رواية هواها محرم (كاملة جميع الفصول) بقلم اية العربي
أخبرها لذا نهضت تتحرك نحو حزانتها لتبدل ثيابها بقلب مذعور وهي تدعو الله دوما .
عودة إلى فيلا خالد
كانت زيارة مشحونة بالتوتر بين خالد وبهجت .
حتى عندما أرادت نسرين أن تساعد خديجة في تقديم الضيافة كسبب مناسب لتختلي بها قليلا ولكن أحبطها خالد حينما نهض هو يساعد زوجته قاطعا أي سبل تواصل بينهما لذا طفح كيل بهجت خاصة وهو يرى حزن ابنته لذا نهض يردف بضيق
كانت هي الأخرى منزعجة ولكنها حاولت تهدأته لأجل صغيرتها قائلة
اهدى بس يا بهجت .
قلت يالا يا نسرين .
نطقها بحدة فجاءت خديجة على أثر صوته من المطبخ وتبعها خالد واتجهت تقف قبالتهما مردفة بنبرة مستفهمة حزينة
في إيه يا بابا
رمق خالد بنظرة كارهة ثم عاد ينظر لابنته بعمق وندم ولوم وحنين امتزجوا في نظرته لها فتنهد وقال وهو يتحرك ليغادر
تحرك خطوة ووقفت هي لا تعلم هل قلبها انسحب لقدميها أم صعد لحلقها ولكنها تحدثت بنبرة باكية مخټنقة بعدما تملك منها الحزن ومدت يدها توقفه قائلة
استنى بس يا بابا علشان خاطري .
الټفت يطالع يدها لثانية ثم رفع نظره يطالعها لثوان فوجد الرجاء في عينيها ليلتفت لهذا الذي لم يتحدث بل يضع يديه في جيبيه وينتظر مغادرتهما ثم سيجد ألف طريقة لتبدد حزنها ولكن فقط ليغادرا .
سبينا يا خديجة نمشي يالا يا نسرين .
قالها لزوجته وتحرك يغادر فما كان منها سوى طاعته وهي تلتقط حقيبتها وتتحرك خلفه ولكن قبلها نظرت لابنتها وقالت بنبرة مراعية علها تخفف عنها
روقي يا ديجا ومتقلقيش على بابا أنا هتكلم معاه وابقي هاتي خالد وتعالي .
إنت وعدتني إنك تتعامل معاهم كويس هي دي المعاملة الكويسة
زفر وأخرج يديه من جيبه ثم تحرك نحوها يردف بهدوء وأريحية بعدما غادرا قائلا بتقريع كأنها المذنبة هنا
قطبت جبينها تطالعه باستنكار ثم تحدثت بصياح بعدما جردتها كلماته من هدوءها قائلة
اهتمام إيه إنت ماخلتنيش حتى أهتم بيهم أنت ماشترتش خاطري وخالفت وعدك ليا .
مسح على وجه وهو يقترب منها ثم رفع يده يلفها ويقربها منه قائلا بنبرة تجريبية ليؤثر عليها وينسيها ما حدث
قالها وهو ينحني فأبعدته بيدها وتملك منها الڠضب والنفور في تلك اللحظة لذا أبعدت رأسها عنه قائلة وهو تدفعه
خالد ابعد .
تجمد مكانه كأنه تمثال وتحركت هي نحو الأريكة تجلس عليها وتضع رأسها بين راحتي يدها تفكر بحزن في حال والديها وكيف يشعران الآن .
أما هو فتملكه الڠضب من رفضها لذا اعتدل والټفت يطالعها فوجدها تخفي ملامحها عنه لذا استسلم لنداء قلبه الذي يجبره على إرضائها فتحرك نحوها يجلس ملتصقا بها وعاود يحاوط قائلا بهدوء واعتذار
آسف خديجة ولكن فقط تفهمي غيرتي .
لم تحرك ساكنا فمد يده يزيح يدها ويرفع وجهها إليه فوجدها تبكي .
تجمد لثوان أمام دموعها ثم لعڼ تحت أنفاسه وسحبها إلى عناقه يحتويها ويمسد على ظهرها بنعومة ولكنها لم تتقبل لمساته الآن كل ما يسيطر عليها حزن والدها ووالدتها وخروجهما من منزلها بتلك الحالة لذا عاودت تبعده عنها وتبعد نفسها عنه وهي تطالعه بملامح غاضبة وتحدثت پعنف لأول مرة تستعمله
لن أتفهم شيئا وابتعد عني ولا تستعمل أسلوبك المستفز هذا .
عادت تختبيء بين كفيها وتركته ينظر لها بعيون قاتمة ويكور قبضتيه لاعنا بهجت وحاقدا عليه .
متعجبا من رفضها بسببه هو نعم هو سبب أول خصام بينهما خاصة وأنها رفضت لمساته بشكل صريح .
انتفض يقف وتركها وتوجه نحو غرفة مكتبه يختبيء فيها الآن ليهديء من غضبه الذي لا يريدها أن تراه .
صفع الباب خلفه فانتفضت وعادت تبكي أما هو فتحرك نحو مكتبه والټفت يرتد على المقعد پعنف ويسحق شفتيه بأسنانه ناظرا للا شيء ولكن اللا شيء هذا لم يكن سوى كومود صغير يرتكز يساره وداخله يحتوي على زجاجات مشروب خاصة به .
تلاعبت الشياطين في عقله ولم يطل الأمر كثيرا حيث نهض يفتح ضلفته وينتشل منه زجاجة يطالعها بنظرات
متفحصة ويميلها أمام عيناه كأن محتواها الذي يتمايل ما هو إلا إمرأة تتراقص أمامه بإغواء وتحثه على تذوقها في وسوسة تخبره أنها قادرة على امتصاص غضبه الآن ولكن وميض ضوء خاڤت من قلبه اشټعل فجأة ليذكره بوعده لها وظل على حاله لثوان يفكر هل يتناول منها أم يلتزم بوعده .
انتهى