الخميس 21 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثي الجزء الأخير كامل " بقلم اية محمد"

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

كده. 
ألقت فريدة الهاتف عن يدها ثم جلست على المقعد تبعد خصلاتها القصيرة عن عينيها وقد تمكن منها الارهاق 
_أعمل أيه بس معاه عشان أغيره مفيش أي شيء جايب نتيجة معاه. 
واستندت بيدها على ساقيها متكئة بجلستها للأمام 
_أنا ادتيه حتة من قلبي مايسان.. كنت فاكرة إن الحب الطفولي اللي بينهم هيقدر يبعده عن الطريق ده بس للأسف أنا مجنتش حاجة من اللي عملته. 
حزنت وهي تستمع لوالدتها فجلست جوارها وهي تربت بحنان على ظهرها وتخبرها بارتباك 
_متزعليش عشان خاطري. 
ابتسمت فريدة وهي تتطلع لابنتها الصغيرة فقالت بنبرة لم تعتاد منها سماعها 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_أبوك سابني وأنا في عز شبابي وساب وراه ثروة كبيرة الكل كان طمعان فيها اتحدف عليا رجالة العيلة عشان يتجوزوني بحجة إنهم يحموا المال اللي مش هتصونه واحدة ست. 
واسترسلت پألم قاټل يذبح فؤادها 
_رفضت.. رفضت أرتبط بأي حد واعتمدت على نفسي اشتغلت وتعبت لحد ما كبرتكم نسيت نفسي ودفنت حياتي. 
وتابعت وهي تتعمق بعينيها الواسعتان 
_كنت أوقات بحتاج لوجود حد جنبي بس حتى أختي الوحيدة ماټت بعد ۏفاة جوزي بسنتين وسابتلي بنتها أمانة في رقبتي. 
وشددت بحب أمومي 
_مايسان بنتي أنا يا شمس أنا اللي ربتها وكنت جنبها لحظة بلحظة. 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ونهضت وهي تتطلع لقصرها الفخم من حولها لتردد پغضب مخيف 
_البيت ده بيتها ومستحيل هسمح للحقېرة دي إنها تأخد مكانها.. 
واستدارت تجاهها تؤكد لها 
_أنا اللي يقرب لأولادي أنهش لحمه ومايسان دي ضي عيوني. 
وتابعت پقهر 
_أنا بتوجع وأنا واقفة بالنص بينها وبين ابني ومش عارفة أجبلها حقها.. بس عندي أمل كبير أنها هتغيره! 
عاد علي للمنزل مثلما وعد والدته فصعد لغرفته 
لمع عقله بفكرة خطرت له فجذب المنشفة ولفها من حوله ثم خرج يبحث عن هاتفه أخذ ما يقرب الخمسة دقائق حتى عثر
على رقمه فرفع الهاتف وهو يترقب سماع صوته الرزين الذي أتاه بعد ثواني 
_دكتور علي. 
ابتسم وهو يردد بوقار 
_مراد باشا. 
انتفضت نبرتها قلقا فليس معتادا على إتصاله الغريب 
_فطيمة كويسة 
أسرع يطمنه 
_بخير متقلقش أنا بس كنت محتاج مساعدتك. 
أتاه صوت الجوكر الهاتف باهتمام 
_أعتبر موضوعك منهي لو في إيدي. 
إعجب بثقته برده الصارم وقال بوضوح 
_فطيمة أخيرا وبعد الشهور دي كلها اتكلمت والنهاردة كان أول جلسة علاج ليها وفي الحقيقة يا مراد من خلال كلامي معاها قدرت ألمس مدى احترامها وحبها الكبير ليك يعني لو في وسيلة تواصل بينك وبينها أظن هيسهل الموضوع جدا. 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أجابه بترحاب 
_أنا أعمل أي حاجة عشان فطيمة ترجع لطبيعتها ولو اتطالب الأمر هسافرلك انجلترا من بكره لو تحب. 
