رواية قلب ارهقته الحياه (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم هناء النمر
كله ياهدى انا مستنياكى من بدرى ...
..ايه يابنتى اتهدى شوية ...
...الفستان تعالى شوفى آخر بروفة للفستان. ..
...احنا موارناش غير
الفستان ياهدير ... كان هذا صوت والدتها من اتجاه المطبخ.
..إيه ياماما مش انا العروسة ...
...عرسة تقرض ودانك أمشى يابت على فوق ناميلك شوية عشان تبقى فايقة بليل ...
..يووووه هو انا مفيش ورايا غير النوم ...
...فاهمة ياستى هو ده اللى انا باخده منكم. ..
ثم اتجهت صاعدة السلم استدارت لها والدتها وهى تقول وهى متجهة للمطبخ
...تعالى بقى شوفى الحاجات اللى هنعملها. .
...حاجات ايه ...
..الأكل يابنتى آمال هنأكل الناس ايه
...يعنى إيه مش هنطبخ. ..
... هنطبخ لمين اتفاق الحجز بالعشا لكل المعزومين هتطبخى وترميه بعد كدة ...
...أنا قلتلها كدة مصدقتنيش قلت انتى هتعرفى تقنعيها. ..
كانت هذه هايدى
...والأكل اللى جهزتله والحاجات اللى انا اشتريتها دى ...
...والله انتوا عيال تسد النفس جتكوا القرف ..
واتجهت الحاجة هدية للمطبخ أما هدى وهدير وقفوا يتسامروا
..أمال جوزك فين مش هييجى ولا ايه
...وهو من امتى جه قال يااختى فى صفقة جديدة بيشتغل عليها بيقول أنها هتنقله نقلة تانية...
...ههههههههه كل مرة بيقول كدة ..
...فعلا بس المرة دى فى حاجة مختلفة شوية طول الوقت برة وأن جه بيبقى متنرفز ومتعصب ...
...ههههههههه تفتكرى باللى هو بيعمله ده ..
..على رأيك المهم أمه بعيد عنك انتى قلتى طول ماهو مشغول انتى مرتاحة ...
..على رأيك سيبينا من الموضوع ده تعالى نرخم على البت هدير ...
...يلا ...
مرت ليلة الحنة بسلام والفرحة تغمر الجميع
تانى يوم يوم الزفاف اتصلت بعمر لتأكد عليه الحضور
...صعب ياهدى مش هقدر اسيب الحفلة هنا ...
...ماشى ياستى مش معترض احضرى براحتك وأنا هبقى اعتزر لحماتى وهبقى أزور هدير فى بيتها وهجبلها هدية حلوة المهم فى طلب مهم جدا ...
...ملكش طلبات عندى انت مبتعملش اللى انا عايزاه يبقى مش هعملك اللى انت عايزه ...
...لا ياماما الموضوع ده مفيهوش مناقشة ولا عشان بكلمك بأدب اسمعى كلام نهائى هفوت عليكى الساعة 12 كدة وانتى بفستانك زى ما انتى هتيجى معايا تسلمى على الناس فى الحفلة هنا وتتعرفى بيهم ...
...أيوة هتيجى وبعدين يعنى هى من غيرك مش هتدخل ريحى دماغك وبعدين بقولك الساعة 12 يعنى الفرح هيكون قرب يخلص الحفلة هنا هتبدأ 11 يلا سلام الساعة 12 بالظبط تكونى واقفة قدام القاعة عشان مش عايز ادخل وعايز فستان حلو ورقيق كدة ...
مضت ساعت الفرح ببطئ من قلقها من حفلته هذه فهى تكره طريقته فى التعامل مع الأمور وبالتأكيد كل من حوله يعلمون بشخصيته يعنى مجرد الظهور بصفتها زوجته إهانة علنية لنفسها
خرجت متأففة فى موعده كما طلب حضر هو الأخر وأبدى إعجابه بما ترتدى كان فستان كريمى بطبقتين أحدهما ضيقة والأخرى شيفون تكسوه كان يحدد جمال جسدها ولياقته بوضوح وطرحة بيج شيفون قصيرة بتلبيسة بلون الفستان .
وفى السيارة قال لها
...مش عايز انبهك ياهدى الحفلة دى مهمة جدا بالنسبالى ...
...ومن امتى بتاخدنى حفلات معاك اصلا مش كنت دايما بتقول أنى مش وش الحفلات دى ...
...من الحفلة اللى فاتت وهم بيسألوا عليكى ...
...وهم يعرفونى ....
...لا بس كفاية انك مراتى وكل واحد فى الحفلة مع مراته. ..
...أه سد خانة وخلاص يعنى ...
