رواية عزلاء امام سطوة ماله (كاملة حتي الاخير) بقلم مريم غريب
ضغطت برفق و هي تقول
حبيبي إنت كويس إطمن إن شاء الله مش هطول هنا
الدكتور قال إيه
صفية و قد إنتابها التوتر
الدكتور ! الدكتور قال إنك كويس بس لازم تتعالج هنا فترة الأول
عبس بغرابة بينما خشت أن يستفسر أكثر فقالت بشئ من الإرتباك
بقولك إيه إنت مش جعان أخليهم يجبولك إيه !
صالح برفض
صفية بحزن
ليه بس يا صالح إنت بقالك يومين فاقد الوعي و عايش علي المحاليل إيه ماجعتش !!
لأ قالها بكدر و هو يشيح بوجهه عنها فعضت علي شفتها بإستياء
لكنها عادت تقول بدلال و هي تمد يدها و تدير وجهه إليها ثانية
عشان خاطري يا صلوحي Please وحياتي !
صالح و هو يبتسم رغما عنه
إنتي عارفة إني بضعف قدام السهوكة بتاعتك دي ماهي مش بالساهل طول عمرك مطلعة عيني و منشفة ريقي
و إنت طول عمرك بارد و رخم و مابتنزليش من زور مش عارفة هتجوزك إزاي !!!
بقي كده مااشي خليكي بقي فاكرة كلامك ده و لما أخرجلك من هنا
هتعملي إيه يعني إستوضحت بحدة مصطنعة ليرد متقهقرا
مش هعمل حاجة يا حبيبتي هو أنا مچنون ده إنتي تسيبي عليا عنتر فيها
أيوه كده إتعدل
في هذه اللحظة فتح باب الغرفة ليدخل رفعت البحيري و معه كلا من يحيى و فريال
يا حبيبي حمدلله علي سلامتك يا حبيبي الحمدلله إنت كويس يابني
أجابه صالح بإبتسامة بسيطة تطمئنه
أنا كويس يا بابا الحمدلله ماتقلقش
ألف حمدلله علي سلامتك يا صالح ألف حمدلله علي سلامتك
حمدلله علي السلامة يا صالح قالها يحيى بإبتسامة ليرد صالح إبتسامته قائلا
فريال بإبتسامة رقيقة هي الأخري
حمدلله علي سلامتك يا صالح
الله يسلمك يا طنط فريال
شد حيلك بقي عشان تقوم بالسلامة و ترجع البيت معانا
إبتسم صالح و هو يهز رأسه قائلا
إن شاء الله ثم تساءل بإهتمام
أومال فين عثمان صحيح
أجاب يحيى
عثمان يا سيدي في شركته الجديدة راح يفتتحها بس قال إنه هيخلص و هيجي علي هنا علطول
ربنا يعينه !
أمام مؤسسة البحيري للتسويق و التجارة تترجل سمر من سيارة الآجرة
و أخيرا وصلت بعد معاناة في الطريق حيث الإزدحام سائد و العثور علي أي وسيلة مواصلات صعب
توجهت إلي الداخل و هي تري المناظر البديعة ممتدة علي طول بصرها و تشم الروائح الطيبة منتشرة في كل المكان
تلك إمارات الثراء قالت في نفسها ثم إتجهت نحو الإستقبال حيث هناك تجمهر بسيط و فتاة في مقتبل العمر تقف و تتكلم عبر المايك المكبر للصوت
يتبع
_ مدير صارم ! _
طالت مدة الإنتظار و مضت عدة دقائق طويلة و سمر تقف ككل الموظفين في إنتظار طلة المدير البهية
و أخير آتي لمحته من علي بعد و هو يأخذ مكان موظفة الإستقبال و يتناول المايك ثم يضعه في مستوي فمه و يبدأ
عثمان بصوت أجش و هو يرسم علي وجهه ملامح الصرامة المطلقة
صباح الخير رد الجميع تحيته ليتابع بسرعة
