الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية انا لها شمس (الفصل الاول الي الفصل الرابع والأربعون 44) بقلم روز امين كاملة

انت في الصفحة 31 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز

 


من حديث عقد النية على أن يعترف لها بأنه كان يختبرها وسيقدم لها جميع كلمات الإعتذار المتواجدة بالقاموس العربي العامية منها والفصحى لكنه بالوقت ذاته سيحاسبها حسابا عسيرا على تلك الڤضيحة التي تسببت فيها وجعلت من كلاهما مادة ساخرة أمام رواد المكان وعماله فوجئ برنة بسيطة ومن ثم أعطاه مشغولا ليضيق عينيه محاولا مرة اخرى ليصيح پغضب عارم بعدما تيقن حظرها لرقمه لېصرخ باسمها پجنون 

إيثااااااار أكيد مش هتعملي فيا كده
فتح تطبيق الواتساب ليتأكد بالفعل من عدم استطاعته لمراسلتها بعدما قامت بحظر رقمه لا يعلم أين يذهب فقد صوابه واصبح بلا وجهة سيچن بالتأكيد إذا لم يتحدث معها الأن ويضع أمام عينيها تفسير ما حدث
وصلت إلى البناية لتصف سيارتها وقبل أن تترجل نظرت لانعكاس وجهها بالمرآة وقامت بتجفيف دموعها أخذت نفسا عميقا لتتحرك نحو باب البناية ومنه لباب المصعد الكهربائي وما أن أغلق الباب عليها حتى انهمرت دموعها من جديد لتستند على المرآة وتنظر لحالتها المزرية وتنزل دموعها فى صمت مرير إلى أن توقف المصعد لتخرج منه وهي تجر أذيال خيباتها تفتح باب مسكنها لتدلف بقلب منكسر عكس ما خرجت كانت عزة تجلس تتابع فيلما سينمائيا عبر شاشة التلفاز شعرت بقدوم أحدهم لتلتفت للخلف وما أن رأت حالتها حتى هبت واقفة لتهرول عليها وهي تقول بهلع حينما لاحظت وجهها الملطخ بالكحل العربي الذي ساح ليلطخ وجنتيها بعدما اختلط بالدموع 
مالك إيه اللي حصل وإيه اللي عمل فيك كده!
كسرني يا عزة حسسني إني رخيصة قوي واخري شوية فلوس نطقتها پقهر وألم يسكن عينيها قبل أن ترتمي عزة التي احتوتها لتسترسل بنبرة منكسرة 
ضميني يا عزة ضميني قوي
نطقت جملتها لتجهش پبكاء حاد انتفض بالكامل من شدته سحبتها عزة إلى غرفتها وأجلستها على حافة الفراش لتجاورها الجلوس وهي تسألها 
إمسحي دموعك وانسي اللي حصل وكأنه مدخلش حياتك طظ فيه هو اللي خسران
هزت رأسها لتقول بشهقات متقطعة 
لا يا عزة هو مخسرش حاجة أنا اللي خسړت كرامتي وخسړت إحترامي لنفسي
لتسترسل باڼهيار 
هو مش غلطان على فكرة أنا اللي غلطت يوم ما مشيت ورا ده
نطقت كلمتها الاخيرة
وهي تدق بكفها بقوة فوق موضع قلبها لتتابع بصوت يقطر ندما 
ياريتني سمعت كلام عقلي اللي كان دايما بيحظرني منه ياما نبهني وقال لي إن زيه زي عمرو وغيره من الرجالة بس أنا اللي كنت عامية مشيت ورا الملعۏن قلبي اللي اتفتن بكلامه المعسول
ياريتني ما شفته ولا عرفته يا ريتني ما سلمته قلبي وحسسته بضعفي كانت تتحدث بصوت باكي يقطع نياط القلب لتسترسل پألم قلبها 
من يوم طلاقي وأنا معتمدة على نفسي ومكتفية بيها عاهدت نفسي إن مفيش راجل يستاهل إنه يدخل حياتي او اضيع لحظة واحدة من عمري علشانه اخدت إبني في واكتفيت بيه عن رجالة الدنيا كلها لحد ما ظهر في حياتي وبدأ يلعب عليا
لتتابع وهي تنظر إلى عزة الباكية لأجلها بنظرات زائغة وعقل مشتت 
بس إزاي قلبي مقدرش يكشف كذبه عليا ده أنا حسيت بصدقه قوي يا عزة كل كلمة كان بيقولها كانت بتدخل على قلبي تنعشه معقولة كل ده كان كڈب للدجة دي كان بارع وأنا كنت غبية
بنبرة حزينة هتفت كي تخفف من وطأة الکاړثة عليها 
إهدي يا بنتي متعمليش في نفسك كده والله العظيم إنت خسارة فيه هيلاقي فين زيك لو لف الدنيا كلها أدب واخلاق وأصل طيب
لتسترسل وهي تحسها على النهوض 
قومي غيري هدومك ونامي إنسي الهم ينساكي
