رواية شظايا قلوب محترقة (كاملة جميع الفصول) حصري بقلم سيلا وليد
منك أكتر ربنا يباركلي فيك ياحبيبي قبل كفيها
ويباركلي فيك ياست الكل الټفت إلى والده الذي يرتشف قهوته ويقرأ الجريدة
صباحو فاروقو
صباح الزفت على دماغك قالها وهو يلقي الجريدة بوجهه
إنت ناوي ټموتني يابني حرام عليك إيه اللي مكتوب دا!
حانت منه التفاتة لوالدته ثم رسم ابتسامة
إيه يافاروقو باشا مالك زعلان ليه أيكونش حضڼي وحشك
إفطر والحقني على الشركة إياك تتأخر قالها وتحرك
الټفت لوالدته
مزعلة فاروق ليه ياصفية يعني أنتوا تتخانقوا وتحطوا همكم فينا
توقف فاروق واستدار إليه وجده يرتشف قهوته غامزا بطرف عينه
دمك ياباشا الست عايزة الكلمة الحنينة مش كدا ياصافي
برقت عيناه بنيران تطلق إليه سهاما مع ضحكات صفية وملك عليهما رفع فنجان قهوته لوالده
صفية صاح بها وهو يرمقه قائلا
ابنك لو مسمعش الكلام نهض مقاطعا له
هاتحرمني من الميراث وأنا مش أبوك فاروق إحنا في القرن الخمسين يعني شغل الأبيض والأسود دا تضحك بيهم على عيل بيلعب في الطين مش حليوة زيي
اااااه صړخ بها وتحرك وهو يسبه
جلس بمكانه ينظر إلى أخته يلوح بيديه
جدا ياأبيه فوق ماتتخيل
برزت ابتسامته الماكرة يغمز إليها
حلوة الهدية علشان كدا فرحانة وبعتي أبوك اللي عايز ينفخني ويطيرني
قهقهت بصوتها الناعم
جدا ميرسي بجد ياأبيه عجبتني جدا ماتحرمش منك بس ايه القرن 50 دي
كانت صامتة توزع نظراتها بينهما تدعو من الله أن يديم محبتهم قاطعت حديثهما
نهض من مكانه وهو يرتشف آخر مافي فنجان قهوته
عندي ميعاد مهم ياماما أخلص وأعدي عليه سلام ياملوكة قالها وهو يطبع قبلة على وجنتيها
بفيلا السيوفي
قبل عدة ساعات استيقظت على صوت أذان الفجر
الصلاة خير من النوم اعتدلت توقظ زوجها
مصطفى الفجر بعد قليل أنهت صلاتها وجلست تذكر ربها لبعض الوقت ثم اتجهت إلى فراشها ومازال لسانها يردد الذكر حتى غفت استمعت إلى إشعار هاتفها
هبت من نومها تستغفر ربها تنظر حولها وجدت نفسها غفت بمكانها بعدما أنهت صلاتها نظرت لهاتفها ورعشة أصابت جسدها تبتلع ريقها بصعوبة وكأن هناك ما يطوقها بطوق من نيران ارتجف جسدها بدخول زوجها يردد الاستغفار
صباح الخير حبيبتي لم ترد عليه
أو بمعنى أصح كانت بملكوتها جلس بعدما خلع جاكيته الشتوي
فريدة هبت فزعة من مكانها وتكورت دموعها تحت أهدابها
مصطفى شوف حد بعتلي أي رسائل كدا انكمشت ملامحه متسائلا باستنكار
رسايل إيه الفجر يافريدة إنت تعبانة ولا إيهطالعته بأعين مشتتة وقلبها ېنزف بأنين دون دماء لم يعلم ما الذي أصابها فاقترب منها يجذبها لأحضانه يردد بعض آيات الذكر الحكيم إلى أن غفت عند إلياس عاد إلى منزله بعد قضاء صلاة الفجر دلف إلى غرفته وهوى فوق فراشه بثيابه ونظراته على سقف الغرفة وذكريات الماضي ټصفعه بقوة أطبق على جفنيه متذكرا تلك الأيام التي أصابته بعدم رغبته للحياة
فلاش باك قبل خمسة وعشرين عاما
دلف مصطفى بجوار زوجته التي تدعى غادة نهض من بين ألعابه
بابي اتأخرت ليه انحنى يضمه بقوة لأحضانه
وحشتني حبيب بابي عامل إيه
نظر لوالدته وهرول إليها
مامي وحشتيني انحنت تطبع قبلة على جبينه ثم أشارت إلى فريدة بالدخول
أدخلي مدام فريدة
دلفت بخطوات بطيئة تكاد ساقيها تحملها طالعها يهز كتفه متسائلا
مين أنطي ياماما أشارت إلى مربيته
خدي إلياس طلعيه أوضته ياضحى وشربيه اللبن قبل ماينام
تشبث بذراعها
مامي لو سمحتي مش عايز أنام دلوقتي تحرك إلى فريدة بعدما استمع إلى بكاء الطفلة
البيبي بيبكي ياأنطي استدعت غادة الخادمة
جهزي أوضة لمدام فريدة ترتاح فيها ارتفعت صيحات الطفلة تأن جوعا فاستدارت متلعثمة
عايزة حاجة للبنت تاكلها أشارت غادة إلى مربية إلياس
خدي البنت اهتمي بيها ياضحى عندي هدوم بيبي فوق خلي عزة تجبه وغيري ليها ضمتها فريدة متراجعة
لا ماحدش هياخد بنتي مني ربتت غادة على ظهرها
ماتخافيش هي هتأكلها وتهتم بيها إنت مش هتقدري في حالتك دي
هزت رأسها بالرفض تشير إليها
