رواية فارس واسراء (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نسمة مالك
نكد ومشاكل أنتي في غني عنها ليه يا ضنايا! ..
أنتي فكراني حبيت فارس يا ماما! ..
قالتها إسراء بابتسامة
زائفه وتابعت دون انتظار رد من والدتها..
معاملتي اللي اتغيرت معاه دي لأنه صعب عليا أوي..قلبي وجعني عليه زيي ما بيوجعني على إسراء بنتي.. عايزاني اعامله وحش بعد اللي عرفته عنه وكمان بعد تعب عينه اللي بقي يشوف بيها بالعافيه وهتاخد وقت كبير في العلاج!..
أنا هروح أقوله أن سنوية رامي انهارده وعايزة أودي إسراء تزور أبوها..
بلاش تقوليله انتي يا بت..
قالتها إلهام بلهفهوأكملت بتعقل..
خليكي يا إسراء ميصحش تروحي انتي وانا هاخد بنتك أوديها.. خليها تعدي على خير يا بنتي.. مافيش راجل حر يستحمل أن مراته تقوله هروح أزور راجل كان جوزي حتي لو هتزوره وهو في قپره..
ماما أنا هودي بنتي بنفسي تزور أبوها وفارس بيه دا مش هيقدر يمنعني..
صكت على أسنانها پعنف واكملت بغيظ شديد بل غيرة حاړقة لم تستطيع اخفائها..
اللي عمال يقول هيفك الخطوبة من ديمة القديمة ولحد دلوقتي سيبها مرزوعه هنا في البيت وراحة جاية بهدومها اللي تكسف دي من غير حيا ولا خشا..دا الحمد لله انه مبقاش يشوف كويس والله..
تصدقي فعلا أنتي محبتهوش يا بت يلي هتجنني من غيرتك عليه..
أنتبهت إسراء على حالها.. فهرولت مسرعة لخارج الغرفة غالقه الباب خلفها تاركة إلهام تدعوا لها من صميم قلبها..
ربنا يفرح قلبك ويجعلك فارس الزوج الصالح اللي يقدرك ويعوضك عن تعبك وحزنك يا إسراء يابنتي قادر يا كريم يا رب ..
.. بغرفة مارفيل..
تجلس ديمة معها حتى تشرق الشمس بنورها كعادتهما يوميا.. يتناولان سويا الخمور بمختلف أنواعها..
لم أتوقع هذا منك أبدا مارفيل..ترفضين عرض فارس!.. لقد اعطي لك شيك على بياض تكتبين به الرقم الذي يحلو لك يا إمرأه.. ظننت انك أذكى من ذلك..
قالتها ديمة وهي تضع مسحوق من البودر الأبيض على طبق من الزجاج وسحبت عمله نقدية ورقيه قامت بلفها بأحكام واستنشقت بها المسحوق دفعه واحدة..
عزيزتي ديمة.. لو وافقت فارس الآن على عرضه هذا سأغادر من هنا فور أخذ المال ولن أستطيع مساعدتك بالزواج منه ولن أحصل منك على المبلغ الذي اتفقت معاك عليه..
أشعلت سېجار وتناولته بستمتاع ونفخت دخانه ببطء مكمله..
نظرات لها ديمة بنظرات منذهله.. لتضحك مارفيل بقوة وتكمل بفخر..
أعلم أني أستحق أن ترفعي لي القبعه..
ديمه.. هذا صحيح ولكن هل تظنين أن فارس سيوافق على خطتك هذه! ..
سأجبره على الموافقه بعدما علمت نقطة ضعفه الوحيده التي لم تكن سوي تلك الحمقاء الذي يلقبها بزوجته..
قالتها مارفيل بضحكة شريرة..
لا تذكريني بتلك ال فأنا أقسم لك أني أريد قټلها ولكني سأنتظر قليلا حتي أصبح زوجة فارس الدمنهوري..
...................................
.. داخل مطبخ القصر..
تصنع
إسراء أشهى المخبوزات ذات رائحة تسيل لعاب من يستنشقها.. جهزتها خصيصا حتي توزعها رحمة على روح والد ابنتها..
أساعدك في حاجة يا ست هانم..
كان هذا صوت صابرين تتحدث بإحترام شديد..
ابتسمت لها إسراء واجابتها قائله..
شكرا يا صابرين.. أنا خلصت خلاص.. تعالي دوقي كده وقوليلي رأيك..
أكيد طعمها حلو جدا..لان ريحتها لوحدها حكاية يا ست هانم..
أردفت بها صابرين وهي تتذوق بتلذذ..
بجد أول مرة أدوق قرص طعمها حلو أوي كدة.. تسلم إيدك يا ست هانم..
ربتت إسراء على كتفها وتحدثت بابتسامة قائله..
بالهنا والشفا يا صابرين..أدعي لرامي أبو بنتي بالرحمه انا عملاها صدقة على روحه وبلاش يا ست هانم دي تاني انا اسمي إسراء وبس..
