الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية عمر وادهم (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان محسن

انت في الصفحة 5 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز


تساقطت دموع ليلي: ربنا يصبرني يا مريم.. وجود ملك وكارمن هو اللي مهون عليا.. مش مستحملة اشوفها تعبانه قدامي كدا.. انتي عارفه دي بنتي زي ما هي بنتك بالظبط
عانقتها مريم في محاولة لمواساتها والتخفيف عن اوجاعها.

يسر: اتفضلي انتي يا طنط مريم روحي ارتاحي شوية وانا هفضل هنا جنبها
مريمx: مقدرش اسيبها يا بنتي وانتي عندك بيتك وابنك مش عاوزة اتعبك زيادة
يسر: ماتقلقيش يا طنط انا استأذنت من مالك وياسين عند ماما وبليل حضرتك تيجي تباتي معها ومالك هيعدي عليا يروحني
مريم: ماشي يا حبيبتي ربنا ماميحرمنيش منك
يسر بمحبة: ولا منكم يارب
في مدافن الخاصه بعائلة البارون
يقف ادهم امام مډفن اخيه يقرأ له الفاتحة.
بدأت دموعه في النزول، وهو يتحدث بصوت خفيض له: الله يرحمك يا عمر.. سامحني
عارف انك زعلان مني دلوقتي.. كان لازم ماروحش ازورها بس ماقدرتش امنع نفسي.. انا بحبها من زمان اوي حاولت كتير ابعدها عن تفكيري وافضل بعيد.. عملت كل حاجة في ايدي.. بس قلبي غلبني المرة دي.. ومش عارف المفروض احكيلهم انك كنت مسافر تعمل عمليه ولا افضل ساكت ومازودش وجعهم عليك...!!!
بعد مرور اسبوع غادرت كارمن المستشفي
دخلت كارمن غرفتهما، وهي تنظر إليها في حزن، وتخطر في بالها ذكريات جمعتها بينها وبين زوجها في هذه الغرفة.
تحركت منهكة إلى الفراش، جلست وعيناها مستقرتان على الطاولة التي كانت عليها صورة تجمعهما معًا.
حملت الصورة بأصابعها المرتجفة، وتحدثت معها بدموع: ليه سيبتني لوحدي.. ما انت عارف اني ماليش غيرك في الدنيا بعد ربنا.. سيبتني لمين.. ازاي هعرف اعيش حياتي من غيرك.. هكمل ازاي لوحدي!!!
نامت وهي تبكي على سريرها، بينما تعانق الصورة بشدة بين ذراعيها.
داخل اكبر شركات الازياء فى مصر والوطن العربى
"البارون ديزاين" صاحبت اشهر براند " كاميلا "
حيث مكتب فخم جدا بتصميم حديث
نجد أدهم جالسًا على كرسيه، وينظر إلى نافذة مكتبه التي تطل على منظر رائع، لكنه لا يراه بسبب حزنه على أخيه سمع طرقًا على الباب فسمح له بالدخول.
دخلت سكرتيرة مكتبه، وكانت تشعر ببعض التوتر بسبب عصبيته الشديدة في ذلك الوقت.
هتف ببرود: في ايه يا مها مش قولت مش عايزك تحوليلي مكالمات او مقابلات ؟
تحدثت مها بإحترام: اسفه يا ادهم بيه استاذ مدحت طالب يقابل حضرتك وبيقول امر مهم !!
اشار لها بالموافقه: تمام دخليه
بعد لحظات، دخل مدحت الغرفة، وأشار له أدهم بالجلوس
تحدث مدحت بنبرة حزن صادقه فكان يعتبر عمر مثل اولاده: البقاء الله يا ادهم بيه.. انا طبعا محبتش اتكلم مع حضرتك في العزاء لأن الوقت مكنش مناسب
ظهر بريق حزن في عينيه، لكنه اختفى قبل أن يلاحظه مدحت، ثم اؤمأ بجدية: خير يا استاذ مدحت ايه الموضوع المهم ؟
هتف مدحت بعمليه: الموضوع بخصوص وصية عمر بيه
نظر ادهم بدهشة: وصية ايه اللي بتتكلم عنها !!
رد مدحت: وصية كتبها عمر بيه قبل ۏفاته بفترة، وتم تسجيلها، وطلب مني انها ماتتفتحش الا في وجود حضرتك والوالدة ومدام كارمن واستاذ مالك.
كان يتابع الحديث بإهتمام، ثم قال بهدوء: تمام يا استاذ مدحت.. امتي تقدر تفتح الوصية دي !!
أجابه مدحت: انا كلمت والدة مدام كارمن وعرفت منها ان صحتها تعبانه الفترة دي وبلغتها بالموضوع وبعد ما تتحسن صحتها هنفتح الوصية عند حضرتك بالقصر
اشار أدهم له بالموافقة وأردف: تمام يا استاذ مدحت شكرا لتعبك
مدحت بإحترام: تحت امرك يا أدهم بيه، استأذن انا
أدهم: اتفضل مع السلامه.
غادر المحامي يترك ادهم يفكر في محتوي هذه الوصية.
فى احدى محافظات الصعيد....
في قصر كبير يغلب عليه الطابع الفرعوني الأصيل،
ولا يقل جمالًا من الداخل، وتحديدًا في المندرة الشاسعة.
يجلس كبير هذه العائلة، ويبدو حزينًا على الرغم من جلالته الواضحة وخطوطه الرمادية على ملامحه الشرقية.


