الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بغرامها متيم (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 35 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز


أدنى بين ني ران عشقها لزوجها ورفيق دربها وبين ني ران زينب ولهفتها على حفيد فتلك اللهفة تأكدت منها الآن لهفة واحتياج وشوق تضاهيهم قوة لن تقدر عليها تلك المسكينة ثم رددت بصوت خفيض وهي تومئ برأسها بالاسفل 
طب وأني ذنبي ايه في قدر ربنا وتدابيره 
وأكملت وهي تشهق بشدة تنفطر لها القلوب 
يعلم ربنا أني عملت اللي عليا بدل المرة عشرة وحاولت كتير اني أخلي عمران يخليني أمشي لكن مرضيش أبدا وأخر حاجة عرضت حياتي للخطړ علشان أفرحكم كلاتكم لكن ما باليد حيلة ربنا لسه ما أرادش .

ما إن رأت زينب دمعاتها حتى جذبتها إلي أحضانها على الفور وهي تنفى على الفور ما قالت وتحاول تهدئتها بقلب حاني صادق 
له بعد الشړ يابتي طلاق ايه كفى الله الهم والغم وخړاب البيوت دي ربنا يخليكي لجوزك وميحرمكوش من بعض أبدا .
اتسعت مقلتاي سكون بذهول من كلمات زينب ثم خرجت من أحضانها وتبدلت معالم حزنها إلى نظرات أمل رحمة من الله ثم تحدثت بلهفة وبعيناي آملة برجاء الله 
بجد ياماما ! يعني انت مش عايزاني أسيب عمران 
حركت زينب راسها برفض وهتفت بنفي قاطع 
مين قال سيبان وفراق وبعاد يابتي أني حبيتك وډخلتي قلبي ومتخيلش البيت دي من غيرك واعتبرتك كيف حبيبة ورحمة وربنا يبارك فيكي لجوزك .
كانت معالم الفرحة والسعادة بادية على سكون وكأن اليوم يوم عيدها وشعرت بأن هم الجبال انزاح من فوق رأسها مع دقات قلبها التي أعلنت الطبول مما استمعت إليه من زينب ولكن لم تكتمل فرحتها حيث أكملت زينب بما جعل دقات قلبها الفرحة تبدلت في لمح البصر بل في رمشة عين بل شعرت بأن أحدهم رماها من أعلى التلال والآن نظرتها واستماعها لها ماهو إلا حلاوة روح 
في حل تاني يرضينا كلنا يا دكتورة محلله ربنا يعني عمران أشوف له عروسة بنت ناس غلابة ويتيمة يتجوزها بس انت مفيش غيرك في قلبي وفي قلبه معايزاكيش تردي عليا دلوك وطلب كماني متقوليش لعمران حاجة علشان فرح أخته كمان يومين ومش عايزاه ينشغل عنيها لو كنتي هتحبيني أمانة عليكي متجيبيش ليه سيرة واصل وموضوع الجواز دي فكري فيه على راحتك وشوفي الموضوع من جميع أبعاده وانت هتلاقي إن دي أنسب حل 
واسترسلت حديثها وهي تربت على ظهرها بحنو صادق وكأنها لم تقل شيئا يضاهى المۏت بالحياة لتلك السكون كي تكسب تعاطفها وتجعل الموضوع هينا لينا عليها وقد انذرفت دموعها الصادقة أيضا من عينيها
انت متعرفيش أني بطلب منك الطلب دي كيف يعلم ربي انك كيف بناتي واني مهتمناش لواحدة فيهم اللي انت فيه وانك غالية علي قلبي بس دي ولدي الوحيد ابن عمري عشت طول حياتي أربيه وأكبره ولما شد عوده اتمنيت له إنه يلاقي بت الحلال اللي غلبني ليالي جرت سنين طويلة على ما لقاكي ياسكون ولما ربنا جبر بخاطري واتجوزك كنت هعد الأيام والليالي علشان أشيل عوضه على يدي وأخده بين أحضاني وأقعد أشم ريحة عمران فيه أصلك متعرفيش أنا بنيت لحفيدي من يوم ما عمران ماتجوزك بيت في قلبي كبيييييير قوووي قوووي اتخيلته هياجي الدنيا وأشيله معاكي ليل نهار لحد مايتعلم يحبي وأول ما يشوفني يجري علي أقوم فاتحة له دراعاتي على وسعهم وأضم عليه وأدفيه واتخيلته وهو هينادم علي ويقولي ياستي أني هحبك قوووي ويبوسني من خدي علشان يطلب مني حاجة معايزينش تجيبوها له وطلبها مني أني اتخيلته هياجي ڠضبان منك انتي وأبوه ليالي كتيرة ويختار حضڼي أني علشان يرتمي فيه ويتمسح فيا ويقول لي هنام جارك ياستي وههمل بوي وأمي حاجات كتيرة قوووي استنيتها سنين من قبل ماعمران يعرفك اصلا بس كلاتها اتبخرت أول ماعرفت اللي بيكي وخبتيه عني وزعلت قوووي انك مقلتليش من الاول علشان أجري معاكي وأساعدك وأدور معاكي استنيتك سنتين ودخلنا في التالتة وقربت تنتهي ومعرفش اللي بيكي إلا صدفة .