رفض موضحا له وجهة نظره كطبيب متخصص 
_لا أنا حابب في البداية يكون في اتصالات بينكم لإني مش ضامن هيكون رد فعلها أيه لو شافتك وش لوش خصوصا إنها لسه في البداية. 
تفهم الجوكر وجهة نظره وأبدى تضامنه الكامل معه 
_زي ما تحب المهم إنها تتحسن وترجع زي الأول. 
استغل علي مكالمته الهامة مع مراد زيدان فبدأ بطرح سؤاله قائلا 
_طيب كنت حابب أسالك عن شيء. 
_اتفضل. 
جلس على الفراش وأسند هاتفه إليه وهو يجذب نوته ليردد 
_تاني مرة فطيمة اتخطفت فيها وتم الاعتداء عليها فعليا الفترة اللي قضتوها انتوا الاتنين مع العصابة دي كان في أي حوار ما بينكم يعني فطيمة كانت بتتكلم 
مجرد تذكره تلك الفترة العصيبة التي مر
بها بحياته أظلمت حدقتيه وود لو عاد بحياته ليقتص منهم بدلا من أخيه رحيم زيدان

ولكنهم بالنهاية لاقوا حتفهم بما يستحقوه فسحب نفسا مطولا قبل أن يجيب 
_أيوه كانت بتكلمني وقتها الكلاب دول كانوا بيحقنوني بالمخډرات وهي كانت حاسة بالذنب لانهم ضغطوا عليها وكانت سبب لرجوعي للمكان ده من تاني.
دون علي ملحوظة هامة وعاد يسأل من جديد
_طيب بعد خروجكم
أتاه صوته الذكوري المتعصب رغم هدوئه
_للأسف كنت تحت تأثير المخډرات ومقدرتش أكون جنبها في الوقت ده رحيم أخويا اللي كان جنبها لحد ما استرديت صحتي وفوقت من تاني. 
_قابلتها 
_مرة واحدة وكانت حالتها متدهورة ومبتتكلمش نهائي. 
أكد عليه علي بعدما استوعب نقطة كان يشك بها 
_مراد بعدك عن فطيمة بعد خروجكم من الحبس ده كان سبب من الاسباب اللي خلها تفقد الأمان على ما أعتقد بعد أول جلسة مكنش ليها تعارف كامل بأخوك يعني بالنسبالها شخص غريب يمكن ده كان بداية إنها بقت كارهة تشوف أي راجل خاصة بعد الاعتداء اللي تم عليها. 
_يمكن.. 
وبرجاء قال 
_من فضلك يا علي اهتم بفطيمة بتمنى في اليوم اللي تسمحلي فيه بزيارتها تكون واقفة على رجليها واستعادت صحتها. 
أجابه وهو يمنحه وعدا قاطعا 
_هيحصل إن شاء الله متقلقش.. 
وبلطف قال 
_بعتذر إني أزعجتك في وقت متأخر زي ده تصبح على خير. 
رد بإيجاز ووداعة 
_أنا تحت أمرك في أي وقت يا علي. 
أغلق الهاتف فور انتهاء مكالمته ونهض لخزانته يرتدي ثيابه ليغفو بعمق بعد عناء شهور النوم المتقطع. 
اتخذت قرارها بعد أن قضت ليلها بأكمله تفتكر فيما ستفعله باكية ضعيفة في خلوتها بينها وبين ذاتها قوية فور خروجها من باب غرفتها تبدو كالحديد القوي الذي لا يهاب شيئا كاسر وهي بالحقيقة هاشة خاوية.
حملت مايسان الحقيبة الفارغة ووضعتها على الفراش ثم جذبت الملابس من الخزانة ووضعتها داخلها ودموعها لا تتركها وضعت حدا لمعاناتها تاركة من خلفها حساباتها المعقدة حول حزن خالتها لقرارها هذا يكفيها تحمله طوال الخمسة أشهر الماضية من زواجهما.