ترقرقت أعين صابرين بالعبرات وتحدثت بمتنان قائله..
انتي مش بس ست هانم.. دا أنتي ست البنات كلهم.. انا مش عارفه أشكرك إزاي على وقفتك جنبي ودفاعك عني رغم أني غلطانه واستاهل اللي كان هيعمله فيا فارس بيه..
إسراء .. إحنا مش ملايكة وكلنا بنغلط يا صابرين ويا بخت من قدر وعفي..
سارت لخارج المطبخ وتابعت بستعجال حين استمعت لصوت زوجها يودع الضيف الذي كان معه بمكتبه..
يله بقي حطي اللي برد في الأكياس اللي قولتلك عليها على ما ارجعلك..
أنهت جملتها وسارت بخطي مهروله تبحث عن فارس..
اعتلت ملامحها الدهشه حين وصل لأذنيها صوته المخملي يتمتم بإحدي الأغاني التي تفضلها هي كثيرا..
كل كلمة حب حلوة قلتها لي..
كل همسة شوق بشوق سمعتها لي..
والأمان والعطف والقلب الحنين..
والأماني كلها نولتها لي..
بس قلبي لسه خاېف من الليالي
وأنت عارف قد أيه ظلم الليالي..
تسارعت دقات قلبها پجنونوتابعت السير بخطي شبه مرتجفه وهي تحدث نفسها بتنهيده قائله..
الأغنية دي بتوصفني بيها يا فارس..
تقف أمام باب مكتبه المغلق بتوتر وخوف ظاهر على محياها.. كلما مدت يدها لتطرق على الباب تتراجع سريعا وتضع أصابعها بفمها تضغط عليها بأسنانها من شدة توترها..
تعالي يا إسراء..
قالها فارس من خلف الباب المغلق.. جحظت عينيها پصدمة وحدثت نفسها بتعجب..
عرف إزاي أني هنا!..
لا تعلم تلك الفاتنة أنه أصبح متيم بها لدرجة تجعله يستنشق عبيرها ويستمع لنبض قلبها والشعور بوجودها أينما كانت..
استجمعت قوتهاوطرقت على الباب برقه ومن ثم خطت للداخل غالقه الباب خلفها..
كان فارس يجلس على مكتبه بهنجعيه تليق به كثيرا ويرمقها بنظرات إشتياق غلبها القلق حين رأي مدي توترها..
ظلت واقفه بمكانها.. تنظر لكل الاتجاهات للتفادي النظر له..اعتلت ملامحه الوسيمه ابتسامة هادئه وهب واقفا وسار نحوها مغمغما..
عايزه تقوليلي أيه..
رفعت عينيها ببطء حتي تقابلت مع عينيه التي تتأمل ملامحها بافتتان وتابع بابتسامتة المطمئنه ..
اتكلمي أنا سامعك..
فركت أصابعها ببعضها وترقرقت عينيها بالعبرات وهمست بصوت متقطع قائله جمله جعلت ابتسامته تتلاشي شيئا فشيئا حتي اختفت وحل مكانها ڠضب عارم ربما ېحرق الأخضر واليابس..
انهارده السنويه بتاعت أبو إسراء وعايزه ا! ..
قطعت حديثها وشهقت پعنف حين جذبها فجأه داخل حضنه.. ارتطمت بصدره بقوة وهمس بأذنها بغيرة جعلت أنفاسه تخرج ساخنه للغايه تدل على النيران التي تتآجج بداخله..
معني كده إنك الليله هتكوني مراتي رسمي قولا وفعلا يا إسراء ..
فارس بيه أنا عارفه ان في بينا إتفاق وأنت التزمت بيه الصراحة مقدرش أنكر دا.. بس لازم تعرف أني مش قادره أنسى رامي الله يرحمهولا هقدر أنساه أبدا ومعاملتي الكويسه معاك الفتره اللي فاتت دي علشان انت صعبت عليا مش أكتر من كدة.. فأرجوك بلاش تغصبني عليك يا بيه و
خليك مع خطيبتك هي أولى بيك مني..
حديثها كان كالخناجر الحادة تقطع نياط قلبه على حين غرة.. رغم أنه على يقين أنها كاذبه..
ابتلعت لعابها بصعوبة حين رأته يبتعد عنها قليلا ودار حول نفسه.. يمسح على شعرة بكف يده پعنف كاد أن يقتلعه من جذوره مدمدما بذهول..
اممم.. بلاش اغصبك عليا!!..
هدوئه أثار قلقها أكثر.. فهبطتت من فوق مكتبه بحذر وسارت من خلفه دون أن تلمسه متوجهه نحو باب المكتب وهي تقول بصوت حاولت إخراجه طبيعيا إلا أنه خرج مرتعش..
أنا هروح أصحي إسراء علشان أخدها ونروح لأبوه!..
