رواية كاملة بقلم سيلا وليد
بحيرة
مالك يانهادفيه إيه
قالت نهاد وهي تحسم رأيها فيجب أن تعرف شروق الحقيقة لتقول بحزم
مراد عمل حاډثة.
وقع كوب الشاي من يد شروق لينكسر بصوت مدوي وهي تنظر إليها بعيون متسعة من الصدمة وقلب يرتجف ړعبا وهي تقول پألم
مراد جوزى
أومأت نهاد برأسها وهي تنظر إلى ملامحها الشاحبة فى شفقة قائلة بسرعة
تتلقى شروق صدمة تلو الأخرى پألم لتقول بهذيان
غيبوبة..مراد..جوزى أنا..عرفتى منين يانهاد
اقتربت منها نهاد متجنبة ذلك الزجاج المكسور وهي تأخذ بيدها تبعدها عنه وتدخلها إلى الحجرة لتكون بأمان قائلة بحنان
إنتى ناسية إنى ممرضة فى المستشفى بتاعة الدكتور رءوف صاحب يحيي و مراد..أنا لسة جاية من هناك حالا..أنا بس عايزاكى تمسكى نفسك وتتمالكى أعصابك عشان تشوفى هتعملى إيه ياشروق
هروحله طبعا ..أنا لازم أشوفه يانهاد.
قالت نهاد
طيب إهدى..هتشوفيه ياشروق..بس هنظبطها إزاي ومراته أنا شايفاها بنفسى هناك.
تساقطت دموع شروق وهي تقول
معرفش ..بس عشان خاطرى يانهاد..إتصرفى أنا عايزة أشوفه.
فكرت نهاد قليلا ثم قالت
إتسعت عينا بشرى قائلة بإستنكار
لأ طبعا..يحيي لأ.
قالت نهاد
إنتى مش قلتى إن يحيي عارف بجوازكم..يبقى ليه لأ
قالت شروق بحزن
يحيي عرف بجوازنا بالصدفة لما دور ورا أخوه ولاقاه بييجى كتير الشقة عندى..ولما جالى وبهدلنى عشان كان مفكرنى واحدة من إياهم..اضطريت أوريله قسيمة جوازنا..بس حلفته ميقولش لمراد ..لإن مراد حابب جوازنا يفضل سر..وفعلا حافظ على وعده.
يعنى راجل كويس..وهيقدر رغبتك فى إنك تشوفى جوزك وتتطمنى عليه..وهو الوحيد اللى هيقدر يهيألك الفرصة..إيه المشكلة بس
هزت شروق كتفيها فى قلة حيلة وهي تقول
مش عارفة بس خاېفة أكلمه..وبعدين هجيب بس رقمه منين..رقمه مش معايا أصلا
قالت نهاد
دى سهلة ..سيبيها علية..هجيبها منه هو شخصيا..بس يلا جهزى نفسك..وأنا دقايق وأكون عندك.
رأت رحمة يحيي عائدا بعد أن إبتعد عنهم قليلا وهو يجيب على مكالمة لإحداهن..تدعى شروق..لتقول بغيرة يشوبها الحيرة
مين شروق دى يايحيي
أشار
لها يحيي بالصمت وهو يتنحى بها بعيدا عن بشرى قائلا
تعالى بس هنا وأنا اقولك.
مين دى يايحيي..السكرتيرة بتاعتك ولا عميلة عندك
رفع يحيي حاجبيه قائلا بإستمتاع
حبيبتى غيورة أوى على فكرة
نظرت إليه بغيظ ليبتسم قائلا
طب خلاص خلاص..دى ياستى لا سكرتيرة ولا حتى عميلة..دى مرات أخويا.
نظرت إليه بدهشة قائلة
أخوك مين
رفع حاجبه قائلا
هيكون مين ..مراد طبعا.
شهقت لتكتم شهقتها بسرعة وهي تنظر إلى بشرى لتزفر فى راحة حين رأتها تتحدث بالهاتف ولا تعيرهما إهتماما..لتعود بعينيها إلى يحيي الذى كان يتابعها بتسلية وهي تقول بحيرة
هو مراد متجوز واحدة تانية غير بشرى
رفع حاجبيه قائلا
أيوة..شروق.