قلبها يئن.. كفى ألما كفى قهرا كفى إهانة ولوعة كفى تحمل الهجر والكراهية.. كفى!
أغلقت حقيبتها وهي تزيح دموعها واتجهت للسراحة تضع حجابها فوق فستانها الأسود وهي تتفحص ساعة الحائط لتتأكد بأن الوقت متأخرا لتضمن المغادرة ليلا دون وداع أحدا لا تريد لخالتها أن تلين قلبها مجددا.
جذبت حقيبتها وجمعت جواز سفرها وما يخصها فقاطعها رنين هاتفها الموضوع على الكوماد أسبلت عينيها بدهشة بالمتصل بتلك الساعة المتأخرة من الليل فما أن رفعت الهاتف حتى همست بعدم تصديق 
_عمران! 
بقيت ساكنة بوقفتها لا تعلم هل تجيبه أم لا ولكن الغريب بالأمر أنه يتصل بها والأغرب ذاك الوقت المتأخر كادت مايسان باجابته ولكن ما فعله جعلها تلقي الهاتف على الفراش وتعود لتستكمل استعدادها للرحيل فتوترت حركتها وعينيها لا تترك الهاتف المتروك على
الفراش فرددت لذاتها 
_لا يكون في حاجة عمره ما اتصل بيا بوقت زي ده! 
انتصر قلبها عليها فرفعت الهاتف إليها وبقيت صامتة تتلصص لما سيقوله هو فارتجف فور سماع صوته الواهن يردد 
_مايسان. 
نبرته كان مقلقة للغاية وبالرغم من ذلك ادعت برودها 
_خير يا عمران نسيت حاجة حابب تقولها. 
ابتلعه الصمت قليلا ثم قال بإنهاك شديد 
_أنا تعبان أوي يا مايا مش قادر أسوق خاېف.. آآ... خاېف أعمل حاډثة وأقابل ربنا وأنا سکړان وكلي ذنوب.. خاېف من مقابلته. 
واسترسل دون توقف 
_خوفت أكلم علي هيتنرفز لو شافني بالحالة دي وأكيد فريدة هانم هتعاقبني لو لجئت ليها ملقتش غيرك. 
رددت بلهفة ضړبت خفقات قلبها المتسارعة 
_أنت فين أنا جيالك حالا. 
ابتسم وهو يجيبها بتعب ومازال 
ملقى على الجزء الأمامي للسيارة 
_مش عارف أنا فين! 
جذبت حقيبتها وهرولت للخارج وهي تردد لاهثة 
_ابعتلي اللوكيشن وأنا دقايق وهكون عندك أرجوك

خليك في العربية متنزلش.. آآ... أنا مش هسيبك. 
ارتعش فور سماع تلك الكلمة التي أبقيته أمانا قليلا فأرسل لها موقعه قبل أن يغلق عينيه مستسلما للنوم المؤقت. 
وقفت تراقب سواد الليل الكحيل برهبة ومع ذلك تغلبت على خۏفها الغريزي واندفعت تجاه سيارتها حبه القابع بقلبها كالظل الساكن مدها بالقوة جعلتها غير واعية لمخاوفها تلك فصعدت لسيارتها وحررت بريموتها حاجز البوابة الخلفي لتنطلق بسرعة البرق وهي تتفحص الهاتف من أمامه تتبع الاشارة يكاد قلبها يتوقف أكثر من مرة وهي تتخيله يخالف ما قالت ويقود بذاته فيصطدم بأحد الحافلات فرددت باڼهيار 
_يا رب قصر طريقي ووصلني ليه!
كادت بأن تنقلب السيارة بها أكثر من مرة تفادت أكثر من حاډث حتى وصلت للإشارة المتبعة ظهرت سيارة عمران من أمامها وجدتها معاكسة للطريق لا يفصله عن الجسر الفاصل بين الرصيف والمياه سوى خطوات معدودة وكأنه تفادى سقوطه فعليا.
