الجمعة 20 ديسمبر 2024

رواية جلاب الهوى (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم رضوى جاويش

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز


على العتاب .. فلقد اندفع مترجلا من على فرسه وبلا اى مقدمات وجدت نفسها مصطدمة بصدره .. .. كف يحيطها ضاما إياها وكف اخر يخرج شئ ما تبينته في التو .. كان سلاحھ .. صوبه على شئ ما كان بالقرب من موضع وقوفها السابق قبل ان يجذبها اليه بهذا الشكل الصاډم.. 
انتفضت عندما اطلق الڼار عدة مرات و تشبثت به كطوق نجاة .. ساد الصمت .. 

كاد ان يبعدها عن صدره المتعلقة به كانها غرست جذور كفيها بأرضه .. لكن كيف له ان يفعل وهى ترتجف بهذا الشكل بين ه فى ذعر تام ما ان ادركت انه لولا ظهوره وقټله تلك الحية التى كادت تودى بحياتها لكانت في عداد الأموات فى تلك اللحظة !.. كيف له ان يرسلها بعيدا وهو المتأمل فى قربها تلك المتشبثة بتلابيب روحه والمسربل فؤاده بهواها ! كيف له ان يفعل وهوالذى يود لو يضمها اكثر فاكثر حتى تضحى جزء اوبعضا من روحه لا يمكن لأى من كان ان ينزعها عنه مبعدا حتى المۏت!.. 
جاهد جهاد الابطال حتى استطاع اتخاذ قراره الموجع وامسك بكتفيها مبعدها عن صدره الذى بدأ يئن من
وجيعة بعادها القسري .. ولم يشعر الا وهو يهزها فى قوة هاتفا فى لهجة عاتبة انت ايه اللى خرچك م البيت الكبير ونزلك هنا !.. كنت هتروحى فيها وانى منبه عليك من الاساس..
توقف عن هزها بهذا الشكل عندما ادرك انه رغما عنه قد افرغ ذعره لمجرد تخيل فقدها عليها هى التي يوجب عليه ان يبثها الطمأنينة
ابعد كفيه عنها فكادت ان تسقط.. اندفع يهم باللحاق بها لولا انها استجمعت قوتها واستدعت ثباتها ووقفت متسمرة للحظة لا تدرى ما عليها فعله ..واخيرا رفعت ناظريها اليه ليكاد يشهق فى صدمة عندما رأى دموعها منسابة على صفحة خديها ..
اندفعت باتجاه البيت الكبير ليتنهد هو فى ضيق يتابعها بناظريه تكاد تنهداته ټخنقه لولا خروجها بهذا الشكل الذى ينم عن احتراق داخلى مريع حذا حذوها وامسك برسن فرسه واتجه خلفها للبيت الكبير يكاد ېموت قهرا على دمعها الذى كان سببا فى هطول زخاته بدلا من ان يكون مانعها .. 
دخل بتؤدة لداخل شقته حاملا بعض من الأغراض المنزلية التي تلزمهما وخاصة ما تحب تناوله حتى تستطيع تناول دواءها .. تقدم نحو المطبخ تاركا الأغراض جانبا وما ان مر بحجرتها حتى وجد بابها مواربا .. طرق الباب لعلها بالداخل الا ان الصمت كان المجيب الوحيد .. تطلع لتلك الرسالة بكفه يقلبها في قرف .. هل يقرأها ويلقي بها كما حدث مع مثيلاتها ام ماذا !.. ما عاد يعلم ما عليه فعله .. نظر لتلك الكلمات التي تحذره من الظهور بأي شكل اوالاقتراب من النعمانية مهما حدث .. ابتسم بۏجع ساخرا من التحذير الذي لم يكن بحاجة اليه دفع بالرسالة سريعا بجيب سترته ثم دفع الباب في رفق وجال ببصره بالغرفة ولم يجدها .. اندفع خارجا مناديا عليها الا انها لم تجب .. تنبه انها بدأت تستعيد قدرتها على السير بشكل سليم فاستنتج انها شعرت بالضجر بمفردها فذهبت لتستأنس بالجلوس مع زينب وامها .. خرج من شقته وطرق باب شقة زينب لتطالعه ما ان فتحت الباب جالسة في احد الأركان ابتسمت زينب مهللة اتفضل يا نديم .. اكيد بتدور على ناهد !.. أهى مشرفانا يا سيدي لحد ما ترجع .. 
