رواية وبقى منها حطام أنثى بقلم منال سالم (كاملة حتي الفصل الاخير)
بفتور
ماشي يا سيدي أنا بأعرفك تاريخ كل واحد هنا في المصلحة
رد عليه عمرو بعدم إكتراث
وأنا مش بأهتم بالكلام ده !
نهض محسن عن مقعده ودار حول مكتبه ليجلس في المقعد المقابل لمكتب عمرو وتشدق قائلا
ف يا عمرو أنا استريحتلك أوي بأعتبرك أخويا الصغير !
ابتسم له عمرو مجاملا ليقول
كتر خيرك !
تعمد محسن العبوس بوجهه وأجفل نظراته وهو يكمل بحزن مصطنع ليثير فضول وإهتمام رفيقه أكثر
رمقه عمرو بنظرات إستغراب مقاطعا إياه بإهتمام
هو انت كنت متجوز
تنهد محسن تنهيدة حزينة ليجيبه
اه بس الله يرحمها ماټت من فترة !
مط عمرو يه ليقول بنبرة مواسية
لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يرحمها ويصبرك
أضاف محسن قائلا بضيق زائف
كانت انسانة طيبة عمرها لا اشتكت من حاجة وكانت راضية بنصيبها !
على كده عندك أولاد منها
هز محسن رأسه نافيا
لأ ربنا مأرضش
ربنا يخلف عليك بالأحسن !
قالها عمرو وهو يعاود مطالعة الملفات المتراصة على سطح مكتبه
هتف محسن قائلا بصوت منزعج
يا رب أنا حاولت أشوف بنت حلال مناسبة بس مش لاقي اللي أستئمنها على اسمي وشرفي !
ربنا يرزقك
سأله محسن بإهتمام وهو يتفرس تعابير وجهه
طب انت مش بتفكر في الجواز
لوى عمرو فمه مجيبا إياه بعدم مبالاة
لأ لسه بدري قدامي شوية عقبال ما أكون نفسي !
ثم توقف عن إتمام جملته ليزفر بضجر ومن ثم تابع
وبعدين أختي أولى !
سألها محسن بخبث وهو يرمقه بنظرات ماكرة
زاد تجهم وجهه وهو يجيبه بإقتضاب
كانت بس محصلش نصيب !
عقد محسن ما بين حاجبيه وتسائل بفضول
ليه
نظر له عمرو بحدة وامتنع عن الإجابة فشعر محسن بالحرج وهتف قائلا بحذر
لو مش عاوز تقول براحتك !
تصلبت تعابير وجه عمرو وان في جلسته ليردف بنبرة شبه
جافة
أفضل نركز في الشغل اللي في ايدنا
ثم غمغم مع نفسه بلؤم وهو يفرك ذقنه
وهو أنا ورايا غير انت و آآ واختك !
كانت إيثار في طريق عودتها للمنزل بعد إنتهاء يومها الدراسي الحافل وما أثار ضيقها هو عدم رؤيتها لمالك
شعرت أن يومها ناقصا بدونه
ظلت تنفخ في ضيق وكاد الفضول ېها لمعرفة ما الذي منعه من الحضور
لقد إعتادت رؤيته يوميا وها هو يختفي دون سابق إنذار
كانت على وشك الصړاخ ولكنه كمم فمها بيده حدقت في وجهه پصدمة ورمقته بنظرات حانقة وتلوت بها محاولة الإفلات منه
تنهد
مالك بضيق مبررا فعلته تلك وناظرا لها بجدية
سوري يا إيثار أنا مش عاوزك تخافي مني بس مكنش قدامي إلا كده عشان تسمعيني وماتهربيش مني زي تملي !
حاولت
أن تنطق أو تصرخ لكن كفه منعها
في نفس التوقيت كانت سارة تتسلق الدرج نزولا فرأت اثنين في وضع مريب فإكفهر وجهها وضيقت عينيها لتتبين ملامحهما
إنتابتها حالة من الصدمة حينما عرفت هويتهما وتوارت عن الأنظار لتعرف ما الذي ينتويان فعله دون أن يلاحظا وجودها
إيثار أنا أنا بأحبك ونفسي أتجوزك النهاردة بكرة !
قالها مالك وهو يبعد أصابعه عن يها ومرخيا لذراعه عنها
اتسعت عينيها بذهول وانفرجت يها مشدوهة مما قاله
تابع قائلا بنبرة رومانسية
أنا مقدرتش أخبي اكتر من كده !
مد كفيه ليمسك بكفيها وهمس لها بصوت عذب
بأحبك يا عمري كله !
شهقت سارة مصډومة مما سمعته واتسعت مقلتيها بنيران حاقدة ورددت بنبرة مغتاظة
بتحب دي !