يتحدث مع نفسه عما إذا كان ما حدث في الماضي إثمًا في حق ابنه الاكبر، ولا ينكر أن الڠضب والعناد كانا سيد الموقف في ذلك الوقت، ولم يكن معتادًا على معصيته، فقد كان دائمًا يطيع أوامره.
ربما كان هذا هو سبب تركه ابنه له، لأنه لم يسمح له بالاختيار من قبل، لكنه كان دائمًا فخورًا بهذا الولد الطيب.
لكن فات أوان الندم الان، يدعو الله أن يجد حفيدته ليخفف الألم والندم الشديد بداخله.
نهاية الفصل الثاني
الفصل الثالث ( روحي تحترق ) مزيج العشق
ستظل الدنيا هكذا لقاء بلا موعد وفراق بلا سبب...
فيلا عمر البارون
داخل فيلا صغيرة بيضاء بتصميم حديث وبسيط بإحدي الاحياء الراقيه الهادئة
في غرفة نوم مظلمة نجد ذلك الجسد الضعيف هادئ علي الفراش لا يصدر له صوت.
تبكي كارمن بصمت، وتعانق ابنتها بشدة
وعقلها لا يتوقف عن التفكير.
هل م١ت محب روحها وزوجها العطوف،
و تركها في الدنيا وحيدة هي وابنته التي تشبه والدها كثيرًا بعيون مشرقة من البراءة والفرح؟
كيف ستواصل حياتها بدونه؟
تدعو الله ان يداوي روحها ويصبرها علي فراقه.
أغمضت عينيها عندما خطرت هذه الذكرى في عقلها
وقف "عمر" في المطبخ، واحتضنها إلى صدره من الخلف، وهو يزيح خصلاتها المتمردة علي جانب عنقها ليقول بهمس: تعرفي يا كوكي أنا بعشقك اوي خليتي لحياتي كلها طعم جميل... مش خاېف من حاجة.. قد ما انا خاېف تبعدي عني دلوقت !!
التفتت كارمن اليه واحاطت خصره وشددت من ذراعيها حوله، ودفنت رأسها بصدره لتهمس له ايضًا: مقدرش ابعد عنك انت الامان بالنسبالي.. كفاية ان ربنا عوضني بيك عن حنان الاب والاخ والزوج.. مش عايزة حاجة تانية غيرك من الدنيا.
أكملت كلامها بمشاكسة: وبعدين هبعد عنك واروح فين ! انا قاعدة على قلبك لا عينك تزوغ كدا ولا كدا
ضحك عمر بمرح: وانا اقدر اصلا دا كفاية الأخبار اللي في التليفزيون عن جرائم قتل الستات لأزوجهم انا مش مستغني عن عمري.
كارمن بإبتسامة ماكرة: برافو عليك حرس على عمرك بقي
همس عمر بصدق: انتي وملك اغلي حاجة عندي وهفضل عايش عشانكم
ثم غمز لها قائلًا: بحبك اوي.. ماتسيبي الاكل دا وتيجي اقولك كلمة سر قبل ما تصحي ملك
ابتسمت "كارمن" وقبل ان ترد سمعو بكاء تلك الصغيرة، ومعكرة صفو لحظاتهم الجميلة معًا كما يسميها "عمر"
عادت إلى الواقع على صوت فتح باب غرفتها، دلفت مريم الحزينة للغاية علي حالة ابنتها منذ ان عادت من المستشفي.
جلست مريم على الطرف الاخر من الفراش بجانب ابنتها قائلة: ادعيله بالرحمة يا حبيبتي هو شايفك دلوقتي وزعلان علي حالك لازم ترضي بإرادة الله هي دي الحياة مفيش شئ دايم
كارمن خرج صوتها مبحوح اثر البكاء: صعب عليا اوي يا ماما.. مش مستوعبة ان اللي انا فيه دلوقتي دا حقيقة.. حاسه انه كابوس وهصحي منه..
تكلمت الام بحنان: من رحمه ربنا علينا يا بنتي ان الاحزان بتتولد كبيرة ومع الوقت بتصغر.. ولازم تهتمي بصحتك انتي لسه خارجة من عملية الزايدة واڼهيار عصبي ومش بتأكلي كويس.. لو مش عشان نفسك عشان ملك...
اقتربت منها تربت على كتفها بحنان واستمرت في قراءة القرآن الكريم لها لتهدأ حتى استغرقت في نوم عميق على صوت والدتها الرقيق.
بعد مرور اسبوعين
في منزل مالك البارون

انت في الصفحة 5 من 79 صفحات