ابتسم نديم في دبلوماسية هاتفا هى ليها مين غيركم يا زينب معذورة بتقعد النهار بطوله لوحدها .. ما انا ببقى بره بقى .. 
هتفت زينب متسائلة طبعا دي مشرفانا وبتونس ماما والله وانا غايبة ف المستشفي .. بس هو انت بتشتغل يا نديم !.. 
اكد نديم مضطربا اه يا زينب .. اهو حاجة اقدراسد بيها طلباتنا لحد ما اشوف هتصرف ف شغلي ازاي بعد الاجازة الطويلة اللي انا فيها دي .. 
هتفت زينب تستفسرمن جديد بتشتغل ايه!..
تنحنح نديم محرجا يعني يا زينب .. مش فارقة .. اهو كله شغل .. 
صمتت زينب وقد ايقنت ان نديم يعمل بعمل لا يليق به رغبة في عدم اشعار ناهد بانه غير قادر على تحمل مسؤليتها .. اشفقت عليه.. لكنها احترمته اعتقادا منها ان الحب لا الواجب هو الدافع .. وتذكرت ذاك الذي اختفى ما ان علم بماضيها الموجع .. فدمعت عيناها ونهضت تستأذن في عجالة لتحضير الطعام .. 
انتبهت ناهد لحديث نديم مع زينب فنهضت في هوادة متجهة نحوه ليعودا سويا لشقتهما الا ان ماجدة هتفت تستوقفها ايه ده !.. انتوا رايحين فين !.. والله ما انتوا ماشيين الا لما تتغدوا معانا .. 
هتف نديم و الله يا طنط جبت غدا معايا و انا جاي .. كفاية تعبناك معانا بجد .. 
هتفت ماجدة معاتبة ده برضو كلام يا نديم .. ده انت ابني .. ان مكنتش اتعب لابنى هتعب لمين !.. 
هتف نديم في امتنان تسلمى يا طنط ..بس والله مافيش داعي .. اعفيني .. انا اصلا مش جعان .. انا تعبان فعلا وعايز انام .. 
هتفت ماجدة في تفهم طب خلاص على راحتك يا حبيبي ..بس هنستاكم ع العشا ..
هتف نديم متوجها للباب تتبعه ناهد باذن الله يا طنط .. سلام عليكم .. 
ألقين التحية خلفه وهو يتجه نحو باب شقته 
دخل وهى بعده وأغلقت باب شقتهما في هدوء وهى تراه يندفع
في اتجاه الحمام هاتفا بنفس اللهجة الثلجية التي اعتمدها لتعامله معاها منذ ايام هاخد دش ولوجعانة .. كلي متستنيش .. 
اكدت ناهد في هدوء لااه مش چعانة .. 
دخل الحمام ولم يعقب وغاب بالداخل يلق ۏجع يومه اسفل رذاذ الماء الدافئ يحاول ان يخفف من ألام كتفيه وظهره .. 
انتهى اخيرا وما ان خرج من المغطس حتى اخذ يسب نفسه سرا .. ألن يكتفى من هذه العادة ابدا !.. فدوما ما ينسى احضار ملابسه النضيفة عند دخوله للحمام .. تطلع حوله ولم يجد الا ملابسه المتربة التي خلعها لتوه ومنشفة ..
اضطرآسفا لفتح باب الحمام وإخراج رأسه منه هاتفا باسمها يا ناهد .. 
اندفعت ملبية ندائه تقف امام باب الحمام في اضطراب منكسة الرأس هامسة نعم !.. 
اكد مشيرا لحجرته معلش هتعبك هاتيلي هدوم من اوضتي .. 
اومأت برأسها ايجابا وظل هو ينتظر خلف الباب حتى عادت هامسة من جديد وهى تناوله ملابس نضيفة اتفضل .. 
مد ذراعه لتناولها ورفعت ناظريها لتتأكد انه قد امسك بها لتطالع تلك العلامة العجيبة على كتفه .. شهقت في صدمة ايه اللي ف كتفك ده !.. 
