رواية نادرة وحسن بقلم نونا( كاملة حتي الفصل الاخير)
احنا لسه جايين من عند الدكتورة انتي سامعه
نادرة
يعني ماكولش
حسن
عندك سمك و رز و سلطة و طحينة و بصل كلي اي حاجة من دي بس ابعدي عن الملوحة و الفسيخ
نادرة
على فكرة دا فسيخ بيتي امك اللي عامله
حسن
صبرني يارب.. ماشي بس مش عايز طفاسة
نادرة بصتله بلامبالة و قعدت جانب بحر و هي بتبص للفسيخ و البصل الأخضر بطمع و خبث
بص لنادرة اللي بتاكل بشراهة و شهية مفتوحة خليتهم يستغربوا و في نفس الوقت عايزين يضحكوا على شكلها
حسن بقرف
بت بت!!براحة و بعدين ايه الفجع دا انتي خارجة من مجاعة
شيلي الفسيخ دا من ادامها يا ماما انتي بطني بتقلب
نادرة باستغراب
هو أنت مش بتحب الفسيخ و الرنجة يا حسن!
دعاء ضحكت بصوت واطي و هي بتبص لحسن اللي وشه قلب الوان
لا و مش بقبل ريحتهم اصلا و كمان دي عبارة عن سمۏم
دعاء بخبث
أصله أكل منه و هو صغير و قضى طول اليوم بطنه بتوجعه و حالته بالبلاء
و الله العظيم مفيش حاجة بتكيفني زي الاكله دي
حسن بضيق
طب كفاية كدا أنتي مش هتستحملي
نادرة سكتت فجأة و بصتله ببراءة و حزن مزيف
يعني مش هتاكل معايا منه... افرض فيه حاجة اتعب يعني
حسن بلامبالة
لا يا عنيا تبطلي اكل منه خالص انا مباكلش منه
نادرة بخبث و براءة
يعني افرض انا بتوحم دلوقتي على فسيخ و طلع مش حلو او تعبني هتستحمل پهدلة المستشفيات معايا
انتي اكلتي فسيخ حلو و لا ايه اصل انا ماليش فيه
بحر هزت راسها و هي بتمضغ الاكل باستمتاع
حلو اوي يا أبوعلي
حسن بسرعة و حماس
اهي بتقول حلو يبقى على بركة الله ما تكتريش بس
نادرة بحزن و غيظ
يا حسن دوق الاكل
حسن بصلها بطرف عنيها و بص للاطباق اللي ادامه بلع ريقه بتوتر
بعد نص ساعة
بحر و نادرة كانوا بيضحكوا و هم بيتفرجوا على حسن اللي لسه قاعد في مكانه و بياكل من الفسيخ
و البصل الأخضر بنفس طريقة نادرة قبل شوية
بحر
يا ابو علي مش أنت بتقول سمۏم و بتاع
نادرة بضحك و هي بتهز كتفها بحركة عفوية
ما شاء الله يا استاذ حسن أنت هتفضل قاعد تاكل كدا بقالك نص ساعة أو اكتر مش قلت مش حلو و مش عارفه ايه
حسن باستمتاع
قوموا انتم و انا هشيل بعد ما اخلص... حلو اوي الفسيخ دا يا ماما أنت جبتيه منين
دعاء بسخرية
انا اللي عاملة يا حسن
تبارك ضحكت و هي بتقعد على الكنبة بعد غلست ايدها
انا اول مرة اشوف حسن بياكل رنجة و فسيخ دا كان أوقات بيزعق لما يتحطوا ادامه على الطبلية و يخرج من البيت لحد ما نخلص اكل و كمان نرش معطر و بخور
نادرة هزت كتفها بفخر
ادعولي
بعد وقت
حسن كان بيلم الأكل هو و تبارك
نادرة و بحر كانوا بيلعبوا شطرنج و نادرة بتعلمها ازاي تلعبها و خصوصا انها كانت بتلعبها مع موسى كتير جدا
بحر بغيظ
أنتي قفلتيها عليا اعمل ايه دلوقتي
نادرة ببساطة و مرح
حركي الحصان و كملي انتي و شطارتك
بحر بصت للعبة بتفكير قاطعهم حسن و هو بيحرك قطعة في اللعبة قفل اللعبة على نادرة و بخبث
كش ملك
نادرة بغيظ و صوت عالي
أنا كنت هكسب
بحر صقفت بسعادة و هي بتقعد جانب حسن
برافو عليك يا حسن
نادرة
أنت خسرتني اللعبة
حسن
اامم بس انا كسبت ف مش مهم خسارتك لانك جوا اللعبة عدوتي يا انا أموت او أنتي
نادرة
بعيد الشړ عني أنتي بتفول عليا انا لسه صغيرة و في عز شبابي
حسن بابتسامه
بس برا اللعبة أنتي الهواء اللي بتنفسه و بعدك عني بيحبسني جوا ضلمة مخيفة و خنقة مبعرفش اخرج منها
نادرة سكتت و معرفتش ترد
بحر بهمس
اثتبتت يا معلم
حسن بضحك
انا قلت كدا برضو
نادرة بغيظ
اووف.... بطل تضايقني يا حسن و بعدين مش هلعب معاك تاني.
دعاء
بس بقا يا حسن و يالة قوم اغسل المواعين و أنتي يا تبارك أعملي الشاي
تبارك
كالعادة انا اللي هعمل الشاي حاضر يا ماما
دعاء
اتفضل يا استاذ حسن
حسن قام بهدوء و دخل لجو الشقة
نادرة بذهول
دا بجد هو هيغسل المواعين! طب انا ممكن ادخل اساعده
دعاء
لا سيبك منه هو أصلا متعود على غسيل المواعين و بعدين دول هم الأطباق اللي كنا بناكل فيها مش كتير يعني
نادرة
متعود ازاي هو كان بيغسل
المواعين قبل الجواز
دعاء و هي بتقعد جانبها
كان بيروق الشقة كلها و بيجهز الاكل كمان بس دا لما بكون تعبانة
غير كدا بيصعب عليا اخليه يجي من الشغل يعمل حاجه
نادرة ابتسمت براحة و هي بتمسك ايدها
حسن طيب و أنتي عرفتي تربيه
دعاء ابتسمت بحب و هي بتربت على كتفها بحنان
الولاد نعمة يا نادرة و تربيتهم عمل عظيم لان احنا مش مهمتنا بس ناكلهم و نشربهم
لا يا حبيبتي التربية في حد ذاتها عمل عظيم و أجرها كبير عند ربنا
نادرة ابتسمت و هي بتبصلها
بعد شوية
خرجت تبارك و هي شايلة صنية الشاي و خرج معها حسن و هم بيتكلموا
نادرة
على الله تكون نضفت المواعين يا أخينا
حسن
مجتيش تتفرجي عليا يعني
نادرة
خفت اني احرجك
حسن بسخرية
خوفتني تحرجيني و لا خفتي اقولك تغسلي انتي الاطباق
نادرة
مبحبش غسيل المواعين يا حسن
تبارك
الشاي بالنعناع....
بحر قامت وقفت على الكنبة جنب حسن قربت منه و همست في ودنه بلطف كأنها بتطمن له هو
يا ابو علي أنا عايزاه عصير من اللي مامتك جابتلي منه اول ما جيت مش بحب الشاي.
حسن ابتسم بود
حاضر يا ست بحر... بقولك يا ماما
في عصير من اللي كنتي جايبة منه لبحر
دعاء
اه
حسن
طب ممكن تجيب لبحر منه لان الشاي مش كويس ليها لأنها صغيره
دعاء
حاضر يا حبيبي من عنيا...
بحر صقفت بسعادة و هي بتقعد جانب حسن اللي غمز لنادرة بشقاوة و هي ابتسمت بحب......
.....................................
