الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية غوى بعصيانه قلبي (كاملة جميع الفصول) بقلم نهال مصطفي

انت في الصفحة 9 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

تدور بينهم . 
عاد كريم إلى نوران التي كادت أن ترحل لطيلة انتظارها ولكن أوقفها ندائه وهو يطلب منها راكضا 
استني ! 
دارت نحوه بلهفة قد بلغ منها التأمل مبلغها و تفوهت راجية 
يا رب تكون وصلت لحاجة ! 
فرك كريم كفيه بارتباك مفتعل وقال بتمويه 
أنا بصراحة مش عارف أقولك أيه أختك ملهاش أثر وعاصي كمان سافر الغردقة ..
بدا على وجهها الحزن الشديد الذي قاسمته وديان دموع حزنها وهى تطالع السماء بقلة حيلة ظلت تبتهل الي الله بأن يكون ذلك غير صحيح وتسأله باكية 
يعني أيه ! يعني أختي مش هعرف أوصلها ! 
تهجم وجهه وأسبل جفونه بمكر 
بصراحة ليكي حق تخافي عاصي شخص ملهوش أمان وبصراحة أكتر أنا خاېفة يكون ...... 
صړخت بوجهه مړتعبة 
يكون أيه انطق ! هو ممكن يعمل أيه في أختي . 
تهاوت أصالها پألم شديد وهى ټدفن أناملها بخصيلات رأسها مفكرة وسرعان ما اقترحت 
هو حل واحد مفيش غيره أنا هروح أعمله محضر هبلغ عنه مفيش حل تاني . 
أيدها كريم موافقا وقال 
وأنا معاكي في دا الصبح هاجي معاكي ونعمله محضر . 
سألته بشك 
وليه مش دلوقت ! 
نستى لبكرة لو أختك مظهرتش أو أنا معرفتش أوصل لحاجة هنروح نعمل محضر وكمان عشان يكون عدى ٢٤ ساعة على اختفائها . 
اشاحت بوجهها في استهانة بعد ما فكرت بالأمر بعقلها ورتبت كلمات كريم المقنعة شعور العجز والضعف سيطر على نفسها وهي تأوم بالموافقة وتتسلل بدموعها المتقطرة والمجبرة على أمرها أوقفها نداء كريم 
الرقم طيب ! 
الزحمة التي احتشدت برأسها جعلت الرؤية أمامها غير واضحة لدرجة أنها لم تلتفت للهاتف الحديث الذي يحمله كريم من نوعية الأيفون وبمجرد ما كتبت له الرقم بدون تفكير انسحبت بهدوء شديد رغم الضجيج القوي بروحها . 
عادت هدير إلى غرفتها وبدلت ملابسها ووضعت مساحيق التجميل على ملامحها الحادة ووقفت أمام الكاميرا لتشارك متابعينها بڤيديو جديد وعن ماركة جديدة من المنتجات التي تروج لها وتتقاضي مقابلها الآلاف من الجنيهات لمجرد أمتلاكها عدد ضخم من رواد التواصل الاجتماعي . 
ما لبثت أن تندمج في تقديم محتواها اقټحمت جيهان غرفتها وهي تقول بضجر 
اقفلي الزفت دا ! 
استجابت هدير لأوامر والدتها ودارت إليها بفضول 
خير يا مامي كنت فين !
جلست جيهان بكلل على فراش ابنتها وقالت متنهدة 
روحت عند أخوكي وكمان شقته كانت خړابة كلمت حد يجي ينضفهاله .. ولسه جايه . 
انصاعت إليها على مضض 
آه مراد هو عامل أيه ! 
هتفضلي متكلميش أخوكي كدا كتير ! 
حسمت هدير قرارها بخصوص هذا الوضع الذي طال أمره لأكثر من ثلاث سنوات تأففت بضجر 
مامي لو جاية تفتحي نفس الموضوع هسيبك وامشي ! 
جذبتها جيهان من رسغها بقوة 
اقعدي هنا في كلام أهم ! 
ألتفتت إليها بفضول منتظرة إلقاء ما جاءت لأجله فأتبعت جيهان قائلة 
حفلة يوم الخميس تعرفي خالتك مهتمة بيها ليه ! 
باستخفاف أجابتها 
طبيعي خالتو بتهتم بكل المناسبات اللي زي كدا .
أشاحت بوجهها ساخرة وهي تبوخها 
عشان عمرك ما حاولتي تفهمي خالتك عاملة الحفلة مخصوص وعازمة فيها كبار العائلات وبناتهم عشان عاصي بيه يختار عروسته !
ضړبت كف على الأخر وهي تتراجها برأسها ضاحكة بستهزاء حتى لمعت نجوم السخرية من سماء أعينها 
أكيد بتهزري ! وعاصي طفل صغير هيقولها حاضر يا ماما .. ما تعقلوا الكلام بقا . 
ثم فكرت للحظات وأتبعت ضاحكة 
تصدقي يبقى موضوع حلقة تريند وهيفرقع الدنيا ! 
صبت جيهان جام ڠضبها في نبرتها صوتها العالية 
