رواية ليلة تغير فيها القدر (كاملة جميع الفصول حتي الفصل الاخير) بقلم مجهول
لاري أن يأتي بالوثيقة إليه لكن أصلان وهو بالقرب من المكتب صدفة قرر أن يذهب بنفسه
دخل المصعد بثقة ضاغطا على الزر الذي يقوده إلى مكتبه
كانت جميلة قد استمتعت باللعب مع جاسر لفترة قبل أن تتذكر ضرورة توقيع وثيقة مهمة نظرت إليه قائلة جاسر عدني ألا تغادر هذا المكان سأعود على
الفور بعد تسليم الوثيقة حسنا
لم تمض جميلة وقتا طويلا في غيابها عندما شعر جاسر بالحاجة الملحة
الاستخدام الحمام فتح باب المكتب وانطلق نحو الحمام الموجود بالطابق
نفسه لكنه وجد عليه لافتة تحت الصيانة
دون تردد توجه الصغير نحو المصعد ضاغطا على زر الصعود
بعد لحظات فتحت أبواب المصعد وسمع صوته المألوف
أخذت أصلان لحظة ليستوعب السؤال المفاجئ ثم أرخى نظرته الجادة على الطفل الصغير الذي لم يتجاوز طوله ركبتيه لم يستطع سوى النظر إلى وجه الطفل المرفوع بتعجب وتأمل لبضع ثوان
الفصل 36 أين جاسر
سيدي أرجوك أسرع وخذني معك إلى هناك لا أحتمل الانتظار أكثر صړخ الصبي الصغير ممسكا بسروال أصلان ووجهه يتلون بالحمرة
رد أصلان بهدوء حسنا سأصحبك إلى هناك
عندئذ انفتحت أبواب المصعد انحنى أصلان ليحمل الطفل في ذراعيه متجها نحو الحمام
دخل أصلان الحمام مع الطفل وانتظره وهو يتبول
شكرا لك سيدي
ما اسمك وماذا تفعل هنا وحدك سأل أصلان منبعنا منه الفضول
أنا جاسر تاج جنت الأرافق أمي أثناء عملها أجاب جاسر بوضوح
تجهم أصلان وقال هل أمك هي أميرة تاج
تعرف أمي سيدي
تساءل أصلان في نفسه أميرة كانت أما وحيدة ومن المحتمل أن يكون ابنها يحمل اسمها
نحن نتشابه
تجمد أصلان للحظة قبل أن يدقق في ملامحهما في المرآة ليكتشف بالفعل الشبه الكبير بينهما
كانت عيونهما حاجبيهما أنوفهما شفتيهما وحتى طيات آذانهما متطابقة تماما سيدي هل أنت أعزب هل لديك صديقة سأل الصغير الفضولي رافعا رأسه
إذا ما رأيك في أمي إنها شابة وجميلة ولها قوام ممشوق وهي أيضا طيبة وحنونة وتجيد الطهو بدأ الصغير يروج لأمه محاولا حل مشكلة جده والبحث
عن رجل يعتني بها
عبس أصلان
حاجبيه هل أمك هي أميرة تاج
تعرف أمي سيدي استفسر جاسر بنبرة متفاجئة
كان أصلان يفكر في ذلك أميرة كانت أما وحيدة ومن المحتمل أن يكون لابنها
نفس اسم العائلة
خرج الصغير من الحمام بعد أن غسل يديه وبينما يتأمل انعكاس الرجل الطويل في المرآة تفوه فجأة سيدي نحن نتشابه كثيرا
توقف أصلان للحظة يدقق في ملامحهما المنعكسة بالمرآة واستنتج بالفعل أن
هناك شبها واضحا بينهما
كانت عيونهما حواجبهما أنوفهما وحتى أفواههما وأذنيهما تحمل التشابه نفسه
سيدي هل أنت أعزب هل لديك صديقة سأل الصغير بفضول مرتفع
راه أصلان يحدق به عبر تلك العيون الواسعة ورغم أنه أدرك ما يفكر فيه الطفل فقد أجاب بصدق نعم أنا أعزب ليس لدي صديقة
إذا ما رأيك في أمي إنها شابة وجميلة ولديها قوام متناسق كما أنها لطيفة ورقيقة وماهرة في الطهي بدأ الصغير يتحدث عن أمه بحماس كان يرغب في حل مشكلة
جده وكذلك في إيجاد رجل يعتني بأمه 6
امتلات عيون أصلان بالدهشة هذا الصغير مثير للاهتمام ثم فكر وبعينين
ضيقتين أجاب إذا ستحتاج لسؤالها إن كانت مستعدة للزواج مني إذا
وافقت فأنا جاهز لأطلب يدها