بعد كم يوم
حسن كان واقف أدام المرايه وهو بيزرار قميصه و بيجهز لأنه هيروح طنطا في أهم مشوار بالنسبة له حاليا
نادرة
ما بلاش يا حسن تسافر أنا مش مرتاح قلبي بيقولي ان السفرية دي مش هيجي من وراها خير
حسن لف و بصلها و هو مبتسم
متقلقيش كدا ان شاء الله خير و بعدين انا بس
مش محتاج غير دعواتك ليا ان ربنا يوفقني أنا و عامر في المشوار دا بالذات يا نادرة
صدقيني لو حصل حياتنا هتتنقل ناقلة تانية خالص و أنا حقيقي محتاج أني اكمل المشوار دا
نادرة
طب هتقعد في طنطا اد ايه
حسن
و الله مش عارف ممكن يومين تلاته او اسبوع بالكتير
اللواء كمال قاعد دلوقتي في فيلاته في طنطا و دا انسب وقت اعرف اوصله فيه و أعرض عليه عرض الخواجة اللي اسمه نيكولاس
و الصراحة انا لما قعدت معه اتأكد أنه فعلا عايز المراكب و بالمبلغ اللي تستحقه
نادرة
أنت متأكد من الخواجة دا و كمان أنت بتقول ان في ناس واقفين في البيعه علشان متكملش
حسن بابتسامة
اللي ربنا عايزة هيكون يا نادرة لو ليا رزق فيها انا و عامر صدقيني هناخده و بعدين مش يمكن دا رزق اللي في بطنك و الغلبان اللي نايمة في اوضتها دي
ادعيلي بس يا نادرة
نادرة
روح يا حسن اللهي ربنا يرزقك من الوسع و يفتحها عليك و يوقفلك ولاد الحلال و يطمن قلبك و يسعدك يا رب
حسن و غمض عنيه
ربنا يحفظك يا نادرة.... المهم تخلي بالك على نفسك و انا هكلمك كل شوية اطمن عليكي أنا كلمت امي و هي قالت إنها هتيجي تقعد معاك و تخلي بالها عليكي
و كمان جليلة قالت إنها مش هسيبك
لو تخافي تقعدي لوحدك ممكن تروحي بيت ابوكي
نادرة
متخافش عليا اطمن انت و بعدين انا مش هسيب البيت
حسن
طب مش نفسك في حاجة اجيبهالك معايا من طنطا
نادرة بحماس
المدلعة... عايزة المدلعة بيقولو حلوة اوي في طنطا
حسن بمراوغة
و الله ما في حد متدلع هنا غيرك انا بقول ناجل السفر
نادرة
عامر بيرن عليك زمانه تحت
حسن بضيق
الواد دا بيجي في اوقات غلط
نادرة
حسن باس رأسها و طمنها
خرج من اوضتهم و دخل طمن على بحر اللي كانت نايمة و خرج بعد ما ودع نادرة
.... الحلقة الثامنة و العشرون
حسن خرج من البيت حوالي الساعة 12 بعد نص الليل
نزل من البيت كان عامر واقف بعربية حسن ركب جانبه و هو ساق العربية في طريقهم لطنطا.
نادرة كانت واقفة في البلكونة و هي بتبص عليه مقفلت البلكونة و دخلت
كانت حاسة ان الموضوع دا مش هيجي من وراه خير
دخلت اتوضت لبست الايسدال و وقفت في اتجاه القبلة تصلي بهدوء و خشوع
سجدت لوقت طويل و كأنها بالتدريج عرفت ليه حسن كان بيطول في السجود
كل ما الإنسان يكون ليه أمنيات و رجاء بيتمناه بيلجا لله وحده.. بيتضرع ليه بقلبه و هو بيدعي.
بعد مدة دخلت أوضه بحر نامت جانبها و هي .
نادرة
يارب أنا عارفة أننا مالناش غيرك بس أنا و بحر و اللي في بطني حياتنا كلها متعلقة بوجوده و هو شيلته تقيلة أمه و أخته و أنا و ابنه... يارب ارزقه و احميه من أي شړ يقرب منه و أكرمه يارب.
اتنهدت بعمق و بحر و هي بتغمض عنيها بتحاول تنام.
في الطريق
حسن كان ساكت
و بيبص من ازاز العربية عامر بيسوق العربية و هو مستغرب سكوت حسن
عامر وحدوه
حسن لا اله الا الله
عامر محمد رسول الله... مالك يا أبو علي سرحان في ايه كدا
حسن بفكر يا عامر.. بفكر في اللي جاي
عامر يا حسن سيبها على الله ربك كريم
حسن عارف يا عامر و متأكد من دا
بس لازم أفكر في كل حاجة بعملها أنا على كتفي حمل كبير و دلوقتي مسئول عن زوجة و طفلة
و الناس اللي احنا هنقف قصادهم ممكن يمحونا لو مفكرناش صح
عامر
أن شاء الله خير.... إن شاء الله انا بقا بفكر لو الشغلانة دي تمت هعمل ايه بالفلوس
هخرج بقا من الحياة دي يا حسن و ابعد عن الحي دا و هشتري شقة كبيرة في مكان تاني فخم و اخد ابويا و نبعد عن الانفوشي
و أنت بقا ناوي تعمل ايه
حسن بصله بغموض و لامبالة
ان شاء الله يا عامر ان شاء الله
بس أنا بقا
مش معاك في اللي بتقوله دا
بص يا صاحبي دلوقتي لو فكرت في شقة و بتاع مش هتعمل اي حاجة لنفسك في المستقبل و بعدين ايه ناوي تشيل ايدك من ايدي و لا ايه
عامر بسرعة
لا طبعا هو انا هعرف أعمل حاجة من غيرك
حسن بهدوء
انا هنام