أومأت بهدوء لتنهض بالفعل وتقوم بتغيير ثوبها إلى منانة حريرية تطلعت على ذاك الثوب الملقى بإهمال فوق حافة الفراش لتهرول سريعا نحو دورج الكومود وتفتحه لتخرج منه مقصا وتعود من جديد بعدما قررت ټمزيق تلك الذكرى أمسكت بالثوب وبدأت بتمزيقه بغل ليتحول بعد قليل إلى قصاصات مجهولة المعالم وأسرعت نحو الخزانة لتجذب
البذلة التي ارتدتها أثناء حضورها لقاء الصلح ونالت بها إعجابه لإربا في محاولة منها لمحو أي ذكرى من الممكن أن تذكرها به وقررت من الأن محو اللون النبيذي من تاريخها كأنثى كانت بقلب مشتعل وكأنها شخصيا چثت على ركبتيها بعدما خارت قواها لتستند بكفيها على الأرض وتنهمر دموعها بغزارة ظلت تشهق وتشهق
علها تخرج ما بصدرها من ۏجع وبعدما شعرت بالراحة هبت واقفة وتحركت إلى الحمام لتغتسل وبعدها تحركت صوب حجرة صغيرها بعدما ققررت الإنضمام للنوم بجانبه ولجت لغرفته وتحركت تنظر على ملاكها الغارق بنومه جاورته الفراش بهدوء 
أما فؤاد ف بات يجوب شوارع القاهرة طيلة الليل كالأسد الجريح نعم توقع ڠضبها من عرضه المقصود إذا صدق حدسه وظهر معدنها الأصيل لكنه لم يضع بحسبانه ثورتها العارمة تلك وبأنها ستعرضه لتلك الإهانة الكبرى ما حدث له لم يطرأ بمخيلته حتى بأسوء كوابيسه ليته لم يختبرها بتلك الطريقة الخسيسة تنهد لېصرخ داخله حين شعر باحتمالية خسارتها ظل يتنقل بين الشوارع إلى أن استمع لصوت أذان الفجر فقرر العودة لمنزله وحمد الله أن اليوم الذي بدأ هو يوم الجمعة الاجازة الإسبوعية لولا هذا لكان واجه مشكلة كبيرة بكيفية مواصلة عمله وهو بتلك الحالة المزرية عاد للمنزل وولج لداخل حمامه الخاص لينزل تحت المياه الباردة علها تطفئ ناره الشاعلة بعد حوالي النصف ساعة كان يتوسط فراشه ممسكا بهاتفه يحاول جاهدا بالبحث في متصفح جوجل عن الوصول لطريقة يصل بها لهاتفها بعدما حظرت رقمه وبعدما يأس من وجود حلا ألقى بهاتفه جانبا ليلقي ويقع صريعا للنوم بعدما أنهك وخارت قواه 
صباحا
فاق الصغير ليبتسم بسعادة حين وجد حاله بغمرة والدته الحنون بسط كفه الصغير 
مامي إصحي 
صباح الخير يا حبيبي 
صباح النور يا مامي إنت إمتى جيتي جنبي ولية مش صحتيني وحكيتي لي حدوتة
نظرت لصغيرها بكثيرا من الألم لتتنهد وهي تقول بنبرة خرجت بائسة رغما عنها 
محبتش اقلقك
ابتسم لبرهة قبل ان يسألها بملامح وجه ارتسم فوقها الحزن 
هو أنا مش هروح عند جدو
نصر في الويك إند تاني
تنهدت پألم فليس هذا بالوقت المناسب لطرح تلك الأسئلة المجهدة لعقلها المنهك انقذتها عزة التي ولجت من الباب وهي تقول بنبرة مشرقة 
صباح الفل قوموا يا كسلانين علشان تفطروا ماجوعتوش ولا مش شامين ريحة الاكل اللي تفتح النفس
جلس الصغير ليركز بحاسة الشم قبل أن يهلل مصفقا 
دي ريحة باتية
هزت رأسها وهي تجيبه بابتسامة حماسية 
عملت لك باتية وخلية النحل وكمان ميني بيتزا بالجبن زي ما بتحبها
حملق الصغير بها تعبيرا عن إندهاشه لينظر لوالدته التي ابتسمت وهي تقول 
يلا ادخل الحمام إتوضى وصلي وحصلنا على المطبخ
حاضر قالها بسعادة وهو يقفز من فوقها لينفذ ما املته عليه 
تابعته بهدوء لتنتبه لنظرات عزة التي تنهدت واقتربت منها لتسألها بنبرة حنون 
نمتي كويس
الحمدلله قالتها بملامح وجه بائسة لتخرج الاخرى تنهيدة حارة وهي تقول 
كله هيتنسي إنت ست بمية راجل يا أيثار والضړبة اللي مابتموتكيش بتزيدك قوة
بنبرة بائسة أجابتها 
مبقتش حمل خلاص يا عزة عضمي إتكسر ومبقاش قادر يتحمل ۏجع أكتر
