رواية هواها محرم (كاملة جميع الفصول) بقلم اية العربي
من سفر طويل وبقينا تعبانين .
أغمض عينيه متهربا وهو يلتفت إليها ويعانقها بقوة ليقضي على حديثها قائلا بنعاس
نعم هذه الحقيقة هيا يا شهية دعينا ننام ونستريح قليلا .
فوق شفتيها وأسرع يختبئ في نومه من عينيها التي تطالعه بشك .
أما هي فزفرت وقررت النوم قليلا فهي أيضا تشعر بالنعاس .
كان في طريقه عائدا بها من الجامعة تثرثر دون توقف كعادتها وتقص له ما حدث معها وهو يستمع لها بحب .
ده رقم غريب يا عمر
طب افتحي .
هكذا أجابها فامتدت يدها تفتح الخط ليتحدث هو بترقب
أيوة مين
أيوة يا عمر أنا إيمان .
ثوان فقط قبل أن ينتشل الهاتف من مكانه ويغلق مكبر الصوت تحت أنظار مايا الذاهلة ويتحدث بتوتر
إيمان مين
إيمان يا عمر إيمان العدلي .
النمرة غلط .
قالها وأغلق الخط مسرعا وشعر بوغزة في صدره وللحظة فقد جرأته في مواجهتها حينما تذكر ما حدث لم تهاتفه تلك الفتاة وماذا تريد منه وكيف سيواجه تلك التي سلطت عيناها عليه وتنتظر تفسيره .
زفر ولف يطالعها ليجدها تطالعه بترقب فعاد ينظر أمامه ويقود ولا يعلم بماذا يجيب ولم ترحم صمته الموحش بل أكملت عليه بسؤالها ونبرتها الواهمة حينما قالت
أغمض عينيه للحظات ثم عاد يبصر للطريق وتحدث بمراوغة
واحدة طلبت نمرة غلط .
بالطبع لم تصدق ما قاله لذا نطقتها صريحة
نمرة غلط وبتقولك يا عمر للدرجادي شايفني غبية
الټفت يطالعها لثوان ثم توقف جانبا والټفت لها يتمعن في ملامحها
التي غلفها الحزن فورا ولكنه لم يستطع إخبارها بالحقيقة لذا تنهد وقال بكذب لم يفلح به
حدقت به بتعجب ولم تقتنع بحديثه لذا قالت بنبرة حانقة وعلامات التعجب والشك تغزل خيوطا فوق وجهها
يعني إيه الكلام ده إنت مخبي عني إيه يا عمر
احتدت نبرته وقال بعيون محذرة
مايا ماتعمليش مشكلة من حاجة ماتستاهلش هخبي عنك إيه أنا قلتلك دي بنت بتحاول تتواصل معايا وأنا صدتها أهو .
روحني يا عمر دلوقتي حالا .
كانت سعيدة خاصة وأنه لم يذهب إلى شركته هذا الصباح وقرر قضاء بعض الوقت معها .
كانا يجلسان أمام المسبح يتحدث معها عن آخر التطورات الخاصة بأميرة .
تنهدت بقوة تطالعه بحب ثم تذكرت أمرا ما لذا تساءلت
نظر في ساعة يده وهو يرتشف العصير ثم وضعه أمامه وتحدث بهدوء
بم إن آسيا هانم جاية النهاردة فخليها يوم تاني مابحبش أروح إلا وإنت معايا .
ابتسمت وامتدت يدها تتحسس كفه بحنان ثم تحدثت بترقب
أنا هبلغ ماما بموضوع عمر يا صقر النهاردة سألتني ليه مابقتش أروح هناك وأنا مش هقدر أخبي عنها حاجة مهمة زي دي أكتر من كدة .
أومأ مؤيدا يردف برتابة
أنا معاك الأفضل إنها تعرف بس أنا كنت بقول المفروض عمر هو اللي يعرف الأول وفي نفس الوقت مش عارف ممكن أفتح معاه موضوع زي ده إزاي .
تعلم جيدا صعوبة الأمر وتدرك من الآن شكل الصدمة التي ستقع على عمر لهذا فهي ستخبر آسيا علها تساندها حين معرفته .
ابتلعت لعابها وقالت بترو
علشان كدة بقول إن ماما لازم تعرف لما عمر يعرف الحقيقة دي هيحتاجنا كلنا حواليه وأنا متأكدة إن مافيش حد فينا موقفه هيتغير أبدا من ناحية عمر .
برغم معرفته جيدا بمشاعر زوجته إلا أنه يغار من ذكرها لاسم رجل غيره خاصة وأن هذا الرجل يعلم جيدا أن زوجته تقدره وتلجأ إليه في بعض الأحيان تنفس بقوة وجاهد ليتحكم في انفعالاته ثم رفع يدها يلثمها ونهض يتحدث بهدوء
تمام بم إن آسيا هانم على وصول خليني أروح أخلص شوية التزامات وأرجعلك علطول .
تبدلت ملامح الاسترخاء إلى التعجب والحنق الطفولي قائلة بنبرة متطلبة
التزامات إيه يا صقر مش قلت إن النهاردة بتاعي أنا
ابتسم لها ثم انحنى يقبل وجنتها وعاد يعتدل قائلا
كنت ناوي كدة فعلا بس الأفضل تكوني إنت وآسيا هانم لوحدكوا وأنا مش هتأخر .
زفرت باستسلام تومئ له ووقفت تخطو معه لتودعه وتحضر ضيافة لاستقبال والدتها .
تداخل الضجيج في رأسها وهي في عمق نومها لتنكمش ملامحها مستشعرة هذا الاهتزاز الذي يجاورها لتفتح عينيها ببطء وتنظر على مرمى بصرها حيث كان هاتفها على الكومود يجاورها ويعلن عن اتصال صامت من أحدهم .
تحمحمت ومدت يدها تتناوله وتطالعه لتجدها والدتها .
أجابت بنعاس وبنبرة حنونة قائلة
سلام عليكم عاملة إيه يا ماما .
تحدثت نسرين باشتياق ويجاورها بهجت يترقب سماع صوت ابنته بلهفة
ديچا حبيبتي وصلتي بالسلامة ليه مكلمتنيش أول ما جيتوا قلقت عليك .
تنفست خديجة وهي بين أحضان هذا النائم بعمق ثم تحدثت بهمس حتى