رواية فارس واسراء (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نسمة مالك
هذا الشعور كثيرا وهو يراها تربت على صدره بكف يدها برفق بعدما أنتهت من تنميق ياقة كنزته..
أمسكت كف يده وسحبته لخارج غرفة الملابس.. دارت بعينيها تبحث عن الطعام متمتمه..
لازم تاكل من عمايل أيدي.. أنا عملتلك الأكل اللي ديجا قالتلي عليه إنك بتحبه..
أنا بحبك أنتي يا إسراء..
قالها وهو يضمها بقوه ظهرها مقابل صدره ومال بوجهه على عنقها يلثمه بقبلاته العاشقه..
ماله فارس يا ديجا!..
أردف بها غفران بوجهه يظهر عليه القلق والخۏف الشديد..
ابتسمت له خديجة مردده..
أهدي يا غفران وأطمن الحمد لله هو بقي أحسن ..بس لازم دكتور يشوفة برضوا علشان يطمنا أكتر وبجد أنا أسفه إني قلقتك أوي بالشكل دا.. بس حالة فارس كانت صعبة جداورفض الأكل بقاله يومين وأنا عارفة انك صاحبه الوحيد اللي بيسمع كلامه..
بتتأسفي على أيه يا ديجا.. أنتي عارفه ان فارس دا انا بعتبره أخويا وعمري ما اتأخر عليه أبدا ..
ربتت خديجه على كتفه ودفعته برفق نحو الدرج متمتمه..
عارفه يا غفران.. ربنا يحفظكم لبعض.. تعالي أطلع هو مستنيك في أوضته..
إحنا في انتظارك يا غفران باشا..
صعد غفران برفقة خديجة حتي وصل لجناح فارس..
طرقت على باب الجناح طرقاتها افاقة هذا العاشق من دومة عشقه وجعلت إسراء تفلت أخيرا من بين يديه راكضه نحو الشرفة..
ادخلي يا ديجا..
أردف بها فارس المبتسم بتساع..
فتحت خديجه الباب وخطت للداخل خلفها غفران..
نظرات مندهشه.. مذهوله.. متعجبه.. جميعهم اعتلو ملامح غفران حين رأي فارس الذي قابله فاتح ذراعيه بضحكه متسعه تظهر جميع أسنانه ووجه مشرق تظهر عليه السعادة بوضوح وتحدث بتهليل وترحيب بصوت جوهري..
رفع غفران كلتا حاجبيه وابتسم بصطناع وهو يجيبه بنبره مازحة..
نسيت الشهقه ياض.. غفران أنت جيت شهقه يا غفران..
قهقه فارس بقوة مغمغما من بين ضحكاته..
لا التاني رمضان السكري
اقترب منه غفران بخطوات بطيئه مريبه.. كالاسد الذي يستعد للهجوم على فريسته بعدما رسم الڠضب على ملامحه..
توقف أمامه مباشرة وقبض على ياقة قميصه مردفا بشك..
ضحك فارس بقوة أكبر ونظر له بعين واحدة والأخرى مغلقه وهمس بأذنه بصعوبة من بين ضحكاته..
ضارب حضڼ وشوية بوس حلال إنما أيه حاجة كدة أروجينال..
نظر غفران ل خديجه التي لم تتوقف عن الضحك من فرحتها لفرحة قلب عزيزها وتحدث بجديه مصطنعه..
طيب لو ممكن يا ديجا تتفضلي أنتي دلوقتي وابعتي الدكاترة اللي مستنين تحت.. أنا كنت حاسس أننا مش هنكشف على عين الباشا بسوعلشان كده جبت معايا دكاترة تخصصات تانيه خلينا نعمله بالمرة فحص شامل من كله!..
شهقت خديجه هي الأخري بخجل وفرت مسرعة لخارج الجناح خاصة عندما قالفارس بثقه والكثير من الجرائه..
