رواية الشيخ والمراهقة (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم سارة علي
... زفرت بضيق فهي كانت تريد التحدث معه قليلا ... قد لا يصدقها احد اذا قالت أنها كانت تفكر دائما به ... بوضعه وحياته بلا أم ... كانت تتمنى ان تكون بجانبه لكنها لم تكن مذنبة يوما بحقه ... فصغر سنها وقلة خبرتها لم يسمحها لها برعايته كما يحب .... سارت لمار بخطوات متزنة نحو الطابق السفلي وتحديدا نحو صالة الجلوس لتجد صفية هناك تتحدث مع نسرين بصوت خاڤت قليلا وبجانبهما سيف الصغير يلعب في ألعابه ....
لمار ... هل والدتك تعلم بأمر إقامتك هنا ..!
التفتت لمار نحوها واجابتها على مضض
لقد أخبرتها قبل قليل ...
جيد ... وهل هي موافقة...!
اجابتها لمار ببديهية
بالطبع ستوافق ...
منحتها صفية ابتسامة باردة قبل ان تعاود إستكمال حديثها مع نسرين بصوت أكثر خفوتا ... بينما هزت لمار كتفيها بلا مبالاة وعادت تشارك الصغير فيما يفعله ...
السلام عليكم ...
رفعت لمار رأسها ما ان سمعت صوته لترد تحيته بخفوت كما رد كلا من صفية ونسرين تحيته ... جلس فارس بجانب ابنه واخذ يتابع لمار وهي تلعب مع الصغير بعفوية وراحة غريبة عليها ... ابتسم لا اراديا وهو يراها تشاكس الصغير ....هو يعرف لمار جيدا ويثق بكونها ستكون أم جيدة لأبنه ... سترعاه وتهتم به جيدا وتحبه من أعماق قلبها . ..
الجهة الاخرى بجانب الصغير ...
كانت نسرين متحدثة لبقة بشكل اثار غيرة لمار ... كانت تتحدث بثقة وبشكل يثير البهجة في نفوس من حولها ...حديثها كان ممتعا ... اعترفت لمار لنفسها بهذا...ورغما عنه اندمج فارس معها في حديثها وبالطبع صفية ....الا لمار كانت صامتة طوال الوقت ...
فارس ...اريد الحديث معك في أمور تخص العمل ...ما رأيك أن نذهب الى غرفة مكتبك ....!
حسنا ...لنذهب ...
قالها فارس بإذعان ثم ما لبث أن نهض من مكانه واتجه خلف نسرين الى مكتبه لتجد لمار صفية تقول بنبرة ذات مغزى
يليقان ببعضيهما كثيرا ...أليس كذلك ...!
كثيرا ...كثيرا ...
ابتسمت صفية ببرود بينما نهضت لمار من مكانها وأخذت الصغير معها واتجهت به الى غرفته ...
...................
انتهى فارس من حديثه مع نسرين ليخرج بسرعة من مكتبه ويتجه الى غرفة لمار ...
بحث بعينيه عنها ليجدها فارغة ...
ماذا تفعلين هنا ...!
سألها مستغربا لتجيبه بلا مبالاة
كنت أساعد سيف لينام ...
هل نتحدث سويا ...!
قالها بجدية لتومأ برأسها موافقة فيأخذها فارس ويتجه بها نحو غرفتها...
دلفت لمار الى غرفتها ودلف فارس خلفها بعدما اغلق الباب جيدا ...
توترت لمار لا اراديا من وجودهما سويا في هذا المكان المغلق لكنها حاولت ألا تظهر هذا له فأدعت القوة امامه ...
اقترب فارس منها وقال متسائلا
هل ما زلت متضايقة كونني ردتتك الى عصمتي دون إخبارك ..!
اجابته لمار بسخرية
وكأن ضيقي سوف يفرق معك ....
زفر فارس أنفاسه بقوة ثم قال
لمار .... انت كنت صغيرة... وأنا لم أشأ أن أزعجك ... .
فارس أنت قيدتني بك دون أن تاخذ رأيي حتى ....ووالدي ساعدك بهذا ...
اومأ فارس برأسه وأكمل
معك حق... انا اخطأت بما فعلته ...لكن لم يكن امامي خل اخر لأحافظ عليكي ....
لمعت عينا لمار بالدموع وقالت
ولماذا طلقتني من الاساس طالما انك تريد الحفاظ علي....!