كانتا كلتاهما تبكي بغزارة في أحضان بعضهم وتشهقان بحزن شديد وكل منهم لسببه المختلف كليا والمضاد للآخر 
و
لكنها إرادة الله يعطي من يشاء وقتما يشاء وكيفما شاء إرادة الله التي يعجز البشر عن تحديها ولكن سبحانه وتعالى أحن على عباده وعندما ينزل البلاء ينزل معه رحمته كي تكون بردا وسلاما على قلب المبتلى ظلتا تبكيان حتى أخرجتها زينب من أحضانها ونطقت بأسف حقيقي وهي تنظر داخل عينيها الداميتين 
حقك عليا يابتي حقك علي عيني وراسي وقلبي 
ثم أمسكت يدها وحاولت تقبليها كنوع من التعاطف والتأثير عليها ولكن سكون استنكرت فعلتها تلك وسحبت يدها لتقول زينب 
أبوس يدك يابتي ماتزعلي من طلبي ولا كلامي اللي أكيد وجعك ومتفارقيش ولدي علشان عارفة انك روحه وحياته كلاتها ولو فارقتي وسيبتيه روحه هتروح وراكي ومهما عميلت مش هيرتاح أني عارفة إن طلبي صعيب قوووي عليكي

بس أني هوعدك انك والله لاهتفضلي ست دارك ومالية مقدارك ومهخلكيش تحسي بأن فيه حاجة غريبة خالص ولا هخليها تعمل شغل الضراير دي وياكي وهخليها طوع أمرك كماني بس انت وافقي وريحي قلبي.
حاولت سكون ظبط أنفاسها المكتومة من أثر البكاء الشديد وعقلها مازال لم يستوعب ما سمعته أذناها من زينب لقد رمتها وسط ح ريق مش تعل وتطلب منها أن تتحمل لهيبه لأجل العامل المشترك الأكبر والأهم بل وكل المهم عمران
يا الله عمراني لقد أهلكت سكونك وذبلت واقتحم حياتها الع ذاب النفسي والجسدي والمرئي والمسموع وكل أنواع الع ذاب 
لاحظت زينب تخبطها وصډمتها فقامت من مكانها وهي تسحب منديلا ورقيا تجفف به عبراتها كي تتركها تنفرد بحالها وبعد ذاك يحلها رب العباد وهي تملس يدها على خصلات شعرها
هسيبك دلوك يابتي بزياداكي عاد بكا وهوني على حالك كيف ما أني ههون على حالي وأصبرها أيام وليالي وأني وانت على مركب قهر واحدة مش انت لحالك .
ثم قبلتها من رأسها بحنان أم صادق وكأنها لم تقل شيئا وكأنها لم تعبث بهناء السكون وعمران .
فور أن خرجت ارتمت جرت سكون على غرفتها تبكي وتشهق بشدة حتى غفت وأجبرت حالها على النوم كي لايرى عمران وجهها فهي طلب منها الأنين بصمت وما أدراكم ما صوت الأنين المكتوم 
كان عمران في ذاك التوقيت جالسا مع صديقه محمد وقد قص عليه كل شئ منذ أن حدث وعلم مابه زوجته فهو نعم الصديق الصدوق الخلوق الذي دوما يبدي له نصائحه ثم عرض عليه بعد تفكير في معضلته تلك 
طب انب عندي راي تاني ليك يحل لك مشكلتك ويبعد عنك المشاكل خالص انت ومرتك او على الاقل ما تبقاش عايش فيها ليل نهار .
تلهف عمران بنظرة راجية ثم سأله بعيناي يملؤها الشغف
طب قول الله يرضى عنك يا صاحبي حكم اني حياتي اتمررت على الاخر ما بين سكون وامي .