تلبدتها الغيوم فور تخيلها بأن السوء قد أصابه بالفعل فخلعت حزام أمان السيارة وهرولت تناديه بصړاخ متلهفا 
_عمران. 
طرقت على باب السيارة في محاولة لتفحصه من عبر النافذة القاتمة وجدته يتحرك بصعوبة ففتح الباب مرددا وهو يرفع جفنيه بتثاقل 
_مايا.. جيتي لوحدك في الوقت ده! 
مالت تجاه السيارة تستند على حافتها العلوية وهي تجاهد ألا تفقد وعيها من فرط حالة الذعر التي خاضتها منذ قليل.
تابع عمران انقباض صدرها وصوت أنفاسها المسموعة فمال على التابلو متفوها بارهاق 
_أنا شرحلك حالتي قبل ما تخرجي من البيت مالوش داعي العياط على حالتي البائسة روحيني أنا تعبان ومش قادر. 
استمدت قوتها وانحنت إليه تعاونه على الخروج من السيارة أخفضت ساقيه أولا بعيدا عن المقعد ثم لفت ذراعه حول رقبتها فخرج صوتها يهمس من فرط الحركة 
_اتحمل عليا يا عمران لحد عربيتي. 
أتكأ عمران على باب السيارة حتى نجح بالوقوف فاختل توازنه من أثر الدوار كاد بالسقوط لولا يدها التي تركزت على صدره بقوة.
وزع نظراته بين يدها اللامسة لقلبه ويدها الاخرى التي تحيطه ليرفعهما لعينيها زوت حاجبيها بدهشة حينما وجدت عينيه متورمة ومازالت تحتفظ بأثر بكائه نياط قلبها فور تخيلها إنه كان يبكي منذ قليل أرغمت قدميها على التحرك به لسيارتها وبصعوبة نجحت بفتح باب السيارة فارتمى باهمال على مقعدها.
حاول رفع قدميه ولكنها لم تستجب إليه الا حينما رفعتهما إلى السيارة وقالت قبل أن تنحني 
_هجيب مفاتيح العربية وحاجتك وجاية. 
هز رأسه دون اكتثار فأغلقت باب السيارة ثم أسرعت لسيارته جلست محله تجذب مفاتيح السيارة ومن ثم جذبت هاتفه ومحفظته الملاقاة بالمقعد المجاور له وكادت بالخروج لولا أن لفت انتباهها تلك الزجاجة الملقاة أرضا بالسيارة تحمل بقايا الخمر ألقتها مايسان من النافذة پغضب وغادرت سريعا بعد أن أغلقت الباب.
اتجهت مايسان للسيارة فتوقفت حينما وجدت عمران يجذب المناديل المبللة الموضوعة بسيارتها ويمسح بتقزز واضحا اندهشت من فعلته فتوقف حينما وجدها تصعد لمقعد سيارتها واستعدت للمغادرة.
لزم الصمت بينهما جلبابه حتى عمران الذي يرتكن على نافذة السيارة 
_هترجعيني البيت لفريدة هانم تعاقبني. 
أسبلت بعينيها الباكية تأثرا برائحة البرفيوم النسائي الذي يفور منه وقالت وهي تدعي انشغالها بالطريق 
_هنروح شقة بابا اللي هنا مفتاحها معايا. 
أغلق عينيه باستسلام لنومه المرهق ولم يفق الا على هزات يدها وصوتها المنادي 
_عمران وصلنا. 
هبطت مايسان واتجهت إليه فعاد يحتمل عليها حتى وصلت به للمصعد فوضع
رأسه على كتفها وهو يشعر
بأنه على وشك فقدان الوعي بأي لحظة أمسكته مايسان پألم الرفيع لا يحتمل الممشوق ومع ذلك حرصت بالا تتركه تفحصت المصعد حتى صدح بالطابق الثالث عشر فخرجت برفقته حتى

وصلت للشقة فشلت مايسان باستخراج مفتاحها

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات