رواية هواها محرم (كاملة جميع الفصول) بقلم اية العربي
.
ناداها وهو يخطو في الردهة فتحمحمت وتحدثت وهي تلتفت بطرفها
أنا هنا يا خالد .
تتبع صوتها حتى وصل إليها فوجدها تبتسم له بهدوء ثم عادت تنظر من الشرفة نحو مدخل الفيلا والحرس الذين يوالون ظهروهم للمكان فاتجه يعانقها ويلف يده حولها ثم انحنى نحو أذنها يردف بهمس مكررا اعتذاره
آسف خديجة لقد بالغت كثيرا لم أقصد أبدا
مالت تستند برأسها على صدره وربتت على يده قائلة بحنو لتخفف من وطأة حزنه ولوم نفسه
بالطبع أعلم ولكني أعاني من ضيق التنفس أحيانا لذا شعرت بالاختناق ولكن أنا بخير لا تقلق .
ها هو ذنب جديد يلتهمه ويجعله غاضبا أكثر من نفسه لذا زفر ولم يتحدث وظل صامتا يعانقها ولكن قطع وصلة عناقهما فتح البوابة ودخول سيارة والدها التي جعلتها تنتفض من بين أحضانه وتتناسى حالتها بحماس وهي تتركه وتركض نحو الداخل كطفلة في السابعة من عمرها أتى والدها الحنون من سفر طويل قائلة من بين حالتها المفاجئة وقد وصلت إلى خارج الغرفة
وقف مصډوما لبرهة من الزمن على هذه التي تبدلت حالتها تماما من مجرد رؤية عائلتها ثم تحرك يتبعها بضيق وڠضب أخرجاه من حزنه عليها .
وصل إلى أعلى الدرج بينما كانت هي عند الباب تفتحه وتستقبل والدتها التي سبقت والدها وقد استقرت في أحضانها ونسرين تبادلها بشوق وحنان وابتسامة تحت أنظار هذا الواقف في الأعلى .
يعانقان من هي ملكا له هو فقط وأمام عيناه وكم هي مستمتعة بعدما كانت في حالة واهنة منذ قليل !! .
مكانه يطالعه بتعجب والتفتت هي تطالعه بعيون متسائلة بينما هو يحدق بهم بملامح قاتمة لا يرغب في إخفائها وقال بنبرة جلفة
تجهمت ملامح بهجت وكاد أن يرد عليه فأسرعت نسرين تلكزه في يده في إشارة منها أن يهدأ بينما تحدثت خديجة پصدمة متعجبة
في إيه يا خالد سيب إيدي .
ترك معصم يدها ليتمسك بكفها بدلا عنه ويضعه داخل كفه بتملك ووقف يلتصق بها يستقبلهما قائلا ببرود
أهلا وسهلا اتفضلوا .
شكرا يا خالد .
أفسح لهما المجال يتحرك وخديجة تتحرك معه پصدمة ألجمتها وجعلتها كالدمية بينما حثت نسرين بهجت على التحرك نحو الداخل فدلف مجبرا يتحكم في غضبه من هذا المچنون الھمجي الذي يغير من عناق أب لابنته .
دلفوا يجلسون جميعهم في بهو الفيلا ولم يتفوه أحدا سوى نسرين التي أرادت امتصاص هالة التوتر القائمة وهي تقول
أومأ بملامح ثابتة يجيب باختصار
الهمد لله .
ابتسمت لابنتها المنزعجة وتابعت بحنو لتخرجها من أفكارها
إيه القمر ده يا ديجا واضح إن خالد مهتم بيك جدا ولا إيه يا بهجت !
نطقت الأخيرة وهي تلتفت لزوجها المتجهم لتحثه على الحديث فقال بغيظ متحديا تلك النظرات المشټعلة التي تسلطت عليه
بنتي طول عمرها بدر منور وذوق في التعامل .
ابتسم خالد باستفزاز وحل وثاق كف خديجة قائلا بالإنجليزية وهو يقربها منه بعيون ماكرة
نعم هذه هي زوجتي .
تحمحمت خديجة التي بدأت تخرج من انزعاجها والتفتت تطالعه بنظرة رجائية أن يتوقف عن أفعاله كما وعدها فبادلها مبتسما وقد تفهم نظرتها لذا عاد ينظر إلى بهجت ويتابع
منور يا همايا .
كانت قد غفت أثناء تدوينها لبعض الخواطر التي تهب على عقلها كالعادة .
ولكنها انتفضت على صوته حينما ناداها فاعتدلت على مقعدها تحتضن جسدها وتطالعه قائلة بنعاس
خير في إيه
نايمة هنا ليه
سألها بشك وهو يقلب في صفحات دفترها الذي انتزعه يقرأ ما تدونه بعينين ثاقبتين فتنهدت تجيبه بتوتر
أبدا نمت فجأة .
توقف عند خاطرة ما وبدأ يقرأها أمامها
وحدها العيون هي من تفصح عما بنا نسعى لنظهر أننا بخير لتأتي تلك النظرات وتفضحنا أمامهم ونتجرد من ضحكاتنا وابتساماتنا لمجرد نظرة تحمل خلفها صرخات لا تسمع وتبقى العيون هي متنفسنا الوحيد حينما نلتزم الصمت . بقلم آية العربي
تنهدت أمامه ثم مدت يدها إليه تردف بهدوء
ممكن الدفتر .
مد يده إليها به وحينما كادت أن تأخذه أعاده مسرعا ثم دسه في جيبه وأردف بترقب وهدوء مستفز وهو يحدق بها
يالا علشان هنخرج سوا نشترى شوية حاجات علشان هنسافر كمان يومين .
جحظت تطالعه پصدمة اختلطت پخوف وتوتر وانقباض أغلق مجرى تنفسها فباتت تتنفس بصعوبة وتساءلت
بسرعة كدا
دقق النظر في عينيها وتحدث متسائلا بشك
مش كنت موافقة البركة في علاقات جوزك اللي تممت الإجراءات بسرعة .
تنهدت بعمق وتذكرت وعود صقر لها لذا حاولت التحلى بالأمل وتحدثت بالقليل من الثبات
طيب مش قلت هنشتري كل حاجة من هناك
زفر بضيق وتحدث بملل وهو يتحرك نحو الخارج
كفاية كلام وقومي ألبسي يالا مافيش وقت .
تركها ټصارع أفكارها وهي تتمنى أن ينفذ صقر وعده وينقذها كما