أومأت نعيمة برأسها يصر والدك على أن تنضم إلينا لتناول العشاء ولم أستطع أن أرفض طلبه لقد مرت خمس سنوات أتساءل كيف هي الآن تجهمت إيمي كيف يمكن أن تكون بالتأكيد حياتها سيئة لم تكمل حتى دراستها الجامعية عندما غادرت في سن التاسعة عشر من وجهة نظري يجب أن تكون قد عادت للمطالبة بالميراث لأنها كانت تكافح من أجل العيش ردت نعيمة پغضب لا يجب أن تسمحي لها بأخذ ما هو لي أمي أنا من يجب أن تمتلك كل شيء ينتمي إلى والدي قالت إيمي بجرأة كما لو أنها الوريثة الشرعية الوحيدة لميراث والدها بالطبع ليس لها أي حق في الميراث على الإطلاق أكدت نعيمة بثبات حسنا سأضع بعض المكياج وأرتدي فستاني الجديد توجهت إيمي إلى الطابق العلوي بمجرد انتهائها من كلماتها وهي تعتقد أنها يجب أن تظهر لأميرة أن مكانها في عائلة تاج لا يمكن استبداله من جانبها كانت أميرة تستقل سيارة أجرة متوجهة إلى منزل عائلة تاج برفقة ابنها وهي تشرح له بحنان ما يتوجب عليه فعله لاحقا كان ابنها طفلا ذكيا يستوعب توجيهات والدته بسرعة مما أثار مشاعر الحنان في قلبها فضمته إليها وقبلته بعمق هذا ابني الغالي كانت تشعر بالتعاطف الشديد تجاه ابنها وتتمنى لو أنه كان ليتمتع بمكانة أفضل في عائلة مختلفة مدركة بسخرية أن استقباله في منزل جده لن يكون بالحفاوة التي يستحقها على الجانب الآخر كان فؤاد يقف عند باب منزله مغادرا مكتبه مبكرا أكثر من المعتاد متحمسا لرؤية ابنته التي فقدها لمدة خمس سنوات وما إن اقتربت سيارة الأجرة تقدم نحوها بخطى واثقة وعندما خرجت أميرة ذات القوام النحيل من السيارة لم يمض وقت طويل حتى رأى صبيا يظهر من خلفها مما
أثار دهشته الكاملة كيف لابنتي أن تكون معها صبي صغير يبدو في الرابعة أو الخامسة من عمره هل هي لم يستطع فؤاد منع نفسه من الشعور بالدهشة والتساؤل عما يخبئه المستقبل في هذه اللحظات رمقت أميرة والدها بنظرة عميقة ولاحظت ملامح الزمن التي رسمت قسمات وجهه مدركة مدى التغيير الذي طرأ عليه خلال السنوات الخمس الماضية هذا الإدراك جعلها تستوعب الأحداث التي مرت بها عائلتها من منظور جديد وبدأت تلوم نفسها على الانقطاع الذي سمحت به أن يفصل بينها وبين والدها طوال تلك السنين لقد عدت يا أبي أمسكت أميرة بيد ابنها واقتربت من فؤاد ثم نظرت إلى ابنها وقالت جاسر قل مرحبا لجدك جدي نظر جاسر لأعلى ونادى فؤاد جدي فوجئ فؤاد عندما سمع صوت الطفل ونظر إلى جاسر بدهشة أهذا هو حفيدي لديك طفل بالفعل نعم يا أبي اسمه جاسر وعمره ثلاث سنوات ونصف رفضت أميرة أن تخبر فؤاد بالعمر الحقيقي لابنها لأنها لا تريد أن يستنتج والدها متى ولد جاسر ثلاث سنوات ونصف وقد نما بهذا القدر بالفعل شعر فؤاد بصعوبة في استيعاب حقيقة أن لديه الآن حفيدا وأن هذا الصغير الوسيم هو دمه ولحمه نعم ابتسمت أميرة ماذا عن والد ابنك سأل فؤاد لم أعش معه منذ ولادة جاسر أجابت أميرة نعم لقد عشت مع أمي طوال الوقت يا جدي أضاف الطفل امتلأت عيون فؤاد بالدموع إذ أدرك أنه لم يبذل جهدا يذكر لمساعدة ابنته في تربية ابنها أنا جد فاشل الأسوأ من ذلك طردت ابنتي من البيت منذ خمس سنوات قال فؤاد بنبرة محملة بالندم هذا خطأي كله بسببي يا أميرة أرجوك سامحيني سأجد طريقة لأعوضكم عن كل شيء كانت مشاعر الذنب تغمر قلبه لا داعي لذلك استطعنا أنا وجاسر أن نعتني بأنفسنا جيدا حاولت أميرة تخفيف وطأة الذنب عن والدها هيا دعني أحتضنك يا جاسر حفيدي الغالي انحنى فؤاد وعانق جاسر ملاحظا قوته وبنيته الطيبة ما جعله يفتخر بجمال حفيده ويعتبره الطفل الأكثر وسامة الذي رآه على الإطلاق عندما دخلت أميرة الصالون برفقة والدها فوجئت نعيمة برؤية زوجها وهو يحتضن طفلا فسألت بدهشة من هذا الصغير يا عزيزي نعيمة هذا ابن أميرة أنجبته وهي بالخارج أجاب فؤاد بفرحة غامرة معربا عن سعادته بلقاء حفيده وعلى الرغم من
ندمه الشديد على عدم وجود ابنا

له إلا أنه قرر معاملة ابن ابنته كأنه ابنه الخاص متعهدا بأن يعوضه عن الوقت الضائع ويعطي جاسر كل الحب والرعاية التي يستحقها باعتباره جزءا لا يتجزأ من سلالته ماذا

انت في الصفحة 6 من 59 صفحات