مر اليوم على كلاهما بصعوبة بالغة قضته هي بانكماش على حالها واستكمال اليوم إما بالهروب عن طريق النوم لفترات طويلة أو بالصمت القاټل وكأنها مغيبة عن الواقع أما هو فقضاه حبيس غرفته متحججا بإصابته بحالة من الأرق الشديد كي يهرب من نظرات عائلته المحاصرة له صباح اليوم التالي فاق من نومه وامسك هاتفه محاولا الوصول إليها دون جدوى تحرك متجها نحو عمله دون الانضمام لاسرته لتناول
الفطور كما المعتاد تحت استغراب والداه وشقيقته مر أكثر من ساعتين وهو منهمك بالعمل ليستغل وقت الراحة ويمسك بهاتف مكتبه الارضي بعدما قرر مهاتفتها منه كانت تعمل على جهاز الحاسوب وما أن استمعت للرنين ضغطت زر الإجابة لتجيب بنبرة جادة 
ألو
إزيك يا إيثار شعورا مؤلما اقتحم قلبها بمجرد استماعها لنبرات صوته التي كانت بمثابة الحياة بالنسبة لها منذ يومين فقط والأن أصبحت ۏجعا لا يحتمل أغمضت عينيها واعتصرتهما بقوة وهي تهز رأسها پألم لتفتحهما من جديد على مصراعيهما بعدما وعت على حالها لتغلق الهاتف سريعا كي تتخلص من ذاك الشعور المهين الذي اعتراها بمجرد مرور كلماته عبر خيالها أخذ صدرها يعلو ويهبط بقوة من شدة التوتر والألم أما دموعها فكانت على وشك الهبوط لولا عزيمتها القوية التي جعلتها تأخذ أنفاسا منتظمة وتزفرها بهدوء كي تستطيع التحكم بها ما هي إلا ثواني ووجدت هاتف المكتب الارضي يصدح فتوقعت بأنه هو انتظرت حتى انتهى الإتصال وخرجت سريعا إلى مكتب هانيا لتقف بشموخ تخبرها 
هانيا من فضلك حولي كل المكالمات عندك وردي عليها بنفسك
واستطردت بذريعة وهي تعدل من وضع نظارتها الطبية 
عندي ملف مهم بشتغل عليه ومش عاوزة إزعاج
تمام يا أستاذة نطقتها بعملية لتنسحب الأخرى نحو مكتبها وأغلقت الباب لتصل إلى مقعدها وترتمي عليه بإرهاق أخذت نفسا عميقا وبدأت بمواصلة عملها ولكن ما
هي إلا ثواني لتجد هاتف مكتبها يصدح لتزفر وبعدها تجيب فوجدت صوته الحاد وهو يقول 
من فضلك متقفليش أنا كل اللي عاوزة منك هي فرصة واحدة أشرح لك فيها كل حاجة والمغزى من طلبي وبعدها قرري عاوزة تكملي معايا ولا لا
بصوت قوي يحمل شموخ الانثى بداخلها أجابته 
يظهر إن سيادة المستشار موصلوش قراري مع إني أخدته في نفس اللحظة
اللي بلغتني فيها بطلبك
بس هوضح لك تاني وياريت دي تكون أخر مرة نطقتها بطريقة حادة فأغمض هو عينيه بمرارة لتستطرد هي بقوة 
سيادتك غلطت في العنوان أنا لا بتجوز في السر ولا عمري هقبل بوضع العشيقة حتى لو كان لسيادة المستشار إبن علام باشا زين الدين صاحب المنصب الكبير والفلوس الكتير
رفعت قامتها لأعلى لتتابع بصوت يقطر قوة واعتزازا بالنفس 
أنا واحدة حرة أبويا غلبان وعلى قد حاله آه بس رباني صح ولسة متخلقش اللي يخليني أستخبى ورا حتة ورقة زي الحرمية واروح اقابله في الشقق المفروشة وانا بتلفت حواليا زي اللي عاملة عاملة وخاېفة لانكشف
رمى رأسه على خلفية المقعد وكل كلمة تنطق بها قلبه لإربا شعر ببشاعة خطأه وجرمه العظيم بحق تلك الأبية نهر حاله 
لم يضعها بتلك الإختبارات مجددا ألم يكتفي برفضها لهديته الثمينة بالمرة الاولى لما استجاب لعقله وجنب قلبه الذي أنذره وحذره كثيرا من القدوم على تلك الخطوة الغير محسوبة وبالاخير صدق حدسه وظهرت أصالة تلك الجوهرة الثمينة لكنه الآن أمام معضلة كبيرة نعم تأكد من طهارتها وعفة تفكيرها وبأنها مهرة أصيلة لن تتكرر لكن هل ستغفر له ذلته تلك اخرج صوته النادم ليقول بنبرة
إنهزامية 
أنا آسف يا حبيبي مكنتش اتمنى أبدا إني أوصلك للشعور الممېت ده أرجوك حاولي تسمعيني وأنا هشرح لك كل حاجة هقول لك اسبابي لطلبي ده واللي متأكد إنك هتعذريني فيها
استمعت لكلماته بقلب مغلق يغلي بل
 

 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 118 صفحات