الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم اليسكندرا عزيز

انت في الصفحة 8 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

 


بها...
سيف.. همست بصوت مبحوح
قلب سيف
عايزة اروح عند حاتم.. عايزة اقعد فترة ممكن
فك حصار يديه.. من حولها يستوعب ما تقول....
جثى فوقها..
انتي.. انتي عايزة تبعدي
عايزة اغير جو
في حضڼي.. في حضڼي غيري الجو.. مش بعيد
تساقطت دمعاتها
وانت الي بعيد...
اخذ يزيل عبراتها بأصابعه بكل حنية...
يا قلب سيف.. انا مش بعيد... انا معاكي.. بس سامحيني علي الكلام ده... علشان خاطري انا..

نتكلم الأول.. وافهم ليه..
ليه ايه
ليه اتغيرت بسرعة كده... ايه حصل
تنهد.. فكيف سيجيبها..
ممكن مانتكلمش دلوقتي... انا تعبان جدا.. ممكن
ابتسمت بوهن وسخرية
اكيد ممكن... ممكن جدا... بقالك يوم بره
حور...
حور.. هتروح تقعد شوية عند حاتم. هي وروح يا سيف ممكن
نظر لعينيها الحزينة... لاحمرار ملامحها من كثرة البكاء... سيريحها.. تريد الذهاب سيسمح لها
حاضر يا حور.. عايزة تروحي امتى
دلوقتي
طيب يلا البسي
انا هروح مع الحرس
حور.. انا جي تعبان.. لو سمحتي يلا.. انا الي هوصلك وبس
ذهبت حور لبيت اخيها... الذي هو قصر والدي سيف.. جلست اسبوع.. يأتي سيف يوميا... لا حديث بينهم تكفي النظرات التي ټقتل...
لم يعرف احدا ما يحدث بينهم.. اما بالنسبة لروح هي الاكثر استفادة من هذا الموقف... تلعب وتلهو مع جديها.. والصغار
في هذا الأسبوع... حصل يوسف علي اوراق طلاق مرام.. بعلاقاته.. واعطى لراجي درسا لن ينساه.. بل لن يفكر مرة اخرى فيها
ظلت مرام في الاسكندرية... بعد علمها بكل شئ
تجلس ناظرة للبحر
اخبارك
لم تنظر له.. انما شردت في هذا البحر
كويسة
انتي احسن كده
اخبرها بنبرة مؤكده
كان نفسي استمر في حاجة حلوة... كان نفسي نظرة الحب الي في عنيه هي الي تبقى على طول... كل وقت... كان نفسي...
بس انتي دلوقتي احسن... احسن من التغير الي هو كان فيه مل شوية في الفترة الاخيرة...
احسن نفسيا وجسديا... احسن.. نظرة ك عنيكي حزينة بس مش مکسورة..
ابتسمت بوهن
شكرا
على ايه بس
على كل حاجة.. علي وقفتك جنبي... على احساسك بيا... على انك معايا هنا
ماتقوليش كدا... دا ولا حاجة .. اهم حاجة تكوني مبسوطة.. ومرتاحة...
شكرا بجد...
لقد كان يجلس جانبها.. على الارض...
اقتربت منه بشدة لا تعرف لما...
قالت كلمتها الاخيرة بهمس... وكانت قريبة منه..
كان ينظر لعينيها فقط وهي تتحدث...
تحت نظره الذي تتبع يدها....
ثم اغمضت عينيها...
تقترب لتقتنص لطالما حلمت بها...
لكن لا تعلم.. لما تفعل هذا الان.. ولكنها .. لا تعلم...
افاقت.. علي صوته... ففتحت عينيها
عارفة لوانا ممكن اموت فيها... حور هي الوحيدة الي ليها الحق
دا وبس.... افهمي يا مرام. انتي اختي الصغيرة.. واخت صاحبي.. عمر ما هيكون بينا حاجة
اا انا اسفة... عقلي بس مشوش.. ان...