...بالظبط بس حاولى تتصرفى برقى شوية ...
...ده على أساس أنى فالجر يعنى ...
...مقولتش كدة بس أوقات بتبقى صراحتك بوقاحة شوية وأنا مش عايز كدة ...
...والله وحفلتك دى ليه أبسط الأمور اعرف سبب الحفلة ...
...دى ياستى المسمى العام بتاعها حفلة تعارف بس الحقيقة المطبخ الخاص لكل الصفقات اللى بتتم وكمان الحفلة دى هيكون فيها أكبر مؤسسى المعمار فى البلد وهيحضرها كل المشاركين العرب فى المشاريع دى ...
... وانت عايز يكون ليك نصيب من الصفقات دى ..
...وحياتك ما هيهدالى بال إلا لما أخد أهم وأكبر صفقة فيهم لازم تكون ليا ولمكتبى بأى شكل ...
...أه فهمت ...
وصلا للحفلة بدأ بالسلام على كل من يعرفهم وتقديم زوجته لهم كانت متحفظة تماما فى السلام والكلام مع الناس لكن لمجرد أنها وجه جديد فقد لفتت أنظار معظم رجال الحفلة لها والسيدات أيضا وأهم الأسباب أنها قليلة الكلام بل تكاد تكون لا تتحدث أكثر من السلام فقط فهذه ليست بيئتها ولا تريدها.
الملاحظ انه يوجد فئة معينة من الحاضرين عدد لا بأس به منهم لا يقترب منهم الكثير يحوطهم البودى جارد من كل مكان حتى زوجها كانت عينيه
عليهم يريد الاقتراب بأى شكل لكن لابد من وجود سبب
..هم مين دول
... دول الهدف دول اللى الصفقة اللى انا ھموت عليها بتتم بينهم دلوقتى
الجروب ده كله يبقوا أكبر وأهم مؤسسى المعمار فى مصر والدول العربية عارفة ياهدى لو اسم مكتبى دخل فى صفقة واحدة معاهم هبقى ركبت الريح ورجلى مش هتتحط على الأرض تانى ..
...طب فوق بقى لتقع بجد ...
...أنتى على طول قافلة كدة ..
...ملكش دعوة بيا وشوف اللى بتشاورلك هناك دى ...
...أه دى رقية الصواف طبعا تسمعى عنها ثانية هسلم عليها وارجعلك ...
وتركها وذهب تمتمت هدر بقولها
...الهى ما يرجعك ټموت انت وهى فى لحظة واحدة ...
انسحبت هدى بهدوء حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن الجموع والزحمة اتجهت لركن خاص لا يوجد فيه الكثير كان يبدوا كشرفة على طول الحائط تطل على النيل وقفت
أمامه تنهدت بحزن على الحال الذى وصلت له مع زوجها
...هدى ...
نداء باسمها من صوت مألوف صدر عن شخص يقف خلفها .
التفتت هدى واتسعت عينيها من المفاجأة .
.....معقول ....
انسحبت هدى بهدوء حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن الجموع والزحمة اتجهت لركن خاص لا يوجد فيه الكثير كان يبدوا كشرفة على طول الحائط تطل على النيل وقفت أمامه تنهدت بحزن على الحال الذى وصلت له مع زوجها
...هدى ...
نداء باسمها من صوت مألوف صدر عن شخص يقف خلفها .
التفتت هدى واتسعت عينيها من المفاجأة .
.....معقول ....
...ليش لأ ...
... أنت بتعمل هنا ايه ...
...أنا ايش انتى بتعملى هنا هذى اول مرة اشوفك لكن بصراحة مفاجأة جميلة ...
...لا جميلة ولا وحشة كأنك مشوفتنيش ...
...إيش تقولى وكيف اقدر وانا ما صدقت ...
... بعد اذنك ... وهمت بالحركة لولا انها فوجأت بزوجها أمامها كيف ظهر هكذا فجأة ولم تره اتيا من بعيد .
...هدى ايه فى حاجة
عندما رفع عينيه للواقف أمامه بعدما استدار له
...مش ممكن الامير فيصل أهلا وسهلا يافندم ...
...أهلا ...
...تشرفنا حضرتك حصل حاجة هدى دايقت حضرتك فى حاجة ...
صدمت هدى من كم الخضوع والتحايل التى عليها زوجها مما أصابها بالحرج الجارف من الموقف خاصة أمام هذا الشخص المستفذ بالذات .
...لا ابدا هى مدام هدى تبقى ...
...المدام يافندم المدام بتاعتى وأنا المهندس عمر عبد الفتاح صاحب مكتب Light الهندسى ...
...أه أهلا وسهلا ...
