رواية انا لها شمس 37
من مشاعر .. وأخيرا إبتعد عنه ليهمس أمام عينيه بتفاخر..
وعدت ووفيت يا سيادة المستشار .. قولت الحفيد هيشرف قبل التسع شهور ما يعدوا وقد كان
واسترسل بأيحاء فهم مغزاه الأخر..
أحب فيك إخلاصك وتفانيك في العمل
ابتسم ليهمس لأبيه مندمجا مع تلميحاته..
معاليك لسه مشوفتش حاجة من إنجازات إبنك .. ده أنا هبهر سعادتك
زادت شهقاته مع إهتزاز جسده مما جعل والديه وشقيقته يهرولون عليه للوقوف معه وهو يستقبل أهم خبر وأكثر اللحظات تأثرا بحياته .. حاوطته عصمت هو وزوجته بذراعيها وتعالت شهقاتها هي الأخرى تأثرا وشاركتهم فريال لتتعالى أصوات دموع الجميع في صورة يبكي لها الحجر
إهدى يا فؤاد وحاول تتماسك علشان الشغالين
توقف عن البكاء وحاول جاهدا التحكم بحالة الشتت التي اصابته فور تلقيه الخبر .. أخذ نفسا مطولا قبل أن يبتعد قليلا وبسرعة قام بتجفيف دموعه وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها ثم تطلع على عينيها وحاوط وجهها بكفيه لينطق بصوت متحشرج بفضل البكاء..
واسترسل بشفاه مرتجفة..
شعور واحد بس من اللي حسيته النهاردة أنا وأهلي محتاج عمر بحاله لتسديد الدين
ابتسمت وشعرت بروحها تتراقص فرحا لا لشعورها بأنها صاحبة جميل عليه حاشى لله .. بل لشعور السعادة التي منحته للجميع وبالاخص فارسها الهمام .. نطقت بصوت متأثر..
تناست جميع من حولها وحاوطت وجنتيه بأناملها الرقيقة لتهمس بروائع الكلمات التي نزلت على قلبه كقطرات من ندى الصباح فأنعشته ليزدهر..
إنت أقيم وأعظم هدايا حياتي يا فؤاد
تهللت أساريره وشعر بانتعاشة روحه ليفيق على كلمات شقيقته المشاكسة التي وجهتها لوالديها..
تعالت ضحكاتهم لينتفض جسده وكأنه استفاق من وقوع الخبر عليه ليهتف وهو يتفحصها بعناية وتلهف..
تعالي يا حبيبي إرتاحي
سحبها إلى الأريكة وأجلسها عليها ليهرول بجذب الوسادة الصغيرة ويضعها بمقدمة الأريكة لتريح ظهرها عليها ليرفع هو ساقيها ويمددها بطول الأريكة تحت خجلها من علام الذي شعر بهذا وحول بصره ليجلس بعيدا يشكر ربه في سريرته .. سألتها عصمت بنبرة حنون واهتمام..
مرتاحة كده.
هزت رأسها بذهول وسعادة هائلة شملت روحها جراء الإهتمام المبالغ التي تتلقاه على أيادي أفراد عائلة زوجها الحنون .. فشتان بين هذه العائلة الراقية