رواية احفاد الچارحي مكتملة الاجزاء
بنت من بناتي هحول حياته لچحيم واللي بيحصل ده لازم يتحطله حد..
ابتلع رائد ريقه بصعوبة بالغة بينما عبث جاسم بالمناديل الورقية من أمامه اما حازم فكاد بالسقوط أسفل الطاولة من فرط انحناءة جسده للأسفل أما أحمد فقال بابتسامة هادئة
_وجودك بينا يا عمي هو اللي حلى القعدة دي.. حتى لو جاي عشان تنصف البنات مش مهم المهم ان حضرتك رجعت.
_أنا راجع تاني يا أحمد.. بس حبيت أبين للاساتذة اني موجود حتى لو كنت بعيد!
ارتبك الشباب في وجوده بينما رفعت الفتيات رؤؤسهم بتفاخر بوجود حليفهم القوي والسند الذي لا يستهان به وكأنهن أتين بمن نصفهم على الظلم القابع عليهن كالطفل الصغير الذي تعرض لعقۏبة وظلم طائل فلجأ لوالده الذي لم يخيب ظنه فعاد لمن تسبب له بالأڈى متبخترا لاتباع أبيه له وحرصه على رد العقۏبة لمن فعل أذيته بابنه الصغير!!
_ الزوجة عمرها ما كانت مطالبة انها تكون خدامة ومربية للاولاد عشان تيجوا انتوا وتهينوا بناتي على أخر الزمن.. مفيش أكتر من الخدم بالقصر وكان بإمكاني اجيب للاولاد مربية بس أنا مش حابب ده.. زي ما أنا مش عايز الشغل ياخدكم عن اولادكم عشان تقدروا تزرعوا فيهم اللي ربناكم عليه مش عايزكم كمان تقصروا مع زوجاتكم.. لان الاتنين زي بعض.. علاقتك مع ابنك مش هتكون قوية وفي اضطرابات ومشاكل بينك وبين مراتك ياريت نفهم ده كويس.
_أظن كلامي اتفهم كويس
وحينما لم يأتيه رد اعتراضي عما قال.. هز رأسه وهو يردد
_عظيم.. ودلوقتي حابب أكون مع بنتي شوية.
تفهم الجميع طلبه الخاص فبدأ الحضور بالإنسحاب للخارج وحينما وجد من يتبعهم قال ومازالت عينيه على ابنته
_استنا أنت بره يا ياسين.
استدار تجاهه وهو يهز رأسه في طاعة
واتبع الجميع للخارج فنهضت مليكة عن مقعدها البعيد عن أباها ثم جلست على مقعد عدي القريب منه فقالت بحماس وفرحة جعلت وجهها يشع بها
_مش مصدقة أن حضرتك جيت هنا النهاردة أنا لسه مكلماك امبارح!
رفع يده ليحتضن وجهها بين يده واليد الأخرى تعدل من حجابها الذي تراجع بفوضوية للخلف وقال بابتسامة ظهرت أسنانه
أدمعت عينيها تأثرا بحديثه فضمھا ياسين لأحضانه فتعلقت به مثلما كانت تفعل بطفولتها وقالت بصوت باكي
_متتأخرش أنت وماما أكتر من كده.. مفتقدة وجودكم جنبي.
ربت على خصرها بحنو وهو يخبرها
وأبعدها عنه وهو يشاكسها بشك
_وبعدين أنا بعيد عنك فين أنا مش بكلمك كل يوم!
هزت رأسها بتأكيد فعاد ليخبرها بمميزات ما يفعل لأجلها
_حد في اخواتك كلهم بيعرف يتواصل معايا غيرك
هزت رأسها بالنفي فابتسم وهو يخبرها
_عشان تعرفي أن مفيش حد في غلاوتك عندي.. ياسين الچارحي معندوش غير بنت واحدة وممكن يهد الدنيا عشان دمعة واحدة من عنيها ولا أيه
ابعد الدموع بأصبعه عن عينيها فابتسمت بفرحة اتنقلت اليه فقال وهو يشير لها بخبث
_يلا نهد الدنيا مع بعض!
فشلت بفهم المغزى من حديثه الغامض فلم تعي بما يقول الا حينما وجدته
يشير لياسين الذي يترقب اشارة منه من خلف الباب الزجاجي التابع للمطعم فما أن وجده يشير له حتى ولج للداخل وأسرع إليه وهو يردد باحترام
_تحت أمرك يا عمي.
أشار بعينيه تجاه المقعد الذي يقابل مليكة
_اقعد.
انصاع لأمره وجلس على الفور فتعمق تجاهه بنظرة مطولة اتبعها نبرته الخشنة
_كل أب في الدنيا أناني في حب أولاده وأنا كمان بالرغم من إني بعتبركم كلكم أولادي بس ڠصب عني عندي الأنانية دي.. اكتفيت باللي عملته مع ولاد عمك لكن معاك أنت لأ!