ماتقوليش حاجة.... اقعدي براحتك هنا.. بس فكري مليون مرة قبل ما تغلطي تاني... وانا اخوكي وبس.. ومعاكي يوسف.. اكتر واحد بيحبك وبيخاف عليكي.. حتى اكتر مني
ثم تركها وذهب.. لقد كانت رسالة صريحة بأن تبتعد عنه... وهي فهمتها ولن تكررها ابدا
عاد من الاسكندرية في الليل.. ثم ذهب لقصر والديه
وقف بسيا رته في الخارج... ثم هاتفها
الو
حور البسي وانزلي
انزل فين يا سيف...
انزلي يا حور انا تحت
هبطت سريعا.. ركبت جانبه فانطلق بدون حديث تجاه قصره هو... انما الصغيرة فهي تنام مع جين
وصلوا ثم صعدوا لجناحهم
اجلسها وجلس أمامها...
تنظر له.. امسك يديها
بصي.. عارف اني غلطان... بس هحكيلك حاجة.. في واحدة مشاعرها اتحركت تجاهي.. من عشر سنين.. وانا رفضت ده... مشيت.. وسافرت.. بس ارتكبت غلطة فظيعة اتجوزت من ورا اهلها... وكانت حامل.. بس الي اتجوزته طلع مريض.. وهي حكت له عن حبي.. بقى يكلمها عني كتير... ضربها.. ولما عرف انها حامل.. قالها مش ابنه... رجعت.. وجالي التليفون.. كانت هي.. وبتقولي اني انا السبب.. ما كنتش عارف اعمل ايه.. بس.. طلعت ڠضبي بأبشع طريقة ممكنة.. اذتك انتي... كنت مستني الكسر يخف والمشكلة تتحل.. بس لما رجعت يومها.. جالي تليفون انها اجهضت... كنا حواليها... واتطلقت.. ودلوقتي انا بعيد جدا عنها.. انا عملت كده بس علشان خاطر يوسف.. صاحبي.. لان البنت دي مرام..
دموعها فقط هي من تحدثت... خرج حديثها همسا
كانت حامل... البيبي ماټ.. حرام... طب مرام.. هي.. هي كويسة.. البيبي
احتضنها...
اهدي يا عمري اهدي.. هي كويسة... انا قلت لك كل حاجة... سامحيني.. اسف على كل حاجة قلتها.... ماكنتش قاصد... انا روحي انتي.. انتي وبس... عمري ماخسرت من قربي ليكي.. انا عايش بقربي ليكي وبس
همست بصوت مبحوح
بس.. بس كلامك وجعني اوي
سلامتك من الۏجع يا قلب سيف.. انا اسف.. والله اسف.... اطلبي الي عايزاه... وانا هعمله.. بس ماتبعديش عني
بس انت سبتني ابعد
احتضن وجهها
كنت شايف عيونك حزينة... وكنت بجيلك علي طول اصبر قلبي.. لاني ماكنتش هتكلم قبل ما الموضوع يتحل... تنا الي غبي.. انا ۏجعتك... بس والله اتوجعت.. والله اسف.. وسقطت دمعاته
لا.. لا ماتعيطش.. وقامت بمسح دموعه..
احتضنها..
سامحتيني صح
ما اقدرش ماسمحكش
بحبك.. والله العظيم بحبك.. واسف ان صوتي علي عليكي.. ومليون اسف علي الكلام الي قلته. اسف
ششش حلاص مش زعلانة
ابتعد عنها.. يزيل اثار دموعها 
عمري... كنتي بټعيطي وانتي بعيد.. مش هخليكي ټعيطي تاني.. عايزة ټعيطي عيطي في حضڼي. انا وانتي مالناش غير بعض.....
ثم اقترب من عينيها يلثمهم
روحي عيونك بحر مش مسموح له يهيج ابدا.. لازم يفضل صافي..
ثم قبل ارنبة انفها
لما بټعيطي بتحمر.. وشكلم بيبقى حلو اوي.. بس ماتعيطيش تاني ابدا...
ثم مرر .... هامسا بشغف
دول.. دول ملكي.. يقولو بس بحبك.. وانا كلي ليكي..