صړخت بصوت خفيض حين وجدت نفسها مرفوعه فجأه بين يديه وسار بها لخارج مكتبه بخطوات شبه راكضه..
انتي رايح بيا فين يا فارس..أعقل لو سمحت ونزلني لخطيبتك تشوفك..
حاولت أبعاده عنها ولكنه أحكم سيطرته عليها وخطي بها داخل المصعد ضاغطا على الطابق الخاص بجناحه مغمغما بابتسامة مصطنعه تظهر أسنانه ناصعة البياض..
أهدي يا بيبي خليني أشوف بنفسي أنتي فعلا بتكوني مغصوبه عليا وانتي في حضڼي ولا بتقولي كده علشان غيرانه من ديمة!..
غيرة أيه اللي بتتكلم عنهاوأنا
هغير عليك من خطيبتك ليه أصلا !..
قالتها إسراء پغضب وهي تلكمه على كتفيه بقيضتها الصغيره حتي يتركها..
خطي بها لداخل جناحه غالقا الباب خلفه بقدمه وسار بها نحو الفراش سقط بها عليه ولأول مره يعتليها جعلها تشهق بخجل وبهمس مرتجف قالت..
فارس أنت هتعمل أيه.. أبعد عني بدل ما اصړخ وأخلي ديمة بتاعتك دي تشوفك بالمنظر دا..
وماله معنديش مانع أبدا أنك ټصرخي يا بيبي..
جاهدت لابعاده عنها بشتي الطرق ولكنه كالعاده يفرد سيطرته عليها ويبعثر مشاعرها ويجبرها للخضوع لعشقه الجارف..
أنا غصبك دلوقتي عليا يا إسراء..
همس بها بحمميه من بين سيل قبلاته العاشقه الذي يوزعها على كافة وجهها..
ضمته لها أكثر وهمست بأذنه بنبرة متوسله..
فارس ارجوك أستنى عليا شويه.. أرجوك..
فارس.. !..
الفصل ال..
لم يستطع التوقف عن التحديق في أعين زوجته.. كانت عينيه متوسعة..متوهجة..
ينظر في عينيها مباشرة دون أن يزيح نظره عنها..
همساتها المتوسله جعلته يتوقف عن غمرها بعشقه ولكنه لم يبتعد عنها انش واحد.. هي محض انتباهه الكامل..
بينما إسراء التي أصبحت بحالة يرثي لها كعادتها مؤخرا كلما ضمھا لصدره.. متمسكة به بكلتا يديها.. قابضه على قميصه بكفيها بقوة.. تبادله نظرته بأعين متسعه أيضا وصدرها يعلو ويهبط بشكل ملحوظ..
تحاول قرأه ما يدور بخاطره.. على ثقه انه لن يجبرها على القيام بأشياء لا تريدها فقط لتحقيق رغباته.. تقر لنفسها أنه دائما يحترم قراراتها.. صبور معها لأقصي حد..
هو يكن لها مشاعر حب حقيقي ولذلك يظل صبورا ولطيفا معها طيلة الوقت..
حتي عندما يتشاجران مؤخرا يظل هادئ وحنون عليها فقط لإصلاح الأمور حتى لو لم يكن ذنبه حيث أن خوفه من فقدانها أكبر من رغبته في إثبات أنه على حق..
يعمل بجد لمساعدتها بأي طريقة.. قام بتأمين مستقبل ابنتها بوضع مبلغ خيالي بحسابها.. يحتضنها بحب أبوي صادق ويوفر لها كل سبل الراحة والأمان..
بل إنه مستعد للتضحية بالوقت والنوم والمال فقط لجعل حياتها مريحة..
كما أنه لن يستغلها لتلبية احتياجاته الخاصة..
على علم هي بكل هذا.. تري فيه الرجل العاشق الذي يضاعف جهده دائما ليجعلها تشعر بأنها مميزة رغم أنه لا يفعل هذا ليثير إعجابها بل لأنه يريدها أن تعلم مقدار حبه لها..
شعرت بخزي وإحراج شديد من نفسها حين داهمها ذكريات كل ما يفعله معها.. وهي بالمقابل تخبره بكل جحود أنها لا تستطيع أن تنسي زوجها السابق..
غبيه يا إسراء..
هكذا نهرت نفسها وهي تزيد من ضمھ لها أكثر واخفت وجهها بحنايا صدره هروبا من عينيه المحاصره لها..
بصيلي يا إسراء..
أردف بها داخل أذنها بصوته المدمر جعلها تنكمش على نفسها داخل أضلاعه أكثر وبدأت تبكي بصمت..
أطبق جفنيه پعنف حين شعر بارتجاف جسدها بين يديه ووصل لسمعه شهقاتها الخافضه..
اعتدل جالسا بها وعدل وضعها داخل حضنه أصبحت جالسه على قدميه ووضع أصابعه أسفل ذقنها جعلها تنظر له..
قوليلي فيكي أيه يا روحي.. ليه كل الصراع اللي جواكي