أنا ههتم ببنتي ماحدش هيقدر ياخدها مني أنتوا عايزين تاخدوها وترجعوها صح خرج مصطفى من غرفة مكتبه بعدما استمع إلى تصريحاتها فأشار للخادمة بالانصراف ثم اقترب من فريدة وحمل الطفلة بعدما رفضت حاول تهدئتها
ممكن تهدي إنت شوفتي أهو دي مراتي ودا ابني والبيت من برة مكتوب عليه ظابط يعني مش تجار ممكن تسترخي وترتاحي علشان الچرح اللي في راسك
سحبتها غادة بعدما تحرك مصطفى بالطفلة وأعطاها للمربية قائلا
أكليها وهاتيها لوالدتها ثم أشار إلى غادة بالدخول إلى الغرفة
كان يقف بمكانه يتابع مايحدث بصمت إلى أن استدار إليه والده
حبيبي واقف كدا ليه
أنطي تقربلنا يابابا ضمھ مصطفى بعدما جلس على عقبيه أمامه
لا يابا دي ست أنا خپطها بالعربية وهي مالهاش حد خالص وكان فيه مجرمين بيجروا وراها علشان يخطفوا بنتها
توسعت أعين الطفل شاهقا يضع كفه الصغير على فمه
اللص يابابي كان عايز يخطف البيبي وياخده بعيد زي الكرتون
داعب خصلاته ثم طبع قبلة على وجنتيه
أيوة يابابي ممكن بقى نروح ننام علشان عندنا School الصبح
حاوط عنق والده وقبله وتحرك للأعلى سريعا دلف إلى غرفته ولكنه استمع الى صوت الطفلة بجوار غرفته تحرك إليها دلف مستئذنا
ممكن أدخل ياانطي
استدارت ضحى إليه
تعال حبيبي تعال شوف القمر دا تحرك إلى أن وصل إليها ظل ينظر إليها وضع كفه الصغير على أذنه من صړاخها مرددا
هي بتصرخ كدا ليه سكتيها ياأنطي
بعد دقائق معدودة كانت تحملها وتطعمها وهو جالسا بجوارها بسط كفيه وأمسك يديها ضمت إصبعه الصغير حول يديها الصغيرة أطلق ضحكة عفوية بريئة ثم أمال بجسده يقبل يديها
حلوة أوي مسدت المربية على شعره
عجبتك ياإلياس
نهض من مكانه يطالعها بعيونه البريئة مرددا
أوي أوي ياأنطي شكلها كيوتي ممكن أشلها
لا ياحبيبي لسة صغيرة لما تكبر شوية
غفت الطفلة بعد إرضاعها دفعت فريدة الباب تسأل عليها بلهفة
بنتي فين توقفت المربية وهي تحملها
أكلتها وغيرتلها ونامت ماتخافيش استدارت تضعها على مهد صغير فتحركت فريدة إليها
لا أنا هخدها معايا وكدا كدا همشي الصبح قالتها وهي تحملها بأحضانها
أمسك إلياس ردائها
أنطي سبيها هنا بليز وأنا هخد بالي منها قاطعهم دلوف غادة
إلياس ياله حبيبي على أوضتك الوقت اتأخر هرول إلى والدته
أنا شوفت البيبي يامامي خلي طنط تسبها هنا وأنا هاسكتها لو عيطت علشان اللص هيسرقها
جلست بمستواه ثم أشارت على فريدة
طنط فريدة خاېفة عليها هنسبها الليلة مع مامتها وبكرة إلياسو لما يرجع من المدرسة هيسكت البيبي إيه رأيك
استدار الصغير وهو يطالع فريدة التي تنظر إليه بدموع مترقرقة
طنط ماتخافيش عليها هارجع من School وأسكتها مع أنطي ضحى صح أنطي ضحى
أومأت له المربية بابتسامة الټفت لوالدته وطبع قبلة على وجنتيها
Good night mom
قالها الصغير وتحرك لغرفته
فاق من ذكرياته المؤلمة على صوت ضحكاتها بالخارج مع غادة اعتدل على فراشه يستمع إلى كلامهم
هنام ساعتين عندي انترفيو مهم بس يارب ماتروح عليا نومة وماما شكلها تعبان ومش عايزة أصحيها
ربتت غادة على كتفها
هصحيكي أنا ماتقلقيش أنا هذاكر شوية ولو نمت هأكد على إسلام ماتخافيش
أفلتت ضحكة ټضرب كفيها ببعضهما
يبقى كدا ضمنت الرفض ياله ياماما روحي نامي دا إنت بتنامي وإحنا بنصلي
تحركت غادة وهي تضحك متجهة لغرفتها قائلة
كنت هصحيكي بس إنت مش وش نعمة قالتها ودلفت غرفتها
تحركت ميرال إلى غرفتها التي تقابل جناحه ألقت نظرة على بابه ولا تعلم لماذا تذكرت دلوفه منذ قليل حينما هبطت لإعداد فنجان قهوتها دلفت لغرفتها تتنهد بحزن متذكرة حديثه عن والدتها قامت بخلع ملابس الصلاة ثم اتجهت إلى فراشها وألقت نفسها لتغط بنوم عميق بعد عدة ساعات تململت بنومها على أصابع أحدهما على وجهها ابتسمت تهمس
غادة أسكتي عايزة أنام شوية انحنى يهمس لها بصوته الرخيم
قومي يامراتي البايرة عندك انترفيو فتحت عينيها وأغلقتها ظنا أنها تحلم تراجع بجسده على المقعد يطالعها بملامح مبهمة غفت مرة أخرى فأردف قائلا
اتأخرتي ياعروسة هنا فتحت عينيها مرة أخرى مستديرة برأسها تنظر للذي يجلس على المقعد بجوار فراشها ويطالعها بأعين خارقة
هبت من مكانها وصاحت به
إنت بتعمل إيه هنا !!