بحبك.. همست
وكانت اخر كلمة قالتهل
مرت السنوات ومر العمر...
اصبح الاطفال شباب...
حب الكبار مازال قائما.... لكن الصغار هل ستتغير حياتهم
ذلك السيف الذي يدلل حوره وروحه.. روح تلك الجميلة الثائرة.. جمالها ملفت بدرجة رهيبة.. محبوبة من الكل... في عامها الثامن عشر... سنتها الدراسية الاولى في الفنون الجميلة... تحبها وبشدة
اما حاتم وجوي مازال جنونهم قائم.. جين ذات الخامس والعشرين سنة... نسخة حور المصغرة.. لكنها ليست هادئة.. مشاكسة كروح....
تخرجت وتعمل في الشركة مع سيف.. وحاتم... .
اما رافي وراني ذوو الحادي والعشرين عاما... توأم ملتصق.. يحبون بعضهم بشدة. الاثنين في كلية الهندسة.. في عامهم الرابع... ما ان يتخرجوا العام المقبل سوف يعملون في الشركة
اما يحيى.. فتلك المچنونة ريم.. لا تترك له فرصة الا وتذيب عقله وقلبه.. السن لم يفعل بها شئ بل زادها جنونا.... وتلك الحور ابنتهم صاحبة الثالثة والعشرين.. تخرجت.. لكنها لا تحب العمل.. المدلله الصغيرة بحق... تحب ذالك المالك... واه من صراعات يحيى ومالك
يوسف وروبا... حياتهم سعيدة بشدة... يحيون لحظات جنون مع مالك... ذو الرابعة والعشرين... صراعاته مع يحيى فوق الخيال... حبه لحور يفوق الواقع بمراحل.. لكنه يحافظ عليها..
تخرج من الطب.. وهو حاليا يعمل في مشفى سيف..
اما مرام... سافرت ولكن باريس... تعلمت من خطئها...
سنتعرف علي هذا الجيل.. وحبهم وصراعاتهم.
الفصل 10
في قصر حاتم... فأصبح ملكه بعد ۏفاة رأفت ومنى..
في غرفه تلك الفاتنة.. التي تداري جمالها... ترتدي بدلة سوداء.... وشعرها الكيرلي الهائج... تاركته للعڼان... وعيونها الجميلة معيون حور تماما.. ترتدي نظارة طبية... هي ليست بحاجة لها.. ولكن.. شقية كبيرة.. متقمصة دور الشاب.... في العمل هي ذلك الماذا.... انها ليست انثى.. لم تعط فرصة لاحد ان يتدخل في حياتها.... ولا في عملها. اما في القصر.. او مع اصدقاء الطفولة.. هي جين.. تلك الطفلة الشقية فقط...
اما في حجرة رافي... فقد انفصل هو وراني... نجده يرتدي ملابسه السوداء هي ليست برسمية.. ولكن يحب ذلك اللون كثيرا.... وسيم بدرجة بالغة... فقد ورثها من والده روالدته.... وكأن القدر اراد هذا فعيونه مثل عيون عمته حور.... فجين.. ورافي.. وحور الصغيرة... يمتلكون نفس بحر حور الكبيرة... حجرته ذات الالوان المعتمة...
اما
اما عتد راني... ذلك المبهج المبتسم... وسيم كأخيه.. لكنه ورث عيون والدته بخضرتها كزرع جميل.... يرتدي ملابسه ليست معتمة كأخيه.... حجرته تشبه شخصيته... مبهجة ذات الوان مفرحة جميلة
اما في الاسفل.. يجلس ذلك العابث.. في حجرة مكتبه... ولكنه ليس وحيدا.. بل يجلس في احضانه جوي.. تلك الغريبة التي سلبت عقله في الغربة...
قال من بين عبثه وقبلاته...
امممم جوي
اممم
بحبك...
وانا فيك
قاطع لحظتهم ذلك الطرق علي الباب
بابا.. يلا... سيب ماما شوية
زفر بحنق.. فذلك الراني.. يقطع لحظاتهم الصباحية دائما
ابنك.. ابنك دا انا........
