الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية انشودة الاقدار - (في قبضة الاقدار) كاملة حتي الفصل الاخير بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الطريق .
همست پألم 
_ تفتكر هعيش لليوم دا يا سالم 
_ هتعيشي بإذن الله و هتفرحي بيه و تجوزيه كمان .
أنت جدعة يا حاجه أمينة مش شويه تعب دول اللي يأثروا فيك
كلماته حركت رماد الحزن بعيونها التي اغرورقت بالعبارات فهمست بحزن
_ قلبي مبقاش متحمل يا سالم . خيبة الأمل وحشة يا ابني ربنا ما يكتبها لا عليكوا ولا على حد .
نحى مشاعره جانبا قبل أن يقول بتعقل 
_ لسه الوقت مفاتش عشان نصحح غلط امبارح يا حاجه . و خيبة الأمل دي ربنا قادر يبدلها . و لا تقنطوا من رحمة الله أنت ست مؤمنه . بلاش شيطانك يتمكن منك
_ خاېفه يا ابني . و مش عارفه هتتحل ازاي 
سالم بنبرة قوية مطمأنه
_ اتحلت . متقلقيش . 
أمينة بكمد 
جرعات الأمان التي بثتها كلماته الى قلبها فأسكنت وجعه قليلا فقالت بامتنان 
_ بعد الشړ عنك من اي شړ يا ضنايا . ربنا يعينك .
كان هناك إستفهام يلوح بآفاق عينيها فأجابه على الفور
_ انا رايح دلوقتي الصعيد عند حلا . و هطمنها عليك و هطمنك عليها و احتمال كبير اجيبها هي وجوزها هنا يزوروك اهم حاجه لما ارجع الاقيك منورة بيتك .
لون الفرح تجاعيد وجهها الذي أشرق بفعل كلماته العذبة فامتدت يديها الضعيفة تعانق وجهه لتقربه منها و تزين جبهته بعطر رضاها عنه ذلك البار الذي كان ولايزال أكثر ما تفخر به في حياتها .
بعد عدة ساعات كان الجميع في مقعده في الطائرة التي ستقلهم إلى محافظة المنيا و قد كانت عينيه لا تبارح تلك التي تستلقي بسکينه تجاوره في المقعد و في القلب أيضا يشعر بالذنب الذي يعبث بطيات قلبه كونه جلبها معهم في هذه السفرة التي قد ترهقها وهي في شهور حملها الوسطى ولكنه لم يفعل ذلك إلا بعد أن اطمأن من طبيبتها أن الأمور طبيعية و على الرغم من ذلك هناك نغز لا يتوقف بداخله خوفا عليها فقلبه بات ممزقا بين اشتهائه لوجودها بجانبه و بين خوفه عليها أي لعڼة قد ألقتها عليه تلك المرأة لتجعله يتخبط بتلك الطريقة 
_ ارتاح يا حبيبي انا كويسة .
ازدانت شفتيه بابتسامة خافته قبل أن يضيف هامسا بجانب أذنها
_ و هو بعد حبيبي دي في راحة !
همست تشاكسه
_ انت بتتلكك بقى
_ هتصدقي لو قولتلك اه .
قومي بالسلامة بس عشان نشوف موضوع الاعترافات دا و اقدر اقررك بطريقتي .
_ قلبي مش مرتاحلك
الټفت ناظرا أمامه وهو يقول بوعيد 
_ حقه !
بعد وقت ليس بقليل كان الجميع يترجل من السيارة أمام منزل عائلة عمران و كان الجميع في انتظارهم و على رأسهم عبد الحميد الذي تحدث بوقار وهو يصافح سالم
_ خطوة عزيزة يا سالم بيه . نورتونا بزيارتكوا الغاليه
سالم بنفس نبرته
_ نيرة بأهلها يا حاج عبد الحميد . و بعدين اشتقنا لأهلنا قولنا نيجي نزورهم
_ طبعا طبعا يا راچل احنا اهل و حبايب بس مكنش فيه لزوم تكلف نفسك كل الحاچات دي .
كان يشير إلى تلك الزيارة الهائلة التي جلبها معه وفقا لعادات اهلهم و أيضا ليزيد من قدر شقيقته أمامهم لذا قال بلهجة ودودة
_ مفيش تعب ولا حاجه يا حاج ميجيش من بعد خيرك .
كان داخله ممتنا لتلك الزيارة كثيرا و لطريقة سالم في حل الأمور لذا ابتسم ببشاشة ثم توجه لمصافحة سليم قائلا بقوة
_ الغالي چوز الغاليه والله اتوحشناك يا سليم .
تفاجئ الجميع من بادرة سليم الذي اقترب يعانقه وهو يقول بود حقيقي 
_ وانتوا وحشتونا يا حاج عبد الحميد و جنة أصرت نيجي عشان نزوركم..
أومأ عبد الحميد بحبور و توالت السلامات لتنتهي عند مفترق الوحوش الذان كانا يتبادلان السلامات بنظرات متوعدة ختمها عمار حين قال بصوت خفيض بجانب إذن سالم 
_ عايزك في المكان اللي اتجابلنا فيه جبل سابج ..
ابتسم سالم ساخرا قبل أن يجيبه
_ ما بلاش المكان دا في ذكريات مش ولا بد .
تعاظم الحنق بداخله و تبلور في عينيه ولكن يد سالم التي ربتت على كتفه فاجأته و كذلك حديثه حين قال 
_ عموما انا عارف انت عايزني في ايه

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات