الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية وبقى منها حطام أنثى بقلم منال سالم (كاملة حتي الفصل الاخير)

انت في الصفحة 30 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


من قبضته ولكنها شعرت بالعجز الكامل ظلت تخدش قبضته القابضة على شعرها بشراسة حتى انفلتت 
تدخلت أمل لتمنعه من الاقتراب منها فأتاحت لها الفرصة لتهرب من أمامه 
وخرجت تركض وهي تصرخ مستغيثة بمن ينجدها من بطشه العڼيف 
دفع هو أمل بقوة مفرطة وقد بات من الصعب السيطرة على جموحه العڼيف فتبعها ليلحق بها وهو ي أبشع الألفاظ وأكثرها قبحا 

تعثرت في طريقها فأمسك بها من ثيابها وجذبها بقوة ولكنها رفضت الرضوخ والاستسلام وظلت تتلوى بين قبضتيه وتحاملت على نفسها ليفلتها حتى سقطت من أعلى الدرجات الخشبية التي تفصل الطابقين 
فزع محسن عندما رأها تسقط وها يدور بلا توقف على طول الدرجات 
تسمر في مكانه يتابعها بذهول حتى توقف ها عن الدوران أصيبت رأسها وسال منها الډماء 
دنا منها مسرعا وانحنى به ليتفحصها 
شعرت بيديه على ها المتآلم فصړخت بهيسترية ليبتعد عنها 
لم تعد تطيق لمساته لم تعد تتحمل وجودها بقربه لقد انتهى كل شيء بالنسبة لها 
ودت المۏت لترتاح من عڈابها معه 
صړخت وصړخت وصړخت وهي تلوح بذراعيها في الهواء 
أغمضت عينيها بقوة لتبعد صورته المخيفة عن أنظارها 
آلما مپرحا ي أسفل بطنها 
ورطوبة لزجة تنساب من ها 
حدق محسن مصعوقا في تلك الډماء الدافئة التي تتدفق من بين ساقيها 
تلونت ثيابها بالډماء وشعرت كأن روحها تخرج منها واستسلمت بإرتياح لهذا الشعور 
أخيرا سيستكين ها بعد ذلك العڈاب المتواصل 
جفل محسن بقوة فالډماء غطت إيثار من أماكن متفرقة 
نهض مسرعا ليبحث عن أم فتحي ثم عاد بها مهرولا لكي ترى ما أصابها 
وعندما وقعت عينيها على الحالة التي بها تلك المة شهقت پخوف ثم انحنت عليها لتتفحص ما أصابها ولكنها ابتعدت سريعا ثم نطقت بلهجة مذعورة 
دي لازمن تروح المستوصف على طول دي پتنزف !!
تسمر في مكانه وحدق بها بنظرات فارغة 
لم يعد بإمكانه التفكير 
وبات مړعوپا من تعرضه للمسائلة القانونية فهتف بهلع 
ها!! ط طب أفرضي سألوا حصل اي
رمقته أم فتحي بنظرات مشمئزة وهزت رأسها بإستنكار وهي تقول 
ماليش صالح اتصرف المهم توديها ما ت النفس وتروح منك !
بثت كلماتها الړعب بداخله أكثر 
فما كان منه إلا الإنسياق وراء حديثها والذهاب بها إلى إحدى المستشفيات الصغيرة الموجودة بالبلدة 
أصرت أمل على مرافقته رغم الآلام التي كانت تشعر بها على أثر سقوطها عقب دفعه لها من أجل تلك الفتاة المغلوبة على أمرها 
لم تكف عن توبيخه وإلقاء اللوم عليه لما ارتكبه بحقها 
حملته الذنب واللوم 
لكنه لم يحرك ساكنا 
بدى خائڤا على نفسه أكثر منها 
أشفقت على تلك المة التي لم تفعل شيئا قط 
فقط قدرها قادها لهذا المعډوم الرأفة 
أغاظها جموده فصړخت بإهتياج 
ليه كل القسۏة دي انا مش مصدقة نفسي ازاي مخدتش بالي من البنى ادم اللي عايشة معاه السنين دي كلها !!!!
استدار ناحيتها وكز على أسنانه قائلا وهو ي حائط المشفى بقبضته 
قولتلك مكنتش شايف قدامي وانتي السبب في كل ده
احتجت أمل بقسۏة وهي ترمقه بنظرات مشټعلة 
كمان هترمي اللوم عليا يامفتري ده انت ربنا ه 
حديثها صوت باب غرفة العمليات الذي انفتح فجأة ومرق منه الطبيب وهو ينزع الكمامة الطبية عن فمه 
بدى وجهه عابسا جامدا 
تحرك بثبات للخارج فركض نحوه محسن وهتف بنبرة متلهفة
ها يادكتور!! هي اا كويسة
اقتربت أمل هي الأخرى من الطبيب وتساءلت پخوف حقيقي 
من فضلك طمنا هي حالتها
اي دلوقتي
هز الطبيب رأسه بأسف واجابهما بتجهم 
حالتها مش مسقرة بعد كمية الڼزيف اللي نزفته وخصوصا أن الحمل كات في أوله وكان لازملها راحة تامة !!!!!
تهللت أسارير محسن وتشكل على ه ابتسامة عريضة وهتف دون وعي 
هه هي حامل!
رمقه الطبيب بنظرات مريبة وزادت علامات الوجوم على ملامحه ثم نطق ساخرا متهكما 
كانت حامل الحمل نزل مع الأسف الحمل نزل !!!
اتسعت مقلتيه في صدمة أكبر 
واهتز قلبه فزعا وانفرجت يه في تحسر آليم
وهتف بتلعثم ك كانت !!!

الفصل الثامن عشر الجزء الأول 
ها قد عدت إليك ولكن خالية الوفاض 
لا أملك إلا تعاستي وذكرى البعاد 
ألا ترفقي بي مدينتي وتعيدي إلي حبل الوصال 
إنهار محسن جالسا على أقرب مقعد غير مصدق ما سمعه توا 
لقد كانت زوجته إيثار حاملا 
هي حملت في أحشائها وريثه المرتقب وهو بغبائه وعنفه المفرط قټله بلا وعي 
ضړب رأسه بكفه عدة مرات لېصرخ

من بين أسنانه 
ليه ليه كان فين مخي !
تابع الطبيب قائلا بجدية 
الموضوع فيه شبه جنائية اﻹجهاض حصل نتيجة اعتداء ده غير أثار الكدمات الواضحة على وشها والتجمعات الدموعية عند آآ 
انتبه له محسن وسيطر سريعا على حالته الهائجة وهتف مقاطعا إياه بغلظة وعينيه تنطقان بالشرر الصريح 
ده كان قضاء وقدر سامع يا دكتور قضاء وقدر !!!
استشعر الطبيب من لهجته العدائية وجود ټهديد بين كلماته المتوارية فأطرق رأسه خوفا منه خاصة أن قرأ في عينيه نية مبيتة لإيذائه لذا تنحنح بخشونة وهو يضع يده على فمه 
أكيد ربنا يعوض عليك وألف سلامة على المدام !
ثم تركه وتحرك مبتعدا عنه ليكمل عمله 

وقفت أمل إلى جوار باب غرفة العمليات منتظرة بتلهف خروج تلك المة التي فقدت شيئا ثمينا تتمناه مثيلاتها في لحظة جنون وطيش من زوجها دون أن تدري بوجوده أصلا 
تحرك اثنين من الممرضين نحوها وهما يدفعان أمامهما ناقلة طبية ممدد عليها إيثار 
فأسرعت هي نحوهما ونظرت إلى تلك الغائبة عن الوعي بإشفاق وهتفت بحزن وهي تطالعها بنظراتها المشفقة 
إيثار ! ان شاء الله هاتبقي كويسة و آآآ 
قاطعها الممرض قائلا بنبرة رسمية 
حاسبي شوية يا ست
نظرت له بتوسل وهي تقول 
أنا عاوزة اطمن عليها
رد عليها بجمود نسبي 
هي هتتنقل على أوضة عادية وإنتي تقدري تشوفيها هناك
ماشي
تركتهما ينصرفان بها واستدارت بها ناحية محسن الذي بدى في حالة غريبة لم يظهر عليه الندم ولكن تشكل على وجهه تعابير الوجوم الصريحة 
لم تتوقف عن رمقه بنظرات تحمل اللوم واﻹستهجان فكل ما تعانيه تلك البائسة نتيجة بطشه القاسې ورغم هذا لم تنبس ببنت 

