رواية انشودة الاقدار - (في قبضة الاقدار) كاملة حتي الفصل الاخير بقلم نورهان العشري
و متقلقش .
رغما عنه تبدلت معالم وجهه إلى الترقب و اللهفة التي سرعان ما أخفاها جيدا قبل أن يقول بلهجة خشنة يشوبها الغرور
_ مش جلجان . اني باخد اللي رايده ولو من خشم السبع ..
ابتسم سالم على جملته و قد ارتاح لإصراره كثيرا فتجاهل ثقته المزعومة قائلا
_ تعجبني . بس متنساش أنه مش سبع واحد . دول كتير . خليك ذكي عشان تكسب ..
في الداخل ما أن رأت حلا قدوم كلا من فرح و جنة حتى اندفعت لا إراديا لمعانقة الأخيرة وسط شهقات لم تفلح في قمعها فأخذت جنة تربت على كتفها في محاولة لتهدئتها و استغرق الأمر عدة دقائق لتهدأ حلا التي ما أن رفعت رأسها حتى همست بخزي
تلك المرة ارتفعت يد فرح لتربت على كتفيها قائلة
_ خلاص يا حلا . مالوش لازمة الكلام دا .
_ انا عايزة اقول كلام كتير يا فرح بس مش عارفة اقول ايه ولا ابتدي منين بس انا بجد أسفة . ياريت في أيدي حاجه غير كدا اقولها .
امتدت يد جنة تكفكف عبراتها قبل أن تقول بحنو
_ متقوليش حاجه يا حلا اللي حصل دا مش ذنب حد و بعدين دا قدري و ربنا راضاني بمحمود و سليم ..
عند ذكر الطفل اقتربت تهاني التي كانت تحمله لتضعه بين احضان حلا وهي تقول بقوة مفتعلة
_ خدي حطتيه في حضنك و شمي ريحته الحلوة ياكش تچبيلي واد عسل أكده زيه ..
_ حلا عامله ايه عايز أشوفها .
تقدم ياسين الذي كان صامتا منذ قدومهم ولكنه قطع صمته مقررا الحديث
_ حلا موجودة هناديلها تيجي تسلم عليكوا بس قبلها لازم نتكلم ..
تدخل سالم بنبرة حازمة
_ مفيش كلام عشان نقوله يا ياسين . حلا بنتنا مراتك و جنة بنتكوا مرات سليم . و الموضوع منتهي لحد كدا .
ياسين بجفاء
_ و رجوع حازم ..
بتر سالم جملته بحسم
تدخل عمار مستفهما
_ مش جلة ذوق ولا حاچة بس نفسروا بأيه زيارتكم دي في الوجت ده بالذات
سالم بجفاء
_ احنا جايين نشوف بنتنا و انتوا تشوفوا بناتكوا اللي هما في الحفظ و الصون عندنا زي ما بنتنا عندكوا في الحفظ و الصون كدا ولا ايه يا حاج عبد الحميد
فطن عبد الحميد لمحاولات سالم في جعل الأمور في مكانها الصحيح فايده قائلا
_ عداك العيب يا ولدي . و دلوق شيعوا للبنات ياجوا نطمنوا عليهم .
ما أن ذهبت الفتيات لتخبرهم بالتوجه إلى مجلس الرجال حتى هرولت حلا لرؤية أشقائها و ما أن التقمت عينيها سليم حتى اندفعت إلى أحضانه تعانقه بقوة بادلها إياها وهو يضمها إلى صدره بحرارة جعلت العبرات تتدفق من مقلتيها بغزارة و قد ضاق صدره حين شاهد زوجته تبكي بين أحضان شقيقها بتلك الطريقة ولكنه التزم الصمت و اكتفى بالمشاهدة وهي تنتقل الى أحضان سالم الذي احتواها هو الآخر بشوق بالغ و قام بوضع قبلة قوية فوق جبهتها كان كوسام يوحي بمدى غلائها على قلبه.
هما همسات حلا فقابلها استفهام سالم
_ أنت كويسة
تفننت في سكب الطمأنينه في أوردته حين قالت بصدق
_ أوي ..
لمعة عينيها كانت كافيه لتريحه فابتسم بهدوء بينما توجهت جنة إلى جدها لتحتضنه بشوق كبير دون تحفظ على عكس فرح التي احتضنته بود ولكن يشوبه الرسمية و قامت بمصافحة الجميع إلى أن وصلت إلى عمار الذي قال بنبرة خفيضة
_ نورتي يا ضكتورة ..
ابتسمت بود وهي تقول
_ خلاص بقى يا عمار ..
عمار بود
_ في نظري هتفضلي فرح بت عمي العيلة الزغيرة اللي حلمها تبجى دكتورة .
شعرت بيد قوية كصاحبها تخترق حديثهم بضمة خشنة آلمت خصرها و نبرة أخافتها أكثر
_ الدكتورة دي تبقى بنتك . لما تتجوز دا أن حصل و تخلف