رواية عمر وادهم (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان محسن
نظرت إلى الطاولة في حيرة، هناك أربعة أكواب من العصير بنكهات مختلفة وأدهم يشرب القهوة دائما.
تقدمت إلى كوب من عصير المانجو، فهو بالتأكيد يخص كارمن، ووضعت فيه برشامًا وقلبته سريعا، حيث والدة أدهم ووالدة كارمن تشربان البرتقال، وهي تشرب عصير الأناناس، وعندما انتهت جلست في مكانها المعتاد في صمت كأنها لم تفعل شيئا.
ألقت كارمن تحية الصباح عليها بأدب، فأجابت نادين بإبتسامة مزيفه ساخرة: صباح النور يا عروسة
تجاهلت كارمن نبرة السخرية في صوتها، وجلست بهدوء دون ان ترد عليها.
ادهم بصوته الرخيم: صباح الخير
ليلي ومريم بإبتسامة: صباح النور
نظر أدهم من زاوية عينه إلى كارمن الجالسة، وهي تفطر في صمت بين ليلي ومريم.
رد ادهم بإبتسامة خبيثة: صحيت متأخر يا امي وكارمن اقترحت عليا مارحش الشغل انهاردة وانا عجبتني الفكرة
بينما كانت نادين تنظر إلى كارمن بخبث وحقد عندما شاهدتها تشرب العصير، وتكاد ټموت غيظًا من أسلوب أدهم المتغير تمامًا منذ اليوم الأول لكارمن في المنزل.
ربتت على يد كارمن بحنان، قائلة بفخر وسعادة: برافو عليكي يا كارمن دا بقالو سنين ماخدش يوم اجازة
ابتسم ادهم قائلا بمشاكسة: قولي الله اكبر من اول يوم قايم من النوم ظهري وجعني
غصت كارمن وهي تشرب العصير من كلماته التي تحمل معاني كثيرة، وهى تشعر ان الحرارة ترتفع إلى خديها بقوة.
مريم پخوف: اسم الله عليكي يا بنتي..
ناولتها كوب من الماء، فشربته كارمن كله وهي تنظر الي ادهم بنظرات ڼارية، ليبتسم لها ببرود كى يستفزها اكثر.
قالت ليلي وهي تلاعب ملك: علي فكرة يا ادهم ملك هتم السنتين بعد كام يوم
ليأخذها أدهم من والدته ويضعها على قدميه، وهو يقبل الطفلة على خديها بحنان وقال بهدوء: عارف يا امي وليها عندي هدية حلوة
حادثت كارمن بإبتسامه جميلة، لطفلتها التي تلعب في هاتف ادهم: قولي لعمو شكرا يا لوكه
ليلي بسؤال: هي لسه برده مش بتكلم كتير
كارمن بحيرة: عاوزة اخدها للدكتور بتاعها يطمني عليها لان الاطفال في السن دا بينطقوا كلمات كتير حتي لو مش صح بس هي كلامها بسيط خالص
مريم بضحكة: كارمن لحد ما تمت السنتين اصلا مكنتش بتكلم انا وابوها كنا حيرانين اوي وروحنا لدكتور قال هي مفهاش حاجة واكلوها يمام جبنالها اليمام يومها مش بتبطل الكلام
شعرت كارمن بالحرج، حينما لمحت ابتسامة ادهم، لتقول بتذمر طفولى: انتي حكيتي الموضوع دا مليون مرة يا ماما
ضحكت ليلي ايضا وقالت: ياسين وهو عنده سنة ونص كان بيقول كلمات كتير وغريبة.. مالك كان علي طول يكلم معه كأنه راجل مش طفل.. الولد طلع لسانه شبرين قدامه
ضحكت كارمن بشدة ممَ جعل أدهم يشرد بملامحها الساحرة وشفتيها المبتسمتين، ثم ضمت شفتيها بإغراء غير مقصود بينما كانت تمضغ الطعام.
ذهب معها إلى عالم آخر لم ير فيه إلا هي، ابتسم تلقائيًا، ولم يستيقظ إلا عندما لمست أمه كتفه بحنان، فنظر إليها بدهشة.