على الجانب اﻷخر طرق عمرو بكفه بعصبية واضحة على سطح المكتب الخشبي القديم وهو يهدر منفعلا 
يعني ايه مالوش عنوان 
أجابه الموظف بهدوء مستفز وهو يغلق الملف القديم 
مش متسجل عندنا حاجة !
صاح بها عمرو بإنفعال أشد 
ازاي ! مش انتو شئون عاملين وكل التفاصيل بتاعة الناس اللي شغالة هنا المفروض تكون عندكم !
رد عليه الموظف بصوت جاف 
ايوه بس المعظم بيغير عناوينهم ومش بيبلغنا فده مش ذنبنا يا أخ عمرو !!!
وضع عمرو يديه على رأسه وضغط عليها بقوة وهو يحدث نفسه بعصبية 
طب هاوصله ازاي 
بدت عليه الحيرة واضحة فحاول الموظف مساعدته فبادر قائلا 
شوف يا أستاذ عمرو الأستاذ شعبان ممكن يدلك على عنوانه !
انتبه عمرو إلى ما قاله الأخير خاصة أن كلماته أضاءت بارقة الأمل لديه 
قطب هو جبينه مهتما وسأله بتلهف 
مين اﻷستاذ شعبان ده 
رد عليه الموظف بتفاخر 
ده أقدم مننا كلنا ويعرف دبة النملة هنا فاحتمال كبير يكون ف عنه أي حاجة تفيدك
تلاحقت أنفاس عمرو نوعا ما بعد تلك الأخبار المبشرة فربما يكون هذا الشخص هو طرف الخيط الذي سيوصله بمحسن 
سأله بنزق وهو يميل به للأمام ليستند بكفيه على السطح الخشبي للمكتب 
طب هو فين 
أجابه الموظف بهدوء 
في أجازة وهيرجع على أول الاسبوع
سأله عمرو دون تردد وقد ضاقت نظراته 
طب مالوش موبايل ولا رقم أوصله
هز الموظف رأسه نافيا وهو يجيبه 
مش هايرد عليك بعيد عنك دماغه قفل من ناحية التكنولوجيا
نفخ عمرو بضيق فهو يعلم تلك النوعية من الأشخاص أو ما ي عليهم أعداء التكنولوجيا الذين ينبذون كل ما له علاقة بوسائل الإتصال الحديثة 
ظل الموظف يتطلع إليه بنظرات مترقبة منتظرا ردة فعله القادمة فتنهد عمرو بإرهاق وهو يقول على مضض 
ماشي بس الله يكرمك أول ما يجي بلغني !!
بأمر الله
انصرف بعدها عمرو وهو يتمتم بكلمات مبهمة يلعن فيها عدم تريثه وربما سوء اختياره لذلك الشخص الغير مؤتمن على شقيقته 

لم تكف تحية عن الاتصال بإبنها لتعرف أخر المستجدات منه عن ابنتها الصغيرة إيثار 
ما آلمها أنها
لم تقف إلى جوارها في أشد أوقاتها احتياجا لها 
تورمت عيناها من كثرة البكاء حسرة عليها ولم يتوقف لسانها عن التضرع للمولى لطمأنتها عليها خاصة وأن صوت صړاخها الأخير وما تبعه من تهديدات عڼيفة جعلها غير قادرة على الوقوف على قدميها فإنهارت تولول وتلطم بهلع جلي 
بينما لم يتوقف رحيم عن محاولة التصرف بطريقته من أجل الوصول إلى محسن لكنه كان عاجزا في هذا البلد الغريب عن اتخاذ اللازم فغالبية مفه مقيمون بالقاهرة ولم يرد أن يدخل أخيه مدحت في تلك المسألة حتى لا يثير الضجة أكثر لذا كان اعتماده الكلي على ولده عمرو 

استعادت إيثار وعيها تدريجيا وفتحت عيناها ببطء لتتأمل المكان من حولها 
ما أرهقها هو قوة الإضاءة التي تؤلم عينيها 
أت أنينا مكتوما وهي تحاول تحريك ها على ال فقد كانت هناك عدة وخزات حادة تؤلمها في أماكن متفرقة 
شعرت بيد ناعمة توضع على جبينها فرفع عيناها نحوها لتجد أمل تطالعها بنظرات حنونة 
ابتسمت لها الأخيرة وهي تقول بخفوت 
حمدلله على سلامتك
همست لها إيثار بصوت واهن وهي تنظر إليها 
هو هو حصل ايه 
ضغطت أمل على يها بقوة وأجابتها من بينهما بحزن 
انتي انتي وقعتي وآآ والحمل بتاعك راح !
اتسعت عيناها بذهول وهمست بصوت مت 
آآ ح حمل
ابتلعت أمل
ريقها وحاولت المحافظة على ابتسامتها المطمئنة وهي تتابع بحذر 
إنتي كنتي حامل بس ربنا مأردش إنه آآ يكمل
هزت رأسها مستنكرة وبدأت العبرات تتجمع في مقلتيها وصړخت بصوت ضعيف عاجز 
لأ لأ 
اقتحم عقلها ومضات قاسېة مما تعرضت له على يد محسن من ات عڼيفة وإهانات لاذعة حتى لم تعد تشعر بشيء 
تحركت يدها عفويا على بطنها لتتحسسه فنظرت لها أمل بحزن واضح ومدت يدها لتضم كفها في راحتها وضغطت عليه بأصابعها وهي تقول بصوت شبه مخټنق 
شششش هاتتعوض يا حبيبتي اهدي بس !
نهج إيثار
علوا وتلاحقت أنفاسها وهي تصرخ في عدم تصديق 
لألألأ !!
وجدت صعوبة في التنفس بصورة طبيعية وهي تتذكر صڤعات محسن العڼيفة عليها اته القوية على ها الضعيف 
آلمها بشدة أنها لم تستطع أن تنعم ولو للحظات بإحساس كونها ستصير أما ففقدت ذلك الشعور على
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 63 صفحات