رواية فارس واسراء (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نسمة مالك
هذا جيدا.. لأجل فارس فقط محمد..
حديثها كان بمثابة شرارة أمل بالنسبة له وأنه وأخيرا على وشك امتلاك قلبها مجددا جعله يلقي مسدسه واقترب بوجهه منها وتحدث بفرحة غامرة قائلا..
سأفعل.. أعدك أنني سأفعل كل ما بوسعي حتي يصبح كل شيء كما كنت دوما تتمني مارفيل..
انتي
تقتليني بأنوثتك يا امرأه..
إحدي العاملات تقف على باب الغرفة وتقوم بتصويرنا..
اقفي عندك..
ارتعشت الفتاة بړعب بشكل ملحوظ واستدارت ببطء ونظرت بوجهه شاحب مردفه..
افندم يا محمد باشا..
مد يده لها وبأمر قال..
هاتي تليفونك..
لهنا وتمكن الهلع من قلب الفتاه جعلها تبكي بنحيب وتتحدث بهذيان قائلة..
بعتيله اللي صورتيه! .. قالها محمد پصدمة وقد انسحبت الډماء من عروقه وشحب وجهه هو الأخر حين حركت الفتاه رأسها بالايجاب قائله..
ايوه بعته بس لسه مشفش الرسالة..
اصطك محمد على اسنانه ورفع يده مسح على خصلات شعره الحريرية پعنف كاد ان يقتلعها من جذورها وقطع المسافة بينه وبينها واخذ الهاتف من يدها پعنف مرددا بصړاخ..
انصاعت الفتاه في الحال وقامت بفتح الهاتف.. قاممحمد بتشغيل مقطع الفيديو التي ارسلته الفتاه.. لتجحظ عيناه حين وجدها قامت بتصوير كافة حواره برفقة مارفيل وارسلته لوحيده على برنامج الواتساب وهذا يعني أن الفيديو أصبح على هاتف ابنه الآن حتي إذا قام بحذفه ولكن هناك أمل ف فارس لم يشاهد الرسالة حتي الآن..
متغبش عن عنيكم لحد ما أرجع..
قالها واختفي داخل المصعد ضاغطا على الزر الموصل للطابق الذي يتواجد به جناح شقيقته الوحيدة..
لحظات قليلة وكان يقف أمام غرفتها يطرق عليها طرقات متتالية وقد بدأت أنفاسه تتلاحق وهو يتخيل رد فعل فارس بعدما يري ويسمع حديثه اللازع مع والدته..
قالتها خديجة التي فتحت الباب بوجهه يظهر عليه القلق وجذبته للداخل اجلسته على أقرب مقعد حين رأت جسده يرتجف وحالته بدت مزرية..
لم يتحدث محمد لم يجد كلمات تصف ما فعله.. فقام بأعطاء الهاتف الذي مازال يعمل على مقطع الفيديو..
اخذته منه خديجة وبدأت تتابع الحوار بينه وبين مارفيل باهتمام.. لتشهق بقوةوأسرعت بوضع كف يدها على فمها تكتم شهقاتها ونظرت له پصدمة مردفة..
حرك محمد رأسه بالايجاب و تحدث بأسف قائلا..
خديجة انا واقع في عرضك وبترجاكي تساعديني مخسرش فارس..
خفض رأسه بخزي من نفسه مكملا بندم..
أنا عارف
إني مكنتش ليكي الأخ اللي بتتمنيه ورميتلك ابني تربية وبسببه أنتي رفضتي الجواز واكتفيتي بيه! ..
انت بتقول ايه بس يا محمد.. انت اهدتني بأجمل هدية في حياتي كلها.. فارس دا ابني ولو رجع بيا الزمن هختاره هو تاني..
قالتها خديجة بابتسامة وعبراتها تهبط ببطء على وجنتيها وربتت على كتف شقيقها بحنان مكملة..
خلينا نفكر هنعمل أيه سوا ونشوف حل قبل ما فارس يشوف الفيديو ..
محمد بلهفة..فارس مع مراته على اليخت.. كلمي مراته وخليها تتخلص من تليفونه دا خالص وترميه في البحر يا خديجة..
أسرعت خديجة نحو هاتفها المرضوع على منضدة بجانب سريرها وتحدثت بتراوي و نضج..
هكلمها.. بس هكلم غفران صاحبه الأول وهخليه يروحله علشان لو حصل اي حاجة لقدر الله يبقي جنبه..
كلميهم وأنا كمان هروحله يا خديجة.. قالها
محمد وسار نحو الخارج بخطوات راكضة وقد حسم أمره بأن يفعل كل شيء وكل ما بوسعه حتي لا يخسر وحيده..
الحمد لله
بشالية غفران..
رنين هاتفه بستمرار ازعجهما.. اعتدل غفران بكسل ومد يده
جذب الهاتف ينظر بشاشته بنصف عين..
خديجة!!.. قالها بقلق وأسرع بالرد عليها مغمغما..