ليلي بذهول: روحت فين يا ابني ؟
ادهم بجمود: معاكم يا امي
ثم نظر الي كارمن مردفًا: قوليلي قبل ماتروحي للدكتور عشان اجي معاكي
كارمن بلا مبالاة: مفيش داعي تتعب نفسك ماما هتروح معايا
ادهم بحزم: لا هاجي انا معاكي بلغيني بس قبلها
فهزت رأسها بالموافقة لتغمغم: تمام
كانت نادين تتابعهم بصمت.،و لم تحاول مشاركتهم الحديث، وشعرت بتزايد الكراهية داخلها اتجاه كارمن.
لا تصدق أن أدهم الذي لا يمزح ولا يبتسم، ولو قليلًا تراه الآن يتحدث ويمزح بتلقائية، وظلت تتواعد في نفسها لكارمن وهي تفكر في خطوتها التالية.
عند روان
هدأت قليلًا من نوبة البكاء، وشعرت بالارتياح لأنها أفرغت ما كانت تشعر به من ڠضب وتوتر، ونهضت بعزم إلى الحمام وتوضأت، وذهبت لتلبس اسدال الصلاة لتأدي فرضها.
تفكر أنها ليست صغيرة لتشكو مشاكلها لأحد، أنها ستلجأ إلى الله سبحانه وتعالي الذي سيهديها إلى القرار الصحيح ويزيل همومها.
أما هو فكان يجلس يلوم نفسه على قسوته عليها.
ليس ذنبها، كان هذا اختياره من البداية، كانت لديه فرصة للرفض، لكنه لم يرفض، كان جزء مما قاله كڈبة، فلم يضغط عليه أحد كما اوهمها.
لا يعرف لماذا قال لها هذا الكلام ؟
لماذا ينتقم منها هي ؟
كان على وشك أن يجعل زواجهما حقيقيًا وأن ينسى كل شيء آخر، لولا طرق الباب التي جعله يعود إلى رشده.
هل قال لها ذلك لحماية قلبه بعد تعرضه للخذلان والخي،ـانة ؟
تذكر أول مرة رآها عند عودته من القاهرة بعد تخرجه أعجب بجمالها الذي تضاعف، فعندما سافر كانت لا تزال صغيرة جدًا ولا يتذكر أنه كان يراها في إجازاته، لكن ما اعجبه بها نظراتها كانت لا تزال بريئة وقلبها نقي.
كان غاضبًا جدًا عندما تذكر "جمال" ابن خالها البغيض
عندما مدحها أمامه وهو يرأى نظراته إليها، كان سينتف رأسه، فحينها شعر بنيران تندلع داخل قلبه، وبدون لحظة تفكير واحدة عندما فتح جده معه موضوع زواجه منها، وافق على الفور.
اما في ايطاليا
لازال مراد يجلس في المستشفي يكمل علاجه
سمع رنين هاتفه فأجاب سريعا عندما عرف المتصل
مراد پغضب شديد: انت فين يا زفت يا حمدي بتصل بيك من وقت مافوقت وانت مابتردش.. حسابك بعدين دلوقتي بسرعه قولي ايه الاخبار
حمدي رجل من رجال مراد في مصر فهو من يراقب كارمن ك ظلها ولكن دون ان يلفت الانظار
اجاب حمدي بأدب وارتباك: اسف جدا يا فندم.. بس انا عندي ليك اخبار مش هتعجبك يا مراد بيه
مراد على الفور: قول بسرعه
حمدي پخوف اشد من الذي سيقوله: مدام كارمن اتجوزت امبارح
قاطعه مراد بحدة مخيفة: نعم يا روح امك انت اجننت ايه اللي بتقوله دا وازاي دا حصل
اجاب حمدي سريعا: زي ما بقولك كدا يا باشا اللي فهمته انها خلصت عدتها واتجوزت ادهم بيه رجل الاعمال اخو جوزها اللي م١ت
شعر بصد@مة قوية فهو بالطبع لم يتوقع هذا الخبر، ووصل غضبه لذروته واندلعت النيران في شرايينه ېصرخ پغضب جامح: عينك ماتنزلش من عليهم انت فاهم وانا هنزل مصر خلال الاسبوع الجاي
أغلق الخط وهو يفك أزرار قميصه پعنف، وبدأ يدور في الغرفة پغضب، يفكر أن عليه أن يضع حدًا لكل ما يحدث، ولكن عليه الأن انهاء كل شئ هنا أولا، وظهرت نظره شړ مظلمة في عينيه تعلن بداية الچحيم
نهاية الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر ( قلوب مبعثرة ) مزيج العشق