لا يا اسطا أنا بقيت بعين واحده اه.. بس أوعى تشكك في أهم وأقوى قدراتي.. صاحبك بعون الله عنتيييل..
أردف بها فارس وهو يجلس علي طاولة الطعام وبدأ يتذوقه بستمتاع..
بقي أنا كنت هعمل كذا حاډثه بسبب قلقي عليك وأنت قاعد هنا بتاكل جمبري وشوربة سي فود!..
قالها غفران پغضب مصطنع وهو يجلس بجواره وبدأ بتناول الطعام برفقته بشهيه..
تنهد فارس برتياح وبدأ يضع أمامه الطعام بسخاء مرددا..
كويس إنك جيت.. لو مكنتش جيت كنت هجيلك أنا يا صاحبي..
التهم غفران الطعام بشراهه وتحدث بوجه عابس مصطنع الڠضب..
أنا مبكولش غير مع ام زين بس قولت افتح نفسك!..
توقف فجأة عن تناول الطعام وبدأ يسعل بقوة حين صدع رنين هاتفه برقم زوجته..
أسرع بالرد عليها مدمدما بصعوبة.. ففمه مملوء بالطعام..
ام زين حبيبة قلبي لسه كنت في سيرتك حالا..
أنت بتاكل من غيري يا غفران!..
قالتها عهد بصوت أشبه بالصړاخ جعلته يبعد الهاتف عن أذنه
و أطبق جفنيه بقوة متأوه بصوت خفيض..
كتم فارس ضحكته فقد استمع لصوتها الصارخ بوضوح وتحدث بهمس مستفز قائلا..
البس يا سيادة المقدم.. هتكدرك انهارده..
اجابها غفران پخوف مصطنع..
لا يا عهوده.. أنا مش باكل.. انا بفتح نفس صاحبي أصله كان
رافض الأكل بقاله يومين..
امممم بالهنا والشفا يا حبيبي.. خلص أكلك وتعالالي..
قالتها بنبره مخيفهوقد تفهم هو ما يدور بخاطرها وما تنوي فعله به فور رؤيته..
انبلجت ابتسامة مستمتعه على محياة الوسيمة حين أدرك انه ايقظ بداخلها شريرته المجنونه..
سسسسلام يا سسسسيادة المقدم..
قالتها عهد من بين أسنانها وأغلقت الهاتف والقته من يدها بعصبيه متمتمه..
ماشي يا غفران.. أما وريتك مبقاش أنا عهوده..
انهت جملتها واتجهت نحو خزانتها أخرجت منها الثياب الخاصة برياضة الملاكمه لها ولأطفال زوجها وحتي صغيرها..
ابتسمت ابتسامتها الشقيه مردده بوعيد..
بقالي كتير ملعبتش بوكس معاك يا ظبوطتي..
.............................
ترك غفران الطعام من يده بعد مكالمة زوجته وابتلع ريقه بصعوبه وتحدث پخوف مصطنع قائلا..
هنادي على الدكاتره يطمنوني عليك علشان الحق أروح أصالح أم زين اللي اتكتلي على السين...
فارس.. عايزك وأنت مروح يا غفران تاخد صابرين اللي شغالة في المطبخ تحت ارميها في الحجز..
غفران.. مستفسرا.. عملت أيه!..
أجابه فارس پغضب..
بتبص لمراتي بصة معجبتنيش.. بصة قرف تخيل!!..
أنت عايزني أرمي اللي أسمها صابرين دي في الحجز علشان بصت لمراتك بقرف!..
أردف بها غفران وهو يرمقه بابتسامة هادئة بعدما تأكد أن صديقه غارق بالعشق الحقيقي حتي النخاع..
لم ولن يسمح لمخلوق بتطاول على ساحرته حتي لو بنظرة عابرة..
حرك فارس رأسه إيجابا وهو يقول..
أيوه.. دا سبب أول طبعا..مرات فارس الدمنهوري خط أحمر والكل لازم يعملها مليار حساب..