أغمض الصغير عينيه الكبيرتين مبتهجا بمعرفة أن أمه لاقت استحسان الجميع
على الأقل هذا الرجل الوسيم أعرب عن استعداده للزواج منها فورا
حسنا سأسئلها ما اسمك سأل الصغير بجدية وهو يتجه نحو المصعد بعد
غسل يديه
أصلان البشير أجاب الرجل بصوته العميق والمليء بالجاذبية
تمام سأتذكر ذلك قال الصغير وهو يحفر الاسم في ذاكرته كان هناك شيء ما يجعله يرغب في قضاء المزيد من الوقت مع هذا الرجل الوسيم
سيدي أمي في اجتماع الآن هل يمكنني الذهاب إلى مكتبك للعب
بالتأكيد أجاب أصلان بالموافقة كان يستعد لمغادرة المكان مع الصغير عندما
اعترض طريقهما موظفان تجمدا في مكانهما متفاجئين عندما رأيا الصغير
برفقة أصلان هل يمكن أن يكون الرئيس البشير له ابن
الرئيس البشير هل هذا ابنك إنه جميل جدا
نعم يشبهك تماما علقت الموظفتان بدهشة
تجهم أصلان وهو ينظر إلى الصغير بجانبه هل نتشابه حقا أنا وهذا الطفل
ثم نظر أصلان إلى الصغير مرة أخرى وعلى الرغم من أنه لم يكن ابنه شعر
بتعلق غريب به ورغبة في رعايته
كانت نصيحة جدته صائبة عندما حثته على الاهتمام بالطفل فقد شعر بصلة لا
توصف مع هذا الصغير
في غرفة الاجتماعات فتحت جميلة الباب بقلق واضح أميرة جاسر اختفى
ماذا قفزت أميرة من مكانها وركضت خارج غرفة الاجتماعات دون أن تنبس بكلمة لقد اكتشفت فعلا أن ابنها قد اختفى من مكتبها وأكدت جميلة أيضا أنها
بحثت في كل الطابق دون جدوى
في تلك اللحظة وصل مساعد من الطابق الثامن لتسليم وثائق وأخبر أميرة الانسة أميرة تاج لقد رأيت طفلك للتو مع الرئيس البشير
الفصل 37 الآيس كريم
عجلت أميرة لتركب المصعد متوجهة إلى الطابق الثامن وقفت أمام مكتب الرئيس طرقت الباب ثم فتحته دون انتظار الرد
لدى رؤيتها لابنها جالسا على الأريكة التي تخص أصلان غمرها الاطمئنان وصاحت پغضب جاسر هل كنت تنوي إخافتي حقا لماذا هربت هكذا
لم يتوقع جاسر أن تشعر والدته بالخۏف لدرجة تبيض فيها وجنتاها اندفع نحوها وعانق ساقها قائلا أمي أنا أسف أنا المسؤول عن كل هذا
أدركت أميرة أن ردة فعلها كانت مبالغا فيها وتنهدت مرة أخرى قائلة لا تكرر ذلك مرة أخرى
عودي إلى عملك واتركيه معي سأعتني به بدلا منك جاء صوت رجل من خلفهم
شعرت بالصدمة بالتأكيد كان هذا الرجل يريد رد الجميل بطريقة ما لكنها لم ترغب في قبول أي مساعدة منه سوى في العمل وبالإضافة إلى ذلك لم تكن
تشعر بالحاجة لإزعاجه بأمر كرعاية طفل
لا بأس شكرا لك ردت أميرة بتردد
أمي أريد البقاء مع السيد الوسيم هل يمكنك تركي هنا حتى تنتهي من العمل
من فضلك سأل الصغير بسعادة بادية على وجهه
بقيت أميرة صامتة أمام سلوك ابنها كان بإمكانه التعلق بأي شخص ولكنه
اختار أصلان من بين الجميع
لا عد إلى مكتبي ما زال لدي اجتماع لكني سأحضر لك وجبة لذيذة للغداء
لا أريد ذلك أريد اللعب هنا في مكتب السيد الوسيم بدأ الصغير يعبس وهو
أمر نادر الحدوث بالنسبة له
علمت أميرة أن الاجتماع الخاص بإطلاق منتجهم الجديد ما زال جاريا فعضت
على شفتيها ونظرت إلى الرجل الرائع أمامها قائلة إذا من فضلك ساعدني في
رعاية ابني لبعض الوقت
بالتأكيد أجاب أصلان
جاسر لا تسبب أي متاعب حسنا سأعود بعد الاجتماع
سأكون مهذبا وعد الصغير
توجهت أميرة نحو الاجتماع مرة أخرى بينما جلس الصغير
سعيدا على الأريكة مرة أخرى ممسكا بمكعب روبيك ويدوره بمهارة كان أصلان يجلس مقابله
متأملا الصغير وهو يحل
اللغز في دقيقتين ما يدل على ذكائه الفائق
من علمك ذلك
تعلمته بنفسي يا سيد الوسيم كم من الوقت ستحتاج لإكماله سأل الصغير
وهو يضحك
أخذ أصلان المكعب وبعد عشر ثوان أكمل اللغز ثم أعاده إلى الصغير الذي نظر إليه بإعجاب قائلا أنت رائع يا سيدي
كانت مجرد مديح من طفل صغير ولكن أصلان شعر بالسعادة لذلك ابتسم وقال أنت أيضا جيد جدا
لو شاهد أحد هذا المشهد للاحظ كيف يبدو الاثنان متشابهين عندما يبتسمان
عادت أميرة إلى غرفة الاجتماع ولحسن الحظ لم تتطرق فرح كثيرا للمقاطعة وحان وقت الغداء بحلول نهاية الاجتماع
تساءلت أميرة عن مكان غدائها مع ابنها عندما رن الهاتف الأرضي أجابت قائلة مرحبا
جاسر سيأتي معي لتناول الغداء تعالي وانضمي إلينا نحن في المطعم المقابل للشركة كان صوت الرجل المنخفض يصدح في أذنها وبدا وكأنه لا يقبل الرفض
شعرت أميرة بأفكارها تتلاطم في رأسها أصلان أخذ ابني لتناول الغداء دون استئذاني
اللعڼة هذا الرجل يأخذ ابني بدون استئذان كيف يجرؤ على ذلك
أمسكت أميرة بسرعة بالهاتف وحقيبتها ثم انطلقت نحو المطعم كان المطعم المقابل للشركة ذو مكانة رفيعة وعندما دخلت القاعة رأت فوزا ابنها وأصلان جالسين بجانب النافذة
تنفست أميرة بعمق واتجهت لتجلس إلى جوار ابنها هذا الغداء على نفقتي تقديرا للسيد البشير على رعاية ابني
وبهذه الكلمات شعرت بتحسن طفيف في الوضع
نظر إليها أصلان بنظرة ذات مغزى وكانت أفكاره معقدة لم تقبل هذه المرأة حتى أدنى مظاهر اللطف منه
أمي السيد الوسيم يستطيع حل مكعب روبيك في 10 ثوان فقط علق الصغير مشيرا إلى السيد الوسيم ومدى روعته
ابتسمت أميرة دون اهتمام حقا
وبعد أن تم تقديم الطلبات قدموا لهم بعض الآيس كريم قبل الوجبة تناول الصغير بعضا منه بسعادة وبدأ في الأكل وبما أن أميرة كانت تعلم أن جاسر يعاني من حساسية في المعدة منذ الصغر فلم يكن بإمكانه تناول الكثير من الطعام القلوي فاقترحت قائلة دعني أجرب بعضا منه أيضا
تفضلي يا أمي قدم الصغير لها بعض الآيس كريم بالملعقة نفسها فتناولته
بسرعة بعد لحظات مد يده مرة أخرى ببعض الآيس كريم نحو الرجل الجالس
أمامهم سيدي هل تود تذوقه أيضا
أصابت أميرة حالة من الذعر وأوقفته بسرعة جاسر لقد استخدمت هذه الملعقة من قبل لا يجب أن تقدمها لشخص آخر هذا لا يليق
ومع ذلك ضيق الرجل الجالس أمامهم عينيه وهو يفكر فلماذا تهتمين الآن
الفصل 38 عودة نديم
كان الصغير قادرا على تناول الطعام بمفرده بينما كانت أميرة تلتهم قطعة كبيرة من الآيس كريم الرجل الجالس مقابلهم كان يراقب تفاعلاتهم بفضول
ولم يستطع كبح جماح اهتمامه بالمشهد
في تلك اللحظة رن هاتف أصلان أخرجه بسرعة وألقى نظرة عليه قبل أن
يجيب مرحبا هالة
أصلان أين أنت هل بإمكانك الانضمام إلي لتناول العشاء الليلة
أنا في المكتب
يمكنك ألا تعمل لوقت إضافي اليوم صحيح
عندي التزام ضروري يتعين علي القيام به
لكني أرغب في وجودك بجانبي
سأتصل بك بعد انتهائي من التزاماتي حسنا أنهى أصلان المكالمة بنبرة
لطيفة
أدركت أميرة على الفور أن المتحدثة كانت هالة رمقت الرجل المقابل لها بنظرة تفحصت فيها تعبير وجهه الرقيق وهو يطمئن