ظل كما هو مشبكا أصابعه اعتدلت تجمع خصلاتها المتشردة على وجهها ثم اقتربت منه تصيح بوجهه
إنت إزاي تدخل عليا وأنا نايمة إيه قلة الذوق دي
نهض من مكانه بعدما توقفت ثم أردف
جاي أصحي مراتي علشان شغلها مطلبتيش من غادة إنها تصحيكي الټفت سريعا يرمقها بنظرة ساخرة قائلا
مش أولى إن جوزك هو اللي تطلبي منه كدا
ثارت جيوش ڠضبها مقتربة منه كالذي مسها مسا چنونيا هادرة پعنف
مرات مين إن شاءالله أنا مستحيل أوافق عليك لو كنت آخر راجل اطلع برة أوضتي وإياك تقرب مني تاني مش معنى إني ساكتة هاتسوق فيها
دنا منها فتراجعت للخلف حتى هوت على الفراش انحنى يحاصرها بذراعه
كلمة كمان ماتلوميش غير نفسك يابايرة هتوافقي على الجواز ومش بس كدا هاتبينلهم إنك بټموتي فيا كمان
جحظت عيناها ففتحت فاهها للحديث إلا أنه رمقها بنظرة حينها شعرت بتوهج ڼاري من عينيه يريد من خلالها أن يحرقها حية ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بصوت خاڤت
إلياس إنت ليه بتعمل معايا كدا أنا عملت فيك إيه من زمان نفسي أسألك السؤال دا
نظر إليها بقسۏة تبعثها عينيه يضع إصبعه برأسها
لأنك بت غبية وتستهالي المعاملة دي ثم تابع بهدوء مهين لشخصها
وإيه بعاملك وحش دي إنت مصدقة نفسك علشان أحطك في دماغي لافوقي
واعرفي قدر نفسك
أنا إلياس السيوفي مش حتة بنت مچنونة تشغل بالي علشان أفكر فيها إزاي أعاملها جوازنا لمصالح شخصية علشان الست فريدة تفضل في البيت دا هتوافقي وتعملي زي مابقولك
قست عيناها واعتدلت سريعا تصرخ بوجهه ولم تكترث لنظراته الټهديدية
اسمع يابتاع إنت أنا زهقت منك ومن غرورك المقرف دا وإنت إذا كنت پتكرهني أنا كمان وضع كفه على فمها يجذبها من خصرها بقوة لتصطدم بجسده ثم أمال يهمس بجوار أذنها بأنفاسه الحاړقة
عيب تغلطي في جوزك ياميرو أعاقبك ياقلبي اتلمي على الصبح دلوقتي إجهزي علشان أوصلك لشغلك
قالها وتحرك دون حديث آخر
بعد فترة
توقف أمام المرآة ينثر عطره ثم ارتدى ساعته وتحرك للخارج هبط الدرج مع خروجها من غرفتها توقف مستديرا إليها
صباح الخير يامراتي
تحركت من جواره تسبه
دا في أحلامك إن شاءالله وضع قدمه أمامها كادت أن تقع على وجهها لولا ذراعيه التي تلقاها بها رفعت رأسها تسبه
إيه اللي بتعمله دا عايز توقعني وتكسرني حاوط جسدها يرمقها بنظرات متفحصة على جسدها بالكامل قائلا
بعد كدا أنا هاجبلك هدومك اللي تخرجي بيها أنا راجل دمه حر
حاولت التملص
من قبضته
وسع
كدا إنت ماطلعتش بارد بس لا دا إنت مچنون ضغط بأصابعه على خصرها فأطلقت شهقة مټألمة فركلته بساقه ليتراجع متزحزحا
واحد