اضطرب وجذب ملابسه لداخل الحمام واغلق الباب .. دمعت عيناها ۏجعا على ما يفعل بنفسه رغبة في ارضائها وإشعارها ان الامور على ما يرام .. 
انتظرت خروجه واعدت الطعام بالطاولة في الردهة الخارجية .. خرج مندفعا في اتجاه غرفته لتستوقفه هى هاتفة نديم .. مش هتاكل !.. 
اكد وقد توقف تلقائيا يرد عليها دون ان تتلاقى نظراتهما لا مش جعان .. 
هم باستكمال طريقه لغرفته الا انها اعترضت طريقه هامسة انا مش هاكل الا لما تاكل.. 
اكد بلامبالاة براحتك .. 
هم بالتحرك مرة اخرى لتعترض طريقه من جديد هامسة ليه يا نديم !.. العلامة اللي ف كتفك دي ليه !.. 
هتف نديم غاضبا وقد خرج عن طوره عشان نلاقي ناكل .. عشان نعرف نعيش .. كنت بشيل الطوب والمونة على كتافي عشان نلاقي حق علاجك وعشان اعرف ادخل على الناس اللي اوينا ف بيتهم بحاجة ف أيدي .. عشان محسش اني قليل ف نظر نفسي وانا متكل على فلوس اختي .. عشان .. 
قاطعته وهى تربت على كتفه هامسة والدمع ينساب على خديها عشان انت راچل .. وسيد الرچالة كمان .. 
تطلع اليها ليفقد دفاعاته مرة واحدة وما عاد قادرا الا على التفكير فى جذبها.. 
فلو صنفت كلماتها على انها كلمات حب لكانت أعظمها بالنسبة اليه .. لكن بديلا عن ذلك اندفع باتجاه غرفته هربا من تأثيرها المهلك على أعصابه .. 
جلست لبرهة وحيدة بالردهة الا انها عزمت امرها ونهضت في ثبات تدخل خلفه الغرفة وتوقفت امامه هامسة لو ليا عندك خاطر..تعال كل .. اكيد انت چعان بعد التعب طول النهار .. عشان خاطري جوم ياللاه .. 
تطلع اليها وكل ما يجول بخاطره هو اخراجها من الغرفة بأي شكل لذا نهض في سرعة خارجا لتتبعه هى جالسة الى الطاولة وذاك التلفاز القديم يبث اخبار أسبوعية مجمعة .. 
مد كفه يتناول اول لقيمات منذ طعام الافطار 
وما ان هم بابتلاعها حتى نهض مذعورا وهو ېصرخ مش دي النعمانية !.. 
انتفضت بدورها متطلعة لشاشة التلفاز هاتفة في ذعر مماثل ايوه هى .. ايه اللي حصل ده !.. و مېتا !.. اخوي .. 
همس نديم في ذعر باسم اخته دلال .. 
اندفع يطرق باب شقة زينب في عجالة لتطالعه زينب هاتفة في ذعر خير يا نديم.. 
اكد مضطربا النعمانية السيل غرقها وعزلها عن العالم .. مسمعتيش من شريف بيه اي اخبار !.. 
هتفت زينب مصعوقة للخبر سيل !.. ازاي !.. طب ودلال !.. وشريف !..
تأكد نديم انها لم تسمع اي اخبار قد تفيده فهتف يهم بالعودة لشقته انا مسافر للنعمانية حالا .. 
هتفت ناهد صاړخة بدورها خدني معاك ..
هتفت زينب متضرعة عشان خاطري استنوا بس لحد ما نشوف ايه اللي بيحصل .. 
هتف نديم بعزم لا خلاص معدش فيها قعاد يا زينب.. انا سمعت كلامكم وكلام دلال كتير خاصة بعد ما طمنتني عليها ف جوابها الاخير ..لكن دلوقتي انا رايح اطمن على اختي واللي يحصل يحصل .. 
واندفع من باب شقتها في اتجاه شقته تتبعه ناهد وهى اكثر تصميما 
على الذهاب للاطمئنان على اخيها .. وليكن ما يكون

 

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات