الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية هواها محرم (كاملة جميع الفصول) بقلم اية العربي

انت في الصفحة 6 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

تشتت وعجز خاصة أمام سطوته عليها فلم يسمح لها بالضيق أو الخصام فباتت تجاهد معه جهادا نفسيا يشعرها بالضيق ومع ذلك لا تملك أخذ قرار صارم أمام حبه المشاغب .
ها هما في طريق عودتهما إلى منزلهما يقود وتجاوره منشغلة بالطريق تفكر ماذا بعد 
كان سعيدا سعيدا بحق لدرجة أنه يدندن إحدى الأغاني الإيطالية الشهيرة ويقود بعبث كأن الطريق ملكه .
يميل عليها ويغمزها لتندمج معه ولكنها تزفر وتتنهد بضيق من صوت الموسيقى الصاخب وتقابل محاولاته بالرفض برغم سعادتها بالعودة .
لم يتأفأف أو يمل من رفضها بل كان تصميمه هو الغالب حيث في نهاية الأمر التفتت تطالعه بعيون متعجبة وقالت بتهكم 
خلاص بقى يا خالد اهدى مش كدة .
وضع كفه على قلبه يمثل كلمات الأغنية وهو يطالعها قائلا بملامح متأثرة 
إذا كنت تريدني أنا هنااااا لا أحد يسمعك لكن أنا نعم عندما أنت لا تعلم أين تذهب أنا هنااا أنا هنااااا .
ربما لا تميز كلمات الأغنية الإيطالية ولكن كلمة أنا هنا مع حركة يده جعلتها تبتسم وتهز رأسها بقلة حيلة ثم استغفرت قائلة بهدوء ينافي شغبه 
تمام خلصت 
ابتسم وصمت أخيرا ثم تناول كفها يلثمه ويقول 
بهبك يا خديجة بهبك جدا .
ابتسمت تلف وجهها للجهة المقابلة باستسلام بائس ثم عادت إليه تطالعه بعيون لامعة وتحدثت بصدق 
وأنا كمان بحبك جدا.
تبعت جملتها بحركة يدها التي اتجهت تغلق الأغنية ثم اعتدلت تطالعه برجاء وتابعت 
بس ركز بقى في الطريق علشان خاطري .
أومأ بطاعة خاصة بعد كلمة بحبك التي قالتها والتي انعشت روحه وتحمحم يردف بنبرة مرحة متعثرة 
مټخافيش هنوصل بخير .
أومأت له وأكمل هو قيادته وهو يتحدث عن عدة أمور معظمها عابث وجريء كشخصيته .
تقف تعد الفطور بشرود وتنتظره إلى أن ينزل لترى ماذا ستفعل فكلما مر الوقت تملك منها اليأس ولكن ما يطمئنها قليلا هو وعد صقر لها .
نزل بعد دقائق يرتدي ملابس عمله فسمعت خطواته لذا تحركت خارج المطبخ تطالعه بنظرات متوترة وتفرك أصابعها قائلة 
إنت هتخرج دلوقتي أنا بجهز فطار نفطر سوا .
حدق بها متعجبا من طريقتها التي تتبعها مؤخرا معه وبرغم إثارة شكوكه إلا أنه بدأ يصدقها ويصدق
محاولاتها في الاستسلام لذا تحدث بتعال وهو يشملها بنظرة متسلطة 
اتعودت مافطرش .
تنهدت تخفض نظرها عنه ثم أومأت وعادت تطالعه وتردف بترقب 
طيب قبل ما نسافر أنا محتاجة أخرج .
تحولت نظرته من التعالي إلى الشك والڠضب لتسرع قائلة پخوف توغلها 
أنا عندي ڼزيف ومش عارفة سببه إيه وعايزة أروح للدكتور وكمان محتاجة حاجات كتير قبل ما أسافر أنا مش عايزة أخرج لوحدي خلينا نخرج سوا .
تنهدت بقوة تستجمع كامل طاقتها لتردف جملتها التالية وهي تدقق النظر في عينيه وتتابع بنبرة هادئة 
لازم تيجي معايا عند الدكتور علشان نعرف ممكن يحصل حمل تاني امتى .
ضيق عيناه متعجبا فأخفضت بصرها للحظات ثم عادت تطالعه وتردف بمكر مغلف بالضعف جاهدت لإتقانه 
أنا محتاجة بيبي يكون معايا في حياتي الجاية بم إني هعيش معظم الوقت هناك لوحدي .
مرت على عقله غيمة شك وتبعتها غيمة خيال لما قالته ولكن تبخرت غيمة الخيال وغطت سماء عقله غيمة الشك وهو يقول بجمود قبل أن يغادر 
كل حاجة هتحتاجيها متوفرة هناك إحنا مش رايحين غابة وحتى الدكتور لما نسافر هعرضك هناك على حد مختص .
تحرك فسمعها تقول بهدوء برغم اليأس الذي ھجم عليها 
تمام .
طاعتها هذه أسقطت أمطار شكه من فوق عقله وبرغم ذلك غادر كأنه لم يسمعها وتركها تقف تحاول منع دموعها ولكن هيهات ألا تسقط بل أسرعت تجهش في بكاء وخوف من تنفيذ مخططه واحتمالية إعدامها حية .
وصلا إلى فيلتهما وصف خالد السيارة جانبا وترجلا سويا يتجهان نحو الداخل وإيديهما مكبلتان ببعضهما .
ما إن دلفا وأغلق خالد الباب حتى عاد يحتجزها في نفس المكان الذي احتجزها فيه ليلة زفافهما .
لتشهق متفاجئة وهو يقيدها بذراعيه ويطالعها بخبث جلي قائلا بعيون ماكرة 
ما رأيك أن نعيد ذكرى تلك الليلة 
حاولت منعه قائلة بتريث وعيناها المرهقة تطالعه 
خالد اهدأ وصلنا لتونا من سفر طويل أولم تشعر بالتعب أبدا 
لم أشعر بأي تعب .
أنهى جملته ولم يعطها فرصة بل متمهلة كأنه حرم منها دهرا لتبادله بهدوء فقد بدأت تعتاد على هجومه اللذيذ وليعيدا ذكرى ليلة زفافهما بكل تفاصيلها .
بعد وقت يتمدد على السرير بملامح مستمتعة ومشاعر تجعل ابتسامته تعلو ثغره دوما .
زفرت وتحدثت كي تلهي عقلها عن التفكير في تلك الوشوم التي لا تحبها قائلة 
خالد ممكن أطلب منك طلب 
تمتم لها وبدأ يغفو فتابعت بترقب 
بابا وماما ومازن وحشوني جدا لو نروحلهم النهاردة بليل 
انتابه الضيق والتملك الذي أخفى تبسمه ليحل البرود على وجهه وقد توغلت الغيرة إليه تنهش قلبه من مجرد كلمة اشتياق لأهلها لذا قال متحججا وهو يسحب جسده للأسفل قليلا حتى يتسنى له النوم 
لنتركها غدا خديجة نحن جئنا من سفر طويل ومن المؤكد نحن متعبان .
ارتفعت برأسها تطالعه باستنكار قائلة 
لا بجد دلوقتي جينا

انت في الصفحة 6 من 26 صفحات