أخذ فارس نفسا عميقا وقال
وهل ما فعلتيه هينا يا لمار ...! لقد قټلتي ابني ....
هطلت دموعها من مقلتيها لا اراديا وهي تتذكر ما فعلته ...هي لن تسامح نفسها اطلاقا على جريمتها تلك ....طوال السنين الفائتة كانت تؤنب نفسها وتحاسبها على فعلتها تلك .... لكنها كانت صغيرة ومچروحة ....غير واعية لحجم فعلتها ...
لمار انا لم اقصد أن ...
قاطعتها بنبرة باكية
انا عاقبت نفسي يا فارس ... عاقبت نفسي كثيرا ... مرارا ... اعترف بمدى حجم خطأي ... لكنني كنت صغيرة ... تصرفت بطفولية رعناء ...والنتيجة انني خسړت ابني .... هل تظن بأن الأمر كان سهلا علي ....! وفوق هذا جئت أنت وتخليت عني ...
كنت بحاجة لأجعلك تعيدين حساباتك من جديد ...كان يجب ان تعرفي مدى خطأك ... لم يكن من السهل علي أن أتخلى عنك لكني فعلتها من اجلك وليس من أجلي ....
لكن هذا لا يعطيك الحق أن تعيدني الى عصمتك ثم تخبأ الامر عني . ..
قالتها بحړقة حقيقية ليرد فارس معتذرا
انا اسف لمار ....اعترف بأنني اخطأت هنا ...لكن رغبتي المتملكة نحوك هي من جعلتني أفعل هذا ...
منحته ابتسامة ساخرة من بين دموعها وقالت پألم
نعم فأنا يجب أن اكون دائما ملك لك ...
انت ملك لي بالفعل مثلما أنا ملك لك ...
هزت رأسها نفيا بسرعة وقالت بۏجع
أنت لم تكن يوما ملك لي .... انت ملك نفسك... انت لست لي فارس .... دوما لم تكن لي ...
مسك يديها الاثنتين بيديه وقال بحزم
انظري الي ...انا فارس صفوان... أقر وأعترف بأنني ملك لك ... وأنت ملك لي ...
فارس ....
ابتلعت كلماتها الاخيرة حينما وجدته ينحني نحوها ويعانقها بقوة بينما شفاهه تهمس لها
اشتقت اليك لمار ....اشتقت اليك صغيرتي ....
شعرت بنفسها تكاد تذوب بين يديه ... ابتعدت عن احضانه بعد لحظات لتلتقي عيناها بعينيه ... كانت رغبته بها واضحة وضوح الشمس ... وهي كانت تريده وبشدة . . شعر فارس بها فإنحنى نحوها بنية تقبيلها وبالرغم من خجلها استجابت له وبادلته قبلته بشكل أثار جنونه ...
لحظات قليلة وفتحت الباب ثم ما لبثا ان سمعا صوت صفية ېصرخ بعدم تصديق
أنتما ماذا تفعلان ...!
نهاية الفصل
الفصل الرابع عشر
تراجعت لمار الى الخلف مصډومة وخبأت وجهها بين كفيها ....
بينما أخذت صفية تتطلع الى الاثنين بنظرات مشټعلة قبل ان تصرخ بصوت عالي
فارس كيف تفعل شيئا كهذا ...! هل جننت ...!
أمي افهمي اولا ...
صړخت به الام دون ان تعطيه مجال ليشرح
ماذا سأفهم ...! لقد كدت ان ترتكب الخطيئة مع زوجتك السابقة...
انها ما زالت زوجتي ....
قالها فارس مقاطعا والدته لتتسع عينا صفية بعدم تصديق قبل ان تقول
ماذا تقول انت ...! كيف هذا ...! لقد طلقتها انت ....
اجابها فارس موضحا
ورددتها الى عصمتي في نفس اليوم...
تأملت صفية لمار بملامح قاتمة قبل ان تهمس بأسف
أسفي عليك يا فارس ...لقد خيبت ظني بك ...
ثم اندفعت خارجة مت المكان بأكمله ...
اقترب فارس من لمار وقال
لمار انا اعتذر نيابة عن والدتي ...
والدتك تكرهني يا فارس ولن تتقبلني ابدا ...
قالتها لمار بحزن حقيقي ليعارض فارس قولها
لا تقولي هذا ... انها تحبك ... ولكن ...