خديجة.. في حاجة حصلت! ..
اجابته پبكاء.. غفران أنا أسفة إني بكلمك بدري كده.. بس انا قلقانة اوي على فارس.. وعيزاك تروحله بنفسك اليخت أرجوك وتطمني عليه..
طيب أهدي انا مأمن اليخت كويس جدا بأحسن طقم حراسة وهتحرك من عندي واروحله حالا وأول ما أوصل هكلمك.. اطمني.. قالها غفران وهو يبتعد عن زوجته برفق ونهض مغادرا الفراش وبدأ يرتدي ثيابه على عجل..
هاجي معاك..
أردفت بها عهدبصوتها الرقيق الناعس وهي تنهض هي الأخرى وتسرع بارتداء ثيابها..
اقترب منها غفران وقبل جبهتها مرددا..
عهد حبيبتي كملي نومك وأنا مش هتاخر عليكي..
لا يا غفران خدني معاك بدل ما اجي وراك وأنت عارف إني اعملها..
صړخت بها عهد پغضب طفولي وأمام أصرارها خضع لطلبها كعادته مع عنيدته..
لا إله إلا الله
مرت عدة دقائق..
حدثت خديجة خلالهم إسراء وعادت بالاتصال ب غفران مرة أخرى..
بجوار يخت ساحرة المغرور..
كان هناك حشد من القوارب الصغيرة يجلس بها حرس فارس الخاص تقف على جانبي اليخت..
اطمني يا ديجا أنا وصلت لليخت والجو هادي ومافيش اي حاجة
تقلق!..
أردف بها غفران عبر السماعة الموضوعة داخل أذنة..
توقف عن الحديث فجأة وعقد حاجيبه بدهشه حين لمح إسراء تسير بخطي مترنجحة ويظهر عليها الاعياء الشديد وقامت بألقاء الهاتف بالمياه..
شهقت عهد حين رأتها هي الأخرى وتحدثت بفزع مردفه.. يا نهاري دي شكلها دايخة خالص..
أستعد غفران للقفز حين رأي تمايلها يزيد ويتضاعف حتي أوشكت على السقوط هي الأخرى مرددا برجاء..
لا لا لا لا أوعى تعمليها وتقعي يا مدام فارس..
ولكنها لم تكن عند حسن ظنهما وسقطت بالمياه جعلت غفران يسرع بالقفز هو الأخر ومن ثم قفزت خلفه عهد و سبحو نحوها بأقصى سرعة لديهما..
الله أكبر
فارس..
رباه ماذا يحدث!..
يتردد هذا السؤال بداخله حين اختفي عبق ساحرتة فجأة.. كان يحاوطه ويملئ رئتيه.. كل شيء بدأ يتلاشي ..انقطعت أنفاسه تسارعت نبضات قلبه وانهمرت حبيبات العرق على جسده مختلطه بالمياه المنسكبه فوقه.. يتصبب عرقا رغم البرودة الشديدة التي اجتاحت أوصاله..
أطلق آهه ألم نابعه من أعماق قلبه الذي أنقبض بل اعتصر پخوف وفزع مبهم لا يعلم سببه.. تلاحقت أنفاسه وكأنه أوشك على المۏت غرقا فصړخ بعلو صوته مرددا اسم زوجته وهو يركض لخارج الحمام باحثا عنها كالمچنون..
إسرااااااء !..
لم يجدها مكانها على الفراش.. لا يعلم كيف ومتي قفز داخل سرواله أثناء ركضه لخارج الغرفة..
جحظت عينيه حين لمح صديقه غفران وزوجته يتسابقان نحو شيء ما بجوار اليخت.. دون أن يعطي نفسه فرصة للنظر حتي كان قفز من فوق اليخت داخل المياه وبدأ يدور بعينيه باحثا عن زوجته حتي لمحها تسارع الڠرق..
بأقل من ثانية كان وصل لها و جذبها داخل حضنه مردفا بنبرة أشبه بالصړاخ..
إسراء.. أنا هنا.. أنا هنا يا روحي.. خدي نفس.. متخفيش انتي في حضڼي..
تمسكت به إسراء بكلتا يديها وحتي
خدي نفس.. متخفيش حبيبتي أنا معاكي..
بصعوبة شديدة همست له بضعف وهي تختبئ فيه..
فارس.. أنا شعري مكشوف ومش لابسة حاجة غير قميصك..
لم يكن ينتبه فارس لهيئتها ولكن عندما نطقت بجملتها بسررررررررررررررعه ..
قالها فارس بأمر لإحدى حراسه وقد ظل غفران بعيدا ليترك لهما المساحة الكافية ولا يكون مصدر إحراج لصديقة وزوجتة.. بينما اقتربت عهد منهما وتحدثت بلهفة قائلة..
إسراء أنتي كويسة..
الحمد لله يا عهد..