كلماته استمعتها تلك الجالسه داخل شرفة الجناح ارغمتها على الابتسامة وقد راقها كثيرا حديثه عنها بكل هذا الخۏف..لتجحظ عينيها حين تابع هو پغضب مفاجئ ..
بس كمان الحيوانة دي بتنقل كل حاجة بتحصل هنا في القصر صوت وصورة لبنت رئيس الوزراء اللي أنت برضوا يا صاحبي هتخلصني من خطوبتها المهببه دي..
فرك غفران لحيته بأنامله مدمدما..
اممم ويا تري عايزني اخلصك من خطيبتك دي هي كمان إزاي..
أبتسم بصطناع مكملا..
أحطهالك في الحجز برضوا !..
ظهرت فرحة طفوليه على ملامح إسراء حين علمت انه يريد إنهاء خطبته على المدعوه ديمه القديمة كما أصبحت تلقبها..
بلحظه كانت هبت واقفه وهندمت ثيابها وعدلت حجابها واندفعت لداخل الجناح فجأه دون ذرة تفكير.. وقفت بجوار زوجها الجالس أمام غفران مستندة على كتفه بكف يدها الصغير..
وجودها المفاجئ جعلهما يقطعا حديثهما وينظرو لها بدهشه حين تحدثت موجهه حديثها لزوجها..
ممكن يحط سوسو السكرتيرة هي كمان في الحجز مع صابرين يا فارس..
حديثها كان بحماس طفله صغيرة تطلب من والدها إحدي العابها المفضلة..
نظر لها زوجها بهيام ومال بوجهه قليلا على يدها الموضعه على كتفه قبلها بعشق وتحدث بقليل من البلاهه أثناء تأمل احمرار وجنتيها..
خد سوسو يا غفران..
يتابعهما غفران بشفاه مرفوعه وتحدث بمزاح قائلا..
وماله حاضر.. هاخد سوسو وناديه وفوزية كمان يا حبيبي..
..
لفصل ال..
..
مرت بضعة أيام.. حدث بهم الكثير.. أهمهم..أتمت إسراء أربعة أشهر بالقصر واليوم هو سنوية زوجها السابق وأيضا من المفترض أن تبدأ حياة طبيعيه مع زوجها الحالي الذي لم يتمم زواجه منها حتي الآن تقديرا لها واحتراما لرغبتها..
معاملته الرقيقه معها ضد طبيعته الشرسة إطلاقا.. يحاول بل يجاهد لإحتوائها قدر استطاعته.. ساحرته هي ووحدها التي تجعله يلجم غضبه تجاهها..
على الرغم من تقبلها له ومعاملتها اللينه معه إلا أنها لم تعطي له فرصه بمتلكها..تري وتشعر برغبته الجامحه بها .. يريدها بكل جوارحه ولكن بكامل أرادتها..
فهل ستقبله هي زوجا لها.. أم معاملتها له لم تكن سوي عطف وشفقه على ما حدث له وما يمر به من صدمات مؤلمھ!..
سطعت شمس نهار جديد معلنه عن بدأ يوم مليئ بالأحداث..
إسراء..
تقف داخل الغرفة المخصصة لثيابها.. تبحث بين الملابس عن اللون الوحيد الذي لا ترتدي سواه..
انتقت فستان بغاية البساطة من اللون الأسود كعادتهاارتدته على عجل وضعت حجابها بأهمال على شعرها..
سارت لخارج الغرفة متجهه نحو والدتها الجالسة على الفراش متمتمه بود..
معاد الدوا اللي قبل الفطار يا ماما..
تأملت إلهام هيئتها بنظرة عاتبه وأشارت لها أن تقترب منها لتهمس بأذنها كالعادة بما تريد اخبارها به بعدما علمت أن فارس يري ويستمع لحديثهما عبر الكاميرا الموجودة بالغرفة..