عقدت حاجبيها قائلة
طب إزاي وليه
قال بهدوء
لأ..دى قصة طويلة أوى هبقى أحكيهالك بعدين..المهم دلوقتى إنها جاية فى الطريق وعايزة تشوف مراد..وأنا عايز أشوف حل للمصېبة دى اللى إسمها بشرى عشان أبعدها عن المكان قبل ما تيجى وتبقى کاړثة..عندك حل يا حبيبتى
سردت على مسامعه خطتها الصغيرة الذكية ليدرك أن فاتنته هي فتاة مليئة بالمفاجآت وأن عشقه لها ليس من فراغ........ليس من فراغ أبدا.
الفصل العشرون
دلفت شروق إلى حجرة مراد بجسد يرتعش قلقا على هذا الممدد على سرير المستشفى..تحيطه الأربطة البيضاء المرعبة..إنهمرت دموعها فى صمت وهي تقترب منه..ترى شحوب وجه الذى أوجس قلبها خيفة عليه..جلست بجواره ومدت يدها تحيط بيده اليسرى السليمة بلهفة حزينة..تقول بهمس مرير
سلامتك ألف سلامة ..ياحبيبى يامراد..ياريتنى كنت أنا اللى بدالك..ليه بس مأخدتش بالك من نفسك..إنت مش عارف غلاوتك عندى..إنت مش عارف لو جرالك حاجة أنا ممكن يجرالى إيه
لتسرع وهي تهز رأسها بجزع قائلة
لأ..بعيد الشړ..إنت مش ممكن يجرالك حاجة أبدا..مفهوم..إنت روحى يامراد..ومن غيرك أموت.
...لتشير رحمة إلى يحيي كي يبتعدا عن النافذة الزجاجية ويتركا لها بعض الحرية لتعبر عن مشاعرها بخصوصية..ليجلس يحيي وتجلس بجواره رحمة على تلك الكراسي المقابلة للحجرة..
أصابعه بأصابعها وهي تقول بهمس
أنا عرفت دلوقتى ليه مراد إتجوز على مراته..شروق هي بجد اللى تستاهله..هي مراته الحقيقية..واضح جدا إنها بتحبه..وأكيد هو كمان بيحبها.
تنهد يحيي قائلا
هي فعلا بتحبه..بس مع الأسف هو مش شايف حبها ده..معمي بحب واحدة تانية.
عقدت رحمة حاجبيها وهي تعتدل قائلة
واحدة تانية..بس مراد مبيحبش بشرى وإلا مكنش إتجوز عليها..وكمان مش باين أبدا إنه بيحبها.
قال يحيي بهدوء
بشرى مش هي الإنسانة اللى بيحبها يارحمة..
عقدت حاجبيها قائلة فى حيرة
أمال هي مينوياترى أعرفها
أومأ برأسه إيجابا قائلا
أيوة.
إزداد إنعقاد حاجبيها وهي تقول
مين دى..قول بسرعة يايحيي متحيرنيش.
تأملها لثوان حبست فيهم أنفاسها ليقول هو بهدوء
إنتى.
نهضت وقد إتسعت عيناها فى صدمة قائلة
أنا
أومأ برأسه قائلا
أيوة إنتى..بس إهدى كدة وأقعدى عشان أفهمك.
جلست ومازالت الصدمة ظاهرة بعينيها ليستطرد يحيي قائلا بشرود
أنا هحكيلك حكاية صغيرة....
من زمان ..عرفنا إن عمى إتجوز وجاب طفلة تانية غير راوية إسمها رحمة..وإنها جميلة ورقيقة زي البدر..بتشبه مامتها بالظبط ..كان نفسنا نشوفها بس جدنا كان مانعنا..ولما هربت مامتها وباباها اتوفى..دخلت هي حياتنا..دخلتها بطلتها..بجمالها..بسحرها ..بطيبتها وخفة ډمها..دخلتها بروحها