ازدرد ريقه بتوتر وخاصة حينما استرسل حديثه الغامض الذي يتخلله المرح بالرغم من حدته
_بنتي لو اشتكتلي منك تاني يا ياسين مش هحارب عدي بس سامعني!
اتنقلت نظراته لزوجته التي اعتلى وجهها الخۏف بالرغم من أنها من دفعت لكل ذلك فبدأت ملامحها بالارتخاء حينما قال أبيها
_أنا مش راضي عن تصرفاتك كلها يا ياسين وخصوصا باللي بتعمله أنت وأحمد بالمقر.
اندهش من معرفته بالأمر ففجأه ياسين مجددا
_اوعى تكون فاكرني مش عارف باللي بيحصل جوه شركاتي أنا سايبك كل المدة دي عشان تراجع نفسك وتفوق ومن واجبي لما ألقيك اتماديت أفوقك انا.
وأشار له بحدة وتعصب طال نبرته المنفعلة
_سبق وجيت على نفسك وبيتك وبنتي وعشان كده نقلت عدي وعمر للمقر وبعد اللي عملته ده لسه مصمم تبذل مجهود يفوق طاقتك وكل ده ليه فهمني!
واسترسل باستهزاء وعينيه تتابع الفراغ
_كنت فاكر أن وجود البيه هيفرق بس الظاهر إني كنت غلطان لأنه زاد من أحماله عليك وعلى أحمد!
أجابهياسين بهدوء
_صدقني يا عمي عدي بيبذل مجهود كبير عشان يكون أد المنصب ده لو حضرتك شوفت هو بيدرس أيه أو مهتم يوصل لايه هتقدر تفهم إن آآ..
استوقفه عن الحديث عن أمره
_أنا اللي عايزك تفهم إن سعادة بنتي مرتبطة بيك يا ياسين وأنا مش هسمحلك تحرمها من أبسط حقوقها... كلامي انتهى هنا ومش هيتفتح تاني اتمنى تكون استوعبته وفهمته.
نهض حينما وجده ينهض عن مقعده فلحقت به مليكة وهي تتساءل بلهفة
_حضرتك هتسافر تاني
استدار ياسين تجاهها وقد انقشع قناع الصلابة والجمود عن وجهه فمنحها ابتسامة هادئة وهو يخبرها
_لازم يا حبيبتي.. أنا سبت ماما في اليخت لوحدها بتمنى انها متقلقش من نومتها غير بكره الصبح والا حالة الړعب اللي هتكون فيها مستحيل هسامح نفسي عليها.
راقبته وهو يغادر والابتسامة مرسومة على وجهها السابح في بحر من الهيام لم تفق منه الا على صوت زوجها المتساءل
_مش هنمشي ولا هنقضي الليل هنا!
حاوطها الغيظ ليبدد كل تلك القلوب المنعكسة من عينيها وهي تراقب أبيها يغادر لسيارته الخاصة فصاحت بانفعال ساخر
_الناس اللي بتفهم بالرومانسية مقضين ليلتهم على يخت في عرض البحر وإنت بتقولي هنقضيه بالمطعم.. مفيش فرق عمرك ما هتتعلم.
مرر يده بين خصلات شعره يرتبه بفوضوية وبنفاذ صبر أجابها
_مليكة بلاش تقارنيني بياسين الچارحي لأن مينفعش حد يتقارن بيه!
بسمة مغرورة لاحت على شفتيها
_أكيد.. عمر ما حد فيكم هيبقى زيه في يوم من الأيام.
بابتسامة مسالمة لا تستهدف معركة طاحنة بينهما
_براڤو يا عمري.. ودلوقتي بينا نرجع البيت عشان عندنا حساب لازم نصفيه مع بعض في جو رايق.
ابتلعت ريقها الجاف بتوتر جلي اتبع اشارتها الصارمة له
_متفكرش إن عشان بابا رجع إن ماليش حد.. تليفون صغير وهتلاقي عدي وعمر في انتظارنا بالبيت.
تعالت ضحكاته الرجولية الساحرة فصمد بعد محاولات مستمية وهو يخبرها
_لما تحبي تتحامي في حد مش هتلاقي غير حضڼي تتحامي فيه حتى لو كان مني ولا نسيتي!
كلماته زرعت بداخلها عاطفة قذفتها لموج من الرغبة به وخاصة حينما داعب ذقنها بحركة دائرية نفذت لداخلها وجدت ذاتها تنصاع ليده التي تقربها منه شعرت وكأن العالم ينتهي عند تلك النقطة التي انهت من خلفها الجدال والمعارك الزوجية التي ربما لا نهاية لها عند النساء هرولت المشاعر لتلاحق تبعيتها بعشق ولوهلة توقف عن عناقها حينما همست له بخفوت
_ياسين!!