صرت على أسنانها بشراسة وأضافت بنبرة عدائية
بقى الحكاية كده يا إيثار إن ما بوظتهالك مابقاش أنا سارة !!
الفصل التاسع
توقفت الكلمات على حافة لسانها وعلقت الحروف بحلقها وكأنها لاتقوي على السيطرة على حالها في حين أنتبه هو لحالة الأرتباك الملحوظ التي طغت على كيانها فأردف قائلا
مالك مش هتقولي حاجة
إيثار وهي تجاهد للنطق ولكن دون جدوى آآ اانا
لم يكن أرتباكها وحمرة الخجل التي علت وجنتيها إلا سببا قاطعا يزيد من تعلقه بها وإيمانه بإنها هي ضالته التي يبحث عنها رأى بها مكملتة ونصفه الأخر الذي سيكمل النقص فيه أما عنها فقد رأت حلمها به وشعرت بخطوات قلبها تخطو نحوه ولا تستطيع إحكام سيطرتها عليه لقد أنفلت منها زمام الأمور وأصبح فؤادها متعلقا بأمل حبه وما الأمل إلا حلما ستسعى وراءه
مالك بنظرات مغزية طب طالما مش عايزة تتكلمي أنا عندي فكرة
إيثار وهي تهز رأسها بعدم فهم ا اايه
مالك وهو ينظر لخارج العقار هاخدك للمكان بتاعي هناك بس هتلاقي كل الكلام اللي تقوليه
هزت إيثار رأسها برفض ثم نظرت حولها بتوجس وهي تهتف بأرتجافة في صوتها
إيثار انا لازم أطلع عشان متأخرش وو و
جذبها مالك خلفه دون الأستماع لما تبقى من حديثها في حين ضته بشدة وظلت تنطق به لكي يتركها ولكنه أصر على فعل ذلك سحبها خلفه حتي خرج من العقار ثم نظر للطريق جيدا وعبره وهو يمسك بكفها ثم سار بها لبعض الوقت وهو ملتزم الصمت جاهدت لتوضح له مدى الخطأ الذي يرتكبانه ولكنه لم يصغي لها فقط يصغي لصوت نبضاته التي أصبحت تنطق بإسمها ثم توقف عن السير فجأة وألتفت لها ل عينيها بنظرة عميقة من عينيه فتلاشى الحديث وتوقفت عنه في حين هتف هو بنبرة عازفة
أتركي وثاق الخۏف ينفلت عن نحرك ألا تكفي نبضاتي مطمئنة لقلبك أتركي الهوا ليبعثر روحك كما فعل في حبك
أطرقت رأسها حياءا من حروف كلماته المتناسقة التي تستشعر فيهم الصدق ومن ثم توقفت عن نهره وسارت معه بإستسلام حتي وصلا للبقعة الخاصة به أمام البحر فتقدم بقدمه صوب البحر ناظرا للرمال الصفراء بتأمل ثم هتف بخفوت
مالك خمسة يمين من أول الصخر وبعدين واحدة شمال وبعدها كان اي يامالك كان اي !
إيثار وقد أرتفع حاجبيها بأندهاش أنت بتكلم نفسك!
مالك وهو يشير بيده لكي تنتظر أستني بس أنا كنت حافظ بس نسيت
إيثار وهي تنظر لموضع بصره مش فاهمة حاجة!
مالك وقد أتسع مبسمه بإبتسامة واسعه صح صح خلاص عرفت تعالي كده
جذبها بخفه ثم أدارها ليكون ظهرها قبالة البحر ثم أشار لها بسبابته نحو صخرة كبيرة الحجم ثم هتف
مالك شايفة الصخرة دي أمشي من جمبها خمس خطوات واسعين بما أنك قزمة
إيثار وهي ترمقه بغيظ بقى كدة!!