اتكلمي يا ماما براحتك.. فارس قفل الكاميرا اللي هنا ووعدني مش هيفتحها تاني..
قالتها إسراء بابتسامة خجولة حين رمقتها إلهام بنظرة عابثه..
سريعا ما تحولت نظرتها للحزن وتحدثت بتنهيدة قائله..
برضوا لبسه أسود يا إسراء!!.. يا بنتي قولتلك كدة ميصحش.. تبقي على زمة راجل ولابسه أسود من حزنك على راجل تاني!!..
ضيقت عينيها ورمقتها بنظرة غاضبه مكمله..
وأنا اللي قولت إن قلبك مال لفارس وبدأتي تحني..
كانت إسراء تسكب كوب من الماء وحملته هو و حبه من الدواء وضعتها بفم والدتها مردفه بأسف..
مش بأيدي يا ماما..
صمتت لبرهه وتابعت پبكاء..
والله ڠصب عني.. أنا بين نارين وقربت اټجنن من كتر التفكير..
جذبتها إلهام داخل حضنها وربتت على ظهرها بحنو مردده..
عارفه ياضنايا وحاسه بيكي يا بنتي.. بس عايزاكي تفوقي لنفسك وتفكري بعقلك.. أنا عارفة إنك عاقلة وبتعرفي توزني أمورك يا إسراء..
أجهشت إسراء پبكاء مرير واعتدلت مبتعده عنها قليلا.. نظرت لها بأعين تسيل منها عبراتها بغزاره.. لتسرع إلهام وتمسح عبراتها بكلتا يديها بحنان
بالغ..
عاقلة!..انا مبقاش فيا عقل يا ماما.. أو بمعني أصح فارس بيقدر يلغي عقلي بعاميله معايا..
نظرت لها إلهام بعدم فهم لتستطرد هي هامسه بستحياء..
بيعاملني كأني ملكه.. طلباتي أوامر.. بيعرف إزاي يغرقني في بحر حنيته وبيقولي كلام ولا قصايد الشعر بيخلي الدنيا تلف بيا وأبقى في دنيا تانية خالص يا ماما..
لكزتها إلهام برفق وضحكت بقوة مردده بثقه..
يبقي احساسي صح والواد بېموت فيك يا بت أوعى تضيعيه من إيدك يا خيبه وتسيبي غيرك تخطفه منك..
أطلقت إسراء زفرة نزقة وتحدثت پألم يعتصر قلبها قائله..
يا ماما كده انا اللي هبقي خطفته من خطيبته... وكمان هو متجوزش قبل كده ليه ياخد واحدة أرملة ومعاها طفلة زيي.. أكيد هيبقي عايز يفرح ببنوته تكون أول مرة تتجوز زيه وغير كل ده بقي أنا لسه حزينه على رامي.. الله يرحمه يستاهل أحزن عليه عمري كله..
اڼفجرت بالبكاء مرة أخرى وتابعت بصعوبة من بين شهقاتها..
انهارده رامي كمل سنه..
ضمتها إلهام لحضنها ثانيا وقبلت جبهتها مردفه بتعقل... بس يا ضنايا كفايه عياط.. أنا عارفه ان رامي الله يرحمه كان ونعمة الزوج.. بس أنتي كمان كنتي ونعمة الزوجة والحمد لله ماټ وهو راضي عنك..
صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها وتابعت..
اللي أعرفه دلوقتي إنك بقيتي مرات فارس على زمته بشرع الله يا إسراء يعني تتقي الله فيه يا بنتي وتحطيه جوه عنيكي زي ما هو شايلك على رأسه.. لا تقوليلي خاطب ولا مش خاطب.. الراجل لما سألته قالي الخطوبه دي مجرد شغل وبس وهيفكها ومافيش واحده هتكون مراته غيرك وأنا شايفه معاملتك ليه اتغيرت خالص وشكلك وقعتي على بوزك.. يبقي بتفتحي على نفسك باب