أهلا بيكوا في مؤسسة البحيري للتسويق و التجارة طبعا كلكوا أكيد عارفين إن الشركة دي منفصلة عن بقية مجموعات عيلتي بمعني أدق يعني عارفين إنها تخصني أنا لوحدي مش هخوض في تفاصيل كتير عشان مانضيعش الوقت و إحنا لسا في أول يوم بس هقول كلمة كلمة واحدة و ملهاش تاني
أنا ماعنديش هزار في الشغل إللي هيشتغل بجد في الشركة دي أهلا و سهلا هيشوف كل خير أما إللي مش عايز يشتغل مع السلامة و الباب يفوت جمل الشركات المنافسة كلها ماشية بنظام قديم نظام تقليدي و عقيم ماشية بالبركة يعني لكن شركتي مستحيل تبقي في المستوي ده عشان كده كل موظف هنا مكانه مهدد بالسحب يعني كل 3 شهور هنصفي موظفين هنشوف مين إللي كفاءاته عالية هنخليه أما إللي هنشوفه مش بيضيفلنا حاجة هنقوله مع السلامة
اليوم هنا 8 ساعات في إستراحة طبعا لكن باقي الوقت شغل يعني شغل مش عايز أسمع مشاكل مش عايز أشوف تدني في مستوي العمل مش عايز كسل في الشغل و الأهم من ده كله مش عايز نفر يتأخر عن معاد شغله كلكوا تبقوا هنا قبلي و طبعا في جزي للي ممكن يتأخر و ممكن توصل للرفد !
صمت عثمان قليلا يمرر نظره علي وجوه الموظفين التي شحبت تدريجيا إثر كلامه الشديد الحازم ثم أكمل بلهجة فاترة
زي ما في شدة و حزم في الشغل في كمان ترفيهات و حاجات كتير كويسة أنا عمري ما ببخل أبدا علي موظفيني و أظن معظمكوا عارف كده أشوف بس التقدم بعيني ساعتها المرتبات هتزيد و العلاوات و الحوافز هتبقي الضعف
دوي التصفيق الحار فجأة بعد أن أنهي جملته ليهز رأسه بإبتسامة رزينة يشكرهم ثم عاد و قال
يلا بقي كل واحد علي شغله من فضلكوا !
تفرق الحشد من أمامه شيئا فشيء لتقع عيناه عليها و يلتقطها من بين الجميع
كانت مرتبكة متوترة واقفة لا تعرف ماذا تفعل أو أين تذهب فنادي هو عليها دون أن يستخدم المايك
أنسة سمر !
نظرت إليه فورا بينما أشار لها بيده لتأتي له
فعلت ذلك في الحال و مضت إليه مهرولة
صباح الخير يا أنسة سمر قالها بإبتسامته الجذابة و قد تخلي عن جديته السابقة تماما لترد بصوت مبحوح
صباح النور يا عثمان بيه !
جاهزة للشغل
سمر و هي تهز رأسها بشيء من التوتر
جاهزة حضرتك
طيب إتفضلي قال و هو يمد لها يده بحقيبته الخاصة
أخذتها منه في إضطراب لكنها تساءلت
أعمل بيها حضرتك
عثمان و قد عاد لجديته ثانية
إنتي مش بقيتي سكرتيرتي
أومأت بالإيجاب ليرد
يبقي كل حاجة تخصني من إنهاردة تحت مسؤوليتك ثم قال بلهجة آمرة
إتفضلي هاتي الشنطة و تعالي ورايا
تبعته سمر و هي تكاد تتعثر من وسع خطواته إلي أن إستقلا المصعد
أخيرا إلتقطت أنفاسها أغلق الباب علي كليهما و ضغط عثمان زر الطابق الثالث
لم يحاول أن ينظر لها إطلاقا خلال تلك الثوان القصيرة بل أظهر برودا بالغا في تصرفاته و بقي متحفظا في شخصيته الواثقة و المغرورة في آن
وصل المصعد إلي الطابق المنشود ليخطي عثمان إلي الخارج أولا و يتجه إلي غرفة مكتبه مباشرة دون أن يلتفت خلفه
لحقته سمر و هي تلهث قليلا بينما ينزع هو سترته و يستدير و يعطيها إليها قائلا