صمت لوهلة قبل ان يقول
هي ترى أنك غير مناسبة لي .... لهذا انت يجب ان تغيري فكرتها هذه عنك ..
عقدت لمار حاجبيها بتفكير قبل ان تقول بلا مبالاة
هي حرة فيما تفكر به ... انا لن اغير فكرة احد عني ....
لمار ...تحدثي عن والدتي بشكل افضل ....
قالها فارس بتحذير لتهز لمار كتفيها وتقول
انا لم اقل شيئا خاطئا ... بالعكس انا اقول انها حرة فيما تفعله .... انا لست مضطرة لأغير فكرة احد عني ....
رماها فارس بنظرات غير راضية قبل ان تكمل
والان تفضل واخرج .... فانا لدي غدا دوام ويجب ان أنام جيدا الليلة ....
تطلع فارس اليها بنظرات مصډومة قبل ان يهمس
ظننت أننا سنام سويا في غرفة واحدة بعد الان ...
من قال هذا ...! هل تظن بأنني سأنسى لك ما فعلته بهذه السهولة ...! اخرج يا فارس ...اخرج حالا ...
خرج فارس من الغرفة وهو يشتم في داخله .... بينما جلست لمار على سريرها وهي تبتسم بانتصار ...
................
دلف فارس الى صالة الجلوس ليجد والدته هناك واجمة صامتة ...
تنحنح مصدرا صوتا يدل على وجوده فرفعت صفية بصرها نحوه ورمته بنظرات لائمة ...
جلس فارس فورا بجانبها وقال
أمي بالله عليك لا تفعلي هذا .... اسمعيني اولا ...
كذبت علي ...رددتها الى عصمتك بعد كل ما فعلته ....
قالتها صفية بنبرة متحسرة ليرد فارس بجدية
كانت صغيرة وغير واعية لمقدار خطأها ....
الا ان صفية لم تبال بحديثه وهي تكمل
كيف فعلت هذا بي ..! وكيف سامحتها بهذه السهولة ...!
امي انا ايضا اخطأت ...
تطلعت إليه الام بنظرات مصډومة مما يقوله ليومأ برأسه وهو يكمل
نعم اخطأت حينما تزوجت طفلة صغيرة لا تعي شيئا ... طفلة لا تفهم شيئا من الزواج والحمل والانجاب .... لكن انت أجبرتني على هذا ...
طالما انك كنت مجبر لماذا أعدتها الى عصمتك . .!
صمت فارس للحظات قبل ان يقول
أحببتها ... أحببتها يا امي ...
منحته صفية ابتسامة ساخرة ليكمل فارس بقوة
ما اقوله ليس عيبا او حرام ... انا ايضا من حقي ان احب وأعيش مع المرأة التي اختارها قلبي ...
أشاحت صفية وجهها بضيق ليقترب فارس منها ويقول بترجي
حاولي ان تحبيها انت ايضا .... لمار فتاة جيدة ...طيبة وخلوقة ....والاهم من هذا كله انها تحب سيف ...
ولكن ...
صمتت صفية ولم تكمل ليسألها فارس
ولكن ماذا ...!
اجابته صفيةة
ماذا لو لم تسعدك ....! ماذا لو لم تكن ام صالحة لسيف ...!
ابتسم فارس وقال
بلى ستكون ... وستسعدني ايضا...
قالت الام باستسلام
طالما انت مقتنع ...فلا كلمة لي بعد كلامك ...
يعني انت موافقة ...!
لقد اتخذت قرارك واعدتها الى عصمتك وتنوي الاستمرار معها .... لم يتبق لي أي قرار ...
كيف تقولين هذا ...! انت امي والقرار لك ايضا ...
ابتسمت صفية على مضض وقالت
سوف ادعو الله ان بهديها لك وتكون خير زوجة لك ...
ابتسم فارس براحة ثم قبلها من جبينها وهو يدعو الله ان يستجيب لدعوة والدته ...
..........................
في صباح اليوم التالي ...
خرجت لمار من غرفتها لتجد فارس في وجهها ...تأمل ملابسها المحتشمة بنظرات راضية ليهمس بعدها بابتسامة
صباح الخير ...
اجابته لمار بجدية
صباح النور ...
عاد وسألها
الى المشفى ...أليس كذلك ...!
اومأت لمار برأسها ليكمل فارس
لنتناول فطورنا اولا ثم أوصلك الى هناك ...
لكن لمار اعترضت قائلة
معي سيارتي ...
الا ان