مالك مقتربا منها وقد لمعت عينيه بحبها مابلاش البصة دي أحسن أتجنن
إيثار وهي تعود للخلف خطوتين لا خليك زي ماأنت
مالك طب يلا أمشي وعدي بس برجلك اليمين مش ناقصين
خطت إيثار خمس خطوات متسعة كما وجهها هو ثم توقفت وألتفتت إليه لينطق ب
مالك تحت رجلك بالظبط أحفزي في الرملة علي بعد شبر بالظبط
إيثار وهي تعقد حاجبيها بذهول نعم !! أنت جايبني ألعب في الرملة ليه ان شاء حد قالك بحن لأيام الطفولة
مالك وهو يحك طرق ذقنه اه لو تسمعي الكلام وميبقاش لسانك 6 متر يلا يابنتي عشان الوقت
أنحنت إيثار بها ثم بدأت تنبش الأرضية الرملية حتي لمحت ورقة بيضاء صغيرة مطوية فنظرت له حتى وجدته يهز رأسه إيجابا لكي تحضرها فأمسكت بها وأعتدلت في وقفتها ثم فتحتها لتجد نقش بحرف الباء ب فضيقت عينيها في حين بادرها هو قائلا
مالك دلوقتي هتمشي خطوتين شمال تاني وتجيبي اللي تحت رجلك
إيثار بلهجة متسائلة تاني
أومأ رأسه ثم أشار لها للتحرك فتقدمت شمالا كما وجهها ثم أنحنت لتنبش الأرض حتي وجدت ورقة صغيرة أخرى فأعتدلت لتفتحها لتجد حرف الحاء فت أبتسامتها ها ولكنها
جاهدت إلا تبرزها حتي لايفطن هو أنها قد أكت اللعبة
يهجر الجمال كل أوطانه ليستقر في ك إذا إبتسمتي
هكذا لمعت عيناه متلذذا برؤية إبتسامتها فنظرت له بفضول ثم هتفت
إيثار وبعدين
مالك وهو يرفع رأسه قليلا ليتعمق بالتفكير متهيألي هتمشي خطوتين يمين لالا 3 خطوات يمين
إيثار وهي تشير بأصبعها ليبتعد طب ابعد شوية
مالك وهو يرفع حاجبيه هو أحنا متخاصمين ياإيثار ولا حاجة ليه المعاملة دي بس
إيثار وقد برز صوت ضحكتها أخيرا ايوة كده اضحكي وارفعي من معنوياتي احسن دي هبطت خالص
تحركت بهدوء ثلاث خطوات ثم أنحنت تنبش الرمال بأصابعها ولكنها لم تجد شيئا فأستمرت بالنبش ظنا
منها إنها ستجد شيئا ولكن
مالك متهيألي أنك لازم تيجي يمين شويتين ماانتي قصيرة والمفروض كنت اعمل حساب ده بس معلش المرة الجاية
إيثار بتنهيدة اللهم طولك ياروح
تحركت خطوة واحدة ثم أعادت الحفر حتي وجدت ورقة أخرى ولكنها كبيرة الحجم شيئا ما فتحتها لتجد أربعا من الأحرف المفرطة غير الملة ب ح ب ك وقد تجمعت بظهر الورقة فأرتسم الحياء على محياها ثم عاودت النظر له وقد تلاشى خۏفها وأزداد إيمانها به كانت عيناه تتحدث بصمت وقد أستشعرت الصدق بهما فأطرقت رأسها بخجل في حين بادرها هو قائلا بنبره أقرب للهمس
مالك بحبك ياإيثار ماانا مش هسكت كتير
إيثار بتوتر جلي مش مستعجلة شوية!
مالك ببسمة عذبة أنا اعرفك بقالي شهرين معتقدش كل الفترة دي استعجال بالعكس انا حاسس اني كنت بارد
أمسك كفها ثم أمرها أن تغمض عينيها فأنصاعت له فنقش لها علي بطن كفها بحبك دبت القشعريرة في أوصالها وكادت تنتزع كفها منه ولكنه أحكم قبضته عليه وبدأ ينقش كلمة أخرى تتجوزيني فأضطرب شعورها وفتحت جفنيها فجأة لترمقه بعدم تصديق فنطق هاتفا
مالك انا عايزك تصدقيني ياإيثار انتي متعرفنيش كويس ومش حابب انك تحكمي عليا من غير ما تعرفي انا اه لسة طالب لكن بشتغل ودي اخر سنه ليا في الجامعة وشقة اهلي مقفولة بقالها سنين طويلة مستنياني انا والأنسانة اللي بحبها يعني أقدر أشيل مسؤلية بيت وأسرة
إيثار وقد لمعت عيناها فرحا
مالك مترقبا لرد فعلها تيني!
أجفلت بصرها وعلقت عيناها على الورقات الصغيرة المطوية بيديها ثم تحدثت ب
إيثار اهلي مش هيوافقوا عليك وخصوصا عمرو
مالك وقد تجهمت ملامحه انا مش هسيب سبب يرفضوني بيه ياإيثار انا مش عايز غير انك تثقي فيا وتستنيني الكام الشهر دول لحد ما أخلص بس السنة دي
إيثار بتأمل
مالك وهو يقبض علي كفها بخفة مستعد أحاربهم بالسياسة عشانك بس تبقي معايا
هزت رأسها موافقة علي خوض معركة الحياة معه فبثت بداخله الأمل ليري بعينيها دنيا جديدة مفعمة بالسعادة والسرور ولكنه حبذ أن تطرب أذنيه بسماعها فهتف ب
مالك