ربت محمد على فخذه ناطقا بتشجيع 
معلش كل البيوت علي حالك اكده مرت الابن وحماتها داي حتى إنت كمان أهون من غيرك يا عمران على الاقل مرتك عاقلة وامك مش من نوع الحموات اللي هيخربو على ولادهم عشان ينفذوت اللي في دماغهم ولولا ظروف الدكتورة الخاصة ما كانش حوصل مشاكل خالص بس ادي الله وادي حكمته 
واسترسل حديثه وهو يعرض عليه الحل كي يجعله يهدأ ويطمئن وهو يرى اللهفة تشع من عينيه 
انت كنت في الاول ناوي تتجوز في بيت بعيد عن امك وابوك اللي انت جهزته من البداية خد مرتك وعيشوا في البيت دي لحالكم وبالطريقة داي مش هيوحصل احتكاك كتير ما بينك وما بين مرتك والدتك الا في اضيق الحدود وهي هتحس انها هتعرف تطلع وتنزل وتتحرك وتخرج علشان مش حاسة انها متراقبه 24 ساعة وبرده انت هتوبقى جار امك وابوك والسبب اللي خلاك اصلا ما تهملهمش كان وجود مرت ابوك الله يجحمها مطرح ما راحت والحمد لله السبب زال فليه ما تاخدش مرتك وتبعدوا عن المشاكل علشان تقدروا تعيشوا وتقدر تتعالج لأن نص العلاج على النفسية اني دكتور وعارف ان النفس بتأثر جدا في تقدم اي علاج .
لمعت عيناي عمران ببصيص من الأمل ولكن أصابه الإحباط مرة أخرى عندما تذكر رد فعل والدته ثم سأله بنبرة غير مطمئنة 
طب فكرك لو عميلت اكده امي مش هتزعل ولا هتقلبها مناحة بعد ما جربت ان احنا قعدنا معاها وكمان هتقول ان بسبب الموضوع دي ابعد عنيها وانت ما تعرفش امي واصل بعد ما عرفت سبب تأخير سكون في الحمل عمرها ما هتخليني أهمل البيت وهدخل في متاهات تانية خالص وكمان رحمة هتتجوز مش هيوبقى فيه غيرها في البيت هي وابوي الموضوع صعب قوي مش زي ما انت متخيل .
اجابه صديقه بنبرة قوية تشجيعية على ذاك الحل المناسب من وجهة نظره للجميع 
شوف يا عمران لما يوبقى مشاكل هوينة شوي هتقدر تتحكم فيها لأن الحوارات موجودة اكده اكده على طول فمش هتفرق وانت موجود في البيت من وانت بعيد بل بالعكس وانت بعيد شوي مرتك مش هتسمع حاجة ولا هتشوف ملامات ولا نظرات ولا همسات ولا اي حاجة من الحوارات داي انت بس اللي هتوبقى في وش المدفع فتتحمل عنيها وكمان الزعلان مسيره هيروق وامك عمرها ما هتفضل مخاصماك ولا واخدة جنب منيك كتير مسيرها هترضى بالأمر الواقع خاصة لو كان دي حقك ما فيهوش عقوق منك ليهم لما هتلاقيك هتبرهم على طول 
فكر في الحل ده هتلاقيه مناسب جدا صدقني ومفيش حل غيره .
تنهد عمران بضيق فكل الطرق تؤدي الى المشاكل ولكن ما قاله صديقه الآن اهون من أن ترى سكون تغير والدته معها وكلامها ووجد انه سيبدأ تنفيذ هذا الحل بعد زفاف اخته فلا يوجد امامه سوى الفرار هو وزوجته في منزل منعزل عن والدته ووالده كي تأمن حياتهم ويستطيع البحث والخوض في تجربة علاجها بنفس مطمئنة آمنة ثم هز رأسه للأمام باقتناع 
مقداميش حل غير اني أوافق وأعمل اكده أني فكرت في الحل دي كتيير وكل مرة يصعب عليا اهمل امي وابوي في السن دي يعيشوا لوحدهم من غير انيس ولا ونيس كفاية اني هطلع وهنزل عليهم في اليوم كتير بس خلاص ما بقاش ينفع الموضوع بقى معقد جدا وربنا يستر من اللي الحاجة زينب هتعمله علشان مش هتمرر الموضوع دي مرور الكرام ابدا بس على رأيك حبة زعل مع حبة مراضية مني ليها وهتتعود بعد اكده الله المستعان يا صاحبي .
تبسم محمد في وجهه ابتسامة أمل كي يجعله ينسى الهموم وهو يردد بطريقة دعابية جعلت
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 48 صفحات