قاطعت حديثه بقبلتها كالعادة
ماه ابنك يا قلب جوي
ھموت انا في حب جوي والله
جلس علي رأس طاولة الطعام... وجلست جوي علي يمينه.. بينما جين علي يسارة.. ورافي بجوار جين.. وراني امامه
مش هنبطل شقاوة يا بوب...
وله... خليك في حالك... وبعدين حد يبقى معاه قمر زي جوي هانم.. ومايتشاقاش
الله. الله يا بوب علي كلامك العسل ده..
قبل حاتم يد جوي.... التي نظرت امامها تنظر لرافي.. ذلك.. الذي لم يبتسم... ربت حاتم علي كفها...
والباشا رافي... ليه ساكت كده
عادي يا بابا... مافيش حاجة...
ارادت جين تغيير مجرى الحديث
بابي... انا هروح عند روح انهردا...
روح يا قلب بابي... هو انهردا اول يوم ليها في الجامعة
ايوة يا بابي... ھموت واشوفها هتعمل ايه
والله يا جين... دا انا هنفخها.. لما اشوفها... انا اقولها تعالي اوصلك.. تقولي لا.... عايزة اعتمد علي نفسي
هههه.. راني.. هي مچنونة حبتين.. بس سيبوها براحتها
ضحك راني باستخفاف
وهو يشير لرافي
قصدك اسيبها.. هو الباشا يعتبر بيعاملها اساسا... دول مابينهمش كلمتين علي بعض
حمحم رافي.. وقام من مكانه
بعد اذنكم.. انا شبعت.. همشي
لم ينتظر الرد وانما سار في طريقه للخارج
ادمعت عبنا جوي
جثى حاتم امامها يمسك يديها
مالك يا قلب حاتم بس
رافي.. رافي... ابني ماكنش
كده... في ايه... رجعهولي بقى...
قبل يدها
سيبيه براحته... وانت يا راني ماتضغطش عليه.. سيبه...
اومأ له راني.. برغم ضحكه.. يشعر بتوأمه... يريده ان يتحدث.. لكنه لا يقول شئ
اما عند.. سيف وحوريته....
فتح عينيه علي قطة... تتقرب منه بشدة... تنعم بدفء احضانه.. ابتسم.. ثم قبل شعرها...
حور... قلبي
امممم.. همهمات فقط تصدر منها.. 
يلا يا قلبي.. انهردا اول يوم لروح في الجامعه
رفعت رأسها.. وقبلت وجنته... مردفة بنعاس
صباح الخير علي عيونك
ظل يتأملها... حبيبته.. وروحه... قبل جبينها...
وجد باب الغرفة يفتح ببطء... بعد طرقتين خفيفتين... وتلك الفاتنة الصغيرة تطل بحرص من خلف الباب
بينما حور.. كانت ترتدي منامتها الخفيفة... فقد اعتادا علي دخول روح عليهم في المناسبات المهمة.. واليوم مهم.. فأول يوم لها في الجامعة
تعالي...
جرت تلك الفاتنة.. دخلت في حضڼ والدها...
ظل يربت
علي شعرها وظهرها
حبيبة بابي... مبسوطة
خرجت من حضنه بعيون لامعة...
جدا.. جدا.. يا بابي...
ر.. وح
همست بها تلك الناعسة
تسطحت روح بجانبها... ودخلت في حضنها...
ظل ينظر لهما.. انهما رائعتي الجمال...
استكانت في حضڼ والدتها... قبلتها حور علي وجنتها..
كده انا اغير... فين حضڼي انا
هههه.. تعالى يا بابي..
فردت له روح ذراعها....
احتضن الاثنتان.. فهما عالمه.. واحده روحه والاخرى كل شئ...
بعد ساعة كانوا يتناولون الفطار....
حلو اوي الدريس ده يا روح
ميرسي با مامي
روح.. انتي رايحة جامعة يا قلب بابي.. هو قصير شوية...
قامت وقبلت وجنته
بابي.. روح سيف تعمل الي هي عيزاه.. وماحدش ليه
 

 

انت في الصفحة 8 من 19 صفحات