أفضلي اضحكي وهزري كدا لحد ما تلاقي واحدة تانية وخداه منك . 
ثم مالت نحوها ناصحة 
حبيبتي عاصي لازم يجيب الولد عشان خالتك تحافظ على إمبراطورية آل دويدار اللي الكل عينه عليها وأكيد مش هتسيب الجمل بما حمل لتميم ابن الخدامة ! 
بدأت هدير استيعاب حديث أمها والتأكد من صحته خاصة بعد إصرارها الرهيب على تواجد عاصي بالحفل وقالت مهتمة 
بتفكري في أيه يا مامي ! 
أركني حوار عاصي على جمب دلوقت هنفوق له وعايزاكي تركزي مع
عالية ! 
إنني أكبر وتكبر معي أشياء كثيرة أولها الألم كلما كبرت أصبح الألم أكبر وأبطئ رحيلا العبء كل يوم تحملني الحياة بأثقال وتنحت مني القوه أدركت أن حزني ويا للأسى سيكون كبيرا ودائما لأنني أضعف من تحمل كل هذا ودائما لأني وحيدة ولا يوجد من يشاطر معي جزءا من همي .
أنهى تميم وجبة طعامه التي حرصت شمس أن تكون مليئة بالخضراوات والبروتينات وبمجرد ما رأته يزيح الطاولة ركضت نحوه لتساعده بهدوء وتجر الطاولة المتحركة بعيدا ثم مدت له أدويته ومعهم كأس من المياه راسمة ابتسامة مزيفة 
اتفضل . 
أكتفى بهز رأسه بهدوء مع طوي نظراته لكلمات العرفان انتظرت أن يبتلع أقراصه ثم قالت 
هتنام دلوقت لان الحبوب فيها نسبة منوم هقفل الأنوار وأسيبك ترتاح شوية .
أخذت تلملم في الأطباق بخفة متعمدة ألا تحدث أي صوت يزعجه حتى قطع مهمتها بسؤاله 
على فكرة أنت مش مجبرة تعملي كدا في ناس هنا ودا شغلها ! 
هو أنت في حد معبرك من الصبح ! 
تلجلجت معاتبة نفسها بصوت مسموع وهي تبرر موقفها وتعتذر عن تلقائيتها المبالغ فيها 
معلش أنا اسفة أصلا وأنا متعصبة بقول أي كلام ومش باخد بالي أنا بقول أيه ! يعني مش قصدي أنا مش عارفة مالي أسفة مرة تانية . 
بتصالح تام مع الحياة أخبرها متفهما 
وتتأسفي ليه ! هي دي الحقيقة فعلا ! 
اتسع بؤبؤ عينيها بغرابة 
يعني أيه ! يعني دا العادي ! 
ثم أطلقت ضحكة ساخرة وهي تكمل 
وأنا مستغربة ليه ! اللي شفته من أخوك الصبح يخليني اتوقع أي حاجة في بيت الأشباح دا ! 
هنا دخلت عبلة بخطوات كعب حذائها المسموعة للغاية وهي تتفحص شمس من فوق ل تحت وما زالت عيونها متعلقة ب شمس حتى أردفت بثبات 
أخبار صحتك أيه يا تميم ! يا رب الدكتورة شمس تكون شايفة شغلها كويس .
ارتبكت شمس إثر نظرات عبلة المخيفة والتي لا تعكس إلا بريق النوايا الخبيثة أردف تميم بعرفان 
بخير . 
ثم شد الوسادة من تحت رأسه بمعاناة متخذا وضع النوم لاحظته شمس ف حرصت على اقترابها منه منتظرة مساعدة من جبل الجليد الذي يقف أمامها تجمدها الذي أثار شكوك شمس حتى قالت بنبرة صارمة 
موعد نوم تميم بيه دلوقت . 
تفاقم ڠضب عبلة ناحيتها أكثر واكفهر وجهها كاظمة نيرانها بجوفها ودارت مغادرة بهدوء لا يحدث إلا صخب كمثل الذي يحدثه حذائها . 
حل المساء ولا زالت شمس تجلس على أحد درجات السلم بهدوء تراقب حركة القصر الصاخبة بأعينها الاستكشافية وترى ترتيبات الحفل الذي شبه يشير إلى حدث عظيم سيقام بالقصر طاف الغم والقلق بوجهها وهي تتذكر حالة أختها وجدتها وعما سيكون وضعهم الآن ! 
تنهدت بحرارة وكفكفت دموعها السائلة وهى تناجي ربها 
يارب ساعدني ! 
هنا خرجت عالية من غرفتها ف وجدتها تتقوس حول نفسها فوق درجة السلم فاقتربت منها بخطوات هادئة وجلست بجوارها متبسمة بابتسامة نقية وسألتها 
قاعدة هنا ليه ! 
تحمحمت شمس بخفوت وهي تجفف وجهها سريعا 
مستنية عاصي بيه .. 
ثم أطلقت زفيرا قويا وأتبعت ب مرج 
وكمان ما ينفعش أقعد جوه ف هنا أحسن !
اتسعت بسمة عالية بتفهمها للأمر ثم نهضت على الفور ومدت لها يدها لتساعدها على الوقوف 
آه فهمتك طيب قومي يلا
10 

انت في الصفحة 9 من 10 صفحات