قالتها إسراء بصوت مرتجف وقد بدأ الخۏف يتملك منها حين رأت وجه زوجها الغضوب أثناء مساعدته لها لترتدي مئزره الخاص والذي كان كبيرا جدا عليها وقام برفع الكاب على شعرها ومن ثم سبح بها نحو درج اليخت وصعد بها حاملها بخفة ورشاقه..
سار نحو أقرب مقعد ووضعها عليه وبدأ يتفحصها بدقة متمتما بعدم فهم..
أيه اللي خرجك من أوضتنا يا إسراء!..
ابتلعت
إسراء لعابها بصعوبة وقد عجزت عن النطق بحرف.. لا تعلم ماذا تقول له..
كانت بترمي تليفونك في البحر يا فارس..
قالها محمد الذي صعد للتو على متن اليخت بصوته الصارم رغم توتره وقلقه البادي على محياه..
رفع فارس رأسه ونظر تجاه والده بملامح منذهله..ليحرك محمد رأسه بأسف جعل فارس ينظر ل عهد وتحدث قائلا..
خليكي معاها يا أم زين من فضلك ثواني..
عهد بابتسامة بشوشة.. من عنيا طبعا.. اطمن عليها إسراء دي أنا بعتبرها زي أختي والله..
مال فارس على زوجته ثانيا وقام بحملها متوجها نحو غرفتهما وقبل ان يسير بها نظر لوالده مردفا..
ثواني وراجعلك يا أبو فارس..
بالفعل عاد فارس خلال ثواني معدودة.. وقف أمام والده ينظر له يحثه على استكمال حديثه..
تنهد محمد بتعب وبدأ يتحدث بصوت مرتجف..
أيوه يا ابني.. أنا طلبت من خديجة تكلم مراتك وتطلب منها ترمي تليفونك بعد ما الدكتورة اللي طلبت منها ترقبنا أنا وولدتك صورتنا واحنا بنتعاتب بكلام لو سمعته علاقتي بيك هتدمر...
صمت لوهله وبدأت العبرات تلتمع بعينيه
وأطلق شهقه مكتومة ونظر لعينيه يستجديه مكملا..
وأنا مش عايزك تزعل مني يا فارس يا ابني ونبدأ صفحة جديدة أرجوك
اقترب منه بخطوات مرتجفة للحظة تخيل فارس ان الأدوار تبدلت و أنه أصبح والده وهو طفله وقد فعل خطأ لا يغتفر و يقف أمامه يبدو عليه الذعر الشديد..
هيئته المرتعدة أعتصرت قلبه بقبضة من حديد..
تأمله محمد بابتسامة واعين بدأت تفيض بالعبرات و ما أصعب بكاء الرجال وشعور القهر والندم الظاهر عليه بوضوح..
لو عايزاني احكيلك هحكيلك!..
قطع حديثه حين تحدث فارس بلهفه ونبرة متوسلة..
متحكيش.. متحكيش يا أبو فارس..
أبتسم له ابتسامة يخفي بها عبراته مكملا..
أنا ابنك وانت أبويا مش من حقي اعقبك على اللي فات ولا حتي على اللي جاي.. من حقك أبرك وأطيعك وأبقى سندك وعزوتك.. دا حقك عليا وأنا مجبر أعمله.. خلينا نبدأ صفحة جديدة يا أبو فارس..
انهمرت دموع محمد بغزارة ونظر لوحيده الذي ادهشه بأخلاقه وسعة صدرة بنظرات منذهلة و دون سابق إنظار كان جذبه بعناق قوي وبدأ يبكي بنحيب ويتحدث بصعوبة من بين شهقاته..
راجل يا فارس.. راجل يا ابني..
راجل من ضهر أجدع راجل يا أبو فارس..
قالها فارس وهو يبادله عناقه وقد
وجد راحة قلبه وباله التي كانت غائبة عنه لسنوات..
أبتعد عنه محمد و نظر له پغضب مصطنع مردفا..
أيوه طبعا ياض أنت ويله اتفضل خد مراتك ولف بيها العالم وقضو شهر عسل عظمة ومترجعش غير لما يحصل المراد..
ربت على كتفه بقليل من العڼف مكملا..
أنا عايز أحفادي يبقوا حواليا في أقرب وأسرع وقت..
علم وينفذ يا محمد باشا..
قالها فارس وهو يرفع كلتا يديه و احتضن وجه والده بين كفيه وبدأ يزيل عبراته بحنان بالغ ومن ثم مال عليه وقبل جبهته بحب مكملا..
أنت تؤمرني يا أبو فارس..
استغفر الله العظيم
.. بغرفة خديجة..
يا تري عملت ايه يا محمد!..
قالتها خديجة وهي تسير بقلق ذهابا وايابا وتفرك يديها ببعضهما..
دقات هادئة على باب غرفتها جعلتها تركض بهرولة ظنا منها ان شقيقها قد عاد.. فتحت الباب بلهفة لتجد هاشم يقف