لاحظ عمر كم نظرات فيصل لهدى التى بدأت تتضايق منها
..هو حضرتك تعرف هدى من قبل كدة ...
رفعت هدى رأسها فجأة لفيصل بحركة رفض ايمائية ففهم ما تريد
...لا هذى اول مرة نتعرف رأيتها واقفة لوحدها كلمتها. ..
ارتدت روحها اليها بعد تصريحه هذا لتفاجئ برد زوجها الصاډم
...ده شرف لينا يافندم اتفضل حضرتك أشرب حاجة معانا ...
تدخلت هى فى الحوار ...أنا تعبانة وعايزة أمشى ...
...هدى ... قالها زوجها باستنكار
...حصل خير واضح عليكى مدام هدى واكيد راح نتقابل مرة تانية ..
رد زوجها ...اكيد أن شاء الله سيادتك. ..
ثم تركهم فيصل وذهب وتبعه فردى الأمن الواقفين بالقرب منه
...إيه ده انتى اتجننتى فرصة من السما وجت لحدنا تقومى تتصرفى بالشكل ده ...
...فرصة ايه ده بنى ادم ساڤل ده كان بيغازلنى ...
..واحنا مالنا بأخلاقه المهم العقد وبعدين هنا كله بيجامل كله هتلاقيكى انتى اللى فهمتيها أنها غزل بس مشكلة واضح انه معجب بيكى اكيد هحاول مرة تانية يكلمك ...
...عمر ايه اللى بتقوله ده ...
...إيه بقول هيحاول يكلمك قلت حاجة غلط بس تصدقى مكنتش اعرف ان سرك باتع كدة أول مرة تحضرى حفلة وأول ما توقعى الامير فيصل بنفسه أكبر راس فى التعاقد كله ...
...أنت اټجننت مش مكسوف وانت بتقول كدة ...
..ليه هو انا بقولك نامى معاه بس اديله ريق حلو لو جه يكلمك تانى بدل الوش الخشب اللى انتى مركباه ده ...
...انت فعلا انسان مش ممكن وأنا مش قادرة اسمع اكتر من كدة انا ماشية ...
فوجئت بيده تقبض على ذراعها بقوة آلمتها
...استنى عندك ماشية راحة فين إحنا هنفضل لحد ما الحفلة تخلص وانتى بالذات ...
...عارف لو مسبتش ايدى هصوت واڤضحك فى وسط الحفلة اللى انت فرحان بيها دى ...
وبنظرة تحدى منها تهاوى هجومه فهو يعرفها جيدا ستفعلها أن صمم أمامها أطلق صراح يدها
عدلت من هندامها وهى تقول
...عارف الحق مش عليك انا اللى استاهل لأنى وافقت اجى معاك هنا وأنا عارفة قد ايه انت أخلاقك واطية واطية ايه انت معندكش أخلاق من الأساس ...
أنهت جملتها وتركته وذهبت بدأ يتلفت حوله ليتأكد أن كان قد سمعهم أحد أم لا وبنظرة واعدة وصوت اقرب للهمس قال
...أنتى عديتى حدودك اوى ياهدى وكفاية عليكى كدة بس الأول أوصل للى انا عايزه ...
استقلت تاكسى لتعود لبيتها كانت تتمنى أن تتجه لمنزل والدتها لكن الوقت لن يسعفها لذلك فالساعة تعدت الواحدة صباحا ولا تستطيع العودة لمحافظة أخرى وحدها فى هذا الوقت والساڤل زوجها تركها ولم يخرج معها حتى لاعادتها للمنزل
وهى فى الطريق رن هاتفها كانت هوايدا أختها
... أيوة ياهوايدا انا كويسة الحمد لله مش ماما قالتلك لأ الحفلة خلصت وخلاص
مروحة انتوا وصلتوا البيت كويس خالد ياهوايدا خدى بالك منه لحد ما اجى بكرة هايدى صممت تاخده طيب ماشى بس أبقى بصى عليه برده ماشى سلام يادودو ...
فتحت باب الشقة ودخلت اغلقت الباب ولم تسعفها قدمها للدخول جلست مكانها خلف الباب لا تصدق ما تفوه به زوجها للتو لقد وصل به الانحطاط ليستخدمها كمقود يتاجر بنسائه ليصل لما يريد
وهى الآن السلعة المستخدمة قالت بتنهيده
... واضح ان ملكيش أى نصيب فى الفرحة والأمان ياهدى وهتفضلى طول عمرك كدة ومفيش تغيير ...
كانت على عتبة الدخول فى البكاء ولكن رنة هاتفها انقذتها من الدخول فيه مسحت وجهها سريعا لتستعيد تركيزها عندما رأت اسم المتصل
...يابنت المچنونة بتكلمينى