نداء يستنكر قربه الغريب في مكان كذلك ربما قلة من يتواجد به لغسق الليل الذي استحوذ على مسائه الليلي من جعل المطعم شبه خالي من حولهما ابتعد عن وجهها وهو يتفحص مدخل المطعم الجانبي فجذبها من خلفه وهو يشير لها
_تعالي.
حاولت ان توقفه وهي تخبره
_باب الخروج مش من هنا!
لم يبطئ من خطواته أو حتى الټفت اليها ليجيبها عما يضمره وجدت مليكة ذاتها أمام استقبال خارجي يؤدي للفندق الاساسي التابع للمطعم فوجدته يحجز غرفة لهما به التقط ياسين مفتاح الغرفة من العاملة ثم صعد بصحبتها للغرفة فما أن ولجوا معا للداخل حتى عاتبته باستنكار
_أنت ازاي متقوليش على حاجة زي دي هنفضل هنا ازاي ويحيى ابني لوحده!
تغاضى عن أي شيء ستذكره في تلك اللحظة التي يواجه بها طوفان سيغرقه حتما يصارع لمۏت يجده بقربها نجاة!
دنا منها ليقتبس من ريحق ما تخفيه خصيصا له وحينما ابتعد همس وهو يلتقط أنفاسه
_يحيى مبقاش ولد صغير عشان تخافي عليه!
ثم قال بابتسامة خبيثة وهو يقترب منها
_مش عايزك تفكري في حد تاني غيري!
بالخارج..
وجده يستند على سيارته بانتظاره فما أن رآه يحيى حتى دنا منه وهو يسأله بضيق متعجب لما يحدث
_أنا مبقتش فاهم حاجة.. الصبح اتكلمنا وقولتلك عن الصفقين بليل اتفاجئ بيك بتكلمني وبتقولي احضرلك الملفين وأقابلك في نفس المكان اللي فيه الاولاد!... والأهم من ده كله انت جيت هنا ازاي وهترجع لليخت ازاي!
بسمة ياسين الثابتة جعلته ينزوي غيظا من طباع رفيق دربه التي لن يغيرها الزمان فقال بيأس
_أنت ناوي على أيه يا ياسين!
ضيق حاجبيه بسخط وهو يتأقلم مع سؤاله المعتاد فقال بنفاذ صبر
_يحيى أنت مملتش من سؤالك اللي كل ما تشوف وشي تسأله ده.. أنت ليه شايفني عميل سري!!
نظرة ساخرة حانت منه قبل أن يلحقه قوله
_عميل المخابرات وشه مكشوف جنبك يا ياسين يا جارحي!
ابتسم وكأن جملته نالت استحسانه ثم عاد ليتساءل
_فين ياسين!
أشار على السيارة وهو يجيبه
_نام في الطريق.. الوقت متأخر جدا.
لم ينتظر لسماع باقي جملته بل اتجه لسيارته ثم صعد للمقاعد الخلفية تاركا الباب من خلفه تبسم وجهه وهو يتأمل حفيده يغفو بهدوء صنعه لنفسه بتلك المساحة الآمنة قرب ياسين يده منه فمررها على رأسه بحنان وحب كم ود بألا يوقظه بتلك اللحظة ولكنه بحاجة للحديث معه قبل أن يغادر بطائرته الخاصة فناداه بصوت منخفض حتى لا يفزع
_ياسين..
مجرد سماعه لصوته فتح الصغير عينيه بعدم تصديق لما التقطته آذنيه التي لم يصدقها بالوهلة الاولى فاتسعت حدقتيه على مصرعها حينما وجده وارتمى على صدره وهو يردد بعدم استيعاب
_حضرتك رجعت أمته!
ضمھ ياسين اليه وأجابه بشوق
_مش مهم.. المهم ان مكنش ينفع أرجع تاني من غير ما أشوفك.
تلاشت السعادة المحفورة على وجهه الشبيه لملامحه بشكل كبير فقال بحزن
_يعني حضرتك راجع تاني!
أجابه ومازالت الابتسامة مرسومة على وجهه
_بالظبط.. وطلبت من إنكل يحيى يجيبك هنا لاني محتاج أعرف منك حاجة مهمة بالفترة الجاية.. ومتحاولش تغلط وحد يحس انك على تواصل معايا.
تساءل باستغراب
_حاجة أيه
علت بسمة المكر على وجهه فضيق عينيه تجاه الصغير ببسمة خبيثة ستمكنه من معرفة ما يخطط عدي فعله طوال الفترة التي سيبعد بها عنه وخاصة من سينوب عن الصفقتين أو بالأحرى سيضع
من بوجهة الأخر!
بالقصر..
اللجوء لياسين الچارحي كان بمثابة الصڤعة التي طالت وجوه الشباب جميعا وترتب على ذلك خوف من القادم لذا بمجرد توقف السيارات بالخارج هرولت الفتيات سريعا لغرفهم خوفا من المواجهة الصاډمة بين الاطراف أما الشباب فجلسوا